تعليم الآباء الكبادوكيين عن الثالوث وانبثاق الروح القدس
تعليم الآباء الكبادوكيين عن الثالوث وانبثاق الروح القدس
إقرأ أيضًا:
- دور القديس أثناسيوس في وضع أساس عقيدة الروح القدس
- انبثاق الروح القدس في تعليم الآباء القديسين
- الروح القدس في حياة الكنيسة
واستلم آباء كبادوكية هذا الإيمان بالثالوث من القديس أثناسيوس، ولكنهم كما رأينا دعوا إلى تمييز واضح بين الجوهر (οσία) وبين الأقنوم (πόστασις) لكي يتمكنوا من تسليط الضوء على أقانيم (أشخاص) الآب والابن والروح القدس في أنماط وجودهم المختلفة وخصوصياتهم المميَّزة. فعلاقة الابن الخاصة بالآب الذي هو مولود منه بالتحديد كابن، تختلف تمامًا عن علاقة الروح القدس الخاصة بالآب الذي هو منبثق منه بالتحديد كروح مثل نفخة من الفم[1].
وكان هذا التمييز الواضح بين “الأبوة” و”البنوة” و”الانبثاق” له أثره في تحويل التركيز (في الشرح والتعليم) إلى الأقانيم (ποστάσεις) الإلهية الثلاثة، مع الاحتفاظ بكونهم بفضل طبيعتهم الإلهية المشتركة لهم جوهر إلهي واحد (μία οσία)[2]. إذن، شركة الطبيعة الواحدة لا يمزقها تمايز الأقانيم، كما أن خصوصية وتمايز الأقانيم لا يربكها شركة الجوهر الواحد[3].
والابن يصدر من الآب بطريقة تتناسب مع الابن كابن “بالولادة”، والروح القدس يصدر من الآب بطريقة تتناسب مع الروح كروح “بالانبثاق”، وكل من ولادة الابن وانبثاق الروح أمر لا يُنطق به[4].
ومما يُذكر أن آباء كبادوكية عندما تحدثوا عن صيغة “جوهر واحد، ثلاثة أقانيم” (μία οσία, τρες ποστάσεις) كان ذلك على أساس فهمهم بأن علاقة الجوهر (οσία) بالأقنوم (πόστασις) هي مثل علاقة “العمومي” (أو المشترك) بالخصوصي (أو المميَّز).
وقد لجأوا في شرح الوحدانية والتثليث في الله إلى الاستعانة بتشبيه بدا خطيرًا وهو “ثلاثة أشخاص مختلفين، لهم طبيعة واحدة مشتركة”، مما جعلهم موضع شك (ممن حولهم) في ميلهم بنوع ما إلى البدعة التي تنادي بثلاثة آلهة لهم طبيعة مشتركة (tritheism). وقد أنكر الآباء الكبادوكيون هذا الاتهام ورفضوه بشدة، كما يتضح لنا ذلك في كتاب القديس غريغوريوس النيصي: “في أنه لا يوجد ثلاثة آلهة”[5].
وقد سعى هؤلاء الآباء إلى الحفاظ على وحدانية الله من خلال التأكيد على أن الله الآب الذي هو غير مولود وغير معلول هو الرأس الواحد أو مبدأ (ρχή) وعلة (ατία) الابن والروح القدس، على الرغم من أن هذا المفهوم لا يعني أنه هناك أي فاصل في الوجود أو الزمان أو المكان بينهم، وبدون أن يكون هناك “قبل” أو “بعد” في ترتيب وجودهم. وقد تضمَّن هذا التعليم مفهومًا “سببيًّا” خاصًّا، كان له تأثيره ونتائجه المباشرة[6].
وهذه النظرة إلى الآب باعتباره المبدأ الموحِّد في اللاهوت كان قد قدمها بقوة القديس غريغوريوس النيصي حتى إنه استطاع أن يقول عن الابن والروح إنهما “معلولان” (ατιατοί) بواسطة الآب، وذلك ليس من جهة طبيعتهما ولكن من جهة نمط وجودهما. وفي نفس الوقت اعتقد القديس غريغوريوس أن كيان الروح القدس متأسس في كيان الآب من خلال كيان الابن[7].
وهنا تظهر مشكلة من شقين، نستطيع أن نلاحظها بوضوح في كلام القديس غريغوريوس النيصي عن انبثاق الروح القدس؛ إذ يقول: “إن الروح القدس الذي هو مصدر كل الأشياء الصالحة في الخليقة، مرتبط (متصل) بالابن، ولا يُدرَك إلاّ متصلاً به. أما كيانه فيعتمد فيه على الآب كعلةٍ له، ومنه أيضًا هو ينبثق. ومن العلامات المميّزة لطبيعته الأقنومية أنه يُعرف بعد الابن ومعه، وأنه كذلك يستمد كيانه من الآب[8]“.
ففي الشق الأول من المشكلة، نجد أنه في رفض آباء كبادوكية للاتهام بأنهم في تمييزهم بين الأقانيم الثلاثة بأنماط الوجود المتمايزة أشاروا ضمنيًّا بوجود ثلاثة “مبادئ” (ρχαί) إلهية، وكذلك في محاولتهم الحفاظ على وحدة (νωσις) اللاهوت بإرجاع الثلاثة أقانيم إلى “مبدأ” (رأس) (ρχή) واحد أو “علة”(ατία) واحدة في الآب، فإنهم قد فعلوا هذا على حساب تفرقة خاطئة ومدمرة بين ألوهية الآب باعتبارها “غير مستمدة أو غير معلولة” وبين ألوهية الابن والروح القدس باعتبارها “مستمدة أو معلولة” أزليًّا[9].
أما الشق الثاني فيتجلى في كون آباء كبادوكية في تمييزهم بين أقانيم الثالوث القدوس، وضعوا العلاقات الداخلية بين الآب والابن والروح القدس في بناء متسلسل من السببية والترتيب المنطقي أو في “سلسلة” من الاعتمادية “من خلال الابن[10]“، وذلك بدلاً من النظر إلى الأقانيم، مثل القديس أثناسيوس، من جهة تواجدهم (احتوائهم) المتبادل فيما بينهم، ومن خلال كليتهم غير المنقسمة والتي فيها كل أقنوم هو “كل الكل[11]“.
ولو كان الآباء الكبادوكيون لم يعطوا كل هذا التركيز لمفهوم “السببية” في الله، ولو أنهم اهتموا أكثر بما وصف به القديس أثناسيوس الابن بأنه “إرادة الله الحية”[12]، لكان ذلك أفضل بكثير. وفي هذا الشأن نجد أن القديس غريغوريوس النزينزي كان هو الأقرب للقديس أثناسيوس؛ إذ قد أكَّد على وحدانية الجوهر والعمل والإرادة في الله[13].
وبينما قدَّم القديس غريغوريوس النزينزي تقريبًا نفس التعليم الذي قدَّمه زملاؤه الكبادوكيون، إلاّ أنه كان أكثرهم مرونة في استخدام المصطلحات اللاهوتية، وكان له مفهوم أكثر قربًا للقديس أثناسيوس بالنسبة لوحدة الله ووحدة اللاهوت الكاملة، ليس فقط بكونها أوليًّا في الآب، ولكن بكونها في كل أقنوم، وكذلك بكونها في جميعهم ككل[14].
غير أن القديس غريغوريوس أيضًا مثله مثل بقية الآباء الكبادوكيين استخدم لغة تنطوي على “السببية” في إرجاعه ألوهية الابن وألوهية الروح القدس إلى مبدأ (رأس) (ρχή) واحد في اللاهوت[15]، ولكنه مع هذا كان أكثر إدراكًا من غيره بالصعوبات التي يتضمَّنها هذا المفهوم فنراه يقول: “أود أن أدعو الآب أعظم؛ إذ إن مساواة وكيان الأقانيم المتساوية هي منه، ولكني أفزع من كلمة “مبدأ” (τήν ρχήν) لئلا أجعل الآب “مبدأ” لمَن هم أدنى منه، وأكون بذلك قد أهنته بفكرة الأسبقية في الكرامة… لأنه لا يوجد أعظم أو أقل عظمة بالنسبة لكيان الأقانيم التي لها ذات الجوهر الواحد[16]“.
كما كتب أيضًا: “إننا لا نكرم الآب بأن نعطي مَن يصدر عنه (أي الابن والروح القدس) درجات غير مساوية من الألوهة … واعتبار أي من الثلاثة أقانيم في مرتبة أدنى إنما يعني الإطاحة بالثالوث (كله)[17] “.
وبالرغم من أن القديس غريغوريوس النزينزي تحدث عن الآب بكونه “المبدأ”(ρχή) و”العلة” (ατία) بهدف الحفاظ على وحدة اللاهوت، إلاّ أن هذه المصطلحات كانت في ذهنه تشير إلى علاقات (σχέσεις) كائنة في داخل الله، والتي تتخطى كل زمن (χρνως) وكل بداية (νρχως) وكل سبب (ναιτως)[18]. وهذا المفهوم للعلاقات الإلهية أخذه القديس كيرلس السكندري فيما بعد، إلاّ أنه دَعمه برفضه لأي فكر ينطوي على “السببية” داخل الثالوث القدوس[19].
وعلاوة على هذا، ظلت هناك مشكلة إضافية (فيما يتعلق بتعليم الآباء الكبادوكيين) وهي السؤال: هل “كيان” الابن والروح القدس هو الذي يمكن إرجاعه إلى أقنوم الآب، أم “نمط وجودهما” الأقنومي[20]؟ وقد سعى القديس غريغوريوس النيصي للرد على هذه النقطة رغم عدم استمرار ثبات رأيه حيث أوضح في كتابه “أفكار شائعة” أن لفظ “الله” (Θεός) (الذي يُطلق على أي من الأقانيم الثلاثة) إنما يشير إلى “الجوهر” (οσία) ولا يشير إلى أقنوم (πόστασις)، وبالتالي فإن الآب ليس الله بفضل أبوته بل بفضل جوهره، وإلاّ فلا يكون الابن ولا الروح القدس هو الله.
ورغم ذلك وفي نفس الوقت، عاد القديس غريغوريوس النيصي ليقول: في الثالوث القدوس، كل شيء يصدر من الآب بكونه مركز الوحدة، وهو الذي يُسمى “الله” بكل معنى الكلمة، لأن في “أقنومه” (πόστασις) يستقر مبدأ (رأس) (ρχή) اللاهوت[21].
والنتيجة التي يمكن أن نراها هنا من خلال هذا العرض المتسلسل، أن الابن والروح القدس لا يستمدان “ألوهيتهما” من الآب، ولكن فقط “أقنوميهما” (ποστάσεις) أو نمطي وجودهما (τρόποι πάρξεως) المتمايزين، لأن جوهر (οσία) اللاهوت هو واحد وهو ذاته في الكل. ومن هذا المنطلق نستطيع أن نعتبر أقنومي الابن والروح القدس يصدران من، ويعتمدان من جهة “علتهما” على، أقنوم πόστασις)أو (πρόσωπον الآب[22].
وقد حاول آباء كبادوكية شرح عقيدة الثالوث بدقة أكثر من خلال ما استخدموه من مصطلحات تعبِّر عن خصوصية وتمايز الأقانيم (الأشخاص) الإلهية الثلاثة. ولكن هؤلاء الآباء وضعوا الكنيسة أمام مشكلة من شقين: الأول يتعلق بأهمية أبوة الله، والثاني يخص وحدانية الثالوث. فمن جهة كان مصطلح “آب” يُستخدم في الكنيسة الأولى ليشير إلى “جوهر اللاهوت” وأيضًا إلى “أقنوم الآب” دون الفصل أو الخلط بينهما قط، ولكن الآباء الكبادوكيين دمجوا هذين المعنيين للأبوة دمجًا كاملاً.
ومن الجهة الأخرى وفي نفس الوقت كان أسلوبهم في التمييز بين “الجوهر”(οσία) كمفهوم عمومي وبين “الأقنوم”(πόστασις) كمفهوم خصوصي، قد أدى إلى التحول: من التركيز على “الهوموأووسيوس” (أي الوحدانية في ذات الجوهر) (μοούσιος) بكونه مفتاح التطابق والوحدانية والعلاقات الداخلية للثالوث، إلى التركيز على الأقانيم الثلاثة المتمايزة بكونها موحدة من خلال “وحدة المبدأ (وحدة الرأس)” (Μοναρχία) التي في الآب ومن خلال أن لها جوهرًا واحدًا مشتركًا[23].
وهكذا كان المحور الرئيسي لتعاليم الآباء الكبادوكيين وحتى مع كل الحرص والتحفظ هو جعل الأقنوم الأول من الثالوث أي أقنوم الآب هو “المبدأ” (الرأس) (ρχή) أو “العلة” (ατία) أو “المصدر” (πηγή) الوحيد للألوهة (Θεότητος). ورغم قولهم بأن كل ما للآب هو للابن وكل ما للابن هو للآب[24]، إلاّ أن الاتجاه العام لديهم كان يُضعف مقولة القديس أثناسيوس بأن كل ما نقوله عن الآب نقوله عن الابن وعن الروح القدس ما عدا (كونه) “آبًا”[25].
وبالنسبة للقديس أثناسيوس كما للقديس ألكسندروس، كان مفهوم أن الآب وحده هو “المبدأ” (الرأس) (ρχή) على هذا النحو، إنما يُعتبر مفهومًا أريوسيًّا[26]، لأن قناعة القديس أثناسيوس هي أنه: بما أن اللاهوت بكامله هو في الابن وفي الروح القدس، لذلك لا بد من اعتبارهما مع الآب في نفس “المبدأ” (الرأس) (ρχή) الواحد الذي لا مصدر له الذي للثالوث القدوس[27].
ورغم أن أسلوب آباء كبادوكية في شرح عقيدة الثالوث “جوهر واحد، ثلاث أقانيم” (μία οσία, τρες ποστάσεις) قد ساعد الكنيسة على فهمٍ أغنى وأعمق لأقانيم الثالوث القدوس في أنماط وجودهم المتمايزة، إلاّ أن هذا كان على حساب استبعاد المعنى الحقيقي للأوسيا (οσία) بكونه “الجوهر في علاقاته الداخلية”، وعلى حساب سلب مفهوم الأوسيا (οσία) معناه ومدلوله الشخصي (الأقنومي) العميق الذي برز بشدة في مجمع نيقية*.
وعلاوة على ذلك، كان الفهم الكبادوكي (للثالوث) يحمل غموضًا كبيرًا: فعلى الرغم من أن ما يُسمى ب “النسق الكبادوكي” في شرح الثالوث كان يرفض فكرة وجود ترتيب أو درجات (مراتب) (subordinationism) بين الأقانيم، إلاّ أنه من جهة أخرى كان يحوي ضمنيًّا وجود بناء (أو ترتيب) متدرج (hierarchical structure) داخل اللاهوت وقد أدى هذا الغموض إلى ارتباك في الفكر داخل الكنيسة، كما أنه فتح الطريق للانقسام.
220 Basil, De Sp. St., 46; Con. Eun., 2.28; Ep., 214.4; 236.6; Gregory Nyss., Or. Cat., 2; Gregory Naz., Or., 41.9, 14.
221 See especially Basil’s Epistles 125, 214, 236, and Gregory/Basil, Ep., 38.
[3] انظر رسالة باسيليوس (أوغريغوريوس) (4:38) حيث ذُكر عن الأقانيم أنهم في: “انفصال مرتبط، وارتباط منفصل (conjoined separation, and a separated conjunction)” في الله. وبالمثل أشار القديس غريغوريوس النزينزي للأقانيم الثلاثة بكونهم “منقسمين بلا انقسام ومتحدين في انقسام (divided without division, and united in division)” (خطبة 11:39؛ 14:31؛ 9:41).
223 See Gregory Naz., Or., 29.8f; 30.19; 31.8f; 39.12.
224 See Basil, Hom. Con. Syc., Athens ed., 54, pp. 234-237; Ep., 8, 31, 189.
225 Basil, Con Eun., 1.19, 25; Gregory Nyss., Con Eun., 1.36, 39, 42; Gregory/Basil, Ep., 38.4, 7.
غير أنه عند الحديث عن علاقات الله الخارجية (بما هو خارجه)، فإن الابن والروح القدس حينئذ يُنظر إليهما مع الآب بكونهم معًا رأس (مبدأ) (α̉ρχή) واحد وعلة (αι̉τία) واحدة:
Basil, De Sp. St., 37; Gregory Nyss., Con. Eun., 1.36; 3.64; De Sp. St., Jaeger, 3.1, pp. 97ff, 105ff; non tres dei, Jaeger, 3.1, pp. 47ff; Gregory/Basil, Ep., 38.4, etc.
226 Gregory Nyss, non tres dei, Jaeger, 3.1, p. 56f; see also Con. Eun., 1.25, 33ff, 42; Con. Eun., 2, Jaeger, 1, pp. 264ff; Con. Eun., 3.5, 4; Or. Cat., 1ff.
228 Gregory Naz., Or., 29.3; 31.13f.
ولكن القديس غريغوريوس عاد وأشار إلى اللاهوت (وليس الآب) بكونه هو الذي يتضمن وحدة المبدأ (أو وحدة الرأس) (Μοναρχία) في الله (Or., 2.38; 31.14; 39.12; 41.9.).
229 Gregory/Basil, Ep., 38.4; Basil, De Sp. St., 13, 45f, 58f; Con. Sab., 4; Gregory Nyss., Con. Eun., 1, 36; Adv. Maced., 13.
ورغم ذلك كتب القديس غريغوريوس النيصي في (non tres dei, Jaeger, 3.1, p. 56) أن فكرة السببية يمكن الاستغناء عنها.
230 Athanasius, Con. Ar., 1.16; 3.1ff; 4.1ff; Ad Ser., 1.16, 29, etc.
وحين ذكر القديس أثناسيوس مرة (De syn., 46f) أن الآب هو ’المسبب‘(αι̉́τιος) كان هذا بدون أدنى إشارة إلى وجود ’تركيب سببي‘ أو ’ترتيب‘ في أقانيم الثالوث. أما كلمة (αι̉τία) التي جاءت في مقالته الثانية ضد الأريوسيين (Con. Ar., 2.54) فكانت تحمل معنى ’منطق‘ وليس ’علة‘.
231 Athanasius, Con. Ar., 2.2, 31; De syn., 23; cf. Con. Ar., 3.58ff.
وقد تبعه في ذلك القديس كيرلس السكندري : (Thes., MPG 75.97A, 105C, 249A.).
232 Gregory Naz., Or., 20.7; cf. 29.6; and Basil, De Sp. St., 21.
233 Gregory Naz., Or., 30.20; 37.33ff; 38.8; 39.10f; 40.41ff; 42.16; 45.4.
234 Gregory Naz., Or., 1.38; 2.38; 20.7; 29.3, 15, 19; 30.19f; 31.8-14; 32.30, 33; 34.8, 10; 39.12; 40.41ff; 41.9; 42.15ff.
235 Gregory Naz., Or., 40.43; and see 29.15.
237 Gregory Naz., Or., 29.2ff, 16; 30.11, 19f; 31.9, 14, 16. Cf. also Gregory Nyss., Con. Eun., 1.22; De fide, Jaeger, 3.1, p. 65; and Basil, De Sp. St., 14f; Con. Eun., 1, Athens ed., 52, p. 164.
238 Cyril Alex., Thes., MPG, 75, 10. 125f, 128f; 32. 553; cf. Dial. De Trin., MPG, 75, 2.721, 744f, 769.
239 See Gregory Naz., Or., 31.14.
240 Gregory Nyss., Ex com. not., Jaeger, 3.1, pp. 19-25; cf. De Sp. St., Jaeger, 3.1, pp. 13ff; and Ex com. not., Jaeger, 3.1, p. 25.
241 Gregory Nyss., non tres dei, Jaeger, 3.1, pp. 55ff.
[23] انظر تغير فكر القديس باسيليوس في: (Basil, Con. Eun., 1.23).
244 Thus also Epiphanius, Haer., 70.8. Cf. Ps. Athanasius Quaest. al., 5, MPG, 28.784.
وقد كان القديس غريغوريوس النزينزي هو الأقرب إلى القديس أثناسيوس في هذا الأمر كما
في كافة الأمور الأخرى:
(Or., 21.13, 34; 31.9, 14; 34.8ff; 40.41; 41.9; 42.15ff, etc.).
245 See the Letter of Arius to Eusebius, ap. Theodoret, Hist. eccl., 1.4; Athanasius, De syn., 16. Thus also Hilary, De Trin., 4.13; and Epiphanius, Haer., 69.8, 78; cf. also 73.16 & 21.
246 Athanasius, Ad Ant., 5; Con. Ar., 4.1-4. Thus also Epiphanius, Haer., 69.29; 73.16; Exp. Fidei, 14.
وقد كان القديس إبيفانيوس يركز دائمًا على ربوبية واحدة وسيادة واحدة مطلقة للثالوث
غير المنقسم: Haer., 57.4; 62, 2f; 63.8; 69.33, 44, 73, 75; 73.15f; 74.14.
* كان مفهوم القديس أثناسيوس وآباء نيقية للأوسيا (οσία) أنه “الجوهر الفائق لكل إدراك الذي يحوي ضمنًا العلاقات الأقنومية في داخله”، أي إن هذه العلاقات متضمَّنة داخل هذا الجوهر الواحد.
أما ’الهيبوستاسيس‘ فأصبح يعني “كيان شخصي أساسي متمايز في داخل جوهر الله (νυπόστατος)“، أي إن الأقانيم الإلهية لها وجود شخصي حقيقي، في جوهر الله الواحد وهذا هو المعنى أو المدلول الشخصي (الأقنومي) للأوسيا، ولذلك استخدم القديس أثناسيوس تعبير (ενούσιος λόγος) أي اللوغوس الذي في الجوهر. ومن هنا كان مفهوم ال ’هوموأووسيوس‘ (أي الوحدانية في ذات الجوهر) هو مفتاح فهم الوحدانية والتطابق في الثالوث.
كما أن هذا هو ما جعل القديس اثناسيوس يقول إن اللاهوت بكامله هو في الابن وفي الروح القدس كما هو في الآب، ولذلك فالثلاثة أقانيم هم ربوبية واحدة ومبدأ واحد ورئاسة واحدة. وكان مفهوم ’هوموأووسيوس‘ عند آباء نيقية يحمل في طياته أيضًا مفهوم التواجد (الاحتواء) المتبادل للثلاثة أقانيم الإلهية داخل جوهر الله الواحد (Athanas., Ad Ser., 1.27; 2.3,5; 3.1; Epiph., Haer., 63.6; 65.1 ff.).
وقد تبع القديس أثناسيوس في هذا التعليم كل من القديس إبيفانيوس والقديس غريغوريوس اللاهوتي والقديس كيرلس الكبير.
أما الآباء الكبادوكيون فعلى الرغم من أنهم ساهموا في فهم أعمق لأقانيم الثالوث، إلاّ أنهم قاموا بالتفريق بين مدلول ’الأوسيا‘ ومدلول ’الهيبوستاسيس‘ على أساس أن علاقة ’الأوسيا‘ ب ’الهيبوستاسيس‘ هي مثل علاقة العمومي (أو المشترك) (τό κοινόν) بالخصوصي (أو المميَّز) (τό διον)، وبالتالي فقد ’الأوسيا‘ أي مدلول شخصي (أقنومي) له. كما أنهم ميَّزوا الأقانيم الثلاثة بعضها عن البعض الآخر طبقًا لأنماط وجودهم (τρόποι πάρξεως) الخاصة.
وكان مدخلهم لفهم الثالوث يبدأ من الأقانيم المتمايزة والموحدة من خلال وحدة المبدأ (الرأس) التي في أقنوم الآب الذي اعتبروه هو ’المبدأ‘ (الرأس) (ρχή) أو ’العلة‘(ατία) أو ’المصدر‘ (πηγή) الوحيد للألوهة (Θεότητος) ولكن بدون وجود أي فاصل بين ’العلة‘ و’المعلول‘ وبحيث أن صدور الابن والروح القدس من الآب هو بلا بداية (νρχως).
ولكن هذا المدخل جعلهم ينظرون إلى العلاقات الداخلية بين أقانيم الثالوث على أنها تشكِّل بناءً متسلسلاً من السببية والترتيب المنطقي، كما أدى إلى تفريق بين ألوهة الآب ’غير المستمدة‘ وألوهة الابن والروح القدس ’المستمدة‘. (المترجم)