دور اسرائيل الكهنوتي بين الأمم – مينا مكرم جابالله
دور اسرائيل الكهنوتي بين الأمم - مينا مكرم جابالله
دور اسرائيل الكهنوتي بين الأمم – مينا مكرم جابالله
يُظهر البعض كثير من الأمور في التلمود والتي فيها مُعاداة وتطاول وأحياناً سُباب للأمم وكأن هذا هو الأعم والأصل في التراث اليهودي وهذا خاطئ، اغلب تلك الامور قد تسلل الى أقوال ربوات التلمود كرد فعل من الاضطهاد الواقع عليهم وهذا قبل ان يوضع التلمود في شكله النهائي. في الحقيقة فان التقليد (بما فيه التلمود) يحمل كثير من الأمور التي توضح فهم الربوات لرسالة اسرائيل بين الامم والتي هي ليست قضائية وانما كهنوتية.
مثلاً من أهم وأشهر تقدمات اليهود والتي كانوا يُقدموها في الهيكل هي تقدمة السبعين ثور والتي كانت تُقدم في خلال سبعة أيام عيد المظال والمدونة تفصيلياً في التوراة (عدد 29: 13-34)، هذه التقدمة قد فُسِّرت على انها تقدمة من اسرائيل (الامة الكهنوتية) عن السبعين أمة الأُخر [1] والذين يمثلون أمم العالم جميعاً حتى يُكفَّر عنهم وينالوا من البركات الالهية المتمثلة في نزول المطر وخصوبة الأرض وغيرها.
– التلمود البابلي (سوكا 55 ب) [2]
قال الرابي اليعزر: علام يعود السبعين ثوراً (عدد 29: 13-34)؟ – على السبعين أمة، وعلام يعود الثور الواحد (عدد 29: 36)؟ – على الأمة الوحيدة (اسرائيل) … الرابي يوحنان (قال): الويل لهم لعابدي الأوثان لأنهم سُحِقوا ولا يعلمون انهم سُحِقوا، عندما كان البيت المقدس (الهيكل) قائم، كان يُكفر عنهم في المذبح (أما) الآن فمن يُكفِّر عنهم؟
– بسيكتا دراب كهنا (28: 9) [3]
قال الرابي فنحاس كل هؤلاء السبعين ثوراً الذين قدمهم اسرائيل في العيد (المظال) هم عن السبعين أمة للعالم حتى لا يفرغ العالم منهم
– مدراش تنحوما (فنحاس 16) [4]
[تجد انه في العيد (المظال) أن اسرائيل يُقرِب سبعين ثوراً عن السبعين أمة ، قال اسرائيل أمام القدوس مُباركٌ هو: يا سيد العالم ها نحن نُقرِب سبعين ثوراً عن السبعين أمة من اجل هذا كان يجب ان يكونوا محبين لنا، ولكن ليس فقط انهم لم يحبونا ولكن قد ابغضونا لأنه قيل “بدل محبتي يخاصمونني…” (مز 109: 4)
* علق الرابي الشهير راشي (القرن الحادي عشر ميلادي) على هذا الجزء التلمودي وبالرغم من معاداته الواضحة للمسيحية إلا أنه لم ينكر ما جاء في التقليد ولم يعارضه [5] وقرر ما قاله الأولون بأن اعظم تقدمة يقدمها اسرائيل في عيد المظال هي عن أمم العالم.
___________________________________
[1] مُصطلح السبعين أمة (شبعيم اوموت – שבעים אומות) هو مصطلح يعبر عن كل امم العالم وهو مستمد من اصحاح (تكوين 10) والذي يشمل سرد نسل بني نوح الثلاث والذي منهم تشعبت وخرجت كل امم الأرض من بعد الطوفان، حيث ذُكِر لهم سبعين أمة وقبيلة.
[2] תלמוד בבלי מסכת סוכה דף נה/ב [אמר רבי (אליעזר) [אלעזר] הני שבעים פרים כנגד מי כנגד שבעים אומות פר יחידי למה כנגד אומה יחידה … רבי יוחנן אוי להם לעובדי כוכבים שאבדו ואין יודעין מה שאבדו בזמן שבית המקדש קיים מזבח מכפר עליהן ועכשיו מי מכפר עליהן:]
[3] פסיקתא דרב כהנא – פסקא כח אות ט [דא”ר פנחס כל אותן שבעים פרים שהיו ישר’ מקריבין בחג כנגד שבעים אומות העולם שלא יצדא העולם מהם]
[4] מדרש תנחומא פנחס פרק טז [את מוצא בחג שישראל מקריבים שבעים פרים על שבעים אומות אמרו ישראל לפני הקב”ה רבש”ע הרי אנו מקריבים שבעים פרים לשבעים אומות לפיכך היו צריכין אף הם להיות אוהבין אותנו ולא דיים שאין אוהבין אותנו אלא שונאין אותנו שנא’ תחת אהבתי ישטנוני]
[5] لم يعارض راشي ما جاء في التقليد وانما اضاف عليه بما يتناسب مع فكرته الخاطئة بان الامم الى زوال فقال ان تناقص الاعداد المُقدمة من الثيران كل يوم عن يوم انما يشير الى تناقص تعداد الامم وابادتهم.