Site icon فريق اللاهوت الدفاعي

ملخص كتاب مجمع خلقيدونية إعادة فحص – الأب ف سي صموئيل (بيشوي طلعت)

ملخص كتاب مجمع خلقيدونية إعادة فحص – الأب ف سي صموئيل (بيشوي طلعت)

ملخص كتاب مجمع خلقيدونية إعادة فحص – الأب ف سي صموئيل (بيشوي طلعت)

يمثل مجمع خلقيدونية نقطة فارقة في حياة الكنيسة فكان هذا المجمع هو اول من سطر الكلمات الاولى لانشقاق الكنيسة في العالم وقد دافع اللاهوتيين في الغرب لفترة لصالح مجمع خلقيدونية وهرطقة كل من يرفض هذا المجمع ولكن قدم الأب ف. سي. صموئيل من الكنيسة الهندية الارثوذكسية غير الخلقيدونية نظرة أكثر شمولًا من المتعارف عليه حول قبول ورفض هذا المجمع.

بدأت الشرارة الاولى من مجمع افسس الذي عقد في سنة 431 م وادين فيه نسطور

يقول الأب (ص 29):

في مجال الخلاف بين التقليد اللاهوتي السكندري والأنطاكي، كان مجمع أفسس يعتبر انتصاراً حاسماً للسكندريين. ولم يقدم هذا المجمع أي تعريف عقائدي (نص إقرار إيمان، ولكنه أدان نسطوريوس أسقف القسطنطينية على أساس أن تعليمه يتعارض مع إيمان نيقية الذي أكد على أن يسوع المسيح هو الله الأبن الأزلي، الذي له ذات الجوهر الواحد مع الأب، الذي تجسد وتأنس من مريم العذراء بالروح القدس

وكان اساس المشكلة هو ما ذكره في (ص 30) بعد اتباع كنيسة الاسكندرية لمصطلحات ابوليناريوس الذي نفى المبدأ العاقل الانساني في جد المسيح ولكنه أدين من جميع الأطراف بالهرطقة.

يقول الأب: استمر الإسكندريون في تمسكهم. بالمصطلحات التي استخدمها ابوليناريوس، حيث احتفظوا بتعبير طبيعة واحدة” وتعبير هيبوستاسيس واحد، كما احتفظوا كذلك بتأكيدهم على أن اقوال وافعال المسيح كانت تغبيرات لأقنومه الواحد.

وفي نفس الصفحة يقول الأب: أما الأنطاكيون على الجانب الآخر، فلم يقبلوا الأسلوب السكندري في استخدام الكلمات والتعبيرات (phraseology) والذي كان قد استخدمه مذهب أبوليناريوس

والمشكلة التي حدثت هو عدم تكوين فكرة واضح لدى الطرفين عن الآخر.

يقول الأب (ص 31):

لم يكن لأي منهما فكرة حقيقية عن الآخر. فالأنطاكيون على سبيل المثال، قد يخلطون بسهولة بين التقليد السكندري والأبولينارية، والسكندريون كذلك قد لا يرون إلا عقيدة وجود ابنين في التقليد الأنطاكي

ويعرض الأب موقف الكنيستين في ايمانهم بالشخص الرب يسوع.

يقول (ص 39):

كان الإسكندريون يؤمنون أن الله الأبن تجسد من العذراء مريم بالروح القدس، وفي التجسد وحد الأبن بنفسه ناسوتاً حقيقياً وكاملاً له روح عاقل خاص به. وبهذه الطريقة، قبل الله الأبن تدبير التجسد الذي فيه اتحد اللاهوت والناسوت في شخص واحد هو ربنا يسوع المسيح والطبيعتان الإلهية والإنسانية متحدتان فيه بدون أن تتغير أي منهما إلى الآخر.

يقول عن إيمان الجانب الأنطاكي (ص 41):

أما الأنطاكيون على الجانب الآخر، فقد كانت الفكرة المحورية في تعليمهم الخريستولوجي هي أن المسيح طبيعتين بعد الاتحاد”، ” ولكنهم في نفس الوقت لم يؤمنوا بأن المسيح كان فقط مثل أي قديس أو نبي. وقد أكد الأنطاكيون أيضًا أنه كان هناك اتحاد بين الطبيعتين، ولكنهم لم يقبلوا التفسير السكندري الاتحاد، فبينما رأى السكندريون أنه اتحاد في الهيبوستاسيس، كان الأنطاكيون يرون أنه اتحاد في البروسوبون.

نستطيع ان نقول في هذه الجزئية ان شرارة المشكلة بدأت مع نسطور واشتعلت أكثر بسبب تعاليم ابوليناريوس.

فيقول الأب (ص 41):

فالحقيقة إذن أنه بعد النزاع مع الأبولينارية، سعى كل جانب من الجانبين السكندري والأنطاكي لبناء موقف خريستولوجي خاص به، ولكن لم يتفق الجانبان معاً في تفسيراتهما الخاصة

ننتقل لجزئية اخرى من الكتاب وهو سؤال تحت عنوان لماذا عزل الباب ديسقورس. كان الحكم الأولى وربما هو الحكم الرئيسي الاكثر وضحواً على اي حال هو رفض البابا ديسقورس للمجمع اصلا.

يقول الأب (ص 137):

الخطأ الأول هو ” ازدراء القوانين المقدسة واحتقار المجمع، ومن الواضح أن الأساس وراء هذه التهم هو رفض البابا ديسقوروس لإطاعة الإستدعاءات الثلاثة التي أُرسلت إليه

ويقول الأب (ص 138):

أما الخطأ الثاني الذي جاء في حُكم العزل فكان التعديات الأخرى الذي أدنت بسببها ولكن بدون ذكر لأي من هذه التعديات. والغريب حقاً أن اجتماعاً من الأساقفة لا يذكر بوضوح واحداً على الأقل من هذه التعديات الا يعني هذا. وبالرغم من أن الجانب الخلقيدوني حاول بعد انفضاض المجمع أن يؤكد أن هناك تهمةً قد أثبتت ضد ديسقوروس – أن الاجتماع الذي اتخذ القرار لم يكن بالفعل على يقين تام من كلامه؟

ويقول أيضًا الأب في نص قوي (ص 138):

والحقيقة بالتالي أن كلا الخطأين اللذين ذكرهما الاجتماع في حكمه ضد البابا ديسقوروس لا يمكن التعويل أو الاستناد عليهما، لأنهما كانا في الواقع مجرد إتهامين مبهمين.

فنجد هنا انه لا يوجد اي دليل مؤكد لاتهام البابا ديسقورس والاتهامات التي ذكرت ضده ماهي الا مجرد اقوال لا يتعول عليها وكما قال الأب (مجرد اتهامين مبهمين)

__________________________________

ونلقي نظرة على الايمان الخلقيدوني

يذكر الأب (ص 338):

بدأ تعريف الإيمان الخلقيدوني بمقدمة توضح السياق الذي كتب فيه، وبعد ذلك أورد التعريف نص قانون نيقية متبوعاً برمز (قانون) الإيمان المنسوب إلى مجمع عام،۳۸۱م، ثم أشارت الوثيقة إلى رسائل المطوب كيرلس المجمعية إلى نسطوريوس وإلى الشرقيين”، ولم تعلق على رسالة البابا كيرلس إلى نسطوريوس التي تحوي الحروم الإثني عشر، كما أشارت كذلك إلى “رسالة رئيس الأساقفة الأقدس ليو”، باعتبارها كلها وثائق إيمانية متفق عليها.

ويقول أيضًا في (ص 338 – 339):

وبعد ذلك ذكرت الوثيقة أن المجمع يرفض أولئك الذين. يمزقون سر التجسد إلى ثنائية في البنوة ينادون بابنين”: “أولئك الذين يجترئون أن يقولوا إن لاهوت المولود الوحيد قابل للتألم”؛ أولئك الذين يتخيلون (وجود) امتزاج أو اختلاط لطبيعتي المسيح؛ وأولئك الذين يتوهمون أن شكل العبد الذي أخذه منا هو من طبيعة مختلفة أو طبيعة سماوية”: كما أن المجمع يحرم أولئك الذين يتصورون طبيعتين للرب قبل الاتحاد وطبيعة واحدة جديدة الشكل بعد الاتحاد.

يذكر الأب (ص 340) عناصر التقليد السكندري التي اقرها مجمع خلقيدونية وكانت تتمثل في (أن الرسائل المجمعية للقديس كيرلس هي وثائق إيمانية مقبولة، أن مجمع عام ٤٣١ م هو مجمع رسمي له سلطته (الكنسية)، أن اتحاد الطبيعتين هو اتحاد أقنومي، أن المسيح هو هيبوستاسيس واحد، وأنه واحد في ذات الجوهر مع الله الأب وواحد في ذات الجوهر معنا في آن واحد)

ولكن للاسف لم يكن اتجاه المجمع واضحًا في هذه الاقرارات التي اقرها المجمع

يقول الأب (ص 342):

الحقيقة أن تعريف الإيمان لم يكن واضحاً، ويمكننا مقارنة ذلك مع كلمات مندوبي الإمبراطور في مجمع A خلقيدونية عن الرسالتان” القانونيتان لكيرلس والمعروف أنه في خلقيدونية. وكذلك في مجمع عام ٤٤٨م. تم تجاهل حروم البابا كيرلس، والإشارة الوحيدة التي وردت عليها في هذين المجمعين جاءت في مطلب أتيكوس أسقف نيكوبوليس Nicopolis) في عام ٤٥١م عندما طالب بوقت ليقارن طومس ليو مع هذه الحروم ولكن مجمع عام ٥٥٣م سار على الافتراض أن مجمع خلقيدونية قد أعلن أن تلك الحروم هي وثيقة مقبولة من المجمع، ولذلك حكم بإدانة كتابات ثيؤدوريت وإيباس. التي حاولت تفنيد تلك الحروم. واعتبرها كتابات هرطوقية

ويقول الأب (ص 344):

أنه لا يوجد هناك تفسير واحد متفق عليه بالنسبة لأي من العناصر السكندرية الأربعة التي تضمنها تعريف الإيمان الخلقيدوني. ومن المحتمل أن يكون بعض الأساقفة الذين ينتمون للفكر اللاهوتي السكندري. داخل اللجنة المجمعية التي صاغت التعريف. هم الذين نجحوا في وضع تلك العناصر، آملين أن يكونوا بهذا قد حافظوا على موقفهم التقليدي. ولكن يبدو أن مندوبو روما والوفود المنتمية للتقليد اللاهوتي الأنطاكي قد أخذوا معاني تلك العبارات في ضوء التفسير الأنطاكي المجمع عام ٤٣١م وصيغة إعادة الوحدة عام ٤٣٣م

__________________________________

نقد القديس ساويرس الانطاكي للجانب الخلقيدوني

في ضوء التقليد (ص 374):

لقد أقر البطريرك ساويروس أنه من الممكن أن نجد دليلا على استخدام تعبير طبيعتين في أعمال الآباء الأولين، ولكنه دفع بأن استخدام أولئك الآباء لم ينطوي على أي فكرة للتقسيم؛ ولكنهم كانوا يقصدون فقط من ذلك أن المسيح هو إله وإنسان في آن واحد. ومع ذلك فمنذ ظهور النسطورية تغيرت الأمور تماماً، فتم استبعاد التعبيرات غير المحددة والبريئة التي كانت تُستخدم في الماضي (قبل ظهور النسطورية)، وتم ترسيخ تقليد لاهوتي مؤسس على قانون الإيمان النيقاوي حسبما أكده وفسره مجمع عام،۳۸۱م، ومجمع عام ٤٣١.

ويقول الأب (ص 376 , 377):

أوضح البطريرك ساويروس في كتابه محب الحق أمرين رئيسين، أولاً أكد على أن مؤلف الكتاب الخلقيدوني بذل جهده مبدأ وجود في وضع الكتاب وهو متوهم أن الجانب غير الخلقيدوني لا يقبل اختلاف بين اللاهوت والناسوت في المسيح الواحد، وهذا ليس بالأمر الصحيح على الإطلاق ” لأننا بالفعل لا نقول أن الله الكلمة قد تغير إلى إنسان مكون من جسد وروح، ولكننا على العكس من ذلك تعترف أنه بينما يظل كما هو، وحد بنفسه هيبوستاسياً (أقنومياً) جسداً له روح عاقل، ” وبالتالي فإن اتحاد الطبيعتين لم يؤثر على حقيقة وكمال وسلامة أي من الطبيعتين اللتين استمرتا بصورة ديناميكية ” في المسيح الواحد. وقد اتفق الأباء على هذه النقطة بدون الإقرار ب طبيعتين بعد الإتحاد وبالتالي لا يكون ضرورياً بأي حال من الأحوال استخدام عبارة “في طبيعتين من أجل التأكيد على تلك الفكرة، ويكون إدعاء الخلقيدونيين أن البابا كيرلس قد سبق المجمع (في قوله هذا ليس له أساس من الصحة.

وبعد عرض دفاع القديس ساويرس الذي يحتاج لمقال خاص به يقول الأب (386): ولم تكن حجج البطريرك ساويروس التي ساقها ضد مجمع خلقيدونية. كما ذكرنا قبلا. هي نتيجة تمسكه بهرطقة المنوفيزايت أو هرطقة الطبيعة الوحيدة، ولكن أي واحد في القرنين الخامس والسادس من الذين تربوا على التقليد السكندري. وغير منساق في الدفاع عن مجمع خلقيدونية – كان يستطيع أن يتبنى بسهولة نفس وجهة النظر التي تمسك بها البطريرك ساويروس

_______________________________

وحتى لا نطيل أكثر لنأتي للخلاف حول معنى لفظ طبيعة واحدة وطبيعتين

معنى طبيعة واحدة (ص 459):

أن كل قادة الجانب غير الخلقيدوني قاموا بالدفاع عن عبارة “طبيعة واحدة متجسدة لله الكلمة”، ومن الواضح أيضًا أنهم وبينما هم يفعلون ذلك لم يتجاهلوا (أو ينكروا) ناسوت المسيح. وعلى سبيل المثال، نجد أن البابا ديسقوروس يؤكد أن المسيح طبيعة واحدة متجسدة لله الكلمة، ولكنه يصر في نفس الوقت على أنه يتركب من اللاهوت والناسوت، وأنه في المسيح الواحد استمرت الطبيعتان بدون اختلاط أو امتزاج من ناحية وبدون تقسيم أو انفصال من الناحية الأخرى.

وبكلمات أخرى، كانت الطبيعة الواحدة المتجسدة لله الكلمة هي نفسها نتيجة لاتحاد الطبيعتين اللتين كانتا حقيقيتين بلا أي تقسيم أو اختزال في المسيح الواحد. ولهذا فبالنسبة للبابا ديسقوروس، لم يكن هناك محل للتساؤل الخاص بمن من الطبيعتين قد أُبعد أو أُهمل.

رأي القديس ساويرس الأنطاكي (ص 463): المعنى الحقيقي المقصود في عبارة “طبيعة واحدة متجسدة”. فالطبيعة المتجسدة هي واحدة” ليس بسبب أن الطبيعتين قد تقلصتا إلى طبيعة واحدة بسيطة، ولكن بسبب أن “التقاء الطبيعتين. بدون اختلاط – في وحدة، أي للشخص الواحد، هو دلالة على الوجود المتزامن لكليهما معاً”. ولا تتضمن صيغة “طبيعة واحدة” أي اختزال (لأي من الطبيعتين)، ولكن هي فقط للتأكيد على الوحدة التي أحدثها التقاء الطبيعتين معاً.

ومعنى طبيعتين

يقول الأب (ص 471):

كانت الفكرة من وراء عبارة “من طبيعتين” هي التأكيد على أن “الطبيعة الواحدة المتجسدة لله الكلمة” تتركب (composed) من طبيعتين

ويقول أيضًا (ص 474):

ويتضمن تعبير “من طبيعتين” فكرتين أساسيتين: أولا، هو يؤكد أن “من طبيعتي اللاهوت والناسوت، اللتين كل منهما كاملة بحسب أصل مبدأها (جوهرها)، ظهر عمانوئيل بكونه واحداً، بكونه طبيعة واحدة أو هيبوستاسيس واحد لله الكلمة”. وهكذا صار اللاهوت والناسوت بالفعل معا في واحد، وبالضبط كما أن اللاهوت دخل في الإتحاد من خلال الله الأبن، فإن الناسوت صار في الإتحاد في حالة مخصخصة متفردة

والاجماع بين الاثنين مع الخلاف على اسلوب التعريف لطبيعة المسيح

يقول الأب (ص 483):

يعترف كل من اللاهوتيين الخلقيدونيين وغير الخلقيدونيين بأن يسوع المسيح هو “هيبوستاسيس واحد”، رغم أنهما لا يتفقان في تفسير ماهية الهيبوستاسيس الواحد. والهيبوستاسيس الواحد (للمسيح) عند اللاهوتيين غير الخلقيدونيين هو هيبوستاسيس مركب وهم يعتبرون أن عبارة “هيبوستاسيس واحد مركب” هي مرادف لعبارة “طبيعة واحدة مركبة”. أما الجانب الخلقيدوني على الأقل في الشرق فيفصل بين العبارتين. ونجد أن يوحنا الدمشقي. على سبيل المثال يفضل عبارة “هيبوستاسيس واحد مركب وليس عبارة “طبيعة واحدة مركبة.

الخلاصة

في الحقيقة يعتبر الكتاب مرجع هام جدا في مسئلة الخلاف الخلقيدوني فالكتاب يقع في 649 وكل ما ذكر منه هنا هو فقط مقتطفات من اجل ان يكون للقارئ وجهة نظر عن هذا الخلاف ربما يكون لنا جزء ثاني مع هذا الكتاب ولكن الاهم من هذا ان نكون على صورة واضحة ان هذا الخلاف الذي حدث ما هو الا مشكلة في استخدام الالفاظ على كيفية التعبير عن طبيعة المسيح وليس الخلاف على طبيعة المسيح في حد ذاتها.

 

قرارات مجمع خلقيدونية المتصلة بالإيمان ج1

 

وللرب المجد الدائم امين

ملخص كتاب مجمع خلقيدونية إعادة فحص – الأب ف سي صموئيل (بيشوي طلعت)

Exit mobile version