أنتم شهودي – بيتر سمير
أنتم شهودي – بيتر سمير
أنتم شهودي – بيتر سمير
أَنْتُمْ شُهُودِي، يَقُولُ الرَّبُّ، وَعَبْدِي الَّذِي اخْتَرْتُهُ، لِكَيْ تَعْرِفُوا وَتُؤْمِنُوا بِي وَتَفْهَمُوا أَنِّي أَنَا هُوَ. قَبْلِي لَمْ يُصَوَّرْ إِلهٌ وَبَعْدِي لاَ يَكُونُ. أَنَا أَنَا الرَّبُّ، وَلَيْسَ غَيْرِي مُخَلِّصٌ. أَنَا أَخْبَرْتُ وَخَلَّصْتُ وَأَعْلَمْتُ وَلَيْسَ بَيْنَكُمْ غَرِيبٌ. وَأَنْتُمْ شُهُودِي، يَقُولُ الرَّبُّ، وَأَنَا اللهُ.” (إش 43: 10 12- ).
يتحدث يهوه هنا عن انه وحده مخلص شعبه ولا يوجد غيره إله، ويلقى الضوء على اليهود كشهود له بأفعاله معهم من خروجهم الى مصر وما تلاه، ويلقى الضوء أيضا على عبده الذي اختاره.
من هو هذا العبد، في الأصحاح السابق نجد مقطعا مسيانيا بامتياز يتحدث عن عبد الرب:
“«هُوَذَا عَبْدِي الَّذِي أَعْضُدُهُ، مُخْتَارِي الَّذِي سُرَّتْ بِهِ نَفْسِي. وَضَعْتُ رُوحِي عَلَيْهِ فَيُخْرِجُ الْحَقَّ لِلأُمَمِ. لاَ يَصِيحُ وَلاَ يَرْفَعُ وَلاَ يُسْمِعُ فِي الشَّارِعِ صَوْتَهُ. قَصَبَةً مَرْضُوضَةً لاَ يَقْصِفُ، وَفَتِيلَةً خَامِدَةً لاَ يُطْفِئُ. إِلَى الأَمَانِ يُخْرِجُ الْحَقَّ. لاَ يَكِلُّ وَلاَ يَنْكَسِرُ حَتَّى يَضَعَ الْحَقَّ فِي الأَرْضِ، وَتَنْتَظِرُ الْجَزَائِرُ شَرِيعَتَهُ».” (إش 42: 1-4).
ونظيره في الأصحاح 52
“هُوَذَا عَبْدِي يَعْقِلُ، يَتَعَالَى وَيَرْتَقِي وَيَتَسَامَى جِدًّا. كَمَا انْدَهَشَ مِنْكَ كَثِيرُونَ. كَانَ مَنْظَرُهُ كَذَا مُفْسَدًا أَكْثَرَ مِنَ الرَّجُلِ، وَصُورَتُهُ أَكْثَرَ مِنْ بَنِي آدَمَ. هكَذَا يَنْضِحُ أُمَمًا كَثِيرِينَ. مِنْ أَجْلِهِ يَسُدُّ مُلُوكٌ أَفْوَاهَهُمْ، لأَنَّهُمْ قَدْ أَبْصَرُوا مَا لَمْ يُخْبَرُوا بِهِ، وَمَا لَمْ يَسْمَعُوهُ فَهِمُوهُ.” (إش 52: 13-15).
ويجيب يسوع عن ذلك كيف سيكون شاهدا عن يهوه ويقول:
وَأَمَّا أَنَا فَلِي شَهَادَةٌ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا، لأَنَّ الأَعْمَالَ الَّتِي أَعْطَانِي الآبُ لأُكَمِّلَهَا، هذِهِ الأَعْمَالُ بِعَيْنِهَا الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا هِيَ تَشْهَدُ لِي أَنَّ الآبَ قَدْ أَرْسَلَنِي.” (يو 5: 36).
لاَ يَقْدِرُ الْعَالَمُ أَنْ يُبْغِضَكُمْ، وَلكِنَّهُ يُبْغِضُنِي أَنَا، لأَنِّي أَشْهَدُ عَلَيْهِ أَنَّ أَعْمَالَهُ شِرِّيرَةٌ.” (يو 7: 7).
فَقَالَ لَهُ بِيلاَطُسُ: «أَفَأَنْتَ إِذًا مَلِكٌ؟» أَجَابَ يَسُوعُ: «أَنْتَ تَقُولُ: إِنِّي مَلِكٌ. لِهذَا قَدْ وُلِدْتُ أَنَا، وَلِهذَا قَدْ أَتَيْتُ إِلَى الْعَالَمِ لأَشْهَدَ لِلْحَقِّ. كُلُّ مَنْ هُوَ مِنَ الْحَقِّ يَسْمَعُ صَوْتِي».” (يو 18: 37).
وَمِنْ يَسُوعَ الْمَسِيحِ الشَّاهِدِ الأَمِينِ، الْبِكْرِ مِنَ الأَمْوَاتِ، وَرَئِيسِ مُلُوكِ الأَرْضِ: الَّذِي أَحَبَّنَا، وَقَدْ غَسَّلَنَا مِنْ خَطَايَانَا بِدَمِهِ،” (رؤ 1: 5).
وَاكْتُبْ إِلَى مَلاَكِ كَنِيسَةِ الّلاَوُدِكِيِّينَ: «هذَا يَقُولُهُ الآمِينُ، الشَّاهِدُ الأَمِينُ الصَّادِقُ، بَدَاءَةُ خَلِيقَةِ اللهِ:” (رؤ 3: 14).
يَقُولُ الشَّاهِدُ بِهذَا: «نَعَمْ! أَنَا آتِي سَرِيعًا». آمِينَ. تَعَالَ أَيُّهَا الرَّبُّ يَسُوعُ.” (رؤ 22: 20).
ولكن هنا يجدر بنا الإشارة الى الآتي:
1 يهوه يشير دوما الى انه وحده مخلص شعبه الذى يأتي بالحق الى العالم و انه الوحيد الذى يجب أن يكون رجاء أي بشر، في الترجمة السبعينية نجد أن عبد الرب عليه سيكون رجاء الأمم، ذلك المقطع الذى أخذه متى البشير بحرفية عالية و معرفة واسعة للنصوص و الترجمات و اكمل به نبوة أشياء.
“«هُوَذَا فَتَايَ الَّذِي اخْتَرْتُهُ، حَبِيبِي الَّذِي سُرَّتْ بِهِ نَفْسِي. أَضَعُ رُوحِي عَلَيْهِ فَيُخْبِرُ الأُمَمَ بِالْحَقِّ. لاَ يُخَاصِمُ وَلاَ يَصِيحُ، وَلاَ يَسْمَعُ أَحَدٌ فِي الشَّوَارِعِ صَوْتَهُ. قَصَبَةً مَرْضُوضَةً لاَ يَقْصِفُ، وَفَتِيلَةً مُدَخِّنَةً لاَ يُطْفِئُ، حَتَّى يُخْرِجَ الْحَقَّ إِلَى النُّصْرَةِ. وَعَلَى اسْمِهِ يَكُونُ رَجَاءُ الأُمَمِ».” (مت 12: 18-21).
He shall shine out, and shall not be discouraged, until he have set judgement on the earth: and in his name shall the Gentiles trust. (Isa. 42:4 LXE)
ونجد مقاطع تعلن صراحة عن أن يسوع هو المخلص الوحيد:
“وَلَيْسَ بِأَحَدٍ غَيْرِهِ الْخَلاَصُ. لأَنْ لَيْسَ اسْمٌ آخَرُ تَحْتَ السَّمَاءِ، قَدْ أُعْطِيَ بَيْنَ النَّاسِ، بِهِ يَنْبَغِي أَنْ نَخْلُصَ».” (أع 4: 12).
هل هذا إذن تناقض؟ أيهما سيكون المخلص ويكون عليه رجاء الأمم ولا مخلص غيره؟ يهوه أم عبد الرب؟
2 يشير يسوع الى انه لا يشهد عن يهوه كخارج عنه أو كشخص منفصل و لكن يبدو الأمر و كأن يسوع هو ذاته يهوه.
أَنَا هُوَ الشَّاهِدُ لِنَفْسِي، وَيَشْهَدُ لِي الآبُ الَّذِي أَرْسَلَنِي».” (يو 8: 18).
وهذا يعطى تساؤلا آخر: هل يسوع هو الشاهد لنفسه أم الشاهد ليهوه؟ وكيف يشهد لنفسه إن كان شاهدا ليهوه؟
كل تلك التساؤلات لا تمثل تناقضا على الإطلاق ولكنها إيضاحا تدريجيا يتماشى مع عقلية البشر لإعلان سر الله لهم، أحيانا كان الإيضاح في العهد القديم يكون صارخا على سبيل المثال: “«وَأُفِيضُ عَلَى بَيْتِ دَاوُدَ وَعَلَى سُكَّانِ أُورُشَلِيمَ رُوحَ النِّعْمَةِ وَالتَّضَرُّعَاتِ، فَيَنْظُرُونَ إِلَيَّ، الَّذِي طَعَنُوهُ، وَيَنُوحُونَ عَلَيْهِ كَنَائِحٍ عَلَى وَحِيدٍ لَهُ، وَيَكُونُونَ فِي مَرَارَةٍ عَلَيْهِ كَمَنْ هُوَ فِي مَرَارَةٍ عَلَى بِكْرِهِ.” (زك 12: 10).
حتى أن يهوه في بقية المقطع يشير الى سبب شهادة عبد الرب، ليعلموا إنني هو، وهذا بالضبط التعبير الذي استخدمه يسوع فيما بعد.
“فَقُلْتُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ تَمُوتُونَ فِي خَطَايَاكُمْ، لأَنَّكُمْ إِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا أَنِّي أَنَا هُوَ تَمُوتُونَ فِي خَطَايَاكُمْ».” (يو 8: 24).
“فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «مَتَى رَفَعْتُمُ ابْنَ الإِنْسَانِ، فَحِينَئِذٍ تَفْهَمُونَ أَنِّي أَنَا هُوَ، وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئًا مِنْ نَفْسِي، بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي.” (يو 8: 28).
“أَقُولُ لَكُمُ الآنَ قَبْلَ أَنْ يَكُونَ، حَتَّى مَتَى كَانَ تُؤْمِنُونَ أَنِّي أَنَا هُوَ.” (يو 13: 19).
وأخيرا عن فكرة العبد يجيبنا الحكيم بولس:
“لكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِرًا فِي شِبْهِ النَّاسِ.” (في 2: 7).
أما عن المقطع المشار أعلاه كعنوان للموضوع نجد تفسيرا في ترجوم يوناثان للأنبياء:
قال الرب: “أنتم تشهدون أمامي، وعبدي هو المسيا الذي اخترته. لكي تعرفني وتؤمن بي، ولكي تفهم أني أنا الذي كان منذ البداية، وأيضًا أن كل الأبدية تخصني، ولا يوجد إله غيري. ” [1]
[1] Huckel, T. (1998). The Rabbinic Messiah (Is 43:10). Philadelphia: Hananeel House.