عقيدة موت البار يصنع كفارة في التراث اليهودي
عقيدة موت البار يصنع كفارة في التراث اليهودي
منقول من صفحة المسيح في التراث اليهودي
اليهود المُحاورين في كتبهم أو في مُناظرتهم مع المسيحيين يدَّعون أن إيماننا بموت المسيح الكفاري هو إيمان بذبيحة بشرية وثنية منع الله تماماً ممارستها. الحقيقة التي لا يعرفها الكثيرين أن عقيدة الموت الكفاري هي موجودة بالفعل داخل تفاسيرهم التراثية القديمة. وهذا ما سنوضحه هنا باختصار على أن نقدم بحث أكثر شمولاً لاحقاً.
✤ ورد في المدراش [1] حوار فلكلوري ما بين موسى النبي والله فيه يرى موسى النبي بروح النبوة أنه سيأتي وقت لن توجد فيه خيمة الاجتماع أو الهيكل فكيف تُغفَر خطايا إسرائيل آنذاك؟
[قال موسى أمام القدوس المبارك: ألن يأتي وقت لا يكون لهم (إسرائيل) المسكن (خيمة الاجتماع) أو المقدس (الهيكل)، فماذا سيحدث لهم؟، قال القدوس مُباركٌ هو (الله) أنا سآخذ باراً واحداً منهم وأجعله نائباً عنهم، وأكفر أنا عنهم عن كل خطاياهم، ولهذا مكتوب “وقتل كل مشتهيات العين” (مراثي 2: 4)]
✤ ربما يقول أحد أن النص هنا يتكلم عن النيابة بشكل عام (أن يكون البار نائباً عن الجميع) وليس شرطاً أن تكون النيابة مُشترطة لموت هذا البار. وللرد على هذا الادعاء نذهب الى التلمود [2] الذي ورد فيه بتصريح واضح [موت البار يصنع كفارة]
✤ يقول الرابي يوسف البو [3] في كتاب المبادئ [4]
[أحياناً تحل على الأبرار شرور من أجل جميع الأمة، ليس من أجل عقابه وإنما لكي يكفر عن كل الأمة، وهذا لأن الرب المُبارك يُسر بقيام العالم، ويعلم أن البار سيقبل الآلام بترحاب ولن يتذمر على ما ناله من القدوس مُباركٌ هو (الله). لهذا فالقدوس مُباركٌ هو (الله) يجلب الآلام على البار فيكفر عن الشر المُقدر أن يأتي على كل الشعب، وبهذا تكون كفارة عليهم. وهذا ما عناه ربواتنا بقولهم (موعد كتن-28أ) “موت البار يصنع كفارة”]
✤ يفسر اليهود تلك المقولة بشكل عام عن كل جيل فبحسب رؤيتهم فإن الله يضرب باراً من كل جيل حتى يكون كفارة لجيله حيث لم يعد هناك هيكلاً فيه تُقدم الذبائح لغفران الخطايا. خطأ تلك المقولة لا يتمثل في محتواها لأنه كتابي تماماً (إشعياء 53) وإنما في تطبيقه والذي يخص المسيح وحده بحسب نبوة أشعياء النبي.
الكتاب يقول إنه “ليس من يعمل صلاحاً ليس ولا واحد” (مز 14: 3). هذه العقيدة لا يمكن تفسيرها إلا على شخص واحد هو السيد المسيح الذي دعاه الروح بالوحي “شمس البر” (ملا 4: 2) هذا جاء ليصير بموته غفران لخطايا العالم كله. ولم يعد لليهود -من بعد هدم الهيكل- سبيلاً لغفران خطاياهم إلا بالإيمان بهذا البار وبموته الكفاري.
✤ جاء المسيح مُطيعاً لله أبيه في كل شيء حتى موت الصليب فلم يتذمر على آلامه إنما قال “.. يا أبتاه إن شئت أن تجيز عني هذه الكأس. ولكن لتكن لا إرادتي بل إرادتك” (لو 22: 42)، والمفارقة أن ما قاله رؤساء الكهنة الذين حكموا بصلبه هو عين الحقيقة “فقال لهم واحد منهم.
وهو قيافا.. لستم تعلمون شيئاً، ولا تفكرون أنه خير لنا أن يموت إنسان واحد عن الشعب ولا تهلك الأمة كلها” كان قيافا يتكلم عن أن بموت المسيح سيُمنع الهلاك الجسدي للأمة ولكن الحقيقة الخفية عنه أنه بموت المسيح مُنِع الهلاك الأبدي عن كل من يؤمن به.
[1] מדרש רבה שמות פרשה לה פסקה ד [אמר משה לפני הקב”ה והלא עתידים הם שלא יהיה להם לא משכן ולא מקדש ומה תהא עליהם אמר הקב”ה אני נוטל מהם צדיק אחד וממשכנו בעדם ומכפר אני עליהם על כל עונותיהם וכה”א (איכה ב) ויהרוג כל מחמדי עין:]
[2] תלמוד בבלי מסכת מועד קטן דף כח/א [מיתתן של צדיקים מכפרת]
[3] (يوسف البو-יוסף אלבו) هو رابي يهودي جليل عاش في إسبانيا في القرن الخامس عشر (1380-1444م)
[4] [ופעם יחולו על הצדיק רעות בעבור כללות האומה לא על צד העונש אבל כדי לכפר על כלל האומה. וזה שלהיות השם יתברך חפץ בקיום העולם, ויודע שהצדיק יקבל הייסורין בסבר פנים יפות ולא יקרא תגר על מידותיו של הקב”ה, לפיכך מביא הקב”ה ייסורין על הצדיק, כופר הרע הנגזר לבוא על כלל האומה, כדי שיהיה כפרה עליה, וזהו שאמרו רבותינו ז”ל: מיתתן של צדיקים מכפרת]