يوم الخميس يوم السر العظيم – سر الإفخارستيا وسر غسل الأرجل – وصلاة جسثيماني واختتام اليوم بقبلة القلب الغاش
أولاً مُسميات هذا اليوم العظيم
وربما جاء هذا الاسم [ الخميس الأخضر ] من عادة منح التائبين المعترفين بخطاياهم في هذا اليوم – استعداداً للتناول من الأسرار المقدسة – أغصاناً خضراء تعبيراً عن كمال توبتهم ورجوعهم إلى كمال شركتهم مع الكنيسة على أساس أنهم صاروا أغصان خضراء في الكرمة الحقيقية، ويُسمى هذا اليوم أيضاً Sheer Thursday أي [ الخميس النقي أو الواضح ]، حيث أنه في هذا اليوم، يُعطى الحل للتائبين، أو ربما جاء الاسم أيضاً من عادة الغسيل الطقسي لمذابح الكنيسة وسوف نذكرها بالتفصيل فيما بعد …
أحداث يوم خميس العهد بين التقليد اليهودي وإقامة وليمة العهد المسيانية
وكلمة فطير بالعبرية هي : [ מַצּוֹת م تص و ت ] matzot. وهذه الكلمة تعني حرفياً [ حلواً – بلا فساد – غير نتن ]. إذاً خبز الفطير يُمثل حلاوة وكمال السيرة بدون خطية. كما أن الأمر بأكل الفطير يؤكد على حياة الطهارة والقداسة في قمة كمالها للمسيا الإله الكلمة المتجسد، والذي جاء ليُكمل كل برّ ويضع حياته كحمل الله رافع خطية العالم ومتمم الذبيحة في كمالها الذي كان سابقاً رمزاً له ولتتميم عمله الكامل لأجل خلاص العالم كله منذ آدم لآخر إنسان ….
عموماً نجد أنه كان يلزم حفظ الاحتفال بعيد الفصح في جميع الأجيال كفريضة دائمة لا يُمكن أن تنقطع قط: [ ويكون لكم هذا اليوم تذكاراً فتعيدونه عيداً للرب. في أجيالكم تعيدونه ] (خروج12: 14)؛ [ فتحفظون هذا الأمر فريضة لك ولأولادك ] (خروج12: 24)؛ [ فتحفظ هذه الفريضة في وقتها من سنة إلى سنة ] (خروج3: 10)، والكلمة العبرية يحفظ [ שמרים شمريم ]، تعني حرفياً: [ يُلاحظ بانتباه أو يسهر على ] .
- كل الأجيال شعب إسرائيل تحفظ وتُقيم الفصح سنوياً ولا يُستثنى أحد بالطبع [ خروج12: 47]
- لا يُسمح لأي غريب خارج العهد أي غير مُختتن أن يأكل من ذبيحة الفصح [ خروج12: 43 – 45 ]
- يؤكل الفصح بداخل البيوت، وهو شاة ابن سنة لكل بيت [ خروج12: 46 ]
- ينبغي أن تؤكل ذبيحة الفصح بالكامل في ليلة واحدة، ولا يبقى منها شيئاً للصباح [ خروج34: 25 ]
- ينبغي أن يعزلوا الخميرة من بيوتهم لمدة سبعة أيام [ خروج13: 6 – 7 ]
- ينبغي أن يذبحوا خروف الفصح في عدم وجود خميرة [ خروج34: 25 ]
- لا يكسروا عظمة من عظام ذبيحة الفصح [ خروج12: 46 ]
- ينبغي أن يذبحوا خروف الفصح – فقط – في المكان الذي يُحدده الرب لهم [ تثنية16: 5 – 6 ]
- ينبغي على كل ذكور جماعة بني إسرائيل أن يظهروا أمام الرب في وقت الفصح [ خروج23: 17 / 34 : 23 ]
- أولئك الذين هم بداخل حظيرة الإيمان – فقط – يشتركون في احتفال الفصح . وإذا أراد أُممي أو غريب أن يشترك معهم، عليه أن يُختتن ويؤمن بيهوه.
الشكل العام لترتيب الفصح
- · ذبيحة الفصح، لأن القدوس عبر على بيوت آباءنا في مصر وفداهم من موت الأبكار
- · الفطير، لأن الرب حرر آباءنا من أرض العبودية: مصر
- · الأعشاب المُرّة، لأن المصريين مرروا حياة آباءنا في مصر ] Pesahim10: 5
الشكل العام لترتيب الفصح وتنظيمه
وعند جلوس أفراد العائلة حول مائدة الفصح، يُخصص مكان ويُرتب بعناية شديدة لرئيس المائدة، حيث اقتضت العادة أن رب العائلة هو الذي يجلس على رأس مائدة العشاء الاحتفالية. والشخص الأصغر يجلس في الجهة اليُمنى ليقوم بدور خاص في نهاية الطقس التقليدي seder، أما على يسار رب العائلة فيجلس الضيف بكل إجلال واحترام، وأحياناً يُترك هذا المكان فارغاً ويُسمى [ كُرسي إيليا ] حيث يعتقدون أن إيليا النبي سيجيء فجأة ويأكل معهم الفصح، كما كانوا يتوقعون من النبوات أن إيليا سيأتي كما نراهم حينما سألوا القديس يوحنا المعمدان : أإيليا أنت !!!
الجماعة التي ستأكل الفصح
عموماً قد قام الرسولان بطرس ويوحنا بذلك الأمر في الهيكل في هذه المرة بالنيابة عن مُخلصنا وتلاميذه، وأعدَّا الفطير والخمر والأعشاب المُرّة وكل ما هو ضروري لإعداد الفصح. فلما أعدا كل شيء، جاء يسوع وتلاميذه إلى المكان الذي أخفاه الرب عن يهوذا، حتى يُتمم ما جاء لأجله، لأن يهوذا لهذه الساعة لم يكن يعلم أين يصنع الرب الفصح لذلك لم يستطع أن يبلغ عن مكانه – حسب ما اتفق مع اليهود – إلا بعدما ذهب وحضر الفصح مع التلاميذ كما سوف نرى؛ وطبعاً نحن نعلم أن اليهود كانوا في خوف من الشعب إذا سلموه، وحاولوا أن يدبروا مكيده لتسليمه بدون هياج الشعب عليهم كمسئولين، وحينما أتاهم يهوذا فرحوا إذ وجدوها فرصة أن تلميذه هو الذي يسلمه، لذلك أرسلوا معه حراس الهيكل وحراس الرومان، وتركوا التلميذ هو الذي يتعرف عليه ويسلمه بيده كما نعرف جميعاً التفاصيل ….
طقس الاحتفال والغسل
ما يوضع بجوار الخروف على المائدة
لابد بجوار الخروف المشوي بكاملة بدون كسر عظماً منه، توضع أعشاب مُرة وثلاثة شرائح من الخبز غير المختمر، يُسمى بالعبرية Charoseth، وفي هذا الخليط كانوا يغمسون الأعشاب المُرة وخبز الفطير معاً. ولا يأكلون طبق التحلية بعد أكل خروف الفصح بل قبله، حيث أنه غير مسموح بأكل أي شيء آخر بعد أكل خروف الفصح.
بدء الاحتفال بالفصح
وبعد ذلك يتلو رئيس المتكأ (رب العائلة) صلاة التقديس بالعبرية [ קידושقيدوش ] على الكأس الاستفتاحية وهي الكأس الأولى من الخمر قائلاً: [ مبارك أنت أيها الرب إلهنا، ملك المسكونة، يا من اخترتنا من بين الشعوب لنُقدم لك هذه الخدمة، مبارك أنت أيها الرب إلهنا، ملك الدهور، يا من وهبتنا الحياة، يا من حفظتنا وأتيت بنا إلى هذه المناسبة ] ثم يقول: [ فليكن الرب مباركاً الذي أبدع ثمر الكرمة ] ثم يرتشف منها قليلاً، ويُدار بها على جميع الجالسين فيرتشف كل منهم قليلاً منها كل واحد بدوره، وكان تُدعى كأس المرارة، وهي الكأس المذكورة في إنجيل القديس لوقا: [ ثم تناول كأساً وشكر وقال خذوا هذه و اقتسموها بينكم. لأني أقول لكم إني لا أشرب من نتاج الكرمة حتى يأتي ملكوت الله ] (لوقا22: 17 – 18) …
وعند هذا الحد من الطقس قام الرب عن العشاء وخلع ثيابه كما يفعل العبيد، وأخذ منشفة وأتزر بها، ثم صب ماء في مغسل، وابتدأ يغسل أرجل التلاميذ ويمسحها بالمنشفة التي كان متَّزراً بها. يغسل ويُجفف وسخ سيرتنا القديمة التي سلكنا فيها بمسالك غير مستقيمة …
طبعاً أمام هذا الحدث الجليل والرهيب باتضاع الخالق العظيم أمام المخلوق الضعيف يُذهل العقل وتُعقد الألسُن، فالخالق ينحني باتضاع أمام خليقته هذا حقاً لا يستوعبه عقل إطلاقاً أو يصدقه إنسان، فكيف الذي بيده قدر الخليقة ومن فيها والكل له يخضع أمام جلال مجد بهائه، ينحني ليغسل أقدام خليقته. فمن يستطيع أن يحتمل هذا ؟ من منا يحتمل أن يجلس أمام عريس النفس ورب الخليقة ليعطيه قدمه ليغسلها !!!
ولما أكمل الرب هذا الفعل السرائري العظيم، أخذ ثيابه ولبسها، وعاد واتكأ على المائدة وقال لهم: [ أتفهمون ما قد صنعت بكم ؟ فسكتوا ] لأنهم بالتأكيد لم يكونوا يفهمون شيئاً في تلك الساعة، ولكنهم – بالطبع – فهموا فيما بعد. فقال لهم الرب: [ أنتم تدعوني مُعلماً وسيداً وحسناً تقولون لأني أنا كذلك. فإن كنت وأنا السيد والمُعلم قد غسلت أرجلكم، فأنتم يجب عليكم أن يغسل بعضكم أرجل بعض، لأني أعطيتكم مثالاً حتى كما صنعت أنا بكم، تصنعون أنتم أيضاً بعضكم ببعض. إن عملتم هذا فطوباكم إن عملتموه ] (يوحنا 13: 13 – 17)
فهل يا ترى لم نستوعب وصية الله بعد ولا نقدر على أن نحيا بها قط : [ هذه هي وصيتي أن تحبوا بعضكم بعضاً كما أحببتكم (يوحنا 15: 12)، بهذا أوصيكم حتى تحبوا بعضكم بعضاً (يوحنا 15: 17)، و هذه هي وصيته أن نؤمن باسم ابنه يسوع المسيح ونحب بعضنا بعضا كما أعطانا وصية (1يوحنا 3: 23)؛ أيها الأحباء لنحب بعضنا بعضاً لأن المحبة هي من الله وكل من يحب فقد ولد من الله ويعرف الله (1يوحنا 4: 7)؛ بهذا نعرف أننا نحب أولاد الله إذا أحببنا الله وحفظنا وصاياه (1يوحنا 5: 2)، يا أولادي لا نحب بالكلام ولا باللسان بل بالعمل والحق (1يوحنا 3: 18) ]
يا إخوتي لنصغي لكلام القديس بطرس الرسول الذي وعى جداً ما صنعه الرب معه فهو ينادينا عبر الدهور قائلاً لنا نحن أبناء هذا الجيل الصعب قائلاً على مستوى كل واحد الشخصي: [ طهروا نفوسكم في طاعة الحق بالروح للمحبة الأخوية العديمة الرياء فأحبوا بعضكم بعضا من قلب طاهر بشدة ] (1بطرس 1: 22) ، ولنصغي للرب محب البشر الذي قال لنا: [ من أراد أن يصير فيكم عظيما يكون لكم خادما ] (مرقس 10: 43)
مابين العشاء الطقسي اليهودي وعشاء الرب
ثم يحضر طبق الطعام الكبير مرة أخرى، ويستمر رئيس المتكأ في تقديم شرح خروف الفصح والأعشاب المُرة والفطير. عندئذٍ ينشدون الجزء الأول من ال “هلليل” أي [ مزمور 113، 114 ] ثم يشربون كأس الخمر الثانية. ثم يغسلون أيديهم للمرة الثانية، وذلك واجب احترام للفطير الذي سيأكلونه الذي يرمز لعدم الخطية والبرّ، ثم يكسر رئيس المتكأ شريحة واحدة من الخبز الغير مختمر ويتلو البركة على الخبز، حيث توجد بركتان : الأولى من أجل شكر الله الذي يُعطي الخبز من ثمار الأرض، أما الأُخرى فهي من أجل شكر الله لإعطائه وصية أكل الفطير. وتقليدياً تُعطى هذه البركة التي تُتلى على الخبز الذي يُكسر أولاً، هي لإظهار التذلل والخضوع وتذكُّر أيضاً أن الفقراء لديهم – فقط – كسرة مكسورة من هذا الخبز المكسور، ثم يغمسها في الأعشاب المُرة وخليط التفاح المحلى مع البندق [ Charoseth ] ويُعطيها لكل فرد على المائدة. ولو كان الخروف صغيراً ليأخذ كل واحد كفايته يأكلون بيضة مسلوقة [ Hagigah ] على أن تؤكل البيضة أولاً، حيث ينبغي أن يكون خروف الفصح هو آخر الأطعمة التي يأكلونها تلك الليلة. وبالتالي لا يوجد طبق تحلية.
وبعد العشاء يصب رئيس المتكأ كأس الخمر الثالثة، ويتلون جميعهم البركة التي تُتلى بعد الوجبات، ثم ينشدون بركة خاصة للخمر على الكأس الثالثة، وكل واحد يشرب منها، وبعد الكأس الثالثة ينشدون الجزء الثاني من [ هلليل ] أي [ مزمور 115 حتى 118 ]، ثم يشربون الكأس الرابعة. وبهذا يكون طقس الفصح قد انتهى، ثم يرتلون لحناً في الختام والذي يبدأ بـ [ كل أعمالك تسبحك أيها الرب (يهوه) إلهنا ]، وينتهي بـ [ إلى أبد ألآبدين، أنت هو الله ومعك ليس لنا ملك أو مُخلِّص أو فادي ]
عموماً أهم ما في الموضوع هما ثلاث نقاط ينبغي أن نُركز فيهما :
[1] كان يستحيل أن يؤكل شيئاً إطلاقاً بعد عشاء الفصح، إذ يجب أن يكون خروف الفصح آخر شيء يؤكل، والرب يسوع كسر هذه القاعدة، إذ فاجأهم إذ بارك على الخبز وكسر وأعطاهم قائلاً [ هذا هو جسدي ]، فالرب أسس سرّ الإفخارستيا أثناء هذا العشاء وقبل الكأس الثالثة مباشرة: [ وأخذ خبزاً وشكر وكسر وأعطاهم قائلاً: هذا هو جسدي الذي يُبذل عنكم. أصنعوا هذا لذكري ] (لوقا22: 19)؛ [ أن الرب يسوع في الليلة التي أُسلِمَ فيها (للموت) أخذ خبزاً وشكر فكسر وقال خذوا كلوا هذا هو جسدي المكسور لأجلكم أصنعوا هذا لذكري ] (1كورنثوس11: 23 – 24)، وطبعاً المسيح الرب لم يكسر قاعدة إلهيه موضوعه بل وضح أنه هو سر الفصح الحقيقي الأخير والذي أبطل الفصح القديم تذكاراً لخلاصاً تم في الماضي كظل لخلاص أخير وأبدي سيقع حالاً بتقدمة ذاته كحمل طاهر رافع خطية العالم معطياً خلاصاً أبدياً، والمسيح الرب هو بذاته [ يهوه ] شخصياً، إذ قد أعلن نفسه سابقاً للجميع قائلاً كاستعلان عن ذاته [ أنا هو الباب ]، [ أنا هو نور العالم ]، [ أنا هو الطريق والحق والحياة ]، [ قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن (يهوه) ] (يوحنا 10: 9؛ 8: 12؛ 14: 6؛ 8: 58)
فالمسيح الرب عندما أخذ الكأس الثالثة بعد العشاء باركها وقال أن هذا هو دمه: [ كذلك الكأس أيضاً بعد العشاء قائلاً هذه الكأس هي العهد الجديد بدمي الذي يُسفك عنكم ] (لوقا22: 20)؛ [ وأخذ الكأس وشكر وأعطاهم قائلاً اشربوا منها كلكم. لأن هذا هو دمي الذي للعهد الجديد الذي يُسفك من أجل كثيرين لمغفرة الخطايا ] (متى26: 27)؛ [ كذلك الكأس أيضاً بعد ما تعشوا قائلاً هذه الكأس هي العهد الجديد بدمي. أصنعوا هذا كلما شربتم لذكري ] (1كورنثوس11: 25)
عموماً بعد أن سردنا باختصار شديد وإيجاز هذا السر العظيم الذي للتقوى، نتحدث الآن عن صلاة جسثيماني والقبض على يسوع وبدء يوم الجمعة العظيم الذي فيه تم خلاصنا وذبح الحمل الحقيقي …..
تعليقات وبعض التوضيح بالنسبة ليوم الخميس الكبير
قبل أن نضع بعض الملامح العامة للخميس الكبير، نوضح أولاً بعض النقاط التي لم نوضحها في شرحنا السابق، وهو ذكر أنواع الأعشاب المُرة التي توضع على المائدة والخليط الحلو والفطير، لأني لم أذكرهم بالتفصيل لكي لا يتشتت قارئ الموضوع، فقلت أضعها منفصلة تحت هذا العنوان:
[2] خليط لونه أسمر محمر ، وهو مكون من: تفاح مهروس مع البندق والقرفة والزبيب والخمر وهذا الخليط يُسمى بالعبرية [ Charoseth ] وهذا الخليط، يرمز إلى الطين الأحمر لأرض مصر أو اللبن الذي استخدمه العبرانيون لبناء بيوت ومدن لفرعون مصر، وسأل أحد اليهود مُعلمه قائلاً: لون هذا الخليط يرمز إلى مرارة السُخرة في أرض مصر، لماذا طعمه حلو ؟ فأجاب مُعلمه: لو أننا نعلم أن خلاصنا سيُقدم في هذه الليلة، فوقتئذ حتى مرارة السُخرة تكون حُلوة .
[3] الفطير [ Matzo ]: هذا الخبز كان عبارة عن شرائح رقيقة مُسطحة [ تُشبه خبز الذرة في صعيد مصر ] وتكون مستديرة أو مستطيله [ لا يقل الضلع الصغير عن سبع بوصات ]، وهذه الشرائح عليها صفوف من الثقوب الصغيرة جداً، وهذا الخبز الخالي من الخميرة يُشير إلى طبيعة المسيح الخالي من الخطية، والثقوب الموجودة على شريحة الفطير تُشير إلى إشعياء النبي 53: 5 [ وهو مجروح لأجل معاصينا مسحوق لأجل آثامنا… وبحبره (جراحاته) شُفينا ]
عموماً أحداث هذا اليوم تتلخص في النقاط الآتية :
- · غسل الأرجل
- · العشاء الأخير أو العشاء السري
- · الخطاب الوداعي الأخير وصلاة الرب يسوع للآب
- · الخروج لجسثيماني
- · القبض على يسوع
- · طبعاً لا ننسى أن في أثناء هذه الأحداث أشار الرب لمُسلمه والذي دخله الشيطان وخرج من وسطهم لكي يرشد اليهود لمكانه فيرسلون حراس الهيكل وجند الرومان معه ويسلمه إليهم بالقبلة المشهورة، وأيضاً لا ننسى إنباء يسوع لبطرس أنه سينكر مُعلَّمه ثلاثة مرات قبل أن يصيح الديك وينتبه لصياحه وذلك رداً على بطرس الذي قال [ إن شك فيك الجميع فانا لا أشُك ]
أقدم العادات التي شاعت عن طقس خميس العهد أو الخميس الكبير
ففي ذلك احتقار وخرق للصوم كله، بل يجب أن نصوم كل فصل الصيام الكبير … ]، وبالطبع توجد مجامع وكتابات للآباء أكدت على الصوم في هذا اليوم العظيم، وهذه مقتطفات للقديس أغسطينوس بدون أن ندخل في تفاصيل كثيرة أو نعرض كل الكتابات الآبائية حيث يقول متفقاً في ذلك مع كل آباء الكنيسة قائلاً: [ أنه تكريماً لسر عظيم كهذا، يجب أن يُؤخذ جسد الرب قبل كل طعام يتناوله المسيحي بفمه . ] ورجاء مراجعة [ رسالة كورنثوس الأولى 12: 33 – 35 ]
بالطبع بسبب ضيق الوقت لا أقدر أن أفي هذا اليوم العظيم حقه من شرح وتعليق لأنه يوم حافل بالكنوز الروحية العظيمة جداً والتي سنظل أيام عمرنا كله ولكل جيل يأتي نأخذ منه ونشبع ونرتوي ولا نتوقف إلى القبر، لأن فيه كنوز أبدية لا تُقاس مهما ما تحدثنا عنها وتذوقنا منها، لأنها طعام قوي للجميع وفيه شفاء وخلاص لكل من يأتي لهذا اليوم بهيبة واستعداد ليأخذ ويشبع ويعطي للآخرين من الخبرات والكنوز الذي حملها منه …