عمر أخزيا الملك – وجهة نظر يهودية – الرابي: دوفيد روزنفيلد – ترجمة: جورج نبيل
عمر أخزيا الملك – وجهة نظر يهودية – الرابي: دوفيد روزنفيلد – ترجمة: جورج نبيل
إقرأ الموضوع الكامل: عمر أخزيا الملك ملك يهوذا حين ملك والإجابة على كافة الأسئلة والاعتراضات – آفا توني
ترجمة المقال – نقلا عن موقع: aish.com (12 مايو 2022)
https://aish.com/ahaziahs-age-when-he-became-king
كم كان عمر أخزيا حين مَلَكَ؟ يذكر [2مل 8: 26] أنه كان في ابن 22 حين مَلَك، بينما يذكر [2 أخبار 22: 2] أنه كان ابن 42 حين مَلَك. يبدو قطعًا أن الأخيرة خطأ لأن أباه يهورام كان في عمر 40 عامًا فقط عندما مات (2 ملوك 8: 17و 2أخبار 21: 20).
يجب الرابي آيش
من الجميل أنك تدرس التوراة بتدقيق. نعم، هذا تناقض مشهور. في الواقع، هناك العديد من الأمور المتعارضة بين أسفار الأنبياء السابقة وأخبار الأيام، تمتد من الفروق البسيطة في اللغة (التعبيرات) إلى اختلافات رئيسية في أساس الرواية الكتابية. (في المجمل، ينظر الحكماء إلى أخبار الأيام بطريقة رمزية allegorical، بينما تؤخذ الكتابات السابقة بشكل حرفي.)
هناك إجابتان أساسيتان لهذا السؤال. لكي نفهمهم، أحتاج أن أقدم خلفية سريعة عن تنصيب أخزيا ملكًا. كان جِدْ أخزيا هو الملك البار يهوشافاط بينما كان والده هو يهورام الشرير. رتّب يهوشافاط -مثل أي ملك في أي زمان- ارتباطًا لأبنه يهورام مبني على بعض الاعتبارات السياسية. فتزوج ابنه عثليا، بنت أخاب الشرير، ملك مملكة إسرائيل الشمالية (المعروفة بالسامرة أيضا). (أنظر 2مل 8: 18، 26؛ 22 أخ 21: 6، 22: 2.) وللحكماء تقليدًا أيضًا مفاده بأن يهوشافاط نفسه تزوج أخت أخاب، ابنة الملك عُمري الشرير. [قد يكون هذا متضَمنًا في 2أخبار 18: 1 والذي ينص على أن يهوشافاط “تحالف بالزواج” (فايتشتاين- صاهر) أخاب – see Rashi to II Chron 22:1]
كان لهاتان الزيجتان تأثيرات كارثية على بيت داود. دل الاتحاد بين العائلتين الملكيتين لداود وعمري بأن شر الأسرة الأخيرة قد دخل الأولى – والحكم الذي صدر أخيرًا عليهم سيقع في نهاية الأمر على نسل داود أيضًا. في هذا السياق، فإن سيدر أولام راباه Seder Olam Rabbah، وهو عمل مهم عن التسلسل التاريخي للكتاب المقدس وما بعده كُتِب في القرن الثاني (فصل 17)، يكتب أنه في اليوم الذي زوج فيه الملك أسا البار، ابنه يهوشافاط إلى ابنة الملك عمري، قرر الله أن الخراب الذي أصاب عائلة عمري سوف يمتد إلى سلالة يهوذا أيضًا.
وهذا حدث في عهد الملك أخزيا. إذ كان ملك السامرة في هذا الوقت هو يهورام ابن اخاب، أرسل الله نبيًا ليمسح ياهو القائد العسكري ليهورام ملكًا ليمحو عائلة أخاب ويأخذ المُلك لنفسه (أنظر 2 مل 9). وكما يصف [2أخبار] قَتَل ياهو أخزيا (الذي كان يزور يهورام في هذا الوقت) مثلما قتلت عثليا أم أخزيا (ابنه أخاب) كل ورثة العرش- ما عدا ابن واحد وهو يوآش- أنقذته أخته يهوشبعة وأخفته- وهو نفسه الذي مَلَك على يهوذا.
بناءً عليه، يشرح سيدر أولام Seder Olam هذا التناقض بخصوص عمر أخزيا الملك في الوقت الذي صار فيه ملكًا. كان يبلغ في الواقع الـ22 عامًا فقط، وفقا لسفر الملوك. الـ 42 تشير إلى عدد السنوات التي كانت بين زواج يهوشافاط بابنه عمري وبداية حُكم حفيده أخزيا.
عندما بدأ حُكمُه، كان الحكم على بيت داود قد دخل حيز التنفيذ- وبالفعل، قُتِل بعد سنة واحدة. وبتالي، فإن معنى أن “أخزيا كان 42 عندما صار ملكًا” هي في الواقع أن تتويجه حدث بالضبط بعد 42 سنة من بداية الحكم الصادر على عائلته. (لتفاصيل حساب الـ 42 سنة، أنظر أيضا راشي Rashi على 2 ملوك 9: 29 وراداك Radak على 2 مل 8: 26)
هناك إجابة ثانية لهذا السؤال اقترحها المفسر رئدوفيد كيمتشي R’ Dovid Kimchi (المعروف بـ “راداك Radak”) لـ 2مل 8: 26. كان راداك مفسرًا للكتاب المقدس، وفيلسوفًا وفقيهًا لغويًا عظيمًا في بروفنس Provence في القرن 12- 13. يتطلب شرحه مزيدًا من الاطلاع على خلفية القصة الكتابية في هذا الوقت.
تشهد التوراة أن بسبب زواج يهورام والد أخزيا بابنة أخاب، وقع في طرق الشر، منحرفًا عن طريق والده يهوشافاط البار (2 ملوك 8: 18، 2 أخ 21: 6) بدأ يهورام حكمه بالتخلص من أنسباءه، والعديد من الأشراف (2أخبار 21: 4)، وقاد الأمة للوثنية فيما بعد (آية 11).
ونتيجة لذلك، تم إرسال خطاب لاذع ليهورام باسم إيليا النبي محذرًا إياه من أن الله قد قرر أن يضرب الأُمَّة كلها- وخاصةً عائلته. وهو نفسه سيعاني من مرض مرعب في أمعائه حتى تسقط (الآيات 12-15). (كان إيليا قد صعد بالفعل إلى السماء قبل ذلك بفترة طويلة. يقترح بعض المفسرين أنه ظهر في رؤيا لإبلاغ الرسالة إلي نبي لاحق).
بينما يُكمِّل سفر أخبار الأيام، حدث بعد فترة قصيرة أن هجم الفلسطينيون والعرب، سالبين ثروته والكثير من عائلته- باستثناء ابنه أخزيا الذي سيخلفه. يصاب بعد ذلك يهورام بمرض مؤلم في الأمعاء، والذي يتسبب في موته لأحقًا.
كما لا يتم دفنه دفنًا ملكيًا. ولم تُشعل محرقة جنائزية (لحرق أمتعته الشخصية) تكريمًا له، بعكس ما هو متبع عادةً للملوك، ولم يُدفن بجانب ملوك يهوذا الآخرين (بالرغم من أنه دُفن في نفس المنطقة – أنظر 2 ملوك 8: 24 مع التفاسير). في النهاية يخبرنا أخبار الأيام (وكذلك 2 ملوك 8: 17) أنه كان يبلغ ـ32 عامًا حين بدأ حُكمه، وأستمر حكمه لمدة ثماني سنوات.
يمكننا أن نعود الآن إلى موضوعنا وهو عمر أخزيا الملك عندما صار ملكًا. يقدم بعض المفسرين ملاحظة مثيرة للاهتمام وهي أن التوراة لم تكتب أبدًا أن يهورام مات في عُمْر الـ 40 عامًا، بل فقط حَكَم لمدة 8 سنوات بداية من بلوغه عُمْر الـ 32. وهي تنص أيضًا على أنه لم يُعَامل كملك عند دفنه بعد إصابته بمرضه المرعب في أمعائه.
لذلك، يَفترض راداك أنه ربما عاش يهورام لِما يتجاوز عُمْر الـ40، لكن لأنه كان عاجزًا، ولم يقدر بعد أن يَحكُم (ولا شك أن حالته قد ساءت جدًا)، بدأ ابنه في ممارسة المهام الملكية كوليٍ للعهد أثناء حياته. في أثناء ذلك، عُزل الأب ولذلك، دُفن كعامة الشعب فيما بعد، في وقت موته الفعلي.
يمكن أن تجد مزيدًا من الأدلة على ذلك في حقيقية أن [2 أخبار 22: 1] يقول إن سكان أورشليم أعلنوا أخزيا ملكًا بدلًا من أبيه.
لماذا ذُكر سكان أورشليم وحدهم وليس كل الشعب؟ فهذا التعبير لم يستخدم في أي مكان آخر في الكتاب المقدس. ربما لأنهم كانوا يعرفون عن قرب أكثر بمرض يهورام العضال، واعتبروا أنه من الضروري تنصيب خليفة له قبل موته، في الحال. (See ArtScroll edition of Chronicles, commentary to 22:1 for a fuller discussion.)
من شأن هذا أن يشرح سبب التناقض في الآيات. كما جاء في 2 ملوك 8: 26، بدأ يهورام الحكم في سن الـ 22 من عمره، أي عندما عُزِل والده في عمر الـ 40. بالرغم من استمرار والده في معاناته لمدة 20 عامًا أخرى، ولذلك صار يهورام ملكًا رسميًا فقط في عمر الـ 42.
إن كان الأمر كذلك، فإن السنة المفردة التي ينص الملوك أنه حَكَم فيها ستكون في الواقع من عُمْر الـ 42، وليس الـ 22 المذكورة. (أنظر أيضا Malbim to II Chron. 22:2 للحصول على شكل مختلف من ذلك – بأن يهورام قد ظل لمدة سنة واحدة وخدم أحاز كوصيٍ على العرش لهذا الوقت. وبتالي، فإن العددـ 42 في الآية يُقصد به أنه عندما كان الأب 40 سنة، بدأ الابن حُكمه من سنتين).