ما فائدة دم المسيح ولا يوجد كفارة لخطايا العمد بالفكر اليهودي؟ ترجمة ريمة كاسوحة
ما فائدة دم المسيح ولا يوجد كفارة لخطايا العمد بالفكر اليهودي؟ ترجمة ريمة كاسوحة
ما فائدة دم المسيح ولا يوجد كفارة لخطايا العمد بالفكر اليهودي؟ ترجمة ريمة كاسوحة
“يقول المسيحيون أن موت المسيح على الصليب هو كفارة عن كل خطيانا، أمَّا في التوراة كانت الكفَّارة الدموية عن خطايا السهو فقط.”
وهكذا يذهب المدافعون عن اليهودية الحخامية بتوجيه هذه الحجة الشائعة ضد الإيمان بيسوع. لكن هل هذه الحجة صحيحة؟ إن كان الأمر كذلك، فلا يمكن للمسيحيين أن يدعوا أن خطاياهم قد غُفرت بسبب إيمانهم بموت يسوع. هذا يعني خطايا السهو فقط يغطيها موت يسوع.
تعتبر قضية الكفارة الدموية قضية حاسمة في كل من اليهودية والمسيحية. تتضمن الكفارة الدموية كمفهوم كل من: الذبيحة والاستبدال والكفاية.
الذبيحة: يجب أن يكون هناك موت. والدم هو علامة الموت. في واقع الأمر الموت هو الذي يتمم للكفارة، لأن مجرد نزيف الضحية لا يكفي. يجب أن تموت الضحية كذبيحة.
الاستبدال: وفاة الضحية هي بديل عن موت مُقدِّمها.
الكفاية: يجب اعتبار الذبيحة كافية للذي تُقدَّم له، وعادةً يكون الإله. تُطبَّق قواعد مختلفة فيما يتعلق بأنواع الذبائح وأيها كافٍ وأيها غير كافٍ.
بالنسبة لليهودية والمسيحية فإن مسألة الكفارة الدموية تُشكِّل أمراً حاسماً لأن كلتا الديانتين تقومان على فهم مُحدَّد للكفارة الدموية.
تؤيِّد الديانة اليهودية نظرياً الحاجة المُلحّة للكفارة الدموية. يقول كتاب التلمود في ذبيحيم (أ6): “لا يمكن التكفير إلا بالدم”.
The Talmud tractate Zevahim 6a says: “atonement can be made only with the blood”.
ومع ذلك فإن الفكر اليهودي المعاصر يقلل من ضرورة تقديم الكفارة الدموية.
في اليهودية المعاصرة يُقال إن الصلاة والتوبة والأعمال الصالحة تحلُّ محل الذبائح كوسائل للتكفير عن الخطية. في بعض الأوساط هناك اتفاق على أن هذا الأمر هو إجراء مؤقت حتى يصبح بالإمكان استعادة الهيكل. ومع ذلك هناك قِلَّة تعمل أو تُسعى جاهدة لاستعادة الهيكل، ولا يبدو أن هناك أي سبب لذلك لأن الصلاة والتوبة والأعمال الصالحة تعتبر بدائل مقبولة تماماً عن الذبائح المأمور بها.
بالنسبة للمسيحية إن المسألة حاسمة أيضاً فمحور العقيدة المسيحية هو صلب يسوع، الذي يُعدُّ تنفيذ للشرائع المتعلقة بالذبيحة.
هناك جوانب عديدة لمسألة الذبيحة الدموية وأثرها على عقيدة اليهودية والمسيحية. الحجة القائلة بأن الذبائح الدموية في التوراة يجب أن تنطبق فقط على الخطيئة السهو هي مسألة رئيسية في هذا الجدال الحاصل بين هاتين الديانتين القديمتين. ما الدليل على هذا الرأي وكيف يمكن للمدافع المسيحي أن يرد على مثل هذه الحجة؟
الأدلة على الرأي القائل بأن الكفارة الدموية لا تغطي إلا الخطية الغير مقصودة
- تشير العديد من العبارات في التوراة إلى أن أنواعاً معينة من الذبائح تغطي فقط خطايا السهو. على سبيل المثال توضح الآيات: لاويين 4: 2، 13، 22، 27؛ 15: 5 و18 أن ذبيحة الخطية كانت لغرض التكفير عن خطايا السهو.
- تُبيِّن الآية في سفر العدد 15 :30 وما يليها أن خطيئة “تجديف علي الرب” يجب أن تُعاقب بالموت.
يستنتج البعض من هاتين النقطتين أن الخطيئة المُتعمَّدة لم تُأخَذ بعين الاعتبار في التوراة. كل ما يمكن أن يفعله المرء عند إدراك أن الخطيئة قد ارتكبت هو التوبة والرجاء برحمة الله.
وهكذا تستمر الحجة، إذاً ينبغي على المسيحيين أن يدركوا أن موت المسيح كذبيحة لا يمكن أن يُقدِّم أكثر من تكفير جزئي عن الخطيئة.
إجابة على هذا الرأي.
- الجمل المتعلقة بخطايا السهو وذبيحة الإثم لا تُثبِت بأي شكل من الأشكال أن خطايا العمد لم تُشمَل بالذبيحة.
- أُشير إلى أن خطايا العمد على وجه التحديد، هناك امر بالتكفير عنها بالذبيحة الدموية. في سفر لاويين 6: 2 أن الغش والكذب وحتى السرقة يجب التكفير عنها بالتوبة وإعادة ما تمَّ سلبه لأصحابه والذبيحة الدموية. ويُكمل الحديث أيضاً في لاويين 5: 1 حول ذبيحة الخطيئة بذكرها عند عدم الإدلاء بشهادة صادقة لمساندة شخص مُحق يُطالب بحقه، ويُذكَر في لاويين 5: 4 أن انتهاك العهد الذي قُطعَ بتهوُّر يُعدُّ أمراً قابل للغفران بموجب قواعد ذبيحة الخطيئة.
ومن أمثلة الخطايا العمد التي لها كفارة وإذا اضطجع رجل مع امرأة اضطجاع زرع وهي أمة مخطوبة لرجل ولم تفد فداء ولا أعطيت حريتها فليكن تأديب لا يقتلا لأنها لم تعتق. 21- ويأتي الى الرب بذبيحة لإثمه الى باب خيمة الاجتماع كبشا ذبيحة إثم. 22- فيكفر عنه الكاهن بكبش الإثم أمام الرب من خطيته التي أخطأ فيصفح له عن خطيته التي أخطأ.” (لاويين 19). هل هنا الزنا هو سهو وبدون قصد؟ طبعا لا، إذن هنا ذبائح تقدم لخطية تمت بقصد.
2 “وكلم الرب موسى قائلا. 6 قل لبني إسرائيل إذا عمل رجل أو امرأة شيئا من جميع خطايا الإنسان وخان خيانة بالرب فقد أذنبت تلك النفس. 7 فلتقر بخطيتها التي عملت وترد ما أذنبت به بعينه وتزد عليه خمسه وتدفعه للذي أذنبت إليه. 8 وان كان ليس للرجل ولي ليرد إليه المذنب به فالمذنب به المردود يكون للرب لأجل الكاهن فضلا عن كبش الكفارة الذي يكفر به عنه.”
- لم يُذكَر أنَّ جميع أنواع الذبائح تقتصر على خطايا السهو. مكتوب في (لاويين 1: 4) أن المحرقات “للتكفير عن الخطايا”. وعلاوة على ذلك من المؤكَّد أن تقديم الذبائح في الأعياد مثل عيد الفصح وعيد الغفران لها مفعول التكفير عن الخطايا.
- إن خطية “التجديف علي الرب” لا تشمل كل خطيئة مُتعمَّدة، ولكنها تتضمن “احتقار” أوامر الله بطريقة تجديف وتحدِّي.
- إنَّ عقوبة خطيئة “تحدي الرب” هي الإعدام حسب الحكم الإلهي، لكن هذا لا يلغي إمكانية التكفير عنها. فقد أُعطي عخان فرصة للاعتراف والتوبة قبل رجمه حتى الموت بسبب أخذه للغنائم من أولئك الذين وضعهم الله تحت الدينونة (يشوع 7). فقد طلب يشوع من عخان أن يعترف بذنبه و”يُمجِّد الرب”. الكفارة لا تمحو العقوبات الزمنية والنتائج المترتبة على الخطيئة، ولكنها مسألة سلام مع الله.
خاتمة
في حقيقة الأمر هناك نوع واحد من الذبائح وهو ذبيحة الخطيئة كان الهدف منها التكفير عن الانتهاكات الغير مقصودة لقواعد القداسة الكهنوتية على وجه التحديد، وهذا لا يُثبت بأي شكل من الأشكال أن الخطيئة المُتعمَّدة لا تُغتفر أو ليست جزءاً من منظومة الكفارة الدموية.
وبالتالي لا تُثبِت هذه الحجة بأي حال من الأحوال أن ذبيحة يسوع الكفارية التي تمَّت لمرة واحدة وإلى الأبد لا تكفي لتغطية أية خطية وكل خطايا المؤمن.
المقاطع ذات الصلة بالموضوع: لاويين 4: 2، 13، 22، 27؛ 5: 1، 15، 18؛ 6: 2-6؛ سفر العدد 15: 30
المرجع
Is Intentional Sin Atoned for by Sacrifice?