اختلاف مفاهيم اللاهوت الشرقي والغربي في تدبير الخلاص – د. أنطون جرجس
يعلق البروفيسور نورمان بويل ويليامز N. P. Williams (لاهوتي بروتستانتي) أستاذ اللاهوت بجامعة دورهام بإنجلترا، وصاحب الكتاب الأهم عن تاريخ عقيدة السقوط والخطية الأصلية بعنوان “أفكار السقوط والخطية الأصلية”، على مفهوم الفداء والخطية عند ق. غريغوريوس اللاهوتي والآباء اليونانيين كالقديس أثناسيوس وغريغوريوس النيسى التالي:
“نحتاج فقط للإشارة، دون التعليق على ذلك، إلى حقيقة أن مفهوم الفداء يبدو من المفترض هنا (عند ق. غريغوريوس اللاهوتي)، كما في كتابات أثناسيوس وغريغوريوس النيسى، هو مفهوم الاتحاد باللوغوس المتجسد*، و ‘التأله’ النهائي من خلال الاستقبال السرائري له في الإفخارستيا*.
ولكنه لم يُذكر ذلك في الواقع صراحةً، بل إنه من الصعب علينا، إن لم يكن مستحيلاً، رؤية كيف يمكن لاتخاذ اللوغوس للنوس (العقل) البشري أن يكون له الأثر الخلاصي على نوس الجنس البشري بوجه عام، إلا إذا تصورنا اكتمال ‘الإنجماع الكلي’ الأخير لجنسنا في المسيح عن طريق الاندماج السرائري لأفراده الضالين والخطاة فيه (أي في المسيح).
بل يمكن القول في الواقع بأن الشفاء والتقديس بواسطة الأسرار يمثل الغاية التي تقود إليها بشكل طبيعي الطريقة الطبية* لتصور ‘الميل الفطري للخطية’ التي يفضلها الفكر اليوناني*، تمامًا كما أن الغفران والتبرير القانونيين هما الغاية التي يفترضها المفهوم القضائي الأكثر ملائمةً للعقلية اللاتينية*”.
- P. Williams, Ideas of the fall and of original sin: A Historical and Critical Study, (London, New York & Toronto: Longsmans, Green & Co., 1929), p. 292.