فلانتينوس من هو؟ وما هي مدرسته؟ – أمير جرجس
فلانتينوس من هو؟ وما هي مدرسته؟ – أمير جرجس
– يقول ترتليان، أن هناك طريقتين لإفساد عقيدة الكتاب المقدس:
أول طريقة هي إزالة الكتب المقدسة أو النصوص التي تخالف قناعاته كما فعل ماركيون مع كتب العهد الجديد باستثناء إنجيل لوقا وعشر من رسائل بولس. أما الطريقة الثانية “هي استخدام الكتب المقدسة كاملة لكن مع إساءة تفسيرها”[1] وهذا هو ما فعله فلانتينوس.
كان فلانتينوس معاصرًا لماركيون: فقد جاء من الإسكندرية في مصر وعاش في روما من حوالي 135 إلى 160 بعد الميلاد. ومثله مثل ماركيون، ذهب إلى كنيسة روما عندما جاء إلى المدينة لأول مرة. أحب فلانتينوس التفسير المجازي الذي تعلمه من مدرسة الإسكندرية، لكن تطور تفكيره لدرجة انه وصل لمرحلة الصوفية والغنوصية، فانفصل عن الكنيسة وأصبح مؤسسًا لمدرسة غنوصية أطلق على أعضائها من بعده اسم الفلانتينيين.
في عام 1945م اكتشفنا بما يسمى بمخطوطات نجع حمادي وكان عددها يصل إلى اثنان وخمسون مخطوطة معاً مغلفين بالجلد[2]، وكُتب عليها بالقبطي المترجم من اليوناني. اكتشفنا من ضمنهم إنجيل يسمى بإنجيل الحقيقة[3]، يشير لها بعض الآباء المسيحين باعتبارها بيانا رسميا للمدرسة الفلانتينة.[4]
ما يعنينا هنا هو الشهادة بأنها تحمل كتابات العهد الجديد. قد لا يخوننا هذا الشاهد أن نقول، مع دبليو سي فان أونيك، “في حوالي 140-150 بعد الميلاد، كانت مجموعة من الكتابات معروفة في روما وتم قبولها على أنها موثوقة والتي كانت متطابقة تقريبًا مع العهد الجديد”.[5]
يلمح إنجيل الحقيقة إلى إنجيلي متى ولوقا (وربما أعمال الرسل)، وإنجيل يوحنا، وبعض رسائل بولس، والعبرانيين والرؤيا، ولا تشير إليهم فحسب، بل تستشهد بهم بعبارات تفترض مسبقا أن هذه الكتابات موثوقة. فأن التفسير المجازي في إنجيل الحقيقة يشير لدرجة من الإلهام في النصوص المفسرة على هذا النحو سواء كانت مقبولة للقراء اللاحقين أم لا.[6]
هناك كتاب آخر في مجموعة نجع حمادي وهي الرسالة إلى راجينوس، والتي تتحدث عن القيامة والتي مثلها مثل إنجيل الحقيقة، ربما تعود إلى فلانتينوس نفسه. فهي تقدم تفسيراً لمجموعة من تعاليم بولس حول القيامة والخلود في كورنثوس 1-15 (على الرغم من أنه من النادر أن يكون هناك تفسير قد يوافق عليه بولس) [7] يعود لمؤلفها بولس هو “الرسول”. والتي كلماته لها سلطة. يمكننا تمييز الأصداء في أطروحات رسائل بولس الأخرى – رومية وكورنثوس الثانية وأفسس وفيلبي وكولوسي – ويظهر المؤلف معرفة بتقاليد الأناجيل الثلاثة ويوحنا.
لكن دعنا نقول هذا: في ضوء مثل هذه الأطروحات من نجع حمادي، يمكن المجادلة ببعض العقل بأن “قانون” ماركيون كان تنقيحه لمجموعة موجودة من كتابات العهد الجديد – على وجه الخصوص، وإن كانت مرجعيته لبولس من نسخة موجودة من رسائله.
بطليموس
هو التلميذ الرئيسي لفلانتينوس وربما خليفته كزعيم معترف به للمدرسة الفلانتينية، اعترف بالسلطة العليا لكتابات العهد الجديد (في الواقع، تلك التي تم الاعتراف بها في إنجيل الحقيقة ورسالة الرسول إلى ريجينوس)، عندما تم تفسيرها وفقًا لافتراضاتهم المسبقة، 14[8] كانت هذه الكتابات “موثوقة للغاية لأنها احتوت على التقليد الرسولي الذي جاء من المخلص يسوع”.[9]15 من الصعب على رجل الكنيسة الأرثوذكسي أن يذكر جوهر القضية بشكل أكثر ملاءمة.
وبالفعل، فإن بطليموس هو أول شخص معروف لنا بالاسم ينتقد الماركيونية.[10] في رسالته إلى فلورا [11]، التي أظهر فيها، كيف أن الشريعة الموسوية، عندما يتم فهمها بشكل صحيح (أي مفهومة وفقًا لمبادئ فالنتين)، لابد أن يتم الاحتفاظ بها في النظام المسيحي.
[1] 1 Tertullian, Prescription. 38
[2] Most of them are now available in an English translation in The Nag Hammadi Library, ed. J. M. Robinson (Leiden, 1977).
[3] First published in Evagelium Veritatis, ed. M. Malinine, H.-C. Puech, G. Quispel (Zurich, 1956), with facsimile, transcription, French, German and English translations, notes and vocabularies. A good annotated translation was produced by K. Grobel, The Gospel of Truth (Nashville/London, 1960). Another translation, by G. W. MacRae, appears in The Nag Hammadi Library. pp. 37–49.
[4] Irenaeus, Against Heresies 3.11.9.
[5] W. C. van Unnik, ‘The “Gospel of Truth” and the New Testament’, in The Jung Codex, ed. F. L. Cross (London, 1955), p. 124
[7] It bears a close resemblance to the view of Hymenaeus and Philetus, denounced in 2 Tim. 2:17f.
[8] This insistence on proper interpretation is found equally in those who argue that the New Testament (and indeed the whole Bible) is authoritative when interpreted in accordance with the teaching preserved in its purity by the apostolic churches. See pp. 151, 269.
[9] R. M. Grant, The Formation of the New Testament (London, 1965), p. 127.
[10] H. von Campenhausen, The Formation of the Christian Bible, pp. I65f.
[11] This letter is preserved in Epiphanius, Panarion, 33.3–7; an English translation is conveniently accessible in R. M. Grant (ed.), Gnosticism: An Anthology (London, 1961), pp. 184–190. ‘Flora’, like ‘the elect lady’ of 2 John, is conceivably the personification of some church (the church of Rome?).