اثبات قانونية الأسفار القانونية الثانية – الباب الخامس
- الباب الأول: الأسفار القانونية الثانية
- الباب الثانى: نظرة البروتستانت للأسفار القانونية الثانية.
- الباب الثالث: لماذا لا يؤمن البروتستانت بهذه الأسفار؟
- الباب الرابع: الرد على الاعتراضات.
- الباب الخامس: قانونية الأسفار
الشهادة الأولى: شهادة الترجمة السبعينية
1 ـ ” لقد أدرجت الأسفار القانونية ضمن الترجمة السبعينية التى تمت فى أيام بطليموس الثاني فيلادلفيوس سنة 285 ـ 247 ق. م. أى أن هذه الأسفار كانت موجودة ومعروفة قبل هذا العصر.
2 ـ كانت الترجمة السبعينية تمثل العهد القديم بالنسبة للمسيحيين
3 ـ أما العالم تشارلز الذي وضع كتاباً قيماً فى هذه الأسفار ونشره فى سنة 1913 م. فيقول ” كان سفر يشوع بن سيراخ يتمتع بشعبية كبيرة فى العصور الأولى للمسيحية عند كل من يهود فلسطين والشتات وبالتالى فمن المستحيل أنه لم يكن معروفاً لدى كتاب العهد الجديد.
أما السبب فى استخدام الكتاب فى العصور المسيحية الأولى فهو وجوده ضمن الأسفار القانونية للترجمة السبعينية “.
4 ـ الترجمة السبعينية أمر لا يستهان بها، وهو الدليل الأول على قانونية الأسفار.
وأما الدراسة التى قام بها العلماء Kau-, Schotz, Longen, ten بالنسبة لتتمة إستير مثلاً فقد أكدت أن النص الوارد فى الترجمة السبعينية، هو الصيغة القانونية للسفر وأن النسخة العبرية (المعتبرة وحدها قانونية من اليهود والبروتستانت) هي شكل مختصر للنص السبعينى.
وقد اعتمد هؤلاء العلماء على مجموعة متنوعة من المصنفات للمدراش (Midrash) وهو التفسير اليهودى التقليدى للعهد القديم، لا سيما القطعة الأرامية التى تعرف بـ (حلم مردخاى Mordacui’s dream) والتى تروى حلم مردخاى وصلوات كل من إستير ومردخاى ـ وبهذا تخرج الإضافات عن الشكل اليونانى (حيث تتهم الإضافات بأنها يونانية المنشأ). كذلك فقد ورد فى المدراش (Midrash Esther Rabba) شكل مختصر لصلوات مردخاى وإستير عثر عليها فى القرنين الحادى عشر والثانى عشر الميلادي.
5 ـ تضمنت الترجمة السبعينية سفر يشوع بن سيراخ ضمن بقية الأسفار التى حذفها البروتستانت فقد ورد فى مقدمة السفر عن لسان حفيد سيراخ أن يهود الإسكندرية كان لديهم التوراه والأنبياء وبعض الكتب الأخرى.
ويمكننا أن نلاحظ أن بعض أجزاء من السفر تتوافق مع أجزاء أخرى لبقية الأسفار وذلك حسب الترجمة السبعينية (لا سيما النص الماسورى) كما فى حالة (صموئيل الأول 3:12) مع (سيراخ 19:46) و(أشعياء 17:38) مع (سيراخ 2:1). وعندما قام عزرا بجمع الأسفار، كانت بعض الأسفار ما تزال مفقودة (كما سبق الشرح) كما كانت هناك بعض الأسفار لم تكتب بعد مثل ابن سيراخ، وسفرى المكابين.
ونقرأ فى (2 مكا 14:2) أن يهوذا المكابى بعد تطهير الهيكل قام بعمل مكتبة سميت مكتبة أرميا جمع فيها أسفار ومخطوطات ثمينة، يحتمل أن تكون من بينها مثل هذه الأسفار وبالرغم من كل هذا فقدت بعض الأسفار الأخرى والتى أشار إليها الكتاب المقدس مثل أخبار ملوك يهوذا وإسرائيل وسفر ياشر وسفر عدو النبى وسفر حروب الرب.
ولهذا فإن الترجمة السبعينية تعتبر عملاً عظيماً وعلمياً رائعاً ومتمماً لما قام به عزرا الكاتب حيث قام علماء يهود بناءاً على رغبة بطليموس فيلادلفيوس بترجمة العهد القديم عن أصول عبرية أو أرامية، ثم توزعت السبعينية (نسبة إلى السبعين عالماً الذين اشتركوا فى هذا العمل) من خلال ترجمات سيماخوس وأكويلا ووتاودسيون ثم الترجمات اللاتينية والقبطية والحبشية وما تزال بعض هذه المحفوظات فى متاحف باريس وبطرسبورج وروما وغيرها.
الشهادة الثانية: شهادة الترجمات والمخطوطات
1 ـ ترجمة سيماخوس وتادوسيون: لقد أدرج أيضاً ضمن ترجمة سيماخوس وتادوسيون التى تمت سنة 130م.
2 ـ ترجمة الفولجاتا اللاتينية: التى قام بها القديس جيروم سنة (331 ـ 420م) وكان ترتيبه فى هذه الترجمة بعد سفر نحميا وقبل سفر يهوديت وأستير وهو نفس الترتيب الموجود به فى الترجمة السريانية البسيطة.
3 ـ وضمن المخطوطات السينائية، والفاتيكانية، والأسكندرانية المرموز لها بالرموز(Rs. Rv. Rc).
4 ـ مخطوطات قمران: لقد كان السفر منتشراً بصورة واضحة جداً بين الأوساط اليهودية حتى وقت قريب فلقد وجد ضمن مخطوطات قمران جزء منه بالعبرية. وأربعة أجزاء منه بالآرامية.
5 ـ وجدت ضمن مدراش رابا الرباوى. ومدراش بريشيت رابا الكبير ومدراش برشيت رابا. وضمن نص مونستر العبري ونص فاجيوس العبري.
6 ـ ثم تم العثور فى وقت سابق على نسخة آرامية للتوراة (الترجوم) تقدم نسخة مماثلة لقطعة من الإضافات، هي القطعة رقم 5 (E) ويرجع تاريخ هذه النسخة إلى عام 800م.
وجزء آرامى آخر عثر عليه خلال القرنين الحادى والثانى عشر أحتوت على صلوات إستير ومردخاى وقد حقق هذه القطعة الآرامية العالم بزيل Bissel عن طريق دراسة طويلة مستفيضة، وتبعه فى ذلك العالم فولرFuller الذي اقتبس من هذا الجزء واستشهد به فى أبحاثه ودراساته.
الشهادة الثالثة: شهادة اليهود
1 ـ كان السفر منتشراً جداً فى الأوساط اليهودية وهذا ما أكدته مخطوطات قمران. فقد أثبت اكتشافات قمران Qumran أن يهود الشتات استخدموها، حيث عُثر بين الكتابات المدفونة هناك، على بعض أجزاء من طوبيا وسيراخ.
وقد أشار العالم اسفلدت Eissfadet فى طبعته الثانية لكتابه Ainloting سنة 1950م أن اكتشافات قمران أثبتت أن المجتمع اليهودى الأسينى فى قمران عرف الكتابات التى تتفق مع الترجمة السبعينية.
2 ـ وقد ظلت بعض الأسفار مستخدمة فى العبادة المسيحية وبين يهود الشتات، حتى جاء عصر الإصلاح فرفضه مارتن لوثر ضمن أسفار أخرى لم ترق له
3 ـ وجدت فى المخطوطات والترجمات العبرية.
4 ـ على الرغم من خلو قائمة الكتاب المقدس العبرية من السفر، إلا أنه كان مستخدماً فى العبادة اليهودية الجماعية، مثلما كان يحدث فى احتفال الحانوكا Hanukka وهو عيد التجديد المذكور فى (يو 10) أى أنه كان معروفاً فى الأوساط الشعبية، حيث يظهر كذلك فى المدراش اليهودى.
ويشير القديس كليمندس الرومانى إلى السفر فى رسالته إلى أهل كورنثوس بأعتباره معروفاً.
5 ـ كانت الأسفار فى وجدان الشعب حتى شاعت صورة يهوديت مثلاً فى الفن الدينى.
6 ـ ويرد فى الموسوعة اليهودية أن السفر وجد أهتماماً فى العالم اليهودى المسيحى.
7 ـ هذا وقد إعتاد اليهود قراءة بعض الأسفار فى أعيادهم، مثل:
- عيد الفصح: سفر نشيد الأناشيد.
- عيد الحصاد أو الأسابيع: سفر راعوث.
- عيد المظال: سفر الجامعة.
- عيد الفوريم: سفر أستير.
- ذكرى خراب الهيكل (9 أغسطس): مراثى أرميا.
- عيد الحانوكا (التجديد): سفر يهوديت
- يوم الغفران: يشوع بن سيراخ
- النسخة العبرية (المعتبرة وحدها قانونية من اليهود والبروتستانت) لبعض الأسفار هي شكل مختصر للنص السبعينى لتتمة إستير مثلاً.
- التلمود اليهودى (وهو الكتاب المرجعى لدى اليهود) قد اقتبس من السفر.
- وأيضاً أكثر الربيين اليهود فى تعاليمهم وكتابتهم.
- على الرغم من أن اليهود قد رفضوا هذه الأجزاء من السفر، إلا أن مؤرخيهم وعلماؤهم قاموا بإعادة ترجمتها فى وقت لاحق بل واستشهدوا بها فى مواضع كثيرة، منها:
- فى سفر يوحاسين يرد: ” حبقوق نبى فى سنة 425 ق. م فى أيام حزقيا هو، الذي أمسكه الملاك وأرسله لدانيال فى جب الأسود وأحضر له خبزاً للأكل ليقويه، وأيضاً حزقيال نبى فى بابل.
- فى (برشيت ربا 13:68) تعليقاً على الملائكة جاء فيه ” هوذا دانيال يصعدون وينزلون به، أخرجوا من فيه ما ابتلعه (أر44:51) دانيال عبد الله الحى (دا 20:6)… ” عبد دانيال الله الحى ولم يسجد للأصنام التى بلا حياة “.
- فى نهاية بريشيت ربا، يضاف: كان لنبوخذ نصر تنين وكان يبلع كل ما يرسلونه أمامه، قال دانيال أعطنى الإذن وأنا أقتله، فأعطى له الإذن فصنع له طعاماً ثقب بطنه هذا هو المكتوب ” وأخرجوا من فيه ما ابتلعه “.
- كما أشير إلى عمل دانيال مع بال والتنين فى قسم نداريم (ص35، 2).
- جاء فى دائرة المعارف للبستانى ” أن الإسرائيليين الذين كانت لغتهم اليونانية كانوا يقرأون تلك الأسفار فى اجتماعاتهم فى زمان الشتات، وكانت معتبرة عندهم وكانوا يعدونها كُتبا مقدسة كالكتب العبرانية “.
الشهادة الرابعة: شهادة الأباء الرسل
- أما أباء الكنيسة الأولى ومعلميها ومؤرخيها، فقد استخدموها فى تعليمهم وكتاباتهم على مستوى بقية الأسفار من الأهمية والمصداقية. فى حين رفضت الكنيسة أكثر من ثلاثين سفراً ظهرت فى القرون الأولى، حيث اعتبرت كُتباً أدبية أو تاريخية لا ترقى إلى مستوى الأسفار الموحى بها. وقد وردت هذه الأسفار ضمن مجموعة قوانين الأباء الرسل فى الكتاب الأول ـ الجزء الأول ـ القانون الخامس والخمسون.
- وردت ضمن الكتب القانونية فى قوانين الرسل قانون رسطا 80.
- وردت فى قوانين الآباء الرسل (هيبوليتس)
- وجدت ضمن لائحة الكتب القانونية التى وضعها البابا (إينوقنيتوس) بابا روما فى سنة 405م.
- كما يرد فى كتاب المراسيم الرسولية.
الشهادة الخامسة: شهادة المجامع:
- مجمع نيقية سنة 325م
- ذُكر فى مجمع اللاذقية(لاودكية) ـ المنعقد فى سنة 343 م تقريباً ـ فى القانون رقم 60 ضمن سفر أرميا هو ورسالة أرميا النبى إلى الذين فى سبى بابل.
- مجمع هيبو المنعقد فى سنة 393م.
- ومجمع قرطاجنة المنعقد فى 397م. ـ وقد استمرت جلساته ـ سنة 419م ـ لمدة ست سنوات متتالية. وقد حضره القديس أغسطينوس (354 ـ 430م) وهذا المجمع كان فى حبرية البابا كيرلس الكبير الملقب بعمود الدين بابا الأسكندرية. ويذكر أيضاً ضمن الكتب القانونية التى للقديس أثناسيوس الرسولى (326 ـ 373م) كما ورد فى البذاليون فى التعليق على قانون الرسل رقم 85 عند الروم.
- مجمع قرطاجنة الثاني: وقد ذكر أيضاً من ضمن الكتب القانونية فى مجمع قرطاجنة سنة 419م فى القانون رقم 24 ـ وهذا المجمع يعتبر مصدر التشريع الكنسى لكنائس أفريقيا لأنه اعتمد قوانين 16 مجمعاً سابقاً له من الفترة (345 ـ 419م)
- مجمع ترنت (1545 ـ 1563)
- مجمع أورشليم سنة 1672م.
- مجمع فلورانسا سنة 1439م (لاحظ المسافة الزمنية الكبيرة بين المجمعين الآخرين، مما يوحي بأن هذه التتمة كانت مستخدمة دون شك حتى برز الشك مرة أخرى مما يستدعى إعادة المجامع).
- مجمع ترنت سنة 1546م.
- مجمع القسطنطينية، الذي كمل فى ياش سنة 1642م.
- مجمع أورشليم لليونان الأرثوذكسى سنة 1682م لحسم الخلاف مع البروتستانت بخصوصها.
الشهادة السادسة: شهادة الأباء الأولون
فى مكتباتهم وضع الآباء الأول كل الأسفار ـ بما فيها تلك التى استبعدها اليهود ـ واقتبسوا منها فى عظاتهم وشروحاتهم واستشهدوا بها وشهدوا بقانونيتها وعلى وجه الخصوص نورد هنا بعض الآباء القديسين والعلماء والمؤرخين فى الذين شهدوا لها ومنهم:
- القديس كليمندس الرومانى (90 / 100م) فى رسالته الأولى لأهل كورنثوس.
- القديس كليمندس السكندرى (155 / 220) فى كتابه (الطوماتيرون) قال أنها قانونية
- القديس ايرينيئوس (115 ـ 202م) أسقف ليون فى رده على الهراطقة.
- القديس أثناسيوس الرسولى (296 ـ 373) فى الرد على أريوس.
- العلامة أوريجاونس (254م) فى رسالته إلى يوليوس الأفريقى.
- القديس كيرلس الأورشليمى (310 ـ 386 م) فى كتابه التعليمى المسيحى.
- القديس يوحنا ذهبى الفم (347 ـ 407).
- القديس كبريانوس (200 / 210 ـ 258) فى كتاب الصلاة ورسالته الأربعين.
- العلامة ترتليانوس (160 / 170 ـ 215 / 220م).
- القديس أغناطيوس الأنطاكى.
- القديس باسيليوس الكبير (329 ـ 379) فى ميمر له يرجع إلى القرن الثامن أو التاسع على ورق بردى.
- القديس غريغوريوس أسقف نيصص (330 ـ 395م).
- القديس أوغسطينوس (354 ـ 430م) فى كتبه المزامير / مدينة الإله / ضد الهراطقة.
- القديس هيبوليتس أسقف روما (235م) فى قوانينه المعروفة بقوانين أبوليدس.
- القديس جيروم (345 / 419) أضافها فى شرحه لدانيال فى رسالته إلى إينو شينسيوس (1: 9).
- أمبروسيوس أسقف ميلانو (339 ـ 397م).
- ثيؤدوريطس (393 ـ 458م).
- القديس كبريانوس أسقف قرطاجنة، سيم أسقفاً سنة 248 / 249م وتنيح سنة 258م.
- القديس هيلارى (إيلاريون) أسقف بواتييه.
- القديس غريغوريوس النزينزى (ولد فى كبادوكية سنة 329 م).
- القديس مار أفرام السريانى (تنيح سنة 373م).
- القديس يوحنا كاسيان (350/360 ـ 440/450م).
- الأب أفراهات السريانى (القرن السابع) ويلقب بالحكيم الفارسى.
- القديس يوحنا الدمشقى (تنيح سنة 754م).
- الشهيد فيكتوريانوس أسقف ” بيتاو ” فى النمسا (تنيح سنة 30م).
- والقديس ديديموس الضرير فى كتابه الثالوث (فصل 1:3).
ويقول عنه القديس أثناسيوس الرسولى مع بقية الأسفار القانونية ـ والتى يقال عنها تجاوزاً القانونية الثانية (طوبيا ـ يهوديت ـ حكمة سليمان ـ حكمة يشوع بن سيراخ ـ باروخ ـ تتمة دانيال وأستير ـ مكابين الأول والثانى): ” قد عينها الآباء كى يقرأها الذين ينضمون إلينا حديثاً. والراغبون فى أن يتدربوا فى حسن العبادة لأنها نافعة للتعليم ” ولقد اقتبس هذا التعبير عن معلمنا بولس الرسول الذي أخذه من بساطة الترجمة السبعينية ” كل الكتاب هو موحى به من الله. ونافع للتعليم والتوبيخ للتقويم والتأديب الذي فى البر (2تى6:2).
ويصفة القديس كبريانوس فى مقال له عن الرحمة بأنه: ” كتاب طوبيا الموحى به من الله ” وهو الذي أطلق اسم ” الكنسى ” على السفر واستخدمه فى تعليم المقبلين على العماد. ويقول العلامة أوريجانوس عنها، أنها على الرغم من أن اليهود لا يقرونها، إلا أنها لازمه للتهذيب، كما أنه لا يوجد مبرر لعدم شرعيتها من قبل اليهود، ويجب عدم الإمتناع عن قراءتها فى الكنائس.
بل أن القديس اغسطينوس عندما أراد ذات مرة الربط بين كل من العهد القديم والجديد أورد أية من سفر الحكمة مع أخرى من سفر رومية ليوجد التوافق بين العهدين فى الفكر والتعليم. فأن روح القدس المؤدب يهرب من الخداع (حك 5:1). لأن محبة الله انسكبت فى قلوبنا بالروح القدس المعطى لنا (رو 5:5) وعلق قائلاً لأنه حيث يكون خداع لا يوجد حب.
القديس كليمندس السكندرى، فى كتابه البيداغوجى حيث يقول عنه ” الكتاب المقدس ” وقد ذكر العديد من أقوال السفر مسبوقة بعبارة ” كما يقول الكتاب… ” القديس يوحنا ذهبى الفم، فى كتابه ” الكهنوت المسيحى ” حيث يقول عن سيراخ ” واحد من أحكم الرجال ” وكتاب تفسير انجيل متى حيث يقول عند الاقتباس ” الكتاب المقدس العهد القديم.
الشهادة السابعة: شهادة الكنائس الأخرى:
1 ـ الكنيسة الكاثوليكية: بسبب اعتراض زونجلى وكالفن من قادة الحركة البروتستانية على قانونية بعض من الأسفار دعت الكنيسة الكاثوليكية إلى عقد مجمع تردنت عام 1546م فأكدت قانونيتها.
- ومن مجامع الكنيسة الكاثوليكية:
- مجمع فلورنسا سنة 1124م
- مجمع ترنت سنة 1546م (واعتبر الفولجاتا هي الترجمة المعتمدة لدى الروم الكاثوليك)
- مجمع القسطنطينية سنة 1642م (مجمع الروم)
- مجمع الفاتيكان الأول سنة 1870م
2 ـ كنيسة الروم الأرثوذكس اليونانية: أكدته أيضاً فى المجمعين المنعقد أحدهما فى القسطنطينية وكمل فى ياش سنة 1645م. والثانى فى أورشليم سنة 1672م. وأيضاً فى مجمع سنة 1675م.
3 ـ الكنيسة الروسية الأرثوذكسية: تطبعه ضمن طبعة العهد القديم باللغة السلافية.
4 ـ أما الكنيسة الهندية والحبشية والأنجليكانية فى إنجلترا فهى تقرها بطبيعة الحال.
5- وأما بخصوص بقية الكنائس، فقد عقدت الكنيسة اليونانية مجمعاً فى أورشليم سنة 1672م برئاسة البطريرك دوسيناوس، حيث أيد قرارات المجامع السابقة عليه فى الإعترافات بالسفر.
الشهادة الثامنة: شهادة البروتستانت
وعلى الرغم من موقف البروتستانت المعادى للسفر، فإنهم قد أقروا بصلاحيته للتعليم ويظهر ذلك فى الأتى.
1 ـ ان الناقد البروتستانتى O. Walff قد دافع عن السفر وتاريخه كذلك فقد دافع عنه العالم G. L. Bauer
2 ـ الكنيسة الألمانية تقر هذا السفر وقد كتب بعض مشاهير الكُتاب والمؤلفين البروتستانت تعريفات عن هذا السفر وإن كانوا لم يخفوا رفضهم له كسفر موحى به ومن أمثلة هؤلاء. القس داود حداد من القدس (= فى قاموس الكتاب المقدس طبعة 1914 ص 1084)
دكتور سمعان كلهون (= فى كتاب مرشد الطالبين إلى الكتاب المقدس الثمين ـ طبعة بيروت 1937 ص 305) حيث تحدث عنه بالقول ” موضوع هذا السفر انتصار اليهود على أعداؤهم وذلك بالاعتماد على مساعدة أرملة يهودية اسمها يهوديت وكاتب السفر مجهول إلا أنه يظهر من الروح التى تتمشى فيه إنه كتب فى عصر المكابيين “.
3 ـ قد ورد فى كتاب ” نظام التعليم فى علم اللاهوت القديم ” للبروتستانت: ” ولما كانت شهادة الكنيسة ذات قيمة لأنها شهادة الجماعة التى نالت الوعد الإلهى بالروح القدس الذي هو نفسه أوحى بالأسفار المقدسة، كانت كنيسة الجيل الرسولى أقدر من غيره على تحقيق الأسفار القانونية “.
4 ـ ورد أيضاً فى ” كتاب ذخيرة الألباب فى بيان الكتاب ” للبروتستانت: ” زعم اليهود أن أئمتهم عقدوا مجمعاً فى عهد عزرا وجمعوا الأسفار العبرانية فى قانون متعارف عليه عندهم اليوم، وضموا إليه ما لم يكن فيه قبل الجلاء (السبى) لاسيما نبوة حزقيال وحجى وسفرا عزرا ونحميا، وأما الكنيسة المسيحية فأضافت إلى قانون اليهود المدعى الأسفار التى كُتبت بعدها ولم يمكنهم ومن ثم أن يثبتوها فيه ومنها سفر الحكمة وسفر يشوع بن سيراخ، وسفرى المكابيين
ثم أثبتت ما بقى من الأسفار بعد أيام بعد أن عثرت على الحجج المؤيدة قانونيتها، وحسم الأمر بعد أن قررت الكنيسة قانونية تلك الأسفار، فلم يعد فرق بيت الأسفار الأولى والثانية من جهة صحة الوحي وقوة الشهادة، وتأخر الكنيسة فى تقرير قانونية هذه الأسفار لا يضر شيئاً من جهة اعتبارها وإنما يزيدها قوة وتأييداً بحيث لم تقررها إلا بعد التحقق والإمعان للنظر والتروى.
5 ـ ويقول عنها مارتن لوثر مؤسس البروتستانية: أتاريخ هو؟ أنه لتاريخ مقدس. بأسلوب شعرى؟ أنه حقاً لمؤلف جميل ونافع ومتكامل أبدعه شاعر ملهم “
6 ـ ويرد فى قاموس الكتاب المقدس، أن بعض علماء البروتستانت، اعتبروا النص العبري صيغة مختصرة لنص عبري أو آرامى أكبر، والمعروض فى أغلب أو كل الترجمات السبعينية.
7 ـ وبالرغم من أن البروتستانت لم يعتبروه من الأسفار الموحى بها إلا أن الكتاب قد حظى بمكانة كبيرة بينهم
8 ـ كتاب صلوات الكنيسة الأنجليكانية يحتوى على أجزاء من السفر ويقال أن يوحنا بنيان وهو بروتستانتى متعصب، راح يبحث كثيراً فى الكتاب المقدس على أية يتعزى بها حتى عثر على أية سفر سيراخ ” أنظروا إلى الأجيال القديمة وتأملوا هل توكل أحد على الرب فخزى (سيراخ 10:2) وقد استغرق بحثه عن مثل هذه الأية سنة كاملة وقد ساءه فى البداية أن يجدها فى الأسفار القانونية الثانية
الشهادة التاسعة: شهادة قوانين الكنيسة
- وفى القرن الثالث عشر قام الشيخ اسحق ابن العسال بالإشارة إلى ذلك فى مقدمة كتابة (أصول الدين).
- ثم قام من بعده الشيخ الصفى ابن العسال بالتأكيد على ذلك فى كتابه (مجموع القوانين)
- ومن بعدهما القس شمس الرياسة الملقب (بابن كبر) بذكرها فى كتابه (مصباح الظلمة فى إيضاح الخدمة)
الشهادة العاشرة: طبعات الكتاب المقدس
- لقد كان من طبعات الكتاب المقدس.
- حتى بدأت جمعيات الكتاب المقدس طبعه مع أسفار (يهوديت ـ حكمة سليمان ـ حكمة يشوع بن سيراخ ـ باروخ ـ المكابيين الأول والثانى ـ وتتمة سفرى دانيال وأستير) فى ملحق خاص به فى أول طبعة باللغة الألمانية للكتاب المقدس.
- وقد سارت على هذا المبدأ جمعية الكتاب المقدس البريطانية حتى سنة 1728م. حينما حذفته نهائياً.
- ولكن بعض جمعيات الكتاب المقدس تراجعت بعد الحرب العالمية الثانية. بسبب احساسها بالعمل المسكونى. فبدأت فى طبعه كملحق بين العهدين تحت شعار: (طبعة مسكونية للمرة الأولى منذ عهد الإصلاح وهذه الطبعة الكاملة للكتاب المقدس نالت موافقة الكنائس البروتستانية والكاثوليكية والأرثوذكسية).
- وأخيراً أصدرت دار الكتاب المقدس فى الشرق الأوسط ترجمة حديثة ضمت هذه الأسفار منفصلة بين العهدين. ولكن توجد بعض التحفظات من كنيستنا تجاه هذه الترجمة (الطبعة الأولى سنة 1993م).
- وكان السفر قد ضُم إلى بقية أسفار الكتاب المقدس فى مجلد واحد وذلك فى القرون الأولى فى عدة لغات وترجمات، إلى أن قام العالم المسيحى (من أبوين يهوديين) نيقولاوس الليرالى بعمل طبعة للكتاب المقدس ملحقاً هذه الأسفار فى ملحق خاص فى نهاية الكتاب هي طبعة ويكلف Weffilcy فى سنة 1340م وهي المرة الأولى التى تفصل فيها الأسفار على هذا النحو، ولعل مارتن لوثر قد تأثر بهذه الطبعة حيث قام بالتعاون مع العالم كارل ستار بعمل ترجمة مناسبة حيث أطلق على الأسفار: نافعة للتعليم واسماها ظلماً أبوكريفا ويجدر بالذكر أيضاً أن لوثر نفسه قد تشكك فى سبعة أسفار من الكتاب المقدس هي (العبرانيين، بطرس الثانية، ورسالتى يوحنا الأولى والثانية، رسالة يعقوب، رسالة يهوذا، سفر الرؤيا).
الشهادة الحادية عشر: شهادة كنيسة الإسكندرية
كنيسة الاسكندرية كانت على مر التاريخ بعيدة عن الصراع حول قانونية السفر، حيث قبلته منذ البداية مستندة فى ذلك على قوانين الآباء الرسل وتعاليمهم وكذلك على المجامع المقدسة وقديسيها الأوائل ومما يدل على ذلك:
1 ـ كما رفضت الكنيسة المصطلحات التى ظهرت للتعبير عن هذه الأسفار (مثل الحكمة) ومن هذه التعبيرات:
- Aphocrypha أبو كريفا وهو الاصطلاح الذي كان يعنى أولاً سرائرى ثم تطور استخدامه ليعنى المزيف.
- Seudepigrapha بسوديجرافا ويعنى الكتابات المزيفة أو الكاذبة.
- Deutrocanonical القانونية الثانية وهو الاصطلاح الذي استنبطه أحد علماء الكاثوليك فى القرن 16 كتعبير متوسط.
2 ـ تقوم بطبع مجموعة هذه الأسفار (طوبيا ـ يهوديت ـ تتمة أستير ـ حكمة سليمان ـ حكمة يشوع بن سيراخ ـ باروخ ـ تتمة دانيال ـ المكابين الأول والثانى) فى كتيبات خاصة لمنفعة أولادها. ولتعويضهم عن حرمانهم نتيجة ما تنتهجه جمعية الكتاب المقدس ببيروت لحذفها هذه الأسفار.
فلقد ترجم عن القبطية التى عن اليونانية ثم قامت بطبعه مطبعة عين شمس الأثرية سنة 1911م. بأمر قداسة البابا كيرلس الخامس بابا الأسكندرية. وقامت بطبع نفس الترجمة كنيسة السيدة العذراء مريم بمحرم بك بالأسكندرية طبعة أولى سنة 1955.
3 ـ وأما الكنيسة القبطية فقد ظلت منذ البداية متمسكة بهذه الأسفار حيث يتضح ذلك من استشهاد أبائها بها ومن خلال الاقتباس منها فى الصلوات والتسابيح والليتورجيات
4 ـ تقرأ سفر طوبيا بكامله فى يوم الجمعة من الأسبوع السادس من الصوم الكبير. والذي ينتهي بقراءة فصل المولود أعمى. حيث تلفت نظرنا إلى قوة السيد المسيح النور الحقيقى الذي يهبنا استنارة روحية وجسدية من خلال تعليمنا وأعطائنا درساً عملياً وهو شفاء كل من طوبيا والمولود أعمى.
ففى ليتورجية لقان عيد الغطاس وضعت نبوته عن تجسيد المسيح (با 36:3 ـ 4:4) ضمن النبوات التى تقرأ ضمن هذه الليتورجية، وأيضاً جزءاً من صلاته (با 11:2-16) ضمن تسابيح سبت الفرح. واقتبست منها فى صلواتها الطقسية فنجدها ضمن تسابيح سبت الفرح.
الشهادة الثانية عشر: شهادة الوحي
أول ملاحظة يجب الانتباه إليها هنا، هي ما ورد فى السفر ويثبت أنه وحي الله إلى سيراخ فقد ” انقاد هو ليكتب شيئاً عن التعليم والحكمة ” راجع (30:24 – 34، 6:39-11)
الشهادة الثالثة عشر: شهادة الكشوف الأثرية الحديثة
هذا وقد ثبت من الكشوف الأثرية الحديثة صحة وصدق ما ورد فى السفر من أحداث وأشخاص. فبينما شك كثيرون من العلماء مؤخراً فى وجود ملك لبابل خليفة لنبوحذ نصر وأبناً له (أنظر دا 11:5) يسّمى (بيلشاصر). فقد ثبت أن العرف الذي كان مؤلوفاً فى مملكة بابل يعتبر بيلشاصر ابناً لنبوخذ نصر لأنه ابن ابنته جاء من سلالته وليس من صلبه كما ثبت أيضاً أن بيلشاصر شخصية حقيقية وهو ابن الملك (نبونيدس) ملك بابل.
وقد حمل بيلشاصر لقب ملك بابل باعتبار أنه كان يتولى الملك فى غياب أبيه الذي طال بسبب تركه بابل وسكناه فى قصور بناها فى (تيماء) شمال الصحراء العربية. وقد ثبت ايضاً من الكشوف الأثرية أن الذي كان يتولى الملك فى بابل ليلة غزو الملك داريوس المادى لبابل هو (بيلشاصر) بسبب غياب أبيه عن عاصمة ملكه (أنظر دا 30:5، 31).
كما ثبت من الكشوف أيضاً أن لقب (نبونيدس) ملك الكلدانيين كان (أول المملكة) باعتباره الملك الفعلى وأن لقب (بيلشاصر) أبنه كان (ثانى المملكة) باعتباره نائباً لأبيه. ولعل هذا هو السبب فى أن بيلشاصر لما أراد تكريم ومكافأة دانيال بسبب تفسيره معنى الكتابة الغريبة التى ظهرت على مكلس حائط قصره، أمر بأن ينادوا عليه (متسلطاً ثالثاً فى المملكة) أى بعد أبيه وبعده (أنظر دا 29:5).
هذا والأثار الموجودة فى بابل وغيرها تتفق مع ما ذكر عن (نبوخذ نصر) بأنه كان يلقب بملك الملوك (دا 27:2) وبأنه كان مهتماً بعمران مدينة بابل وتجديدها (دا 30:4) فقد أثبتت الحفريات والأثار المكتشفة أنه حفر القنوات للرى وبنى الحدائق المعلقة. كما بنى فى بابل سورين حول المدينة وكذا أبواب الآلهة عشتار وهيكل زيجورات الهرمى المدرج وكذا بعض المعابد الأخرى وشارعاً للمواكب.
وبالإضافة لهذا، فقد ثبت أيضاً من الكتابات البابلية الأثرية المختلفة حديثاً أن (كورش) ملك فارس الوارد ذكره فى سفر دانيال (دا 1:10 و38:1) هو شخصية تاريخية حقيقية وقد كان نائباً للملك فى بابل كما أنه كان إبناً لقمبيز وحفيداً لكورش آخر وجميعهم مع أجدادهم كانوا يملكون فى شرقى عيلام (= وهي بلاد فيما وراء دجلة شرقى بابل وغربى مملكة فارس وشمالى خليج العجم) حيث كانت (شوشان) عاصمة ملكهم منذ سنة 550 ق. م تقريباً وقد أسس كورش المملكة الفارسية وغزا مدينة بابل وممالك أخرى وجمع فى شخصه قوة مملكتى مادى وفارس.
وقد كان دانيال فى بلاد الملك كورش (راجع دا 38:6) وقد مات كورش من جرح أصابه فى الحرب عام 529 ق. م ومازالت مقبرته موجودة حتى الآن فى بلدة (بسار جدى) بإيران.
فتاة مسيحية تتعرض لقص شعرها في مترو الأنفاق من إمراة منقبة
أيوة إحنا بنبوس بعض في الكنيسة! – كارولين كامل