حروب العهد القديم بين الواقع والخيال
حروب العهد القديم بين الواقع والخيال
نظراً لطرح الكثير شبهات حول العنف في العهد القديم والقتل والقتال. قررت أن أضع جزء بسيط من بحث سوف ينشر كامل بالمراجع فيما بعد أن شاء الرب وعشنا.
الفهرس
مقدمة
هل إله العهد الجديد هو نفسه إله العهد القديم هل الله تغير
هل الله يريد أن يهلك وان يدمر
لماذا نجد الحروب في العهد القديم ولا نجدها بشكل كبير في العهد الجديد
الفرق بين حروب العهد القديم وحروب الأخرى
كيف نفهم الحروب على ضوء الوحي الإلهي إذا كانت بعض الشعوب أجرمت فما ذنب الأطفال في غزو كنعان أو في مواضع أخرى! غزو كنعان
مقدمة
قامت الحروب الضارية الشرسة على كتاب الله الوحيد. فاخذو يلهثون وراء الهجوم على ذلك الحصن الحصين المليء بالجواهر واللآلِئُ النفيسة هذا النهر العظيم الذي يرتوي منه العطش إلى ماء الحياة فيستنير ويرتوي ويتهلل بفرح ذلك الكتاب العظيم الذي له قدرة فعالة على استرداد وتغير نفوس ممن يقرعون الباب بحثاً عن هذا المحب الصديق الألصق من الأخ. كم تغمرني السعادة حينما اكتب عنه فتنكشف أمامي ما تحتويه الآيات من الأسرار المكتومة داخلها فهو بحر واسع غير محدود من يأخذ منه لا يستنفذ مياهه وجمال كلمة الله لا يوصف ففيه نذوق حب الرب فحبة أطيب من الخمر!
وأقول بإحساس عميق عند تلامس نفسي مع كلمته كلمس توما لجروح المحب حقاً هذا هو الله حقاً هذه هي كلمته فحينما ندرك الله يا أحبائي وندرك حبه لنا ندرك وجودنا فيه ووجوده فينا. فكلمة الله تخترق نفوسنا كما تخترق قلوبنا فنشاهد الله عبر نافذة ندركها عندما نعيش مع نصوص الكتاب وتعيش نصوص الكتاب فينا. فالذين حاولوا أن يقذفون الكلمة بالباطل ويحاولون تشويها بشتى الطرق.
متحدثين من الكتاب كما تحدث أبيهم سابقاً إلى حواء حينما قال لها أحقا قال الله أبيهم الذي قال الكتاب عنه (ذلك الذي كان قتالاً للناس من البدء ولم يثبت في الحق لانه ليس فيه حق. متى تكلم بالكذب فإنما يتكلم مما له لانه كذاب وأبو الكذاب) فكان لهم أبا. وكانو هم له أبناء فاخذو يتهافتون ويتسابقون للنيل من كلمة الهنا فنالوا هم من أنفسهم.
وتم كشف بواطن ما يزعمون وتحطيمه بين دفتي الكتاب المقدس فكلمة الله حيه وفعالة وأمضى من كل سيف ذي حدين وخارقة إلى مفرق النفس والروح والمفاصل والمخاخ ومميزه أفكار القلب ونياته “(عب12:4) فزعموا تارة أن إله العهد القديم ليس هو إله العهد الجديد وتارة أخرى أن إله العهد القديم دموي يسعي لسفك الدماء..
ويتهمون الله ويضعونه داخل قفص الاتهام. وهم من أجرموا في تدليسهم ويتطاولون ويسخرون بل والأكثر من هذا أن جهلهم أوقعهم في أمور غير عقلية ومنطقية لإدراك طبيعة الله وتعاملات الله للبشر ولا يدركون في بعض الأحيان عدله كما سنري لاحقاً. فتجسد الجهل فيما يكتبون وعدم الإدراك فيما يدعون فلو كان الجهل إنسانا لذهب ليستقي منهم الجهل. أتمنى أن يأتي هذا البحث بثمر وان يكون سبب بركة لكثيرين.
نظرات البعض للعهد القديم:-
البعض ينظر إلى الله بانه يعاني من انفصام الشخصية(Schizophrenia) في ظاهرة وليس باطنة فالظاهر هو تغير الشخصية أو ما يعرف في علم النفس بازدواج الشخصية وهو مختلف عن انفصام الشخصية فذاك نفسي والاخر عقلي بغض النظر عن المضمون فهم يأخذون شق التغير في الشخصية أو ازدواجية الشخصية في نظرتهم لله. فيتوهم البعض أن إله العهد القديم يختلف عن إله العهد الجديد ويننظرون إلى كونهم الهين مختلفين!
فاله يأتي بالإبادة على الشعوب واله يدعو إلى المحبة يقول الملحد ريتشارد دوكينز واصفاً الله في العهد القديم انه (المطهر العرقي الحاقد المتعطش للدماء ويصفه الدكتور مصطفي محمود في كتابة إسرائيل البداية والنهاية بالدموي العنصري وقال الصحفي كريستوفر هيتشنز أن العهد القديم به مذبحة عشوائية وقد وجه للعهد القديم كثيراً من النقد من غيرهم من منتقدي المسيحية الذين وجدوا في هجومهم ونقدهم القاسي للعهد القديم وسيلة للتشكيك في كلمة الله واخذوا يتهمون الرب انه ارتكب جرائم ضد الإنسانية.
واستمروا في خداع البسطاء من العامة لتشويه صورة الاله القدوس المحب مستخدمين مبدأ الغاية تبرر الوسيلة فغايتهم تشويه الكتاب المقدس بوسيلة نقدة من الداخل. لتبرير ما يعتقدون به من معتقدات بما يعرف بالإسقاط وهو نزع ما بهم وجعله بالكتاب لكن هيهات فالكتاب أقوى من محاولاتهم التي تنتهي بالفشل كما حاول غيرهم على مدار مئات السنين لكن دعونا نسال هل هذه الانتقادات الموجهة للعهد القديم صحيحة؟ هل الله في العهد القديم دموي؟ يريد أن يدمر ويدعو لابادة جماعية ضد الأبرياء من رجال ونساء وأطفال هل إله العهد القديم مختلف عن هذا الاله المحب الالصق من الاخ في العهد الجديد كيف لنا أن نوفق بينهم. هذا موضع دراستنا. ويبقي السؤال كمحور اولي
هل الله يتغير؟
يشير الكثير من منتقدي المسيحية أن إله العهد القديم يختلف بشكل قطعي عن إله العهد الجديد فيعتقدون أن الله في العهد القديم لا يمثل الله في العهد الجديد الذي يدعو للحب وهذا كان قديماً أيضًا في ظهور هرطقة ماركيون والنظرة الثنائية ورفض ماركيون لاله العهد القديم فرفض اسفار العهد القديم وحذف ما يحتوية العهد الجديد من تعاليم العهد القديم في وجهة نظرة وابقي على انجيل لوقا بعد أن حذف الأصحاحات الأولى من البشارة إلى سلسلة نسب السيد المسيح وكل ما يتصل بالعقائد اليهودية في إنجيل لوقا وابقي مع بقية انجيل لوقا عشر رسائل من رسائل بولس الرسول بعد أن حذف منها ما هو ضد فكره وتعتمد على العهد القديم، وحذف أيضًا الرسائل الرعوية، ففي الحقيقة لم يكن مستحدث فصل والنظرة الثنائية لله بل وجد هذا أيضًا في الكنيسة الأولى. فنجد المعترضين يوصفون الله بحسب هواهم وعدم علمهم الكافي بالكتاب وما أعلنه فاعلن الكتاب المقدس أن الله ليس عنده تغيير ولا ظل دوران يع 1: 17 فكلمة الله تعلن لنا أن الله لا يمكن أن يشوبه تغير ولا يتبدل ولا يتحول «لأني أنا الرب لا أتغير» (مل 3: 6) فكما يقول المزمور المئة والثاني 24 أقول: يا إلهي، لا تقبضني في نصف أيامي. إلى دهر الدهور سنوك25 من قدم أسست الأرض، والسماوات هي عمل يديك 26 هي تبيد وأنت تبقى، وكلها كثوب تبلى، كرداء تغيرهن فتتغير 27 وأنت هو وسنوك لن تنتهي
فالله أزلي أبدي. فلا يتغير من أي ناحية من النواحي ولا تتغير صفاته ولا تتغير نبؤاته ووعوده أو يعاني من ما يعرف بالناسخ والمنسوخ حاشا بل يظل كما هو بمقاصده وذاته إلى الأبد. قال القديس أغسطينوس كما نعرف أنك أنت الموجود الحقيقي وحدك، كذلك نعرف أنك أنت وحدك الموجود بلا تغيّر، والمريد بلا تغيّر. فهو لا يتغير وان كنا نحن غير امناء فهو أمين إلى الانقضاء. فالكتاب المقدس رد على اشكالية التغير بشكل قطعي فالهنا المحب القدوس لا يمكن بشكل قاطع أن يتغير فهو أيضًا ما جاء في العهد الجديد بشكل اخر أن المسيح هو أمس وغداً وإلى ابد الابدين امين.
فكما أن العهد القديم به الدينونة به محبة والعهد الجديد كما به محبة به دينونة. ونري محبة الله من بداية الخليقة وتسلسلها ومحبته للانسان فالعقاب في العهد القديم لا يتناقض مع صفة المحبة فالمحبة هي توجية الأخرين نحو التوبة فعند العودة لادم الله يحب ادم بينما قال له أن يوماً تاكل من الشجرة موتاً تموت فهل الله لا يحب ادم؟لكن بمحبة الله لادم هناك أيضًا قداسة الله التي تستدعي الدينونة لكن هذه الدينونة يسبقها دائماً إنذارات.
فالله لم يرسل الطوفان أو يهلك الكنعانيين بدون تحذير على سبيل المثال وليس الحصر الطوفان فترة بناء الفلك كانت مئة وعشرين عام كان خلالها نوح يحث الناس بالرجوع عن خطاياها فلاقي الكثير من الاستهزاء فكيف لشخص أن يبني فلك في اليابسة واعتقد البعض انه مجنون. حتى جاءه الدينونة بعد مئة وعشرين سنة. فكان يمكن التعاطي عن دينونة الله اذا قدم احدهم توبة.
فكان اخر ما يلجئ له الله هي الدينونة التي يسبقها تحذير والله انتظر عشرات السنين لشعوب تصل إلى أكثر ربعمائة سنة مع بعض تلك الشعوب قبل إهلاكهم فلم تأتي دينونة مستقبلية بلا تحذير ولم يأتي تحذير بلا دينونة مستقبلية إذا استمرو على دربهم في مسلكهم لحياتهم. فالله تعامل مع هؤلاء بطرق متعددة كثيرة. بانذارات متعددة وهذا ما أعلنه أيضًا شخص ربنا يسوع المسيح حينما قال 13: 34
يا اورشليم يا اورشليم يا قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين اليها كم مرة أردت أن اجمع أولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها ولم تريدوا فالله أراد كثيراً أن يجمع أولادها لكن بعد الرفض تأتي الدينونة 38 هوذا بيتكم يترك لكم خرابا* فالمعترض الذي يري أن الله تغير هو بالفعل لا يدرك كينونة الله ويجهل ما جاء في سياق النصوص الذي سنتناولها بالتفصيل فيما بعد فالله أزلي أبدي وما يطمن قلوبنا وأفكارنا انه لا يتغير مع تغير الزمان.
هل الله يريد أن يهلك وان يدمر:
يتساءل البعض كيف لإله المحبة والرأفة يمكن أن يكون فيما مضي بهذا الشكل. هل الله يريد الهلاك والقتل والدمار هل يستلذ بمعاقبة الأمم وإبادتها! كيف يتفق هذا مع قداسة الله وحبة للبشر. فلنري ماذا يريد الله حقاً يشير الوحي الإلهي في سفر حزقيال ٣٣: ١١قُلْ لَهُمْ: حَيٌّ أَنَا، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، إِنِّي لاَ أُسَرُّ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ، بَلْ بِأَنْ يَرْجعَ الشِّرِّيرُ عَنْ طَرِيقِهِ وَيَحْيَا.
اِرْجِعُوا، ارْجِعُوا عَنْ طُرُقِكُمُ الرَّدِيئَةِ! فَلِمَاذَا تَمُوتُونَ يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ؟ فالله لا يسر بموت الشرير بل يكون سرورة برجوع الشرير عن الطريق الذي يسلكه ويؤدي للموت الأبدي. كما في العهد الجديد إلهًا يُسَرّ بالتّوبة هكذا ذكر في العهد القديم ويقول الوحي الإلهي أيضًا في السفر نفسه ويؤكد انه لا يسر بموت الشرير حزقيال ١٨: ٢٣هَلْ مَسَرَّةً أُسَرُّ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ؟ يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ. أَلاَ بِرُجُوعِهِ عَنْ طُرُقِهِ فَيَحْيَا؟ إذا الله لا يريد أن يهلك وان يدمر ولا يسر بهذا وهذا ما أكده الوحي الإلهي في العهد الجديد أيضًا عن تأني الله في بطرس الثانية بطرس الثانية ٣: ٩ ٩لاَ يَتَبَاطَأُ الرَّبُّ عَنْ وَعْدِهِ كَمَا يَحْسِبُ قَوْمٌ التَّبَاطُؤَ، لكِنَّهُ يَتَأَنَّى عَلَيْنَا، وَهُوَ لاَ يَشَاءُ أن يَهْلِكَ أُنَاسٌ، بَلْ أن يُقْبِلَ الْجَمِيعُ إلى التَّوْبَةِ.
فالله لا يشاء أن يهلك الناس فمن يزعم أن الله يريد التدمير أو انه دموي يدعي كذباً وبهتاناً على الهنا الحنون المحب ونجد الله لم يدمر جيش فرعون إلا بعد تحذيرات كثرة على يد موسي اكثر من مرة وسوف نشير إلى طول أناته على شعوب فيخبرنا الكتاب عن صبر الله جيل وثاني وثالث ورابع في سفر التكوين الأصحاح الخامس عشر العدد 16 وفي الجيل الرابع يرجعون إلى ههنا لان ذنب الأموريين ليس إلى الآن كاملا فصبر الله لمئات السنين قبل تدمير هذه الدول وآخر ما يلجئ له الرب هو العقاب فالله رحيم وبطئ الغضب في سفر الخروج ٣٤: ٦فَاجْتَازَ الرَّبُّ قُدَّامَهُ، وَنَادَى الرَّبُّ: “الرَّبُّ إله رَحِيمٌ وَرَؤُوفٌ، بَطِيءُ الْغَضَبِ وَكَثِيرُ الإِحْسَانِ وَالْوَفَاءِ.
حافظ الإحسان إلى ألوف. غافر الإثم والمعصية والخطية. فالله يعلن عن انه غفور وانه محب وبطيء الغضب وهذا الاله المحب البطيء ونرى الله في العهد القديم إلهًا يدعو إلى المحبّة “لا تَنْتَقِمْ ولا تَحْقِدْ عَلى أبْناء شَعْبِكَ بَلْ تُحِبُّ قَريبَكَ كَنَفْسِكَ. أنا الرَّبّ” (لاويّين 18: 19). ونراه، أيضًا، كثير الرّحمة والغفران “الرَّبُّ رَحيمٌ ورَؤوفٌ، طَويلُ الرُّوحِ وَكَثِيرُ الرَّحْمَةِ. لا يُحاكِمُ إلى الأبَدِ، ولا يَحْقِدُ إلى الدَّهْرِ. لَمْ يَصْنَعْ مَعَنا حَسَبَ خَطايانا، ولَمْ يُجازِنا حَسَب آثامِنا” (مزمور 103: 8-10).
فيري البعض أن هناك كمية كبيرة من العنف في العهد القديم بعين مغلقة عن رؤية الحق ولا يروا كمية الحب الكبيرة وتأكيد هذا من سفر التثنية 6:5 وحب الله وصبرة عند رفض شعبة له والعبادة للإلهة الوثنية في (هوشع 9:7-11)٧وَشَعْبِي جَانِحُونَ إلى الارْتِدَادِ عَنِّي، فَيَدْعُونَهُمْ إلى الْعَلِيِّ وَلاَ أَحَدٌ يَرْفَعُهُ٨كَيْفَ أَجْعَلُكَ يَا أَفْرَايِمُ، أُصَيِّرُكَ يَا إِسْرَائِيلُ؟! كَيْفَ أَجْعَلُكَ كَأَدَمَةَ، أَصْنَعُكَ كَصَبُويِيمَ؟! قَدِ انْقَلَبَ على قَلْبِي. اضْطَرَمَتْ مَرَاحِمِي جَمِيعًا. ٩”لاَ أُجْرِي حُمُوَّ غَضَبِي. لاَ أَعُودُ أَخْرِبُ أَفْرَايِمَ، لأَنِّي اللهُ لاَ إِنْسَانٌ، الْقُدُّوسُ فِي وَسَطِكَ فَلاَ آتِي بِسَخَطٍ.
ويوجد نمازج من الحب تثنية (7: 7-15)، ٧لَيْسَ مِنْ كَوْنِكُمْ أَكْثَرَ مِنْ سَائِرِ الشُّعُوبِ، الْتَصَقَ الرَّبُّ بِكُمْ وَاخْتَارَكُمْ، لأَنَّكُمْ أَقَلُّ مِنْ سَائِرِ الشُّعُوبِ. ٨بَلْ مِنْ مَحَبَّةِ الرَّبِّ إِيَّاكُمْ، وَحِفْظِهِ الْقَسَمَ الَّذِي أَقْسَمَ لآبَائِكُمْ، أَخْرَجَكُمُ الرَّبُّ بِيَدٍ شَدِيدَةٍ وَفَدَاكُمْ مِنْ بَيْتِ الْعُبُودِيَّةِ مِنْ يَدِ فِرْعَوْنَ مَلِكِ مِصْرَ. ٩فَاعْلَمْ أن الرَّبَّ إِلهَكَ هُوَ اللهُ، الإِلهُ الأَمِينُ، الْحَافِظُ الْعَهْدَ وَالإِحْسَانَ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ وَيَحْفَظُونَ وَصَايَاهُ إلى أَلْفِ جِيل، ١٠وَالْمُجَازِي الَّذِينَ يُبْغِضُونَهُ بِوُجُوهِهِمْ لِيُهْلِكَهُمْ.
لاَ يُمْهِلُ مَنْ يُبْغِضُهُ. بِوَجْهِهِ يُجَازِيهِ. ١١فَاحْفَظِ الْوَصَايَا وَالْفَرَائِضَ وَالأَحْكَامَ الَّتِي أَنَا أُوصِيكَ الْيَوْمَ لِتَعْمَلَهَا. ١٢“وَمِنْ أَجْلِ أَنَّكُمْ تَسْمَعُونَ هذِهِ الأَحْكَامَ وَتَحْفَظُونَ وَتَعْمَلُونَهَا، يَحْفَظُ لَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ الْعَهْدَ وَالإِحْسَانَ اللَّذَيْنِ أَقْسَمَ لآبَائِكَ، ١٣وَيُحِبُّكَ وَيُبَارِكُكَ وَيُكَثِّرُكَ وَيُبَارِكُ ثَمَرَةَ بَطْنِكَ وَثَمَرَةَ أَرْضِكَ: قَمْحَكَ وَخَمْرَكَ وَزَيْتَكَ وَنِتَاجَ بَقَرِكَ وَإِنَاثَ غَنَمِكَ، عَلَى الأَرْضِ الَّتِي أَقْسَمَ لآبَائِكَ أَنَّهُ يُعْطِيكَ إِيَّاهَا. ١٤مُبَارَكًا تَكُونُ فَوْقَ جَمِيعِ الشُّعُوبِ. لاَ يَكُونُ عَقِيمٌ وَلاَ عَاقِرٌ فِيكَ وَلاَ فِي بَهَائِمِكَ.
١٥وَيَرُدُّ الرَّبُّ عَنْكَ كُلَّ مَرَضٍ، وَكُلَّ أَدْوَاءِ مِصْرَ الرَّدِيئَةِ الَّتِي عَرَفْتَهَا لاَ يَضَعُهَا عَلَيْكَ، بَلْ يَجْعَلُهَا عَلَى كُلِّ مُبْغِضِيكَالتثنية ٢٣: ٥وَلكِنْ لَمْ يَشَإِ الرَّبُّ إِلهُكَ أن يَسْمَعَ لِبَلْعَامَ، فَحَوَّلَ لأَجْلِكَ الرَّبُّ إِلهُكَ اللَّعْنَةَ إلى بَرَكَةٍ، لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَكَ قَدْ أَحَبَّكَالملوك الاول ١٠: ٩لِيَكُنْ مُبَارَكًا الرَّبُّ إِلهُكَ الَّذِي سُرَّ بِكَ وَجَعَلَكَ عَلَى كُرْسِيِّ إِسْرَائِيلَ. لأَنَّ الرَّبَّ أَحَبَّ إسرائيل إلى الأَبَدِ جَعَلَكَ مَلِكًا، لِتُجْرِيَ حُكْمًا وَبِرًّا”. نحميا ١: ٥وَقُلْتُ: “أَيُّهَا الرَّبُّ إله السَّمَاءِ، الإِلهُ الْعَظِيمُ الْمَخُوفُ، الْحَافِظُ الْعَهْدَ وَالرَّحْمَةَ لِمُحِبِّيهِ وَحَافِظِي وَصَايَاهُ، وينطبق نفس الشيئ على العهد الجديد نجد محبة الله وغضبة محبة الله في هذه المواضع يوحنا الاولى ٤: ١-٢١ويوحنا ٣: ١٦ ونجد غضبة متى ٣: ٧ ومتى ١٠: ٢٨ ولوقا ١٢: ٥ولوقا ٢١: ٢٣ ويوحنا ٣: ٣٦ورومية ١: ١٨فالله لا يتغير ولا يمكن لعاقل الفصل.
لماذا نجد الحروب في العهد القديم ولا نجدها بشكل كبير في العهد الجديد؟
قبل الغوص في قضية العنف في العهد القديم ضد الشعوب اعتقد يجب أن ندخل اولاً لعلاج قضية أخرى هامة وهي يلاحظ الكثير من الناس العديد من المعارك والحروب في العهد القديم في حين أن العهد الجديد لا يوجد به شيئ من هذا القبيل مع استثناء سفر الرؤيا الذي يقدم نبؤات عن حروب قادمة. السبب باختصار هو أن العهد القديم يحتوي على كمية هائلة من التاريخ فيما يتعلق بدولة إسرائيل التي تمتد ما يقرب من 1500 سنة في حين يركز العهد الجديد على خدمة يسوع المسيح التي استمرت ثلاث سنين فقط.
من المهم أيضًا أن نلاحظ أن الدول غالباً تذهب في بعض لاوقات للحروب فحينما ننظر إلى الحروب التي قامت بها الولايات المتحدة على سبيل المثال في اقل من مئة سنة قامت بالحرب العالمية الأولى والثانية حرب فيتنام حرب الكورية حر ب الخليج الفارسي غزوة العراق وافغنستان بالاضافة إلى عدد لا يحصي من المناوشات بقدر ما لا تحب ذلك فالعنف والحرب هو جزء من الواقع بالتالي هو جزء من التاريخ والتاريخ جزء من العهد القديم. فبالتالي ذكر العهد القديم الحروب لانها تدخل ضمن تاريخ بني اسرائيل. ولاشارات روحية قوية لوقوف الله مع شعبة وتعضيده لهم
الفرق بين حروب العهد القديم وحروب الأخرى؟
لعل اهم ما يميز حروب العهد القديم عن الحروب في لاديان الأخرى
- حروب العهد القديم محدودة ومحصورة بالزمن التي حدثة به ليس لها استمرارية اما الحروب في بعض الأديان الأخرى قد تستمر إلى يوم القيامة لانها غير محدودة وغير محصورة بالزمان.
- حروب العهد القديم محدودة ومحصورة بالمكان فلم تكن موجهة للعالم باكملة بل موجهة لشعوب بعينها وهم الشعوب السبع الحثيون والجرجاشيون والاموريون والكنعانيون والفرزّيون والحوّيون واليبوسيون
- حروب العهد القديم لم تكن لنشر دين أو عقيدة أو فرضها فلم يكن الهدف التوسع الديني بالاجبار فلم تكن الديانة اليهودية ديانة تبشيرية بعكس الحروب في بعض الاديان التي كانت لنشر عقيدة أو فرضها
- حروب العهد القديم لم يكن الهدف منها الغنائم أو التربح من الحروب بتأليف قلوب المحاربين بعكس بعض الاديان كان لها غرض التربح(الجزية) والغنائم
- حروب العهد القديم لم تكن للانتقام الشخصي بعكس ما اتي في بعض الاديان انها كانت للانتقام الشخصي
- حروب العهد القديم كانت عقوبة للجرائم التي ارتكبت ويعاقب عليها القانون الحالي بالاعدام
- حروب العهد القديم كانت توجة في بعض الاحيان للشعب اليهودي نفسة من خلال العقاب على ايدي شعوب وثنية لكسرهم للوصايا والعهد فلم تكن دائما موجهة للامم لان الله عادل فكانت توجه ضد من يخطئ
- لم تكن دائما موجهة للشعوب الوثنية: بل وبعدل الإله كانت توجهة ضد من يخطئ، والأمثلة كثيرة على عقوبات إلهية موجهة للشعب اليهودي نفسه على أيدى شعوب وثنية لأنهم كسروا العهد مع الرب
- واهم الفروق أن الدينونة جاءة بعد تحذيرات كثيرة من الرب فلم تأتي الدينونة بدون تحذير
- حروب العهد القديم لم تكن عنصرية تجاة شعب معين بدليل عقاب الله شعب إسرائيل بنفس الطريقة، أي عقابهم في حروب على يد شعوب آخرى وخير مثال…عاقب الله يهوذا باشور وعاقبهم على يد نبوخذنصر ملك بابل فاكثر شعب وقع تحت دينونة الله ليس الامم بل شعب إسرائيل من الخروج حتى نهاية العهد القديم.
كيف نفهم الحروب على ضوء الوحي الالهي
المقياس الحقيقي لوزن الاحداث:-
يجب وضع الاحداث في العهد القديم على مرحلتين –الاولي وضع الحدث في سياقة التاريخي ومن ثم الحكم على الحدث من خلال الرؤية والمجتمع والاعراف في ذلك الوقت مثال قد تصادفنا قصة في التاريخ عن ملك يقال عنه انه “رحيم”، ، وتجد أن الملك هذا كان يذبح الاسري بدم بارد، فستقول بدون ادني شك انه غير رحيم، ليس فقط لأنك حكمت عليه بمعيارك اليوم ولكن أيضًا لأنك نزعت المعلومة من سياقها التاريخي.
أما حين تعود للسياق التاريخي الذي جاء فيه هذا الملك وتقرأ أكثر وتبحث أعمق فتعرف في النهاية أن جميع الملوك الذين سبقوه كانوا بالأحرى يحرقون أسراهم أحياء بعد تعذيب شنيع، وأن هذا الملك بالعكس كان أول من استبدل الحرق بالذبح، هنا فقط سيتحول “الذبح” إلى رحمة وستدرك لماذا كان هذا الملك يُدعي رحيما، بل ستؤمن أنه كان بالفعل رحيما!
بالمثل لا يمكن الحكم على أحداث العهد القديم ورؤيتها بمعايير ومنظور القرن العشرين وقيمه وأخلاقه، ولا حتى بمعايير القرن الخامس، لأننا بذلك نضع هذه الأحداث خارج إطارها المرجعي الأصلي، من ثم لا نخرج بعد ذلك إلا بصورة مشوهة، وقاسية عنيفة من ناحية أخرى، ننسبها بعد ذلك بكل بساطة إلى الله في مقارنة خاطئة مثال اخر في الازمنة القديمة لم يكن الرق عنف ولا حتى جريمة لكن اليوم ننظر له انه جريمة ضد الانسانية
المرحلة الثانية رؤية سياق النصوص هل تتحدث عن نبؤات اخبر بها الله لعلمه المسبق قبل حدوثها وتحقيقها فعندئذ لا يمكن أن ننظر للنصوص انها اوامر من الله لنتيجة جوهرية وهي علم الله المسبق للاحداث واعلانه لاحد الانبياء للتحذير وكان تحذير بعض الشعوب له مدلول ايجابياً مثل شعب نينوي حينما قال يونان ونادي بَعْدَ أَرْبَعِينَ يَوْماً تَنْقَلِبُ نِينَوَى فحينئد يقول الكتاب فَآمَنَ أَهْلُ نِينَوَى بِاللَّهِ وَنَادُوا بِصَوْمٍ وَلَبِسُوا مُسُوحاً مِنْ كَبِيرِهِمْ إلى صَغِيرِهِمْ. فيقول الكتاب حينئذ فَلَمَّا رَأَى اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ أَنَّهُمْ رَجَعُوا عَنْ طَرِيقِهِمِ الرَّدِيئَةِ نَدِمَ اللَّهُ عَلَى الشَّرِّ الَّذِي تَكَلَّمَ أن يَصْنَعَهُ بِهِمْ فَلَمْ يَصْنَعْهُ. فالله يتاني ويترفق عشرات السنين حتى يكتمل زمن الخطيئة.
المرحلة الثالثة نجد أن الله في سفر التكوين يكره سفك الدماء Genesis 9:6 ووضع عقوبة الاعدام لقاتل النفس وكانت الوصية لا تقتل فربما يتهم البعض الله بالقتل والعنف وهذا بمقياس غير علمي فلا يقال أن القاضي العادل قاتل فالله اعطي للشعوب فرصة للتوبة عشرات السنين لكنهم اصرو على مخالفة وصايا الله وسارو على نهج الشذوذ والجنس وزني المحارم والقتل وغيرة من جرائم فاستلزم تدخل الله كما هو الحال في سدوم وعمورة أو بالطوفان أو من خلال استخدام شعب معين ضد شعب معين الله استعمل بني إسرائيل في عقاب الكنعانيين بسبب شرورهم الكثيرة وذلك لانه يريد أن يستمر اتفاقه مع إبراهيم وإسحاق ويعقوب ويذكر في تثينة 7 انه يريد أن تكون إسرائيل امه مقدسة دون أن تتأثر بشرور كنعان.
المرحلة الرابعة علم الله المسبق بدينونة كل إنسان لا يجعلنا نتساءل لماذا حكم الله هكذا! فمنظور الله يختلف عن منظور البشر فالعقل البشري خاضع للمكان والزمان بينما الله خارج الزمان والمكان. يقول الكتاب ما أبعد أحكامك عن الفحص، وطرقك عن الاستقصاء” (رو11: 33).
المرحلة الخامسة التميز بين عمل الإنسان وإرادة الإنسان فعند ذكر العهد القديم بعض أعمال من العنف ارتكبها الإنسان ضد الإنسان أو ملوك ضد ملوك ينبغي أن نبحث هل هي بأمر إلهي ام هي ضد إرادة الله والله عاقب المعتدي
المرحلة السادسة وهي مفهوم للعقاب بشكل شامل.
عقاب الله للأمم الشريرة
كان هناك عقاب من الله للأمم الشريرة في العهد القديم التي كانت تعصي الله وترتكب الشرور وتريد غواية شعب الله لارتكاب الإثم ليفسدوا الأرض وينجسوها.
والسبب في عقاب الله لهم هو لأجل احتواء الشر حتى لا يتلوث المجتمع وإيقاف الشر من الانتشار في نسلهم فالخلايا السرطانية لابد أن تنزع حتى لا يتلوث الجسد بأكمله مثل شخص يعاني من مرض السكر فتدهوره حالته الصحية فذهب للطبيب فقالة له الطبيب انه يعاني من غرغرينا في قدمه اليسرى ولابد أن تبتر (أصبحت قدمه اليسرى فاسدة من الممكن أن تنقل الفساد والسموم التي تحتويها لبقية أعضاء الجسم) فالحالة خطرة لابد من بتر الساق.
هكذا الحال في بعض الشعوب التي كانت تنشر الزني والأشياء التي لا تليق مثل زني المحارم والشذوذ مع الحيوانات وغيرها من اشياء مخزية كانت شرورهم تؤدي إلى تدخل الله أحيانا في التعامل مباشراً مع الشر مثل الطوفان وسدوم وعمورة وغيرها والله كما أشرنا بطئ في غضبة لم يعاقب مباشرتاً بل كان ينتظر جيل ثم أخر حتى اعطي بعضهم أربعمائة سنة للتوبة. فكان أخر ما يلجئ اليه الله هو العقاب. إذا كانت بعض الشعوب اجرمه فما ذنب الأطفال في غزو كنعان أو في مواضع أخرى!
ينبغي وضع عدة أمور جوهرية بمعاير منطقية للفهم
– من النقاط الهامة المحورية في قتل الأطفال أن الله قد وفر لاولائك الرضع الذين لم تكن لهم فرصة أن ينالوا الخلاص اذا عاشوا حتى سن البلوغ فرصة للخلاص فيجب أن نتذكر أن الكنعانيين كانوا ثقافة همجية وشريرة فلك أن تتخيل أن هؤلاء الرضع والأطفال قد عاشوا حتى سن البلوغ فمن المحتمل أن يتحولوا كما لوالديهم من شر وجرم وهمجية ويتم إدانتهم ويكون مصيرهم الهلاك الأبدي إلى الجحيم مع إبليس وأعوانه بعد وفاتهم فكما يعتقد اغلب المسيحين على وجهة الكره الأرضية الأطفال الرضع وصغار الأطفال الذين يمتون يذهبون إلى السماء ثم أن أطفال الكنعانيين كانوا في وضع افضل بكثير اذا ما كان الله سمح لهم بالعيش والنمو إلى مرحلة النضج في ثقافة فاسدة فعلينا أن نتذكر نصوص الكتاب التي تشير إلى أن كل الأطفال الذين يموتون في سن الطفولة سن عدم المسؤولية الأخلاقية سيحفظون 2nd Samuel 12:23 and Matthew 19:14 ونجد أيضًا Isaiah 7:15-16 يشير إلى سن المسائلة الأخلاقية قبل ذلك قد يكون الطفل ليس له القدرة على التميز بين الصح والخطأ وبالتالي لا يكون مذنباً بارتكاب أي ذنب شخصي فالله كفل لهم حياة أبدية لم تكن لهم أن عاشوا في زيغان وحياة شريرة مثل آبائهم وهو امر لم نكن نتصوره اذا سمح الله لهم أن يعيشوا في سن البلوغ والمسؤولية الأخلاقية فمن حنان ومحبة الرب انه انتشلهم قبل الهلاك.
–النقطة الأخرى من كان سيحمي ويدعم الأطفال بدون أب ولا ام فمن المرجح انهم سيلاقون الموت على أية حال بسبب الجوع أو أي سبب أخر فكانت فرصة البقاء للحياة لليتيم ليست جيدة في الشرق الأدنى سابقاً.
-النقطة الثالثة قد يسعي هؤلاء الأطفال لمحاربة بني إسرائيل عند وصولهم لسن البلوغ فالله حمي شعبة على ضوء ما ذكر مسبقاً يمكننا فهم لإشكاليات التي يطرحها المعترضون على الكتاب المقدس
1-غزو كنعان
صدر حكم الإعدام على مجموعة من البشر يستحقون حكم الله وقد توجه هذا التدمير بشكل اكثر للديانة الكنعانية راجع تثنية 7 الأعداد 3:5 اكثر مما هو موجة للكنعانيين بشكل محدد فكان التدمير ليس بدافع عرقي بل لأسباب مبررة فالمعروف عن الكنعانيين الانخراط في الممارسات الشاذة مع الحيوانات وزني المحارم والتضحية بالأطفال وأعمال جنسية منحرفة الله كان يهيئ العالم لمجيئه فكان يهيئ الجو الديني والتاريخي الذي يجعل الشعور بان المسيح قادم لتحقيق الخلاص ليس لإسرائيل فقط بل لأعداء إسرائيل بما ذلك مصر وبابل وأشور في Psalm 87:4-6; Isaiah 19:23-25 عند تقدير هذه الحوادث لابد من تقييم هذه الحوادث وتقديرها ومن المهم أن نأخذ في الاعتبار سلوك البشر المنحط يقول نورمان جيسلر في كتابه الكنعانيون قال كانت هذه الثقافة شريرة بدرجة شاملة لدرجة أن الكتاب المقدس يقول أن الله إصابة الغثيان فهم كانوا في وحشية وقسوة وزني المحارم وشذوذ البهائم والبغاء مع الطقوس الوثنية حتى تقديم أطفالهم كتضحية كانت ثقافة عدوانية يريدون إبادة إسرائيل.
ويذكر أن الله اعطي الكنعانيون وقت كثير جداً وكافي للتوبة أربع مئة عام في سفر التكوين الأصحاح الخامس عشر كتاب العبرانيين يذكر أن الكنعانيين كانوا عصاه وهي العبارة التي تشير إلى جرائمهم الأخلاقية آية31: “بِالإِيمَانِ رَاحَابُ الزَّانِيَةُ لَمْ تَهْلِكْ مَعَ الْعُصَاةِ، إِذْ قَبِلَتِ الْجَاسُوسَيْنِ بِسَلاَمٍ.”
وكان الكنعانيين على علم بقوة الله راجع (Joshua 2:10-11; 9:9) ولعل من أكبر الأمثلة التي تضرب رحاب الزانية التي تبرهن انه من الممكن على الكنعانيين أن يتفادوا دمارهم إذا قدموا توبة يشوع 2 كما قال حزقيال أن مسرة الرب برجوع الشرير عن طريقة. Ezekiel 18:31-32; 33:11). الله لم يأمر بني إسرائيل بقتل غير المقاتلين والكتاب المقدس واضح انه لم يكن هناك حالة واحدة ولم تذكر وعلينا أن نعلم أن الشعب لم يحارب نساء الكنعانيين. وهذا لا يعني انهم أبرياء؟ فسلوكهم المخزي مذكور في سفر العدد الأصحاح الخامس والعشرين لكن السؤال المطروح هنا ماذا عن الأطفال؟ هذا السؤال أجبنا عليه مسبقاً لكن يتعين وضع في اعتبارانا عدة أشياء.
كيف لله له أن يسمح بقتل الكنعانيين ماعدا الأطفال والرضع من كان سيحميهم ويدعمهم بدون أب ولا ام فمن المرجح كما أشرنا مسبقاً انهم سيلاقون الموت على أية حال بسبب الجوع أو أي سبب أخر فكانت فرصة البقاء للحياة لليتيم ليست جيدة في الشرق الأدنى سابقاً.
أخيرا والاهم من ذلك كما قلنا مسبقا أن الله قد وفر لاؤلئك الرضع الذين لم تكن لهم فرصة أن ينالوا الخلاص اذا عاشوا حتى سن البلوغ فيجب أن نتذكر أن الكنعانيين كانوا ثقافة همجية وشريرة فلك أن تتخيل أن هؤلاء الرضع والأطفال قد عاشوا حتى سن البلوغ فمن المحتمل أن يتحولوا كما لوالديهم من شر وجرم وهمجية ويتم إدانتهم إلى الجحيم بعد وفاتهم فكما نعتقد أن الأطفال الرضع وصغار الأطفال الذين يمتون يذهبون إلى السماء ثم أن أطفال الكنعانيين كانوا في وضع افضل بكثير اذا ما كان الله سمح لهم بالعيش والنمو إلى مرحلة النضج في ثقافة فاسدة
في النهاية أن مسألة العنف امر صعب لكن يجب أن نفهم أن الله يري الأمور من منظور علمه المسبق وطرقة ليس طرقنا في حين أن من عدل الله أن يطلب بمعاقبة الخطيئة ورحمته ما زالت تمتد إلى أولئك الذين هم على استعداد التوبة وفي تدمير كنعان نرى هناك امرين مهمين وهم أن الهنا رحيم ورحمن وهو أيضًا قدوس ويغضب
سيتم نشر البحث كامل قريباً
aghroghorios
اغريغوريوس