سفر يشوع بن سيراخ – بحث شامل عن سفر يشوع بن سيراخ وقانونيته والرد على الإعتراضات الموجهة إليه
بحث شامل عن سفر يشوع بن سيراخ وقانونيته والرد على الإعتراضات الموجهة إليه
سفر يشوع بن سيراخ – بحث شامل عن سفر يشوع بن سيراخ وقانونيته والرد على الإعتراضات الموجهة إليه
سفر يشوع بن سيراخ – بحث شامل عن سفر يشوع بن سيراخ وقانونيته والرد على الإعتراضات الموجهة إليه
أولاً: من هو يشوع بن سيراخ
يشوع كلمة عبرية بمعنى (يهوه خلاص) أو (خلاص الله) ورغم أن هذه الكلمة أطلقت اسماً على أشخاص عديدين في الكتاب المقدس، فقد وردت مرة واحدة اسماً لبلدة من مدن يهوذا ذكرت في سفر نحميا وقد سكن فيها البعض من بنى يهوذا بعد عودتهم من السبى. وقد ذكرت منها مدينة كبيرة (بئر سبع) فما يرجح أنها كانت مدينة قريبة منها. ويبدوا أنها كانت مدينة كبيرة بدليل أنه ذكر قرينها كلمة ” وقراها ” أى القرى التابعة لها (راجع نح 26:11).
أما الرجال المذكورون في الكتاب المقدس باسم (يشوع) فهم كثيرون. وكلهم مذكورون في العهد القديم وعددهم عشرة وأشهرهم هو (يشوع بن نون) الذي خلف موسى في قيادة شعب الله والذي كان قد تجسس أرض كنعان بعد أن قسمها لهم يشوع بحسب أسباطهم وخاض معهم معارك صعبة (أنظر سفر يشوع).
وغير (يشوع بن نون) كان هناك يشوع رئيس أورشليم في أيام يوشيا الملك الذي سُمى أحد أبواب المدينة باسمه (2مل 8:23).
وكان أيضاً يشوع الكاهن رئيس الفرقة التاسعة من فرق بنى هارون الأربعة والعشرين لخدمة الهيكل والدخول إلى بيت الرب (راجع 1أخ 11:24 وعز 36:2 ونح 39:7) وأيضاً يشوع اللاوى الذي كان تحت يد (قورى ابن يمنة) اللاوى البواب نحو الشرق في أيام حزقيا الملك (2أخ 15:31).
وكان هناك أيضاً يشوع (أو يهوشع) الكاهن العظيم ابن يهوصاداق الذي سبى إلى بابل ثم عاد من السبى مع زربابل، وقد تزوج بعض من أولاده نساء غريبات (أنظر 1أخ 15:6 وعز 2:2، 3:4، 18:10، حج 1:1، 12، 14 و2:2، 4 وزك 1:3، 3، 8، 9).
وهناك أيضاً يشوع رئيس العشيرة الذي من بنى فحث والذي عادت عشيرته من السبى مع زربابل (عز 6:2 ونح 11:7).
وهناك يشوع آخر رئيس عائلية ولاية عاد من السبى إلى أورشليم مع زربابل (عز 4:2 ونح 43:7).
وأيضاً لاوى باسم يشوع كان أباً لواحد صعد لأورشليم مع عزرا (عز 33:8).
وأيضاً يشوع أبو عازر رئيس المصفاة الذي ساهم في ترميم سور أورشليم عند الزاوية (نح 19:3).
وهناك أخيراً رجل باسم يشوع من اللاويين الذين شرحوا الشريعة للشعب أيام عزرا (نح 7:8 و4:9، 5 و8:12، 24).
وفى العهد الجديد عرف أيام الرسل رجل ساحر نبى كذاب اسمه (باريشوع) بمعنى (ابن يشوع) ويعرف أيضاً باسم (عليم الساحر) قاوم بولس وبرنايا أمام الوالى سرجيوس في بافوس بجزيرة قبرص فأصيب بالعمى إلى حين.
أما يشوع بن سيراخ فهو أحد حكماء اليهود ممن درسوا التوراة واختبروا الحكمة فكتب فيها. وقد قيل عنه أنه يشوع بن سيراخ ابن سمعون (= كتاب مصباح الظلمة في إيضاح الخدمة ص236) وقد كان كاتباً مشهوراً مات أثناء السبى في بابل ودفن هناك.
وقد كان أصلاً من مدينة أورشليم. وسمى (يشوع بن سيراخ الأورشليمى) كما نفهم من مقدمة المترجم وكذا مما جاء في سفر يشوع بن سيراخ نفسه حيث قال ” رسم تأديب العقل والعلم في هذا الكتاب يشوع بن سيراخ الأورشليمى الذي أفاض الحكمة من قلبه ” (سى 29:50).
ثانياً: كاتب سفر يشوع بن سيراخ
وقد ورد في مقدمة سفر يشوع بن سيراخ ان كاتبه ابن سيراخ ” لزم تلاوة الشريعة والأنبياء وسائر أسفار أبائنا ورسخ فيها كل ما ينبغى ” وبناء على ذلك فقد ” أقبل هو أيضاً على تدوين شئ مما يتعلق بالأدب والحكمة ليقتبس منه الراغبون في التعلم ويزدادوا من حسن السيرة الموافقة للشريعة “
ثالثاً: مكان كتابة سفر يشوع بن سيراخ
هناك من يقول أن سفر يشوع بن سيراخ كُتب أصلاً في فلسطين خلال الفترة من 190 – 170 ق. م
رابعاً: زمن كتابة سفر يشوع بن سيراخ
كُتب هذا سفر يشوع بن سيراخ ما بين 190، 180 ق. م وقام حفيده سيراخ بترجمته عام 130 ق. م بمصر إلى اليونانية.
خامساً: لغة سفر يشوع بن سيراخ
من المقدمة، نفهم أن سفر يشوع بن سيراخ أول ما كتب كان باللغة العبرانية. والأرجح عند العلماء أن كتابة سفر يشوع بن سيراخ بالعبرية.
أما ترجمة سفر يشوع بن سيراخ إلى اليونانية فقد قام بها حفيد الكاتب في مصر (فى مدينة الإسكندرية = بحسب رأى بعض العلماء) في السنة الثامنة والثلاثين لحكم ملك مصرى آخر باسم (أورجتيس) وذلك لفائدة اليهود المتغربين في مصر ممن لا يعرفون العبرية وقد وجدت نسخة من سفر يشوع بن سيراخ في الأصل العبرانى في مصر القديمة سنة 1896 م. وهي ترجع في كتابتها إلى القرن الحادى عشر أو الثاني عشر الميلادى (= قاموس الكتاب المقدس طبعة مكتبة المشعل ببيروت 1964 م القس / داود حداد من القدس ص1071)
سادساً: مفتاح سفر يشوع بن سيراخ
كل حكمة فهى من الرب ولا تزال معه إلى الأبد 1:1
حكمة الوضيع ترفع رأسه وتجلسه في جماعة العظماء 1:11
يسمى ” سفر الكنيسة Ecclesiasticus “
سابعاً: غاية سفر يشوع بن سيراخ
حث على الحياة التقوية
أراد يشوع أن يكشف عن الحكمة من خلال التقليد اليهودى حتى لا ينهل أخوته من مصادر هيلينية. وقد ضم مقالات كثيرة كالصبر والطاعة والعطاء إلخ.
وقد كتب سفر يشوع بن سيراخ على نهج وأسلوب سليمان الحكيم في أمثاله. غير أنه يضيف الكثير من المديح لأنبياء ملوك وكهنة وقادة بنى إسرائيل وآبائهم الكبار تمجيداً لأعمالهم وفضائلهم العظيمة
ثامناً: أقسام سفر يشوع بن سيراخ
الحكمة ص1 | سلوكنا العملى ص243 | مدح الآباء الأولين ص4450 | تسبحة ختامية ص51 |
الحكمة، في عينى ابن سيراخ مرتبطة بالله نفسه ينبوعها كلمة الله. يربط بين الحكمة الحقيقية ومحبة الله، بل يراهما أمراً واحداً. يربط أيضاً بين الحكمة ومخافة الرب، وبينها وبين العبادة الحقة والتقوى العملية، فيراها مولدة للفرح والسلام. المسيح هو الحكمة، إذ يهبنا سماته عاملة فينا. محبة الرب هي الحكمة المجيدة (14:1) | إذ ألهب قلبنا بحب الحكمة العاملة في القلب والملتحمة بعبادتنا وسلوكنا قدم ابن سيراخ أقوالاً حكمية في كل معاملاتنا. بدأ حديثه عن الحكمة بخدمة الرب بصبر وتقوى وتوبة، فإنه لن نستطيع أن نمارس الحكمة مع الناس ما لم تكن لنا الحياة التقوية. يلي علاقتنا بالله علاقتنا بالوالدين فيحدثنا عن الطاعة لهما. وفى حديثه عن معاملاتنا مع الآخرين يبدأ بالحديث عن المساكين والمعوزين (ص3) لئلا نتجاهلهم وننسى احتياجاتهم. بعد الحديث عن المساكين يحثنا على الاهتمام بكسب كل إنسان كصديق قدر ما استطعنا، والهروب من جو المخاصمات، والحذر من العثرة بالنسبة للنساء. يمزج ابن سيراخ الأقوال الحكمية بالصلاة: ” أيها الرب الأب، يا سيد حياتى لا تتركنى ومشورة شفتى ولا تدعنى أسقط بهما ” (1:23) ينادى السيد المسيح:” من أكلنى عاد إلى جائعاً” (29:24) | يمتدح عمل الله في الآباء الأولين (1:44، 2) 1. الآباء الأولين: (أخنوخ، نوح إبراهيم، اسحق، يعقوب) 44 2. موسى النبى 45 3. يشوع بن نون 46 4. كالب، القضاة، صموئيل النبى 5. ناثان النبى، داود وسليمان 47 6. إيليا النبى وإليشع 48 7. حزقيا الملك واشعياء النبى 48 8. يوشيا وحزقيال النبى 49 9. زربابل ويهوشع بن يوصاداق ونحميا 49 10 سمعان بن أونيا 50 (مدح آباء وملوك وأنبياء وكهنة وأشراف). | ختم سفر يشوع بن سيراخ بصلاة أو تسبحة قدمها لله مخلصه. فالحكمة ليست نوعاً من التصرفات الحكيمة مع الغير فحسب بل تمس خلاص المؤمن. يهب الله الحكمة، يرد هذا الحب بالحب، فيقدم له تسبيحاً: ” إن الذي أتانى حكمة أوتيه تمجيداً ” 23:51 أعطانى الرب اللسان جزاءً فبه أسبحه 30:51 |
تاسعاً: ملخص سفر يشوع بن سيراخ
يحتوى سفر يشوع بن سيراخ على 51 إصحاحاً تضم ثلاثة أقسام رئيسية هى:
أولاً: الإصحاحات 1 43: وتضم الكثير من الحكم والنصائح.
ثانياً: الإصحاحات 44 50: وتضم سير بعض الأباء والقديسين الأولين.
ثالثاً: الإصحاح 51: وهو خاتمة سفر يشوع بن سيراخ وصلاة يشوع.
وفيما يلي نعرض لبعض ما ورد من معانٍ مهمة في كل إصحاح:
1 الحكمة أزلية ابدية. والله يفيضها على خلائقه كل حسب عطيته. وهي مخافة الرب ومحبته وعبادته ومعرفته. والحكمة تكمن في طول الأناه وحفظ الوصايا والإيمان والوداعة وأبعاد الحكمة خمسة: الرأس، والكمال، والإكليل، والأصل، والتأديب ذاته. قال الوحي ” رأس الحكمة مخافة الله… كما الحكمة مخافة الرب… إكليل الحكمة مخافة الرب… أصل الحكمة مخافة الرب… الحكمة والتأديب هما مخافة الرب ” (سيراخ 16:1، 20، 22، 25، 34).
2 على من يخدم الرب أن يحتمل كل ما يأتيه بصبر وثبات وإيمان ويحفظ مخافته حتى الشيخوخة. بهذا يطول عمره ولا يضيع أجره.
3 من يكرم أبويه ويخدمهما ويساعدهما في الشيخوخة ولا يهينهما أو يغيظهما، فهو يكرم الرب ويطول عمره وتستجاب صلاته. الحكيم هو المتواضع الذي لا يتجاوز قدرته عند البحث ولا يطلب أن يرى المغيبات ” القلب الحكيم العاقل يمتنع من الخطايا وينجح في أعمال البر ” (سيراخ32:2).
4 تراءف على المسكين ولا تظلمه ولا تغظه ولا تماطله. لا تستحى أن تتكلم بالحق أو أن تعترف بخطاياك. لا تكن جافياً في لسانك ولا متوانياً في أعمالك ” لا تكن يدك مبسوطة للأخذ مقبوضة عن العطاء ” (36:4).
5 لا تتكل على ما عندك دون الله ولا تعتد بأموال الظلم. ولا تتبع هواك وتستمر في الخطية. ولا تستهن بالرب فهو يسخط وينتقم ” لا تنقلب مع كل ريح ” (11:5) ” كن سريعاً في الاستماع وكثير التأنى في إحارة الجواب ” (13:5).
6 لا تستكبر بأفكار قلبك. بل ليكن لك الفم العذب واللسان اللطيف يكثر محبوك ومسالموك كن حذراً في أختيار أصدقائك ولا تعط سرك لكل الناس. لازم الشيوخ والعقلاء واستمع لكل حديث إلهى وتأمل وصايا الرب وأوامره.
7 ” لا تعمل الشر فلا يلحقك الشر ” (1:7) لا تخالط الأثيم. لا تسعى إلى حب الكرامة والمنصب، لا تفترى ولا تستهزئ بأحد مر النفس. ولا تبع أصدقائك أو أخوتك بالذهب. لا تكثر الكلام. تعهد عبدك ودابتك وأدب أبنك. وصن بنتك وزوجها برجل عاقل. أرحم الفقير وعد المريض وجامل الحزانى. لا تنسى جميل الأحياء والأموات ” أتق الرب وأكرم الكاهن ” (33:7) واحترمه ولا تهمله وأعطه حصته.
8 لا تنازع الغنى في ماله ولا تخاصم ولا تمزح ولا تستخف بكلام الحكماء ولا تشمت بموت أحد ولا تهن الشيخ ولا تشاجر الغضوب ولا تشاور الأحمق.
9 لا تنادم البغى أو الغريبة أو المغنية أو ذات الزوج ” لا تفر من مجد الخاطئ فأنك لا تعلم كيف يكون انقلابه ” (16:9) لا تخالط المتسلطين بل العقلاء والأبرار.
10 الناس على أخلاق ملوكهم وقضاتهم ورؤسائهم. لا تحنق على من ظلمك من أقربائك تجنب الكبرياء والتسلط والبخل وحب المال. أول الكبرياء والارتداد عن الرب. عش بالاتضاع والوداعة. ولا تهن الفقير العاقل وأكرامه لأجل عمله الذي يعمله.
11 لا يغرك مظهر الإنسان وجماله وثيابه واقتداره ” لا تجاوب قبل أن تسمع ولا تعترض حديث أحد قبل تمامه. لا تجادل في أمر لا يعنيك ” (8:11-9) لا تتشاغل بأعمال كثيرة فالمعطى هو الله. لكن لا تتكاسل عن عملك فبركة الرب في أجرة التقى. أحذر من الغشاش والخبيث مخترع المساوئ والأجنبى المتداخل.
12 أحسن إلى التقى والمتواضع. لا تثق بعدوك ولا تجلسه عن يمينك وأعلم أن ” الذي يساير الرجل الخاطئ يمتزج بخطاياه ” (13:12).
13 أحظر الغنى المتكبر لئلا يستغلك ويستذلك. لا أتفاق للخاطئ مع التقى.
14 ” أنفق على نفسك بحسب ما تملك وقرب للرب تقادم = يقصد تقدمات = تليق به ” (11:14) ” أعط وخذ وزك نفسك ” (16:14).
15 الذي يتبع الحكمة يرث السرور واسماً أبدياً. باختيارك أن تحفظ الوصايا أو أن ترفضها، فاحفظها ووف مرضاة الله.
16 ” لا تشته كثرة أولاد إذا لم تكن فيهم مخافة الرب ” (1:16) فالله لا يرحم الخاطئ لقوته أو لكبريائه أو لغنائمه.
17 الإنسان من تراب. ومع ذلك فقد سلطه الله على كل شئ وأعطاه الحواس والحياة والعلم. وإذاً فليفتخر الإنسان بمراحم الرب ويطلب عفوه ويتوب.
18 الإنسان سنوه قليلة بالنسبة للأبدية. ولذا فأن منقلبه هائل. فأحذر ارتكاب الخطايا وتب لا تعاير ولا تلوم من تعطيه. ولا تقصر في الوفاء بنذرك. واحترز من الهفوات. ولا تتبع أهواءك ولا تتلذذ بالمآدب ولا تستدن لتنفق عليها.
19 تجنب الخمر والنساء. ولا تكن خفيف العقل. ولا تكثر التكلم ولا تنقل كلام السوء. عاتب صديقك قبل أن تهدده ولتكن محباً.
20 العتاب خير من الحقد. أقبل التوبيخ وأندم. في السكوت حكمة أكثر من الكلام ” الزلة عن السطح ولا الزلة من اللسان ” (20:20) لا تكذب. لا تطلب عطية من الجاهل. أكتم حماقتك لكن لا تكتم حكمتك. لا تقبل الهدية والرشوة.
21 أهرب من الخطية واستغفر. لا تبن بيتاً بأموال غيرك. كن لطيفاً وابتسم بغير صوت لا تتسمع على الباب ولا تقتحم. لا تتحدث بالخزعبلات. أعلم أن ” قلوب الحمقى في افواههم وأفواه الحكماء في قلوبهم ” (29:21).
22 الكسلان لا يقبله الناس. الابن والبنت الوقحان مخزيان. لا تتكلم في غير وقته ” لا تكثر الكلام مع الجاهل ولا تخالط الغبى ” (14:22) أبك على الأحمق أكثر مما تبكى على الميت. لا تخرب صداقتك بتعيير صديقك وأفشاء سره. أثبت مع قريبك في الفقر والضيق. ضع حارساً لفمك وخاتماً وثيقاً على شفتيك لئلا تسقط بسببها ويهلك لسانك.
23 تجنب الحلفان وتسمية القدوس. تجنب فحش الكلام. لا تملك عليك شهوة البطن ولا الزنا.
24 الحكمة مرتفعة كالأرز ونضره كالزيتون وعطره كالبخور. فكرها واسع ومشورتها عميقة. وتعليمها فائض وهي أم الفضائل.
25 عش في المحبة والسلام واحتقر الكبرياء والكذب والزنا. طوبى لخبرة الشيوخ وحكمتهم ومشورتهم. وبعد أن تحدث في هذه الإصحاح عن بعض الخصال، حذر من خبث بعض النساء ومغاضبتهن ووقاحتهن وتسلطهن.
26 يتكلم هذا الإصحاح عن المرأة الفاضلة وتأثيرها على رجلها. ثم يتكلم عن المرأة الغائرة = أى التى تغير = الشريرة والسكيرة والزانية. ويدعو لمراقبة البنت القليلة الحياء. ثم يعود ويتكلم عن أثر لطف المرأة وأدبها وحبها للصمت وحيائها وعفتها على بيتها.
27 لا تطلب عرض الدنيا وغناها بل أثبت في مخافة الرب. الحكم على الإنسان يكون بحديثه. العدل يحفظ صاحبه. بأفشاء السر يفلت الصديق (من حفر حفرة سقط فيها ومن نصب شركاً أصطيد فيه ” (29:27).
28 أغفر يغفر لك. كف عن العداوة والحقد والغضب والنميمة والنفاق وزلة اللسان.
29 يذكر في الإصحاح أنه وأن كان الإنسان ملتزماً بإقراض المحتاج، إلا أن الكثيرين ممن يأخذون الصدقات يماطلون في ردها لأصحابها أو يسددون جزءاً منها ويسلبون الباقى أو يهاجرون هرباً من السداد أو يجحدون الجميل ويعيرون المقرض.
30 على الأب أن يؤدب أبنه ولا يد لله أو يضاحكه أو يجعل له سلطاناً، بل يحنى رقبته لئلا يعصى ويسقط.
31 يدعو عنا إلى عدم السعى وراء الغنى. كما يرسم آداب المآدب والمآكل. فبالنسبة للمولم عليه أن يسخو بالطعام. وبالنسبة للآكل عليه أن يأكل ما وضع له، لكن لا يمدد يده قبل غيره. وليكن متأدباً لا يتضلع على الأكل وليمسك قبل غيره. ومن يأكل ما يكفيه تواتيه الصحة.
32 يخاطب هنا الرئيس في كل مجلس ألا يتكبر على مرؤوسيه، بل يهتم بهم كواحد منهم ويقضى ما عليه لهم، ولا يتكلم إلا عن علم، ويأتى الحكمة في وقتها. أما من هم في المجلس فليسمعوا باحتشام. ولا يتكلم الشاب إلا نادراً متى دعته الحاجة. معبراً عن الكثير بالقليل ولا يكن كثير الهذر في مجلس الشيوخ. ثم يعطى في هذا الإصحاح نصائح عامه في موضوعات الكبرياء واتباع الشريعة وسماع المشورة.
33 البشر كلهم من تراب. ومع ذلك فهناك التقى والخاطئ والرب ميز بينهما. لا تسلم نفسك لأحد ولا تول على نفسك في حياتك ابنك أو امرأتك أو أحد أقاربك. قسم ميراثك حين يحضر الموت. أشغل الغلام وألزمه بالعمل لئلا يقتله الفراغ.
34 لا تلتفت إلى الأحلام والآمال الفارغة لئلا تضل ” العرافة والتطير والأحلام باطلة ” (5:34) كثرة الجولان تزيدك خبرة. تقدمة الظالم غير مقبولة ” من يخطف معاش القريب يقتله ” (26:34).
35 ” لا تحضر أمام الرب فارغاً… لا تنقص من بواكير يديك… قدس العشور بفرح… لا تقدم هدايا بها عيب ” (6:35، 10، 11، 14) كن متواضعاً ولا تجابى بالوجوه ولا تظلم اليتيم أو الأرملة.
36 يطلب في هذا الإصحاح أن يظهر الله عظمته في الأمم الغريبة ويبيدهم. ثم يتحدث عن المرأة الفاضلة المملوءة رحمة ووداعة.
37 لا تألف الصديق الذي يخونك في الضراء أو يعينك لأجل بطنه. لا تستشر الخاطئ. الشر يبلغ إلى المغص.
38 إذا مرضت فصل إلى الرب فهو يشفيك. تب عن خطاياك وقدم تقدمه للرب ثم أجعل موضعاً للطبيب. لا تتهاون بدفن ميتك وأبك عليه يوماً أو يومين. ثم أصرف الحزن لئلا تضر نفسك. الذي ينشغل بعمله تماماً لا يتأمل. أما الذي عنده فراغ فيكتسب الحكمة في وقت الفراغ.
39 جُل في الأرض وأحفظ المأثورات وتعلم الأمثال وصل للرب واستغفر. فإن أعطاك فهماً وحكمة فأعترف له بالتسبيح.
40 كتب للناس أن يجاهدوا ويحتملوا ولكن للخطاة رعب كبير ” ليس في مخافة الرب افتقار ولا يحتاج صاحبها إلى نصره ” (27:40)
41 اسم الخطاة يخزى ويمحى والمنافقون نصيبهم اللعنة. أما الاسم الصالح فيدوم إلى الأبد. استح من فعل الشر والحماقة.
42 لا تحاب الوجوه ولا تخجل في الحكم بالعدل وتأديب الأحمق. راقب ابنتك ” لا تتفرس في جمال أحد ولا تجلس بين النساء ” (12:42).
43 ما أروع ما صنع الرب: الشمس لتضئ وتحرق، والقمر لعلامات الأزمنة والشهور وكذا النجوم والغمام والبروق والرعود والبرد والثلج والزوابع والصقيع والندى والبحر وأنواع الحيوان والحيتان. وهناك خفايا كثيرة أعظم. باركوا الرب وأرفعوه فيما عمل.
44 ما أمجد الرجال النجباء الفطناء ذوى السلطان ” أخنوخ أرضى الرب فنُقل وسينادى الأجيال إلى التوبة. فلذلك أبقيت بقية على الأرض حين كان الطوفان… إبراهيم كان أباً عظيماً لأمم كثيرة ولم يوجد نظيره في المجد وقد حفظ شريعة العلى… فلذلك حلف له أن الأمم سيباركون في نسله وأنه سيكثر نسله كتراب الأرض… وكذلك جعل في إسحق لأجل إبراهيم ابيه بركة جميع الناس والعهد ثم اقرهما على رأس يعقوب آثره ببركاته وورثه الميراث ” (16:44، 17، 18، 20، 22، 24، 25، 26).
45 يتحدث هنا عن موسى المصطفى من الله والمرهوب أمام الملوك وكيف أن الله اسمعه صوته في الغمام وأعطاه الوصايا ثم يتحدث عن هارون أخى موسى الذي أعطاه الكهنوت والبسه حلل المجد وصورة القضاء وعمامة عليها إكليل من ذهب واصطفاه ليقرب الذبائح مرتين في اليوم. ويقرب التقدمة والبخور. فلم حسده داثان وأبيرام وجماعة قورح أفناهم الله وزاده مجداً وكان نصيبه هو الرب لا الأرض. وهنا يحدث أيضاً عن فنحاس ألعازار الثالث في المجد لأجل غيرته في مخافة الرب فأعطاه الرب عهد الكهنوت لنسله كعهد الملك لنسل داود ابن يسى.
46 تحدث هنا عن يشوع خليفة موسى، العظيم في الحروب، والذي رجعت الشمس إلى الوراء على يده وصار اليوم يومين، والذي استجاب الرب له بحجارة برد ثقيل أبادت أعدائه وتحدث عن كالب ابن يفنا الذي سكن تذمر الشعب واستحق مع يشوع أن يدخل أرض الموعد. وتحدث عن القضاه الذين لم يرتدوا عن الرب وأخصهم صموئيل النبى الذي مسح شاول وداود والذي اصعد حملاً رضيعاً فارعد الرب وحطم الصوريين والفلسطينيين.
47 تحدث عن ناثان النبى وعن داود الذي قتل الأسد والدب والذي خلص إسرائيل من بطش جليات والذي أفنى الفلسطينيين والذي سبح الرب بمزامير وأقام مغنيين ولقنهم ألحان لذيذة. ثم تحدث عن سليمان الذي بنى البيت وأوتي الحكمة والغنى، لكن مجده نجسته كثرة النساء فانقسمت مملكته.
48 تحدث هنا عن إيليا المتقد غيرة والذي أغلق السماء عن المطر وأنزل منها ناراً ثلاث مرات والذي أقام من الموت ابن أرملة صرفة صيدا وخطف للسماء في مركبة خيل نارية. ثم تحدث عن أليشع الذي صنع الآيات في حياته وبعد موته. ثم تحدث عن حزقيا الملك البار الذي حصن مدينته وأدخل إليها ماء جيحون وحفر الصخر بالحديد وبنى أباراً للماء. وفى أيامه صعد سنحاريب ملك أشور فحطمه ملاك الرب. وفى أيامه أيضاً أفتقد الرب شعبه بأشعياء النبى، وفى أيامه رجعت الشمس إلى الوراء وزاد الله في عمره خمسة عشر سنة.
49 تحدث هنا عن يوشيا الملك البار الذي رفع أرجاس الأثم ” كلهم أجرموا ما خلا داود وحزقيا ويوشيا ” (5:49) ثم تحدث عن كيف ارتد ملوك يهوذا فأحرقت مدينة القدس أيام أرميا الذي قدس في بطن أمه نبياً ليستأصل ويسئ ويهلك وأيضاً ليبنى ويغرس. ثم تحدث بعد ذلك عن حزقيال صاحب رؤيا المجد بمركبة الكروبين الذي أنذر الأعداء بالمطر ووعد المستقين بالإحسان ” لتزهر عظام الأنبياء الأثنى عشر من مكانها فأنهم عزوا يعقوب وافتدوهم بإيمان الرجاء ” (12:49) ثم تحدث عن زربابل ويشوع ابن يوصاداق اللذين في أيامهما بنيا البيت. وتحدث بعد ذلك عن نحميا الذي بنى السور المنهدم ورمم المنازل. ثم ذكر أخنوخ البار الذي نقل من الأرض، ويوسف رئيس أخوته عمدة الشعب، وسام وشيث الممجدين بين نسل آدم.
50 في هذا الإصحاح تحدث عن سمعان أبن أونيا الكاهن الأعظم الذي رم البيت والهيكل وحصن المدينة وفاضت مياه الآبار والذي كان عظيماً في كهنوته وخدمته وسجوده ومباركته للشعب.
51 في هذا الإصحاح يصلى يشوع بن سيراخ للرب معترفاً بقدرته ومسبحاً له لأنه أنقذه وافتداه برحمته من كل مضايقيه، وأنه تعالى قبل صلاته في صباه قبل أن يتيه فأعطاه الحكمة والاستقامة والطهارة والقدرة على التعليم.
عاشراً: التعاليم في سفر يشوع بن سيراخ
- يولى يشوع بن سيراخ أهمية كبرى في سفره إلى ضرورة الاعتراف بالخطايا والتوبة عنها والهروب من الشر لأن تياره جارف ” لا تستحى أن تعترف بخطاياك ولا تغالب مجرى النهر ” (31:4).
- أكد ابن سيراخ أكثر من مرة على ضرورة رعاية البنات وصيانتهن لئلا يفسدن (راجع سيراخ 7، 22، 27).
- يؤكد ابن سيراخ حقيقة إيمانية هامة هي أن الإنسان مخير لا مسير. فهو يقول ” هو صنع الإنسان في البدء وتركه في يد اختياره. وأضاف إلى ذلك وصاياه، وأوامره. فإن شئت حفظت الوصايا ووفيت مرضاته ” (14:15-16).
- أن الكاتب في صلاته التى يقول فيها ” دعوت الرب أبا ربى ” (14:51). أنما يتحدث عن الاب والابن. وفى قوله لله ” لا إله إلا أنت يارب ” (52:36) تأكيد أن الله واحد.
- من مأثورات سفر يشوع بن سيراخ قوله:
- لا تكن يدك مبسوطة للأخذ مقبوضة عن العطاء (سيراخ 36:4).
- لا تتفرس في العذراء لئلا تعثرك محاسنها (سيراخ 5:9).
- يا بنى لا تقرن الصنيعة بالملام ولا العطية بكلام التنغيص (سيراخ 15:18).
- أبك على الميت لأنه فقد النور. وأبك على الأحمق لأنه فقد العقل… النوح على الميت سبعة أيام… والنوح على الأحمق والمنافق جميع أيام حياته (سيراخ 10:22-13)
- عينى الرب أضوأ من الشمس عشرة آلاف ضعف، فتبصران جميع طرق البشر وتطلعان على الخفايا (سيراخ 28:23).
- إذا نفخت في شرارة اضطربت، وإذا تفلت عليها انطفأت. وكلاهما من فمك (سيراخ 14:28).
- السهاد والهيضة والمغص للرجل الشره (سيراخ 23:31).
- الرحمة تحمل في أوان الضيق كسحاب المطر في أوان القحط. (سيراخ 26:35)
حادى عشر: اقتباسات العهد الجديد من سفر يشوع بن سيراخ
راجع المقدمة في القسم الأول من البحث
ثانى عشر: قانونية السفر
الشهادة الأولى: شهادة الترجمة السبعينية
تضمنت الترجمة السبعينية سفر يشوع بن سيراخ ضمن بقية الأسفار التى حذفها البروتستانت، فقد ورد في مقدمة سفر يشوع بن سيراخ عن لسان حفيد سيراخ أن يهود الإسكندرية كان لديهم التوراه والأنبياء وبعض الكتب الأخرى.
ويمكننا أن نلاحظ أن بعض أجزاء من سفر يشوع بن سيراخ تتوافق مع أجزاء أخرى لبقية الأسفار وذلك حسب الترجمة السبعينية (لا سيما النص الماسورى) كما في حالة (صموئيل الأول 3:12) مع (سيراخ 19:46) و(أشعياء 17:38) مع (سيراخ 2:1).
أما العالم تشارلز الذي وضع كتاباً قيماً في هذه الأسفار ونشره في سنة 1913 م. فيقول ” كان سفر يشوع بن سيراخ يتمتع بشعبية كبيرة في العصور الأولى للمسيحية عند كل من يهود فلسطين والشتات وبالتالى فمن المستحيل أنه لم يكن معروفاً لدى كتاب العهد الجديد، أما السبب في استخدام الكتاب في العصور المسيحية الأولى فهو وجوده ضمن الأسفار القانونية للترجمة السبعينية “.
الشهادة الثانية: شهادة الترجمات والمخطوطات
- ترجمة سيماخوس وتادوسيون
- ترجمة الفولجاتا اللاتينية
الشهادة الثالثة: شهادة اليهود
- يعد سفر يشوع بن سيراخ أكثر الأسفار القانونية الثانية قبولاً وتقديراً، بين كل من اليهود والبروتستانت، ولذلك فهو أقلها اعتراضاً عليه من جهتهم.
- لقد اقتبس منه الربيين اليهود كثيراً جداً وذلك في كتابتهم وتعليمهم ويوجد كم هائل من الاقتباسات من سفر يشوع بن سيراخ داخل التلمود.
- سفر يشوع بن سيراخ يدخل ضمن الأسفار التى يقرأ منها في الليتورجية اليهودية لا سيما صلوات يوم الغفران (يوم كيبور) حيث توجد وجوه شبه واضحة فيما بين (سيراخ 1:26-14) وصلوات البركات الاثنى عشر.
- ويدعو التلمود كاتب سفر يشوع بن سيراخ ” ابن سيرا ” وأنه كرس حياته لدرس الناموس والأنبياء وغيرها من أسفار الحكماء بقصد أن يعلم الناس المحافظة على الناموس ويوضح لهم الطرق لذلك (23:51).
- ولعل من بين أهم الأسباب وراء تقدير اليهود لسفر يشوع بن سيراخ هو أنه يحمل في حياته ما يناسب كل من الفريسيين والصدوقيين (وهما الفريقان الذان استحكم الخلاف بينهما بشأن العقائد) فقد تكلم سيراخ عن حرية الإرادة في الإنسان (4:15-17) وعن الخلود (11:10، 9:19، 16:38-23) ثم يذكر أيضاً إرادة الله المطلقة وسلطانه (10:16، 2:18، 13:23) حيث يجمع بين آراء الفريقين.
- يعتبر هذا سفر يشوع بن سيراخ ضمن الكتب المفضلة لدى اليهود واعتمد عليهم علمائهم كثيراً حتى الآن وليس في العصور الوسطى فقط.
الشهادة الرابعة: شهادة الأباء الرسل
هذا وقد وردت الشهادة الرسمية الأولى لقبول سفر يشوع بن سيراخ في كنيسة العهد الجديد في قوانين الرسل وفى تعاليمهم المسماه ” الديداخية “، حيث ترد الآية ” لا تكن يدك مبسوطة للأخذ ومقبوضة عند العطاء سيراخ 31:4 ” وترد في الديداخية هكذا ” لا تكن ممن يمد يده للأخذ لكنه يسحبها عند العطاء. ديداخى 5:4 “.
كذلك فقد ورد سفر يشوع بن سيراخ في قوانين الآباء الرسل ل (هيبوليتس) حيث تسبق الاقتباسات عبارة ” كما يقول الكتاب ” كما ضمن لائحة الكتب القانونية التى وضعها البابا (إينوقنيتوس) بابا روما في سنة 405م.
الشهادة الخامسة: شهادة المجامع:
وفيما يلي قائمة بالمجامع التى أقرت قانونية سفر يشوع بن سيراخ مع بقية الأسفار الأخرى:
- مجمع نيقية سنة 325م.
- مجمع هيبو سنة 393م.
- مجمع قرطاجنة الأول سنة 397م.
- مجمع قرطاجنة الثاني سنة 419م.
الشهادة السادسة: شهادة الأباء الأولون
أما القديسين والعلماء الذين أقروا قانونية سفر يشوع بن سيراخ واقتبسوا منه في تعاليمهم وكتاباتهم، فإليك قائمة بأسماء البعض منهم:
- 1القديس يوستينوس الشهيد. (سنة 110 165م).
- القديس كليمندس السكندرى، في كتابه البيداغوجى حيث يقول عنه ” الكتاب المقدس ” وقد ذكر العديد من أقوال سفر يشوع بن سيراخ مسبوقة بعبارة ” كما يقول الكتاب… ” (سنة 155-220م).
- العلامة ترتليان ولد في الربع الأخير من القرن الثاني.
- العلامة أوريجانوس، في كتابه المبادئ (8:2) وتفسير إنجيل متى (مجلد 17 فصل 22) وشرح سفر أرميا (ميمر 6، 16) وحزقيال (ميمر 6). تنيح في 254م.
- القديس كبريانوس الشهيد، وهو الذي أطلق اسم ” الكنسى ” على سفر يشوع بن سيراخ واستخدمه في تعليم المقبلين على العماد.
- القديس ألكسندر، وذلك في رسالته ضد الهراطقة الأريوسية. تنيح في سنة 328م.
- القديس أثناسيوس الرسولى، في الرد على بدعة أريوس (7: 2) وفى دفع تهم الأريوسيين ضده (66) وكتابه ” تاريخ بدعة أريوس ” (52) ورسائله إلى أساقفة مصر، وكذلك في تفسيره لمزمور 118. سنة 296 373م.
- القديس أبيفانيوس، في كتابه ” الهرطقات ” (6:24، 32 / 9:37) عاش في القرن الرابع.
- القديس جيروم، والذي تعلم اللغة العبرية خصيصاً لأجل سفر يشوع بن سيراخ، وحصل على نسخة عبرية منه.
- مارافرام السريانى، في ميامره ومؤلفاته، حيث يتضح اقتباسه المباشر من سفر يشوع بن سيراخ في أشعاره وميامره ولد في أوائل القرن الرابع.
- القديس باسيليوس الكبير، في شرح (مزامير 14، 24) سنة 329 379م
- القديس غريغوريوس النزينزى (فى خطبه) ولد في 329، أسقفاً في 379 ثم ترك الأسقفية في 381م.
- القديس أغسطينوس، في كتاب اعترافاته، وكتاب ” مدينة الله ” وكتاب ” توافق الأناجيل ” وكتاب ” الموعظة على الجبل ” حيث يصفه بأنه نبى، ويقول عن سفره ” الكتاب ” (سنة 354 430م)
- القديس غريغوريوس النيصى، في كتاب ” حياة موسى ” ومقالاته عن المزامير. رسم أسقفاً في 371 وتنيح في 394م.
- القديس كيرلس الأورشليمى، في كتابه عن التعليم المسيحى ولد في 315 وأسقفاً سنة 348م.
- القديس يوحنا ذهبى الفم، في كتابه ” الكهنوت المسيحى ” حيث يقول عن سيراخ ” واحد من أحكم الرجال ” وكتاب تفسير انجيل متى حيث يقول عند الاقتباس ” الكتاب المقدس العهد القديم ” رسم أسقفاً في 398م. وتنيح في سنة 407م.
- يضاف إلى ذلك رسالة برنابا (القرن الثاني) والتى كتبت في الاسكندرية وتضمنت بعض الاقتباسات من سفر يشوع بن سيراخ.
الشهادة السابعة: شهادة الكنائس الأخرى:
ومن مجامع الكنيسة الكاثوليكية:
- مجمع فلورنسا سنة 1124م.
- مجمع ترنت سنة 1546م. (وأعتبر الفولجاتا الترجمة المعتمدة لدى الروم الكاثوليك)
- مجمع القسطنطينية سنة 1642م. (مجمع الروم)
- مجمع الفاتيكان الأول سنة 1870م.
الشهادة الثامنة: شهادة البروتستانت
- يقول سمعان كلهون صاحب كتاب مرشد الطالبين رغم تعصبه الشديد وانتقاده الحاد لتلك الأسفار ” أن الأفضل بين كتب الأبوكريفا هو سفر يشوع بن سيراخ الذي يمكن أن يستفاد من قراءته كيفية تفسير اليهود لشريعتهم “.
- كتاب صلوات الكنيسة الأنجليكانية يحتوى على أجزاء من سفر يشوع بن سيراخ ويقال أن يوحنا بنيان وهو بروتستانتى متعصب، راح يبحث كثيراً في الكتاب المقدس على أية يتعزى بها حتى عثر على أية سفر سيراخ ” أنظروا إلى الأجيال القديمة وتأملوا هل توكل أحد على الرب فخزى (سيراخ 10:2) وقد استغرق بحثه عن مثل هذه الأية سنة كاملة وقد ساءه في البداية أن يجدها في سفر لا تؤمن به طائفته ولكنه تعزى بها وبارك الله لأجل الكلام المعزى الذي كثيراً ما أضناه البحث حتى وجده.
الشهادة التاسعة: شهادة قوانين الكنيسة
قوانين ابن العسال وذلك في القرن الثالث عشر، والتى تضمنت سفر يشوع بن سيراخ.
الشهادة العاشرة: طبعات الكتاب المقدس
- لقد كان من طبعات الكتاب المقدس.
- حتى بدأت جمعيات الكتاب المقدس طبعه مع أسفار (يهوديت حكمة سليمان حكمة يشوع بن سيراخ باروخ المكابيين الأول والثانى وتتمة سفرى دانيال وأستير) في ملحق خاص به في أول طبعة باللغة الألمانية للكتاب المقدس.
الشهادة الحادية عشر: شهادة كنيسة الاسكندرية
وهكذا نجد أن الكنيسة القبطية كانت بمعزل عن الصراعات الكثيرة التى حدثت في الغرب بخصوص هذه الأسفار، حيث أودعتها الكنيسة في ليتورجياتها منذ البداية.
الشهادة الثانية عشر: شهادة الوحى
أول ملاحظة يجب الانتباه إليها هنا، هي ما ورد في سفر يشوع بن سيراخ ويثبت أنه وحي الله إلى سيراخ فقد ” انقاد هو ليكتب شيئاً عن التعليم والحكمة ” راجع (30:24 – 34، 6:39-11).
ثالث عشر: أهم الاعتراضات والرد عليها
الاعتراض الأول
يقول المعترض أن سفر يشوع بن سيراخ لا يوجد بين قائمة الأسفار التى سجلها ميليتس سنة 180م وحذا حذوه أوريجانوس، كما خلت منه قائمة مجمعى لاودكية سنتى 341م، 381م، كما أن جيروم يوحى بقراءته مع سفر الحكمة لأجل التهذيب وليس لاثبات صحة العقائد الكنسية.
الرد:
السبب في ذلك يرجع إلى أن عزرا الكاهن لم يدرجها ضمن الأسفار التى جمعها ولكن سفر يشوع بن سيراخ ببساطة لم يكن قد كتب بعد إذ كتب كما سبق القول في القرن الثالث قبل الميلاد واليهود يؤمنون بأن الوحي قد توقف منذ عصر ارتحتشتا ولذلك فلقد رفضوا كل ما ظهر من أسفار بعد ذلك الوقت، بما فيها ما كان مفقوداً بسبب السبى، غير أن سفر يشوع بن سيراخ انتشر بين يهود فلسطين والشتات كما مر بنا، وأما ميليتس فلا يستبعد أن يكون قد تأثر برأى بعض متشددى اليهود كما أنه لا يؤخذ برأى شخص واحد فقط.
ليس ذلك فحسب وإنما أيضاً المجامع المكانية مثل لاودكية المشار إليه فإن كان سيؤخذ برأيه فلماذا لا يؤخذ برأى ثمانية مجامع غيره ما بين مسكونية ومكانية أشير إليها سابقاً وأقرت قانونيته، وأما عن القديس جيروم فقد اسيئ فهم عبارته، حيثوا أنه يؤكد على ضم سفرى الحكمة وسيراخ إلى بقية الأسفار لأهميتها وفائدتها مثلما اهتمت الكنيسة بأسفار طوبيا ويهوديت وغيرها.
ومن بين الأدلة الكثيرة على ذلك هو احتجاجه واقتباسه من هذين سفر يشوع بن سيراخين، حيث يقول ” أن الحكمة لا تلج النفس الساعية إلى الشر ولا تحل في الجسد المسترق للخطية ” (حكمة 4:1) ثم أردف قائلاً كما يقول الكتاب واقتبس كذلك من سفر يشوع بن سيراخ ” الكلام في غير وقته كالغناء في النوح ” (سيراخ 6:22) ويردف قائلاً أنه أشار ذات مرة إلى معتقد اليهود ” فيما يتعلق بقانونية سفر يشوع بن سيراخ ” لا رأيه الشخصى.
ففى مقدمته لسفر دانيال يقول أن سفر يشوع بن سيراخ عند اليهود لا يتضمن قصة سوسنة ولا نشيد الفتية الثلاثة ولا قصة البعل والتنين، وقد جاءت ملاحظته هذه في الرد على روفينوس قائلاً أنه من خطأى أننى أوردت الألفاظ التى اعتاد العبرانيون أن يعبروا بها عن معتقدهم في هذا الشأن، إننى لم اقصد بذلك التعبير عن مذهبى بل عما اعتاد اليهود أن يعبروا به عن اعتقادهم خلافاً لنا.
الاعتراض الثاني
قال البعض أن سفر يشوع بن سيراخ خليط من الأقوال التى لا رابط بينها وأنه عبارة عن أقوال ارتجالية وقال البعض الآخر أن سيراخ ينتقل بسرعة من موضوع لأخر ثم يعود إلى الموضوع الرئيسى.
الرد:
صاحبا هذا الرأى هما العالمان سونتاج وبرثولد (Sowntag & Berthold) والحقيقة أن سفر يشوع بن سيراخ تربطه كله فكرة رئيسية هي أن ” الحكمة بالغة القيمة لكل فرد وأن الحكمة الحقيقية يجب أن تكون الهدف الرئيسى للإنسان “، أما عن انتقاله من موضوع لآخر بسرعة فهو بسبب الحيوية الشديدة للنص والأرتباط الوثيق فيما بين جميع فقراته حتى أنه يمكننا الربط بين أى جزئية وأى فقرتين في الكتاب مهما كان موضوعهما في ترتيب سفر يشوع بن سيراخ ولعل هذا هو السبب الذي جعل من الصعب تقسيم سفر يشوع بن سيراخ إلى أجزاء مستقلة، أنه سفر مفعم بالتعليم والحكمة والقصص والشروحات، وبالتالى فهو ليس بحثاً أكاديمية يبحث في نظريات عقلية بحته.
الاعتراض الثالث
يرى العالم جرورر أن الإصحاح 24 كتبه يهودى سكندرى، إذ يظهر فيه اختيار الله لليهود، وقد نقل سيراخ الإصحاح دون تغيير.
الرد
كل الأسفار تشير إلى ذلك (أى اختيار اليهود) وتؤكده، حتى معلمنا بولس الرسول يشير إلى ذلك في فاتحة الإصحاح التاسع من رسالته إلى رومية، وقد قلنا سابقاً أن سفر يشوع بن سيراخ يؤكد على أفضلية الفكر والعقيدة اليهودية في مقابل الضغط العقيدى اليونانى الذي كان منتشراً خارج فلسطين بين يهودى الشتات. وبالتالى فإن ابن سيراخ لم ينقله عن أحد ولكنه كتبه ضمن بقية النص، حيث يتفق ما جاء في مع ما جاء في بقية سفر يشوع بن سيراخ من حيث الفكر والصياغة.
الاعتراض الرابع:
يقول البعض أن الإصحاح الحادى والخمسون أيضاً ليس من وضع ابن سيراخ لا سيما وأن نهاية أقوال ابن سيراخ واضحة في الموضوع ” قد رسم تأديب الفعل والعلم في الكتاب يشوع بن سيراخ (27:50-29).
الرد:
ولكن الإصحاح الحادى والخمسون بما فيه من صلاة ومزمور وقصيدة وجد على مدار التاريخ في الدراسات والنسخ اليونانية والسريانية، ففى النسخ اليونانية وجدت الصلاة معنونة هكذا ” صلاة ليشوع بن سيراخ ” وفى نهاية بعض المخطوطات اليونانية أيضاً نجد صيغة كهذه ” نهاية حكمة يشوع بن سيراخ “، أما في المخطوطات السريانية فقد جاء في نهايتها ” إلى هنا كانت كلمات يشوع بن سيراخ “.
وبخصوص العقيدة يتضح لنا في كل من النسخ السريانية واليونانية، أنها صحيحة من جهة الأسلوب الذي يتفق تماماً مع سيراخ، وقد عثر عليها في درج عبري يرجع إلى النصف الأول من القرن الأول الميلادى، حيث يحتوى أيضاً على قطع من مزامير داود ولكن نتيجة للأضرار التى لحقت بالدرج لم يتبق من الإصحاح سوى ” 13:51-20 ” مع كلمات قليلة من العدد (30) وهي تتفق جوهرياً مع النسخ الأخرى التى كانت معروفة مثل اللاتينية والسريانية. ومن خلال هذا الدرج اتضح الأتى:
- أنه يحتوى على نفس النص تقريباً.
- كانت القصيدة مستقلة، أى ليست تابعة لداود ولا سيراخ.
- عبارة نصها ” أغنية ألفها مدرس حكمة كمرشد للتلاميذ ليكتسبوا الحكمة منه ويتخذوها كزوجة كما فعل هو في شبابه ” وهي تتفق تماماً مع ما ورد في سفر يشوع بن سيراخ عن لسان كل من سيراخ وحفيده.
هذا ومن بين الأسباب التى حملت البعض على التشكك في الإصحاح الحادى والخمسون من سفر يشوع بن سيراخ، تلك القصاصات العبرية المكتشفة حديثاً، حيث ورد فيها مزمور وجد فيما بين العددين الثاني عشر والثالث عشر من هذا الإصحاح، ويبدو للوهلة الأولى أنه منقول من المزمور 136، ولكن هذا المزمور لا يوجد في بقية الترجمات والنسخ التى يعول عليها أكثر، إضافة إلى أن هناك بعض الترجمات بها حواشى وتعليقات وهوامش لبعض النساخ والمحررين المسيحيين، مع بعض تغييرات أخرى.
الاعتراض الخامس
يرى العالم مارجليوت Margolioth أن الترجمة العبرية الموجودة الآن لا ترجع إلى ما قبل القرن الحادى عشر. بل ويرى أيضاً أنها من أصل فارسى وليس عبري.
الرد:
يرجع خطأ مارجليوت في هذا الخلط ما بين النسخ الأصلية والترجمات المأخوذة عنها، أو بين زمن النص الأصلى ونسخه وزمن المخطوطات المتاحة لنا حالياً، أما اعتقاده في أصلها الفارسى فهو وجود بعض الهوامش والحواشى باللغة الفارسية في النسخ التى عثر عليها، ولكنها (أى التعليقات والهوامش) لقارئ أو ناسخ فارسى، هذا وقد قام كل من العالم سمند Semend والعالم كونج Konig والعالم نولدك Noldeke وغيرهم بالرد على مارجليوت. (راجع المقدمة / النسخ الأصلية والترجمات)
الاعتراض السادس
يرى البعض أن سيراخ نقل فقط ما كان سائداً من أمثال وحكم، وما قرأه، وبالتالى فقد جاء سفر يشوع بن سيراخ غير متجانس يظهر فيه الكثير من المتناقضات، فهو يذكر الكافل (19:29) ثم يرفض الكفالة بعد ذلك (16:87، 24:29) ويمتدح المرأة (2:25، 11/1:26، 4، 16-19 / 24:36-28) ثم يوبخها ويدينها (17:25، 19 / 8:26-15) ثم تقديراته المختلفة للحياة (4:30-7، 1:40-18) وغيرها.
الرد:
لا يحسب مثل هذا تناقضاً ولكنه تكاملاً، فهو يتكلم عن نوعيات مختلفة من المرأة والكفيل ومختلف نواحى الحياة، مثل أن يقول داود النبى ” أبلنى يا رب وجربنى ” بينما يعلمنا السيد المسيح في الصلاة الربانية ” لا تدخلنا في تجربة ” المقصود بالأولى التمحيص والاختبار بينما الثانية يقصد بها تجربة في الإيمان أو الشك في الله إن تعليم سفر سيراخ يتسم بالحيوية والتكامل والواقعية القائمة على عرض العديد من الأمثلة المختلفة.
الاعتراض السابع
يعترض البعض بأن آراء ابن سيراخ قد تكون تردداً لبعض مقاطع كتابية سابقة وليست أحاسيس صادقة تترجم الوضع الذي عاش فيه مثل المرأة الغريبة وحديثه عنها، قد يكون منقولاً من سفر الأمثال، وكذلك الإصحاح الذي هو صلاة لأجل نجاة شعبه قد يكون اقتباساً من المزامير الرثائية.
الرد
إذا آمنا أن سفر ابن سيراخ هو سفر موحى به من الله فلا سبيل إلى فحص ما ورد فيه على خلفية نقدية بل هو شخص موحى إليه بالروح القدس ليكتب أقوال الله، وأما عن نظرنا إلى ابن سيراخ كرجل حكيم فيلسوف فقط فهو قادر على التعبير جيداً عن حالة شعبه وتقاليد زمانه دون الحاجة إلى اقتباس أو نقل، ولكن الكتاب المقدس وحدة كاملة غير متجزئة يربطه خيط واحد هو خلاص الله للإنسان.
الاعتراض الثامن
يرى البعض في سفر يشوع بن سيراخ أثاراً في العقيدة اليونانية
الرد
يرد على هذا الإدعاء العالم الكبير تشارلس، فيقول هناك أمر يجب التحوط منه في رؤيتنا المتوهمة للآثار اليونانية في مواضع لا توجد فيها بالفعل، فالابن سيراخ أفكار هنا وهناك تبدو للوهلة الأولى على أنها آثار لتأثيرات العقيدة اليونانية، ولكنها في حقيقة الأمر ليست سوى توارد أفكار ليس لها أية علاقة بالثقافة اليونانية فعلى سبيل المثال نجد أن الفقرة التى تتحدث عن ضرورة الاستمتاع والترويح عن النفس (سيراخ 21:30-23) تبدو لأول وهلة انعكاس لفكرة هيلينية غير أننا نجد شبيهاً لها في جزء من قصيدة جلجاميش Gilgamiesh والتى وجدت مكتوبة في مخطوطات حمورابى ديناستى Hammurabi Dynasty في سنة 2000 ق. م (نشرت بواسطة Meissner في سنة 1902م).
وهناك قطعاً أخرى تبدو أنها متأثرة بالفلسفة اليونانية، ولكن ذلك ما هو إلا أسلوب في الصياغة، بينما نجد أن المبادئ اليهودية تتفوق في الكتاب لدرجة ساحقة، يضاف إلى ما سبق أن روح الله يعمل في كل العصور والأزمنة والثقافات من أجل تمهيد الذهن البشرى لعملية الخلاص، ويؤكد العالم شين Cheyne أن ابن سيراخ لم يتأثر مطلقاً بالفلسفة اليونانية.
الاعتراض التاسع
يعترض البعض على سفر يشوع بن سيراخ لأنه يتكلم عن القصة الشخصية الذاتية Hedonism في حين تهتم بقية الأسفار بتقديم الشكر لله وتدعو إلى النسك. وكذلك يتكلم سفر يشوع بن سيراخ ويعلم عن أن مجازاة الإنسان الصالح والشرير تتم في هذا العالم (7:2، 8 / 17:11 / 8:16-11 / 9:40-13).
الرد:
يقدم ابن سيراخ تعليماً راقياً عن استخدام الإمكانيات التى وهبنا الله إياها فقد خلق الله كل شئ لنا لكي نستمتع به، فالله لم يخلقنا لنحيا مبتئسين حزانى والتحفظ المراد الإشارة إليه هو ألا تستخدمنا الأشياء ولكن أن نستخدمها نحن أى نستعمل العالم دون أن يستعملنا العالم أما عن تعليمه بأن الإنسان شريراً كان أم باراً يجازى في هذه الحياة، ففيها رد على التعليم الأبيقورى القائل ” لنأكل ونشرب اليوم فإننا غداً نموت “.
ومن هنا فهو يحذر بأن للخطية عواقب وخيمة حتى على المستوى الزمنى، وكذلك الأبرار لا شك أن برهم يحقق لهم الفرح والمتعة والراحة، ونلاحظ في تعليم السيد المسيح كيف أشار إلى المكافأة الزمنية عندما قال من ترك أباً أو أماً أو أخوة أو أخوات أو حقول… إلخ فإنه يعطى مائة ضعف في هذا العالم، وفى الدهر الآتى الحياة الأبدية
الاعتراض العاشر
يتهم البعض سفر يشوع بن سيراخ بأنه نفعى، يطلب معاونة التقى لينال المعين الجزاء سواء من عنده أو من عند العلى (2:12) فيقول ” إبق أميناً للفقير في فقره لكي تشبع معه في خيراته ” (28:22) وهو غير ما علم به يسوع في ” لوقا 30:6-36 ” عن العطاء والاحتمال دون انتظار المقابل، كما يقول سيراخ أن النوح يكون على الأصدقاء لأجل المظاهر فحسب ” أقم المناحة بحسب منزلته (الصديق) يوماً أو يومين رفعاً للغيبة (سيراخ 16:38-18) فكيف ذلك.
الرد:
يهتم سفر يشوع بن سيراخ بمحورين في إطار الحكمة أولهما علاقة الإنسان بالله وثانيهما
يكفل القريب ” (11:29، 12، 19) كما يدعو إلى الصدقة (3:12).
الاعتراض الحادى عشر
قال البعض أن الرابى أكيبا Rabbi Akiba يقول عن سفر سيراخ أنه (خارج) أو (إضافى). ويرد أن سيراخ وما كتب بعد عصر الأنبياء كتابات تدنس الأيدى Sifarim Hizonim.
الرد:
اقتبس التلمود من سفر يشوع بن سيراخ حوالى 80 مرة وعند كل اقتباس يقول ” ابن سيراخ ” أو ” مكتوب ” أى ” في الكتاب المقدس ” وإن كان الفريسيين وأتباعهم لم يقلبوه في مستوى الأسفار الأخرى قبل عزرا، إلا أنهم ظلوا يقتبسون منه لا سيما مع سفر الحكمة أيضاً ومن هنا فإنه لا يعول على رأى شخص واحد فإن انتشار سفر يشوع بن سيراخ على نطاق واسع يثبت قانونيته.
الاعتراض الثاني عشر
يرى بعض العلماء الألمان أن الكتاب يضم بعض التعبيرات السكندرية والأقوال المميزة للفلسفة الهيلينية.
الرد:
ما يقوله أولئك العلماء هو غير صحيح، فإن السمات المميزة لمدرسة الإسكندرية هي التفسير الرمزى ومفهومها الرؤيوى واعتقادها في القوى الوسيطة بين الإنسان والله، ولكن سفر ابن سيراخ لم يقدم لاهوتاً نظرياً وإنما سلوكاً حياً ما بين الله والناس من جهة متمثلاً في الليتورجية، وبين الإنسان والإنسان متمثلاً في قوانين تنظيم العلاقات، وهو ما يخالف الفلسفة الإغريقية
المراجع:
1 يشوع بن سيراخ إعداد راهب من دير البراموس
2 مقدمات في أسفار الكتاب المقدس كنيسة مارجرجس سبورتنج
3 يشوع بن سيراخ القمص / بيشوى عبد المسيح
إقرأ أيضًا:
قانونية الأسفار القانونية الثانية
المقدمة والفهرس – الأسفار القانونية الثانية Arabic Deuterocanon
ما هي الأسفار القانونية الثانية؟ – الفصل الأول
نظرة البروتستانت للاسفار القانونية – الفصل الثاني
لماذا لا يؤمن البروتستانت بالأسفار القانونية الثانية؟ – الفصل الثالث
الرد على اعتراضات البروتستانت على الأسفار القانونية الثانية – الفصل الرابع
سفر طوبيا (طوبيت) – بحث شامل عن سفر طوبيا (طوبيت) وقانونيته والرد على الإعتراضات الموجهة إليه
سفر يهوديت – بحث شامل عن سفر يهوديت وقانونيته والرد على الإعتراضات الموجهة إليه
سفر مكابيين الأول – بحث شامل عن سفر مكابيين الأول وقانونيته والرد على الإعتراضات الموجهة إليه
سفر المكابيين الثاني – بحث شامل عن سفر المكابيين الثاني وقانونيته والرد على الإعتراضات الموجهة إليه
سفر نبوة باروخ – بحث شامل عن سفر نبوة باروخ وقانونيته والرد على الإعتراضات الموجهة إليه
المزمور 151 – بحث شامل عن المزمور 151 وقانونيته والرد على الإعتراضات الموجهة إليه
صلاة منسى – بحث شامل عن صلاة منسى وقانونيته والرد على الإعتراضات الموجهة إليه
تتمة سفر دانيال – بحث شامل عن تتمة سفر دانيال وقانونيته والرد على الإعتراضات الموجهة إليه
تتمة استير – بحث شامل عن تتمة استير وقانونيته والرد على الإعتراضات الموجهة إليه
تتمة سفر دانيال – بحث شامل عن تتمة سفر دانيال وقانونيته والرد على الإعتراضات الموجهة إليه
صلاة منسى – بحث شامل عن صلاة منسى وقانونيته والرد على الإعتراضات الموجهة إليه
المزمور 151 – بحث شامل عن المزمور 151 وقانونيته والرد على الإعتراضات الموجهة إليه
سفر المكابيين الثاني – بحث شامل عن سفر المكابيين الثاني وقانونيته والرد على الإعتراضات الموجهة إليه
سفر نبوة باروخ – بحث شامل عن سفر نبوة باروخ وقانونيته والرد على الإعتراضات الموجهة إليه
سفر يشوع بن سيراخ – بحث شامل عن سفر يشوع بن سيراخ وقانونيته والرد على الإعتراضات الموجهة إليه
سفر حكمة سليمان – بحث شامل عن سفر حكمة سليمان وقانونيته والرد على الإعتراضات الموجهة إليه