كيف أصبح المسيح إله؟ لاري هورتادو – ترجمة: أمير جرجس
كيف أصبح المسيح إله؟ لاري هورتادو – ترجمة: أمير جرجس
لدينا أقدم المصادر التاريخية التي تتحدث عن المجتمع المسيحي في قرونه الأولي، وهي رسائل بولس حيث كتب بداية من 49م، أي بعد القيامة بحوالي عشرون عاماً. فلذلك تشكل هذه الرسائل جزءًا كبيرًا من العهد الجديد. ففي تلك الفترة لدينا علم بالمسيح أكثر مما لدينا في السبعمائة عام اللاحقة من تاريخ الكنيسة. وأن بولس أيضًا يعتبر من أشهر من الشخصيات التي دخلت المسيحية في عصورها المبكرة.
يجب علينا بشكل خاص أن نفسر تحول بولس الغريب على أنه ناتج عن وحي إلهي، أعلنه له يسوع “ابن الله الفريد” (غلاطية 1 :15). وهذا يشير إلى أن بداية إيمان بولس كان إدراكه أن كان يسوع (الذي كان يعتبره بولس معلم مخادع في البداية) يمتلك عقيدة فريدة ومميزة، وهذا ما يجب أن نفسر به إيمانه. فإننا يمكننا استنتاج أن في تلك المرحلة، لابد أنهم كانوا مؤمنين بيسوع بدرجة عالية جدا لدرجة أنهم تمكنوا من جذبوا جهود هذا الفريسي المتحمس سابقًا لتدمير ما اعتبره بدعة غير مقبولة في الديانة اليهودية.
حتى بولس بعد إيمانه لم يقول إنه أسس تلك الممارسات الدينية التي كان يؤكدها في رسائله، لكنه على العكس من ذلك يقول في رسالة (1 كور 15: 1-11) أنه يشترك هو والمسيحيين اليهود في إيمان مشترك وممارسات إيمانية ثابتة. فهنا جميع الأدلة تشير أن الإيمان بيسوع الذي أكده بولس في رسائله كان واضحًا بالفعل لدي المسيحيين اليهود.
فمن المقبول على نطاق واسع بين العلماء أنه لدينا حتى جزء لغوي أو قطعة أثرية فعلية من ممارسات المسيحين اليهود الناطقين باللغة الآرامية المحفوظة في كورنثوس الأولى 16 :22.
فالتعبير الغير المترجم الموجود هنا، “ماران أثا”، يُؤخذ عادةً على أنه صلاة، وأن ترجمته “يا رب، تعال!” وأيضًا من المسلم به أن يسوع هو الذي تم مخاطبته على أنه الرب في هذه الصيغة. وأيضًا إذا ركزنا جيداً فسنلاحظ أن بولس لم يترجم هذا التعبير للكنيسة الناطقة باليونانية في كورنثوس، فهذا يؤكد أن ذلك التعبير كان معروفاً لمعظم الناطقين باللغة الآرامية من المسيحيين قبل وقت طويل من تاريخ 1 كورنثوس، يبدو على الأرجح أن هذا النوع من التكريس ليسوع انتشر بقوة وسرعة مذهلة. أن الفترة الحاسمة حقًا لأصل تلك التعبيرات المهمة عن يسوع هي «السنوات الأربع أو الخمس الأولى» من الحركة المسيحية الأولى!
وسبب نقلها إنها بداية لتضامنهم الديني مع المؤمنين في يهودا، الذين يشير إليهم بولس على أنهم أسلاف.
مِنْ أَجْلِ ذلِكَ نَحْنُ أَيْضًا نَشْكُرُ اللهَ بِلاَ انْقِطَاعٍ، لأَنَّكُمْ إِذْ تَسَلَّمْتُمْ مِنَّا كَلِمَةَ خَبَرٍ مِنَ اللهِ، قَبِلْتُمُوهَا لاَ كَكَلِمَةِ أُنَاسٍ، بَلْ كَمَا هِيَ بِالْحَقِيقَةِ كَكَلِمَةِ اللهِ، الَّتِي تَعْمَلُ أَيْضًا فِيكُمْ أَنْتُمُ الْمُؤْمِنِينَ .فَإِنِّكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ صِرْتُمْ مُتَمَثِّلِينَ بِكَنَائِسِ اللهِ الَّتِي هِيَ فِي الْيَهُودِيَّةِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، لأَنَّكُمْ تَأَلَّمْتُمْ أَنْتُمْ أَيْضًا مِنْ أَهْلِ عَشِيرَتِكُمْ تِلْكَ الآلاَمَ عَيْنَهَا، كَمَا هُمْ أَيْضًا مِنَ الْيَهُودِ، الَّذِينَ قَتَلُوا الرَّبَّ يَسُوعَ وَأَنْبِيَاءَهُمْ، وَاضْطَهَدُونَا نَحْنُ. وَهُمْ غَيْرُ مُرْضِينَ للهِ وَأَضْدَادٌ لِجَمِيعِ النَّاسِ. (1 تسالونيكي 2: 13-16).
ومن الأمثلة الأخرى على التعبيرات التعبدية التي تنبثق من الدوائر المسيحية الناطقة بالسامية والتي قام بولس بتعميمها بين الجماعات التي أسسها تشمل كلمة “أبا” كتعبير يستخدم لمخاطبة الله في الصلاة (رومية 8 :15؛ غلاطية 4: 6) و “آمين”.
مثل هذه الفترة الزمنية المبكرة والقصيرة جداً لا تسمح بأي تطور، على عكس التأثيرات الوثنية التي عندما تتسرب فأن تأُثيرها يبدأ بعد عدة عقود. لكن يبدو أن المؤشرات الزمنية تتطلب منا التفكير في أن عبادة يسوع التي انعكست في رسائل بولس جاءت على أنه انفجار أكثر من كونها تطور. باختصار، تتطلب الطريقة التاريخية الصحيحة منا أن نأخذ البيانات التسلسل الزمني على محمل الجد.
على الرغم من أن هذا قد يكون غير مريح بالنسبة لبعض المفاهيم الشائعة، ومهما كان من الصعب تفسير ذلك، فقد ظهرت عبادة يسوع بشكل واضح في وقت مبكر وكانت منتشرة على نطاق واسع في السنوات الأولى للحركة المسيحية.
- المذيع محمود داود يُعلن إيمانه بالمسيح
- هل الله يتغير؟ وهل يعبد المسيحيون الجسد؟ – المذيع المسلم يذيعها مدوية: أنا لا أعرف شيء
- مختصر تاريخ ظهور النور المقدس
- انجيل توما الأبوكريفي لماذا لا نثق به؟ – ترجمة مريم سليمان
- مدرسة الاسكندرية اللاهوتية – د. ميشيل بديع عبد الملك (1)
المقال مترجم عن كتاب: