كتاب يسوع من انت؟ PDF الراهب سارافيم البرموسي
دعني أتعرف عليك يا ربي وإلهي يسوع المسيح. ربي يسوع من أنت؟
أنت المولود من الآب قبل كل الدهور. فيك ملئ الحياة والنعمة. أنت والآب واحد في الإرادة والفكر والمشيئة. أنت الكائن في حضنه كل حين والناقل خبر حبه
أنت الذي بشر الملاك مريم العذراء بمولدك والمخلص للشعب وخطاياهم والرافع كل من يؤمن بك إلى حضن العلي
أنت الذي سجد حكماء المشرق تحت قدميك مقدمين هداياهم فأنت الملك الحقيقي والكاهن والمتحمل مرارة وعار الخطية من أجل برنا
أنت الذي هربت إلى مصر لتباركها حينما امتد الشر إلى قلب هيرودس وبحث عنك ليقتلك ورجعت إلى الناصرة لتخرج من الجافي حلاوة ومن الأكل اكلا
أنت الذي جلست في الهيكل تحاور علماء الشريعة لتكشف لهم عن قلب الله وأنرت لهم خفايا لم يعلموها
أنت الذي هبط عليك الروح القدس متخذا شكل حمامة وسمعنا صوت الآب من السماء معلنا أنك الابن الوحيد وبذلك انكشف لنا السر الإلهي أن الله ثالوثًا
أنت الذي جالست تلاميذك على الجبل لتعلن لهم عن دستور الملكوت الجديد. جئت لتغير قانون البقاء للأقوى إلى حب حتى من يعادينا وطلب البركة والصلاة لهم
لقد جئت لتؤكد أن كل من يطلب ويسأل ويقرع بحسب مشيئة الله سينال كل سؤل قلبه
أنت الذي تطلق قواك لكل من يأتي بإيمان أن فيك الشفاء فمن يلمس ولو طرف ثوبك ولكن في صلاة الإيمان
أنت الذي أعلنت من يريد أن يتبعني بإخلاص وصدق فيلنكر ذاته ويسير خلفي وأعطيه حياة دائمة
أنت الذي تربت على أكتاف محبيك مطمئنا أن النير خفيف لمن يسير برفقتك فأنت تحمل كل الحمل وتترك لنا متعة رفقتك على الطريق
أنت رقة الحب المتجسدة في طرقنا ليلا ونهارا. لا تقصف قبة ولا تطفئ فتيلة لم يتبقى منها سوي دخان
أنت تقدر سكيب الخطاة ولا تتحول عن دموعهم حتى وإن كانت إرادتهم خائرة
أنت هو الخبز الحي النازل من السماء وكل من يأكل جسدك ويشرب دمك بإيمان ينال الحياة والثبات فيك
أنت الذي حاميت عن المرأة الممسكة في ذات الفعل فسترت عارها بحبك عمن أرادوا أن يفتكوا بها. أنت النور الآتي إلى العالم ومن يسير خلفك لا يكون ظلام
أنت الباحث عن الخراف في كل مكان لتصير مع رعيتك وترعاها بحنوك الفائق وتصير لها راع أبدي
أنت الذي أحببت قارورة طيب انسكبت على رأسك لأنها كانت سكيب قلب أحبك
أنت الذي فرحت بقلب امرأة فقيرة ألقيت بفلسين في صندوق العطاء أكثر من كل من ألقي وهو يقدم فتات في عجب وتصلف ويظن أنه يقدم لله
أنت الذي كنت تعمل أعمالا تشهد أنها بيد الله ولكنهم رفضوا أن يقروا: أنت هو الله الظاهر في الجسد
جمعت تلاميذك ليلة الصلب لتهبهم أسرار الحب. أنت الذي لطمت وقد جئت لتضمد لطمات الحياة ومزقت الإنسان
أنت الذي عروك من لباس خاطته أيدي البشر وأنت قد جئت لتلبس كل من يقبلك ثوب البر. سمرت على الخشبة وأطلقت البركة لكل من كان في عصيان
أنت الذي عطشت فقدموا لك خلا وكنت دائما بئرا من المياه الحية لكل من يعطش إلى النبع الحقيقي
وأخيرا صرخت قد أكمل لكي تتم ذبيحة الحب