بحث خاص عن الإنجيل معناه – الجزء العاشر (ثانياً) موقف البشر أمام كلمة الله.
تابع بحث خاص عن الإنجيل معناه
تابع المقدمة، تابع 2- العهد الجديد: تابع [ثانياً] كلمة الله في الكنيسة
2 – موقف البشر أمام كلمة الله في الكنيسة
للرجوع للجزء التاسع أضغط هنا.
- تابع ثانياً: كلمة الله في الكنيسة
2 – موقف البشر أمام كلمة الله في الكنيسة
أولاً كلمة الله في الكنيسة وسلطانها :
ولذلك نجد القول والواعي للقديس أغسطينوس حينما قال: [ أما من جهتي لا أؤمن بالإنجيل إلا كما يوجهني إليه سُلطان الكنيسة ]، لأن للكنيسة سلطان رسولي حي نابض بالروح القدس روح الحياة والإلهام، الذي ساق الرسل ليكتبوا ويدونوا مقاصد الله كما هي بقوة روح كلمة الله بدون أي غش ولا إعلان فكرهم الشخصي قط:
- [ لأنه لم تأتِ نبوة قط بمشيئة إنسان بل تكلم أُناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس ] (2بطرس 1: 21)
- [ لأننا لسنا كالكثيرين غاشين كلمة الله، لكن كما من إخلاص، بل كما من الله، نتكلم أمام الله في المسيح ] (2كورنثوس 2: 17)
- ويقول القديس إيرينيئوس: [ المعرفة الحقيقية قائمة في تعليم الرسل، وقيام الكنيسة في العالم كله، وفي امتياز استعلان جسد المسيح بواسطة تتابع الأساقفة (الأمناء لله المفصلين كلمة الحق باستقامه) الذين أعطوا الكنيسة القائمة في كل مكان أن تكون محروسة ومُصانة دون أي تزييف أو ابتداع في الأسفار بسبب طريقة التعليم الكاملة والمتقنة التي لم تستهدف لأي إضافة أو حذف، وذلك بقراءتها (كلمة الله) بغير تزوير مع مواظبة شرحها باجتهاد بطريقة قانونية تلتزم بالأسفار دون أي خطورة من جهة التجديف, وبواسطة المحبة الفائقة التي هي أكثر قيمة من المعرفة وأعظم من النبوة التي تفوق كل ما عداها من المواهب ].
ثانياً؛ موقف الناس من الكلمة الرسولية:
عموماً يا إخوتي أمام هذه الكلمة الرسولية في الكنيسة، يحدث ما حدث على مر العصور القديمة كلها كما رأيناه حينما عبرنا على موقف الإنسان إزاء كلمة الله في كل من العهد القديم وما قبل صعود الرب بالجسد عن يمين الآب في ملء مجده، لأنه يحدث نفس ذات الانقسام ما بين رافض ولا يُريد أن يسمع، وسامع وقابل الكلمة بطاعة ومحبة ليحفظها ويغلب بها الشرّ وينتصر بها على كل القوى المعاكسة التي تعيق النفس عن خلاصها لتصير عذراء عفيفة للمسيح الرب وإناءه الخاص الذي يسكنه، وتكون الكنيسة حارسة ومؤتمنه عليها بكل غيره حسنة: [ فإني أُغار عليكم غيرة الله لأني خطبتكم لرجل واحد لأُقدم عذراء عفيفة للمسيح ] (2كورنثوس 11: 2)، وهذا بالطبع هو دور الكنيسة الحقيقة في العالم ومستمد من نفس ذات السُلطان الرسولي عينه…
عموماً ستظل كلمة الله في الكنيسة:
- (1) تُرفض من البعض [ فجاهر بولس وبرنابا وقالا (لليهود) كان يجب أن تُكَلَّموا أنتم أولاً بكلمة الله، ولكن إذ دفعتموها (رفضتموها وطرحتموها) عنكم وحكمتم أنكم غير مستحقين للحياة الأبدية، هوذا نتوجه للأمم ] (أعمال 13: 46)، [ لذلك يتضمن أيضاً في الكتاب هانذا أضع في صهيون حجر زاوية مختاراً كريماً والذي يؤمن به لن يخزى. فلكم أنتم الذين تؤمنون الكرامة وأما للذين لا يطيعون فالحجر الذي رفضه البناؤون هو قد صار رأس الزاوية. وحجر صدمة وصخرة عثرة الذين يعثرون غير طائعين للكلمة، الأمر الذي جعلوا له ] (1بطرس 2: 6 – 8).
- (2) وتُقبل من البعض إذ يسمعون بقلبهم ويؤمنون [ وأنتم صرتم متمثلين بنا وبالرب إذ قبلتم الكلمة في ضيق كثير بفرح الروح القدس ] (1تسالونيكي 1: 6)، [ من أجل ذلك نحن أيضاً نشكر الله بلا انقطاع لأنكم إذ تسلمتم منا كلمة خبرّ من الله، قبلتموها لا ككلمة أُناس، بل كما هي بالحقيقة ككلمة الله التي تعمل أيضاً فيكم أنتم المؤمنين ] (1تسالونيكي 2: 13)، [ إذ سمعنا إيمانكم بالمسيح يسوع ومحبتكم لجميع القديسين من أجل الرجاء الموضوع لكم في السماوات الذي سمعتم به قبلاً في كلمة الحق الإنجيل ] (كولوسي 1: 4و 5)، [ الذي فيه أيضاً أنتم إذ سمعتم كلمة الحق إنجيل خلاصكم الذي فيه أيضاً إذ آمنتم خُتمتم بروح الموعد القدوس ] (أفسس 1: 13)
- (3) والذي يسمع بقلبه فهو يقبل الكلمة بوداعة من أجل أن يعمل بها [ لذلك أطرحوا كل نجاسة وكثرة شر، فاقبلوا بوداعة الكلمة المغروسة القادرة أن تُخلِّص نفوسكم، ولكن كونوا عاملين لا سامعين فقط خادعين أنفسكم ] (يعقوب 1: 21و 22)، [ وبه أيضاً تخلصون (الإنجيل) إن كُنتم تذكرون أي كلام بشرتكم به، إلا إذا كُنتم آمنتم عبثاً ] (1كورنثوس 15: 2)
- (4) والذي يطيع الكلمة ويُخلص لها تسكن فيه بغنى [ لتسكن فيكم كلمة المسيح بغنى وأنتم بكل حكمة مُعلِّمون ومنذرون بعضكم بعضاً ] (كولوسي 3: 16)، [ كتبت إليكم أيها الأحداث لأنكم أقوياء وكلمة الله ثابتة فيكم وقد غلبتم الشرير ] (1يوحنا 2: 14)…
ونفس ذات الحياة والنطق الرسولي مُعطى للكنيسة اليوم وكل يوم عبر الأجيال كلها، والتي لا ينبغي أن تنشغل بغير كلمة الحياة لتُقدمها قوة شفاء وخلاص لجميع الأمم والعالم، وتعطيها غذاء حي للمؤمنين لينموا في البرّ والتقوى ويصيروا ملح الأرض ونور للعام حسب قصد الله الحي.
العنوان القادم
تابع العهد الجديد: [رابعاً] سرّ الكلمة الإلهي – اللوغوس