Site icon فريق اللاهوت الدفاعي

ميلاد يسوع المسيح تاريخيا – دانيال والاس – ترجمة: مينا عاطف

ميلاد يسوع المسيح تاريخيا – دانيال والاس – ترجمة: مينا عاطف

ميلاد يسوع المسيح تاريخيا – دانيال والاس – ترجمة: مينا عاطف

التمهيد

فيما يلي جزء من سلسلة قصيرة من البنود الإيمانية المتعلقة بولادة المسيح. بالنسبة إلى البعض، لا تُعتَبَر هذه المواد ايمانية على الاطلاق لأنها تركز بشكل رئيسي على التاريخ. ولكن يجب ان نُبقي في ذهننا ان يسوع الذي نعبده وُلد فعلا في زمن ما. وذلك الطفل الذي في المذود قد صُلب بحق … وبالتأكيد قام من الموت. يختلف الكتاب المقدس عن الاسفار المقدسة لأديان اخرى لأنه يدعو إلى تحقيق تاريخي. وعندما يجتاز الاختبار -كما يفعل بالتأكيد دائما، لا محالة -يغرس في قلب المؤمن قدرا أكبر من الإخلاص لمن نسميه ابن الله.

 

السنة التي ولد فيها يسوع

في نصف الكرة الغربي، نقسم الوقت بولادة يسوع المسيح. لكن هل حقا عاش على أرضنا؟ إذا كان الامر كذلك، فمتى وُلد؟ منذ فترة، بدأت محادثة مع رجل ادّعى ان الله غير موجود. كان ملحدا. ولكن ليس مجرد ملحد، كما تفهم. كما أصر ان يسوع المسيح لا وجود له ابدا! هذا الرجل كان قوياً.

 

الآن صديقي الملحد لديه إيمان لا يصدق -إيمان أعمى يمكنني أن اقول إن حماسته الدينية ستجلب الكثير من الخزي للعديد من الإنجيليين. لكن الدليل على ان يسوع المسيح غزا التاريخ لا يقتصر على الاكتفاء شهادة العهد الجديد -مهما كان ذلك دليلا دامغا! اعداء المسيحية ادّعوا انه عاش -وأنه صنع المعجزات! فالوثائق اليهودية القديمة مثل المشناه ويوسيفوس -بالإضافة إلى المؤرخين الامميين في القرن الاول -مثل تالوس وسرابيون وتاسيتوس -تشهد كلها ان الشخص المدعو المسيح عاش في فلسطين ومات تحت حكم بيلاطس البنطي. كما يقول ف ف بروس ان يسوع هو حقيقة تاريخية مثل يوليوس قيصر.

 

من المنطقي الآن أن يسوع المسيح لو عاش، فلا بد أنه ولد. تخبرنا الاناجيل انه وُلد قبيل موت هيرودس الكبير. يمكن تحديد موت هيرودس بشكل مؤكد.

 

يذكر يوسيفوس خسوف القمر قبيل موت هيرودس. وقد حدث ذلك في الثاني عشر أو الثالث عشر من مارس عام 4 قبل الميلاد، كما يخبرنا يوسيفوس أن هيرودس قد مات قبل عيد الفصح. حدث هذا العيد في 11 أبريل، في نفس العام، 4 قبل الميلاد، من التفاصيل الأخرى التي قدمها يوسيفوس، يمكننا أن نحدد أن وفاة هيرودس الكبير حدثت بين 29 مارس و4 أبريل في 4 قبل الميلاد.

 

قد يبدو غريبا أن نقترح أن يسوع المسيح ولد في موعد لا يتجاوز 4 قبل الميلاد بما أن قبل الميلاد تعني قبل المسيح لكن تقويمنا الحديث الذي يقسم الوقت بين قبل الميلاد وبعد الميلاد لم يُخترَع حتى 525 بعد الميلاد. في ذلك الوقت، طلب البابا يوحنا الأول من راهب يدعى ديونيسيوس إعداد تقويم موحد للكنيسة الغربية. لسوء الحظ، فقد فقد ديونيسيوس فرق بين قبل وبعد الميلاد على الأقل أربع سنوات!

 

والآن يخبرنا متى ان هيرودس قتل اطفال بيت لحم بعمر سنتين فما دون. من خلال مجموعة متنوعة من المؤشرات الزمنية الأخرى، يمكننا أن نكون واثقين نسبيا أن المسيح ولد في أواخر 5 أو أوائل 4 قبل الميلاد

 

صديقي الملحد يسخر من هذه المرونة يقول: “إذا كنتم لا تعرفون متى وُلد يسوع بالضبط، فكيف تعرفون انه عاش حقا؟”. هذا ليس سؤالا منطقيا ابدا! في ذلك اليوم اتصلت بأمي لأتمنى لها عيد ميلاد سعيد “أمي، كم شمعة على كعكة عيد الميلاد هذا العام؟” لقد تنهدت: “لا أعرف يا بني -لم أعد أتعقب هذا بعد الآن”. وبعد دقائق قليلة من المحادثة السعيدة، اقفلنا الخط.

 

الآن، بالطبع، لا أستطيع أن أكون متأكدا، لكنني أعتقد أن تلك كانت أمي على الطرف الآخر من الهاتف. فهي لا تستطيع أن تتذكر كم تبلغ من العمر (وهي ليست خرفة ولا كبيرة السن)، ولكن هذا لا يجعلها من نسج خيالي، أليس كذلك؟ لأنه إذا كانت مجرد شبح، إذن في الدقائق الثلاث الأخيرة، كنت تقرأ لا شيء على الإطلاق.

ميلاد يسوع المسيح تاريخيا – دانيال والاس – ترجمة: مينا عاطف

يوم ميلاد المسيح

في الخامس والعشرين من ديسمبر القادم معظم الآباء سيكذبون على أبنائهم بشأن القديس نيكولاس العجوز بعضنا سيحتفل بولادة مخلصنا. لكن هل هو حقا ولد في هذا اليوم؟ هل وُلد يسوع حقا في 25 ديسمبر؟ تقريبا كل شهر في التقويم يقترحه علماء الكتاب المقدس. فلماذا نحتفل بمولده في ديسمبر؟

 

تقليد 25 ديسمبر في الواقع قديم جدا. قال هيبوليتوس، في القرن الثاني بعد الميلاد، أن هذا هو عيد ميلاد المسيح. وفي الوقت نفسه، في الكنيسة الشرقية، كان 6 يناير هو التاريخ المُتَّبَع.

 

ولكن في القرن الرابع، قال يوحنا ذهبي الفم أن 25 ديسمبر هو التاريخ الصحيح ومنذ ذلك اليوم وحتى الآن، احتفلت الكنيسة في الشرق، وكذلك في الغرب، 25 ديسمبر كتاريخ رسمي لولادة المسيح.

 

في العصر الحديث، تم تحدي التاريخ التقليدي. يشير العلماء المعاصرون إلى انه عندما وُلد يسوع، كان الرعاة يراقبون خرافهم في التلال المحيطة ببيت لحم. يخبرنا لوقا ان ملاكا ظهر ‹ لبعض الرعاة الذين بقوا في الحقول يسهرون على رعيتهم ليلا › (٢: ٨). ويرى بعض العلماء أن الخراف تُجلب عادة تحت الغطاء (في الحظائر) من نوفمبر إلى مارس.

 

كذلك، لم يكونوا عادة في الميدان في الليل. ولكن لا يوجد دليل قوي على هذا. وفي الواقع، تشير المصادر اليهودية الباكرة ان الخراف المحيطة ببيت لحم كانت خارج البيت طوال السنة. لذا يمكنكم أن تروا، الخامس والعشرين من ديسمبر يتناسب مع التقاليد والسرد الإنجيلي بشكل جيد. ولا يوجد اعتراض سليم على ذلك.

 

والآن من المُعتَرَف به ان الخراف المحيطة ببيت لحم كانت الاستثناء وليس القاعدة. لكنَّ هذه الخراف لم تكن خرافا عادية. لقد كانوا كبش التضحية ففي اوائل الربيع كانوا سيُذبحون في عيد الفصح.

 

والله في البداية كشف ولادة المسيح لهؤلاء الرعاة الرعاة الذين حموا الخراف الوديعة التي ستموت قريبا نيابة عن الآثمين. كيف رأوا الطفل؟ أيمكن أن يعرفوا؟ ربما نُخِسوا في قلوبهم بشيء يُشبه ما قاله يوحنا المعمدان لاحقا: “هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم!”.

 

طبعا، لا يمكننا ان نكون على يقين تام من يوم ولادة المسيح. على الأقل ليس هذا الجانب من السماء ولكن الموعد في وقت مبكر من الشتاء يبدو معقولا كأي تخمين آخر. والخامس والعشرين من ديسمبر كان الأبرز لثمانية عشر قرناً وبدون المزيد من الأدلة، فلا يبدو أن هناك سبباً وجيهاً لتغيير تاريخ الاحتفال الآن.

 

 يمكننا أن نلوم الكنيسة القديمة على جزء كبير من عدم معرفتنا تحديدا كما ترى، لم يحتفلوا بولادة المسيح على الإطلاق. بالنسبة لهم لم يكن هذا ذا أهمية، فقد اهتموا بموته وقيامته أكثر بكثير.

 

 ولكن الانسان الحديث قد قلب ذلك. الطفل الذي يرقد في المذود ليس مؤذياً ولا مهدداً لكن رجل يموت على صليب رجل يدعي أنه إله ذلك الرجل تهديد إنه يطالب بولائنا! لا يمكننا تجاهله. يجب أن نقبله أو نرفضه إنه لا يترك لنا أي حل وسط.

 

 في موسم عيد الميلاد هذا، ألقوا نظرة فاحصة على مشهد المهد مرة أخرى. أزل نظارتك الوردية ربما يمكنك ان تشم الكريهة، شاهد الحيوانات الباردة المرتجفة وهي تمثل نظام التضحية في العهد القديم. إنها رموز الموت لكنها مجرد ظلال للطفل الذي في وسطهم لقد ولد ليموت ليحيا كل من يؤمن به

 

زيارة المجوس

 عندما ولد يسوع المسيح، جاء الرجال -المعروفون باسم المجوس -من الشرق لعبادته. فهل كَانُوا رجالا حكماء… أم منجمين؟ يستهل متى اصحاحه الثاني بهذه الكلمات: “الآن بعدما وُلد يسوع في بيت لحم اليهودية في ايام هيرودس الملك، ها هم مجوس من المشرق وصلوا إلى اورشليم قائلين: ‹ اين هو الذي وُلد ملكا لليهود؟ لِأَنَّنَا رَأَيْنَا نَجْمَهُ فِي ٱلشَّرْقِ، وَجِئْنَا لِعِبَادَتِهِ ›».

 

من كان هؤلاء الرجال الحكماء من الشرق؟ لم يخبرنا متى أي شيء تقريبا عنهم -لم يذكر أسمائهم، ولا كم عددهم -ولا حتى من أي بلد جاءوا. فهم يختفون في غموض من حيث أتوا. ومع ان متى لا يخبرنا الكثير، فقد ملأ المسيحيون الغيورين جدا في تاريخ الكنيسة الفراغات بشكل جازم. وبحلول القرن السادس الميلادي، تم إعطاء هؤلاء الغرباء.

 

عروش وأسماء: غاسبار، وملكيور، وبالتازار كانت الأسماء المزعومة لهؤلاء الملوك المزعومين. ولكن هذا لا علاقة له بالقصة الكتابية: فنحن لا نعرف حقاً ما هي أسمائهم ـ ولا حتى عددهم. قد يكون هناك ثلاثة أو ثلاثمائة على حد علمنا ولكن هناك شيء واحد نعرفه على وجه اليقين: أنهم لم يكونوا من الملوك. المجوس القدماء كانوا مستشارين سياسيين للملوك الشرقيين لكن لم يكن بينهم أي دم ملوكي.

 

ولكن أليس صحيحا أن المجوس كانوا منجمين؟ ألم يأمر الله بالموت للمنجمين في العهد القديم؟ “ليس دائماً” و”نعم” هما الأجوبة. ففي التثنية ١٧، يأمر الله شعبه بأن يقتلوا جميع المنجمين بالرجم. لن يكون لجين ديكسون فرصة للنجاة في مثل هذه الثيوقراطية! حقيقة أنها … وغيرها من أمثالها … يتم التسامح معها بشكل مريح … حتى أنها تحظى باحترام كبير! –في أمريكا الحديثة فهذا لأن أمريكا تعيش عصر ما بعد المسيحية في أحسن الأحوال.

 

لكن ماذا عن هذه المجوس القدامى؟ هل كانوا منجمين؟ فقد تبعوا نجما إلى بيت لحم. يمكننا ان نجيب عن هذا السؤال بثلاث طرائق:

اولا، لم يكن كل المجوس منجمين، لأن دانيال النبي كان رئيس المجوس في بلاط نبوخذنصر. ولا شك ان كثيرين من المجوس، من خلال تأثيره، اضطلعوا بواجباتهم الدينية والسياسية كعبّادٍ للإله الحقيقي الأوحد.

 

ثانيا، هناك بعض علماء الكتاب المقدس الذين يعتقدون أن إشعياء تنبأ بأن نجمة ستظهر عند ولادة المسيح. وإذا كان هذا التفسير صحيحا، فمن الواضح ان المجوس الذين عبدوا الملك المولود حديثا كانوا يتبعونه في درب دانيال، لأنه لا شك انه علّمهم من أشعياء.

 

ثالثا، على الرغم من أن قليلين يعتقدون أن “النجم” الذي رأوه كان ظاهرة طبيعية -مثل اقتران زحل والمشتري -هذا لا يمكن أن يفسر كيف وقف النجم فوق بيت لحم. من الواضح أن النجم كان من أصل خارق للطبيعة. إذا كان الامر كذلك، فلا علاقة له على الارجح بالتنجيم

 

لذلك، لم يشترك المجوس على الارجح في مثل هذه الحماقة الخرافية. إذا كان الامر كذلك، فقد كانوا حقا رجالا حكماء. رأيت ملصقا ذات يوم كتب عليه “الحكماء ما زالوا يبحثون عنه” في الحقيقة، ذلك لَيسَ دقيقَ جداً. يقول لنا الكتاب المقدس: “لا أحد يطلب الله ولا واحدا”. ولكن اذ هو يقودنا إلى نفسه هكذا نصبح حكماء. سيكون صحيح أكثر إذا قلنا إن الحكماء ما زالوا يعبدونه

 

أطفال بيت لحم

كان قتل هيرودس الكبير لأطفال بيت لحم من أبشع الفظائع في تاريخ البشرية. لكن هل حدث ذلك حقاً؟ في الاصحاح الثاني من انجيل متى، نقرأ انه عندما سمع هيرودس الكبير بولادة المسيّا، “كان مضطربا -وكل اورشليم معه”. ولاحقا، عندما لم يخبره الحكماء، غضب وأمر بذبح جميع الاولاد في بيت لحم ونواحيها حتى عمر سنتين!

 

تتبادر إلى ذهننا ثلاثة اسئلة فيما نتأمل في هذه الحادثة القاسية: اولا، كم عدد الاطفال الذين قتلهم هيرودس فعلا؟ ثانيا، كم كان عمر يسوع عندما حدث ذلك؟ وأخيرا، لماذا لا يسجل أي مؤرخ قديم آخر هذه الجريمة؟ بعبارة أخرى، هل حدث ذلك حقا؟

 

كم طفلاً قتل هيرودس؟ وقد اقترح بعض العلماء ما يصل إلى 200 شخص! ولكن أغلبهم يرفضون مثل هذه الأرقام. بيت لحم كانت مجتمعا صغيرا تقريبا ضاحية من ضواحي القدس والقرية نفسها -والريف المحيط بها -لا يكاد يوجد بها أكثر من 30 رضيعا من الذكور دون سن الثانية. يضع معظم العلماء اليوم العدد بين 20 و30.

 

لكن هذا لو أن الأطفال فقط قتلوا وفي الواقع، يمكن ان يعني النص اليوناني في متى ٢: ١٦ ‹ اطفالا › -لا مجرد ‹ اطفال اولاد ›. ومن الناحية النفسية، ربما لم يكلف أتباع هيرودس عناء التحقق من جنس ضحاياهم. قد يصل العدد إلى 50 أو 60.

 

ثانيا، كم كان عمر يسوع عندما حدث ذلك؟ وفقاً لأفضل دليل زمني، لا يمكن أن يكون عمره أكثر من ثلاثة أو أربعة أشهر. من المرجح أنه ولد في شتاء الخامس أو الرابع قبل الميلاد –هيرودس توفي في أوائل ربيع الرابع قبل الميلاد. إذن لماذا قتل هيرودس جميع الأطفال حتى سن الثانية؟ الجواب عن السؤال الثالث قد يساعدكم على الاجابة عن هذا السؤال.

 

ثالثا، لماذا لا يُسجَّل هذا الحدث خارج الكتاب المقدس؟ على وجه التحديد، لماذا لم يذكرها يوسيفوس، المؤرخ اليهودي في القرن الاول؟

يخبرنا يوسيفوس الكثير عن هيرودس. أفضل كلمة لوصف حكمه هي “سفاح”. قتل والد زوجته المفضلة، أغرق شقيقها، وحتى قتلها هي! وأعدم واحدا من أكثر أصدقائه ثقة، حلاقه، و300 من القادة العسكريين -كل ذلك في عمل يوم واحد! ثم قتل ثلاثة من أبنائه، واشتبه فيهم بالخيانة. ويخبرنا يوسيفوس أن “هيرودس ارتكب مثل هذه الجرائم على (اليهود) كما لا يمكن حتى لوحش أن يفعل لو كان لديه القدرة على الحكم على البشر” (آثار اليهود 17:310). قتل الأطفال ليس من المستبعَد على مثل هذا الملك القاسي وقتلهم حتى عمر السنتين ليتأكد من أنه جعل الطفل يسوع في صفوف الموتى بسبب غيرته المجنونة على السلطة.

 

ربما حذف يوسيفوس قتل الأطفال لأحد سببين: أولا، لم يكن صديقا للمسيحية وتركها عمدا؛ أو الثاني، قبل وفاة هيرودس مباشرة حبس 3000 من مواطني الأمة البارزين وأعطى أوامر بإعدامهم في ساعة وفاته. فقد اراد ان يتأكد ان يكون نوح عند موته… وقد انشغلت اسرائيل كثيرا بذلك حتى ان قتل بعض الاطفال لم يكن ليُلاحظ.

 

فقد ظن هيرودس انه انتصر على ملك اليهود. لكنَّ ذلك كان مجرد رمز إلى النصر الذي ظن الشيطان انه سيحققه عندما كان يسوع ميتا على صليب روماني. لكنَّ القبر الفارغ برهن ان تلك الجمعة المظلمة هي اسوأ هزيمة للشيطان!

 

خاتمة

لقد بحثنا في عدة جوانب من ولادة يسوع المسيح في هذه الدراسة القصيرة. الآن، نريد أن نضع كل ذلك معا. في شتاء 5 أو 4 قبل الميلاد، غزا الله التاريخ متخذا شكل الرجل. ولد في بلدة صغيرة جنوب القدس مباشرة. حتى ان بيت لحم، التي تعني ‹ بيت الخبز ›، استحقت اسمها ليلة شتاء وحيدة. لأنه هناك وُلد في تلك البلدة خبز الحياة.

 

وضعت والدته الملك الرضيع في مذود -أو حوض تغذية -لأن غرفة الضيوف التي كانوا يقيمون فيها كانت مشغولة. ولم يحتفل بولادة هذا الملك في تلك الليلة سوى امه وزوجها وعدد قليل من الرعاة. كان الرعاة في الحقول المحيطة ببيت لحم يحرسون الحملان التي ستموت في الفصح القادم ظهر لهم ملاك وأعطاهم إعلان الولادة: “اليوم في مدينة داود وُلد لكم مخلص، الذي هو المسيح الرب” (لوقا 2، 11). في إيمانهم البسيط، هرعوا لرؤية ملكهم المولود حديثا.

 

بفترة قصيرة بعد ولادة المسيَّا، وصل مجوس من الشرق إلى اورشليم وسألوا الملك هيرودس اين سيولد ملك اليهود الحقيقي. عرف اللاهوتيون في بلاط هيرودس الكتاب المقدس جيدا – فقالوا في “بيت لحم”. ومن المفارقات انهم برغم معرفتهم للكتب المقدسة فلمو يؤمنوا بها حتى انهم لم يكلفوا أنفسهم عناء السفر خمسة أو ست كيلومترات إلى بيت لحم لرؤية المسيَّا الخاص بهم. غير ان هيرودس آمن بالكتب المقدسة ولهذا السبب أرسل فيلقا من القتلة السفاحين إلى بيت لحم لذبح الأطفال الأبرياء، على أمل تدمير منافسه على عرشه. لكنه كان متأخراً جداً المجوس كان قد جاءوا ورحلوا ويسوع الآن في أمان في مصر.

 

والمجوس آمنوا بالكتاب المقدس لقد سافروا مئات الأميال لعبادة هذا الطفل لقد توجهوا إلى بيت لحم من خلال ظاهرة سماوية خارقة للطبيعة -ومن خلال الكتب المقدسة. فكما يظهر، كان دانيال النبي قد علَّم اسلافهم عن المسيَّا الآتي… فَلَمَّا رَأَوْا الْوَلَدَ سَقَطُوا وَعَبَدُوهُ هذا كان الرب الله المتجسد لم يكن بوسعهم فعل شيء آخر.

 

وأعطوه هدايا ذهب ولبان ومر كانت هذه هدايا غير تقليدية بأى معايير. الذهب بالطبع كلنا نفهم لكن اللبان والمر كانا غريبين فربما قرأوا نبوة اشعيا التي تقول: “ستأتي امم إلى نورك، وملوك إلى قيامتك… يجلبون ذهبا ولبانا ويحملون بشارة… “(اش ٦٠: ٣، ٦) وهذا ما يفسر اللبان وليس المرّ.

 

اما المرّ فكان عطرا كاللبان. ولكن على عكس اللبان، تفوح رائحة المرّ من الموت. في العالم القديم، كان يستخدم للتحنيط، وربما يسوع نفسه تم تحنيطه بهذا العطر (يو 19 :39)

 

إذا كان المجوس يفكرون في موت يسوع عندما جلبوا المرّ، فلا شك أنهم عرفوا ذلك من نبوة دانيال (9:24-27). في الفصل التاسع من دانيال نقرأ أن ‘المسيح سيقطع’ وهذا ‘سيكفِّر عن الظلم’ وفي النهاية ‘يجلب البر الأبدي’ (9، 26، 24) حتى عند ولادة مخلصنا، كان ظل الصليب يسقط على وجهه.

 

لم يصدق اللاهوتيون في بلاط هيرودس الاسفار المقدسة. لقد كانوا حمقى آمن هيرودس لكنه رفض الاطاعة كان رجلا مجنوناً الرعاة البسطاء والمجوس المهابون آمنوا بهذا المخلص الرضيع عسى ان نلحق بركابهم.

Exit mobile version