ونحن نلاحظ إلحاح الروح القدس في قلوبنا؛ لأنه يقودنا برفقٍ نحو الصليب. ويفتح قلوبنا لكي لا نتمسك بالحياة الحاضرة في كل صورها، بل نضع هذه الحياة برمتها تحت أقدام المسيح. ويُعزي قلوبنا عندما يكشف لنا جمال المواعيد السمائية مؤكداً لنا أن السماء أفضل، وأن الروح أهم من الجسد، وأن الشركة مع الله وفيه أعظم من كل كنوز الأرض.
- هذا الإلحاح نراه فينا كل يوم، وهو الذي يردنا إلى التوبة؛ لأن الروح القدس – بسبب شركتنا في المسيح – يتودد إلينا بذات الحنو والصلاح ويعمل فينا ناقلاً من الرب كل ما يخص صلاحه ومحبته التي أظهرها نحو الخطاة والساقطين غارساً فينا رجاءً لا يفنى.
علامات سُكنى الروح القدس فينا هي الرجاء، والثقة في صلاح الله، وقبوله للخطاة؛ لأن الخطية – بسبب الكبرياء – التي فينا، تدفعنا نحو اليأس، وهذه هي خطية يهوذا الإسخريوطي.
- برفقٍ يقودنا الروح القدس نحو يسوع المصلوب، ويغرس الصليب في الفكر وفي القلب وفي الإرادة: في الفكر كرؤي ، وفي القلب كمحبة عميقة تدفع الإرادة نحو الغفران ونحو البذل، وفي الإرادة حتى الرفض، ليس فقط إغراءات الخطية، بل حتى الأمور الصالحة التي تعطل البذل.
رسالة الأب صفرونيوس إلى تلميذه تادرس عن المئوية الأولى في التوبة
70- 71 صفحة 24 – 25 مترجم عن المخطوطة القبطية
70- 71 صفحة 24 – 25 مترجم عن المخطوطة القبطية