خضوع الابن للآب – القديس كيرلس الكبير (الاسكندري)
ومتى أخضع له الكل، فحينئذ الابن نفسه أيضا سيخضع للذي أخضع له الكل، كي يكون الله الكل في الكل (1 كو 15: 28)
الكنوز في الثالوث، المقالة التاسعة والعشرون ترجمة د. جورج عوض إبراهيم
1- معارضة من جانب الهراطقة
إذا كنا نصدق ما قاله بولس عن أن الابن سوف يخضع للآب، فكيف يكون الابن عندئذٍ مساوياً للآب بحسب الطبيعة؟ فالضرورة تحتم عليكم أن توافقوا على أن الذي يخضع هو أدنى ممن يُخضَع له، فالذي يفوز – مثلاً – هو أسمى من المهزوم.
2- الرد
إن محاربي المسيح لا يدركون أنهم بهذه الأقوال يحاربون أيضاً تجديفهم. فلو قبلت أن يكون الابن أدنى من الآب، فلماذا تستعجل في تدعيم هذا الرأي قبل أن يخضع فعلاً؟ لأن بولس يقول: “حينئذٍ سيخضع”، فهو إذن يحدد الزمن الذي يحدث فيه هذا الأمر، أي في المستقبل، وبالتالي لا يُظهِر أنه خاضعٌ الآن بالفعل.
ثم كيف تظنونه ليس تجديفاً ما تقولونه من أن الابن لا يخضع الآن للآب، وإنه بطريقةٍ ما يقف ضد ذاك الذي ولده؟ لأن مَن لا يخضع، إنما يفعل مشيئته هو. فإذا كان الأمر على هذا النحو، فما رأيكم فيما قاله المسيح: “لأَنِّي قَدْ نَزَلْتُ مِنَ السَّمَاءِ، لَيْسَ لأَعْمَلَ مَشِيئَتِي، بَلْ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي” (يو 6: 38)؟ ليتهم يقولون لنا – إذا كانوا قادرين على إدراك الكتب المقدسة – ما إذا كان تتميم مشيئة الآب لا يعني الخضوع؟ إذن. كيف يقال عمن يخضع الآن، إنه سوف يخضع حينذاك؟ ليتهم يسمعون إذن – عن حق – “تَضِلُّونَ إِذْ لاَ تَعْرِفُونَ الْكُتُبَ” (مت 22: 29).
3- ردٌ آخر
إذا كنتم تقبلون أن يكون الابن مخلوقاً ومصنوعاً، وبالتالي يخضع لهذه الأمور التي صارت، اخبرني إذن يا صاحب – وفق عدم تبصُّرِكَ – إذا كان يمتلك جوهر العبد، فكيف لا يخضع الآن إلى آب الجميع، إذا كان المرنم يقول عن المخلوقات: “الكل عبيدك” (مز 119: 19)؟
نحن أمام أحد خيارين: إمَّا أن نقول إن الآب لا يستطيع أن يُخضع الابن له، دون أن يريد الابن ذلك، الأمر الذي يعني أن يكون الابن أسمى من الآب في حين أنه وفقاً لرأيكم هو الأدنى. وإمَّا أن نقول إن الخضوع شيءٌ حسن، لكن الابن لا يخضع الآن، طالما يقال عنه إنه سوف يخضع في المستقبل، وهو ما يمكنكم معه أن تحسبوه عليه خطية. فإذا كان ما قيل عنه من أبيه حقيقياً بأنه هو: “الذي لم يفعل خطية” (راجع 1 بط 2: 22، أش 53: 9)، فليكن إذن هذا الحديث بعيداً عن أي سخفٍ وعبث.
4- معارضة من جانب الهراطقة
كيف لا يتضح للجميع أن الابن أدنى من الآب، طالما أنه يخضع له؟
5- الرد
وكيف لا يكون واضحاً للجميع (وأنا هنا استخدم نفس كلامكم) أن المساوي يخضع في مرات كثيرة – من أجل التدبير – للمساوي له؟ ألا تصدقون أن روح الأنبياء واحدة؟ فكيف يقول بولس إن: “أَرْوَاحُ الأَنْبِيَاءِ خَاضِعَةٌ لِلأَنْبِيَاءِ” (1 كو 14: 32)، بالرغم من أن لديهم نفس الجوهر ويشتركون في نفس الطبيعة؟ فلا الذين يخضعون، لهم طبيعة أدني، ولا أولئك الذين يُخضَع لهم لديهم طبيعة أسمى، أو أكبر ([1]). لأنه بالرغم من وحدة الجوهر التي تجمع كل البشر، إلاَّ أن خضوعهم لبعضهم البعض ينتج آلافاً من الأمور الحسنة. وطالما أن هذا الأمر الحسن قد عُيِّن أيضاً لنا، وبطريقة ما، لا يُخِرجنا خارجاً عن حدود الطبيعة، فلماذا لا تتجنبوا هذا التجديف السخيف محافظين على مساواة الكلمة بالله (الآب)؟
6- ردٌ آخر
أيها الأصدقاء، مِن أين لكم أن تقولوا إن مقولة الخضوع تعني أن الابن أدنى من الآب؟ إن جوهر الابن لا يتحدَّد بالخضوع، ولا يتوقف وجود الابن على الخضوع، لأنه، بينما هو يوجد بطريقة مميَّزة، يُقال عنه إنه يخضع. وحيث أن كلمة خضوع لا تصف جوهره، إذن فليس هو أدنى من الآب. لكن لو اعتقدتم أن الخضوع يمثل تحديداً لجوهر الابن، فعليكم أن تلاحظوا في أية هوة تجديف أنتم تسقطون ([2]). لأنه إذا كان الأمر على هذا النحو، فمن الضروري أن تقولوا إن الابن يدعى حينذاك إلى الوجود، أي عندما يأتي وقت الخضوع؛ لأن بولس يذكر أنه سوف يخضع في المستقبل، إذ هو للآن لم يخضع بعد.
7- ردٌ آخر يحتوي على شرحٍ مقنعٍ للنص
الآب يفعل كل شيء بواسطة الابن، وهذا شكلٌ من أشكال الخضوع، أي أنه يظهره على أنه يخضع لمشيئة الآب. فعندما قال الآب: “نعمل الإنسان” (تك 1: 26)، أخذ الكلمة من الأرض طيناً وصنع هذا الذي تقرَّرَ. لأنه يقول: “كلُ شيءٍ به كان” (يو 3:1).
وحسناً يعلمنا بولس الرسول بأنه في الأزمنة الآتية سوف يصنع الله كل شيءٍ أيضاً بواسطة الابن، إذ يقول بكل حكمة: “وَمَتَى أُخْضِعَ لَهُ الْكُلُّ، فَحِينَئِذٍ الابْنُ نَفْسُهُ أَيْضاً سَيَخْضَعُ لِلَّذِي أَخْضَعَ لَهُ الْكُلَّ، كَيْ يَكُونَ اللهُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ” (1كو 15: 28). أي كأنه يقول: لا يظنَّنَ أحدٌ أننا سنكون نحن شركاء الآب في الحياة الآتية بطريقة مختلفة، لكن أيضاً بواسطة الابن.
وتعبير “بواسطة الابن”، يعني الخضوع، دون أن يقلل ذلك أبداً مما يخص جوهر الابن، بل يعلن مقدَّماً بطريقة فائقة للعقل ولا نظير لها، وحدة الثالوث القدوس. لأنه لن يتمرد وقتذاك على ذاته، ولن يسبب – بتغييرات فوضوية – إزعاجاً لهذا الذي هو غير متغيِّر، بل في ذاك الوقت أيضاً، سيكون الآب بواسطة الابن الكل في الكل، حياةً وعدمَ موتٍ وفرحاً وقداسةً وقوةً، وكل ما أُعطي كوعدٍ للقديسين.
وعليك أن تلاحظ عمق التدبير الذي يحمله الشاهد الكتابي؛ لأنه قال: إن الكل سيخضع بواسطة الابن للآب، حتى لا تظن أن الآب سوف يُبعَد عن أن يكون ربَ الكلِ، لأن الابن سيكون سيداً على الكل. لأن الشاهد الكتابي ليس مضطراً لأنْ يقدِّم مَن سيصير سيداً على الكل، على أنه غير خاضع للآب بالضرورة. لأن الآب له قوة السيادة على الكل بمشاركة الابن بطريقة طبيعية في هذا الأمر؛ لأن ألوهية الثالوث الواحدة لها السيادة والملك، الآب بواسطة الابن مع الروح القدس.
8- ردٌ آخر
والذي هو خاضعٌ الآن للآب، كيف يُقال عنه إنه سوف يخضع بعد أزمنةٍ، أو بالحري في الدهر الآتي؟ ألا يخضع الآن متمماً مشيئة الآب، مخُلياً ذاته كما هو مكتوب (أنظر فيلبي 2: 7) آخذاً شكلَ وهيئةَ عبدٍ؛ لكي يتمم عمله، كما يقول هو ذاته (أنظر يو 17: 4)؟ أعتقد أن هذا واضحٌ وضوحاً كاملاً للجميع، ويظهر حقاً بفحص هذه الأمور. إذن كيف يقول لنا بولس العظيم إن الذي هو بالفعل خاضعٌ الآن، سوف يخضع في المستقبل؟
ليتنا نفحص الشاهد بدقة: “وَمَتَى أُخْضِعَ لَهُ الْكُلُّ، فَحِينَئِذٍ الابْنُ نَفْسُهُ أَيْضاً سَيَخْضَعُ لِلَّذِي أَخْضَعَ لَهُ الْكُلَّ، كَيْ يَكُونَ اللهُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ” (1 كو 15: 28). فماذا يريد أن يقول؟ المسيح أيضاً الآن خاضعٌ للآب، لكن ليس في الكل، لكن فقط في هؤلاء الذين يؤمنون به (أنظر كو 1: 22)، ولأجل هؤلاء قَدَمَ ذاته ذبيحةً للآب كحملٍ بلا عيب، محتقراً الصليب والعار. هكذا، ولأنه حررَّهم مِن كل خطية، قادهم أطهاراً وبلا دنس إلى الخالق. حسناً.
عندما أبعد كل ضلال، وعرف ساكني المسكونة الإله الحقيقي، واعترفوا بالمسيح ملكاً ورباً، خاضعين لوصاياه المخلِّصة، عندئذٍ، يكون الكل قد خضعوا، وسيخضع أيضاً هو لأجلنا، إلهاً ورباً ورئيسَ كهنةٍ للكل، ومعطياً بواسطة ذاته للكل إمكانية أن يصيروا شركاء الآب الذي هو فيه. لأنه هكذا يصير الله الكل في الكل، بأن يكون في الكل بواسطة الابن كوسيط، ساكناً في كل واحد من أولئك الذين قد دُعُوا لكي يخلّصهم.
([1]) نفس هذه الحُجة نجدها في: حوار حول الثالوث للقديس كيرلس، إذ يقول: “لأنه وفق ما هو مكتوب أن أرواح الأنبياء تخضع للأنبياء، وأولاد (فلان) مثلا يخضعون لأبيهم تماماً مثلما تستطيع أن تقول إن إسحق قد خضع لإبراهيم ومَنْ وَلَده اسحق كان خاضعاً لأبيه الذي وَلَده. لكن لا أرواح الأنبياء كانت لها طبائع مختلفة بسبب الخضوع، ولا الطوباوي اسحق كانت طبيعته مختلفة ومن جنس آخر لأنه كان خاضعاً لأبيه بسبب توقيره له، مُظهِراً طاعة لَمنْ وَلَده وإكراماً لبنوَّته له.
إذن كان سيكون الأمر صحيحاً لو أن عملية الخضوع كانت ستغيِّر من طبيعة مَنْ يخضعون وتظهِرهم كأن لهم طبيعة مختلفة عن طبيعة مَنْ يخضعون له، وتجعلهم غرباء عن كلِّ علاقة هي بحسب الطبيعة، وكان سيكون الأمر هكذا حتى بالنسبة للابن، إما إن كان الحديث عن أمر الخضوع لا يضيرهم على الإطلاق إذ هو كما أعتقد يمثل نوع من إكرام الابن للآب، وتصرّف يعكس تقدير واحترام لمن نكن لهم كلَّ تقدير وتوقير، ولا يقلّل – بالنسبة لنا نحن الذين نفعل هذا الأمر – من طبيعتنا، عن طبيعة مَنْ نخضع لهم، أي إن كان الأمر هكذا فلماذا ينسب هؤلاء وبطريقة حمقاء، هذا الأمر للابن الذي هو الله بالطبيعة وقد أتى من الله؟”. حوار حول الثالوث، المرجع السابق، الجزء الرابع، الحوار الخامس ص 87.
([2]) سقوط الهراطقة يتمثل في أنهم يستخدمون الكتاب المقدس لخدمة آرائهم المنحرفة، وهذا يرجع – كما قلنا – إلى عدم اعتمادهم على الإيمان المستقيم في شرح النصوص الكتابية، الأمر الذي يؤكد علية مراراً القديس كيرلس، إذ يقول في حواره حول الثالوث: “لأنه في مرّات كثيرة يوجِّه المعاندون كلامهم ضد مجد الابن الوحيد وهم يستخدمون كلمات الكتاب المقدس في اتهاماتهم فعندما يقرأون ما قاله بولس الطوباوي “وَمَتَى أُخْضِعَ لَهُ الْكُلُّ فَحِينَئِذٍ الابْنُ نَفْسُهُ أَيْضاً سَيَخْضَعُ للَّذِي أَخْضَعَ لَهُ الْكُلَّ كَيْ يَكُونَ اللهُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ”(1 كو 15: 28)، فإنهم – حسب ظنهم – يقولون إن هذه مشكلة عويصة تتطلّب مناقشات طويلة.
غير أن الآخرين الذين يحبون الله من قلوبهم ويسهرون من أجل محبتهم في التعلّم وفي التمسك بالإيمان القويم، فهؤلاء يجدون صعوبة في فهم الآية ليس بسبب أنها غير سليمة بل بسبب تحريف المعاندين لمعناها، الذين يرفضونها ظانين أنها غير سليمة.
غير أن هؤلاء المؤمنين يتسّلحون سريعا بأسلحة الحق ويهدمون كلَّ المعوقات التي تسببها كلُّ الأفكار الخاطئة، وحينئذ يرون هذه الآية بمعناها الصحيح ويرجعونها إلى معناها المستقيم، أي إلى خضوع المسيح حسب الجسد من أجل التدبير”. حوار حول الثالوث، المرجع السابق، الجزء الرابع، الحوار الخامس ص 88 – 89.
([3]) يوضح القديس غريغوريوس النيصي هذه الحقيقة، قائلاً: “بعدما أتحدت طبيعتنا الإنسانية بالطبيعة الإلهية غير المائتة، في شخصه المبارك يتحقق فينا مقولة “خضوع الابن” طالما أن الخضوع الذي يتحقق بالجسد تم في الابن الذي وضع فينا نعمة الخضوع”. القديس غريغوريوس النيصي، خضوع الابن للآب، ترجمة د. سعيد حكيم يعقوب، مراجعة د. نصحي عبد الشهيد، المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية يونيو 2005، ص 19.
([4]) من خلال شرح معنى أمر الرب – في العهد القديم – بأن لا يسكب دم أو تُذبح ذبيحة على مذبح الذهب، يؤكد القديس كيرلس على أن الابن تمم كل شيء وأبطل الذبائح الناموسية، إذ يقول: “ممنوعٌ تماماً أن يوجد فوقه، أي فوق مذبح المسيح (في العهد الجديد)، سكيبٌ أو تقدمة ذبيحة. لأنه بالمسيح أُبطلت فرائض الناموس، والظلال وصلت إلى نهايتها. هذا ما يشير إليه عدم إصعاد محرقة أو تقدمةً أو سكيباً فوق مذبح البخور”. السجود والعبادة بالروح والحق، المرجع السابق، الجزء الخامس، المقالة التاسعة ص 88.
([5]) الابن هو الحمل الذي بلا عيب البار والقدوس، وهذا ما أكده القديس كيرلس أثناء حديثة عن التيس المرسل إلى البرية، قائلاً: “لهذا صار المسيح ذبيحة عن خطايانا حسب الكتب المقدسة (أنظر 1 كو 15: 3)، ولهذا السبب نقول إنه دُعي خطية، وهكذا يكتب بولس الحكيم جداً: “لأنه جعل الذي لم يعرف خطية، خطيةً لأجلنا” (2 كو 5: 21). والمقصود هنا هو الآب (فهو الذي جعله خطية).
لأننا لا نقول إن المسيح صار خاطئاً – حاشا – بل لكونه باراً، وبالحري هو البر نفسه، لأنه لم يعرف خطية، فالآب جعله ذبيحة عن خطايا العالم”. راجع: رسائل القديس كيرلس، مركز دراسات الآباء، الجزء الثالث، نصوص الآباء: 34، ديسمبر 1995 ص 65 وما بعدها.
([6]) أكد القديس كيرلس أثناء حديثة عن تقدمة اسحق على تقديم الابن ذاته ذبيحة لأجل البشر، إذ يقول: “وكما أن الفتى الصغير إسحق حمل الحطب الذي أُعطى له من أبيه وذهب به إلى مكان تقديم الذبيحة، هكذا حمل المسيح الصليب على كتفه وتألم خارج المحلة، وكانت هذه هي إرادة الله الآب وليست إرادة بشرية. وهذا ما قاله المسيح نفسه لبيلاطس البنطى: “لَمْ يَكُنْ لَكَ عَلَيَّ سُلْطَانٌ الْبَتَّةَ لَوْ لَمْ تَكُنْ قَدْ أُعْطِيتَ مِنْ فَوْقُ” (يو 19: 11).
أي أن إسحق عندما حمل الحطب كان يشير إلى آلام المسيح وموته، أمَّا تقديم الكبش المُعطى من الله ذبيحة على المذبح فهذا يشير إلى حقيقة أن المسيح أصعد جسده ذبيحة ذكية إلى الآب، ذلك الجسد الذي قيل عنه إنه أخذه من الله الآب بحسب ما ورد في المزمور: “ذبيحة وقرباناً لم ترد ولكن هيأت لي جسد. بمحرقات وذبائح للخطية لم تُسرّ. ثم قُلتَ ها أنا ذا أجيءُ في درج (رأس) الكتاب مكتوب عنى لأفعل مشيئتك يا الله” (عب 10: 5 – 7، مز 40: 7).
ولكنه هو نفسه الكلمة الذي وُلِد من جوهر الله الآب وتجسد من العذراء وسُمِرَ على الصليب، إلاّ انه إله غير متألم وغير مائت، وهو مُنَّزهٌ عن أي ألم وأي موت”. جيلافيرا، ترجمة د. جورج عوض إبراهيم، مراجعة د. نصحي عبد الشهيد، الكتاب الشهري، مايو 2005.
([7]) الكلمة تجسد وصار خادماً للأقداس الحقيقية، وهذا ما أكد علية القديس كيرلس في موضع آخر، قائلاً: “لقد عُيِّن عمانوئيل حقاً كمشرِّعٍ، ورئيسَ كهنةٍ لأجلنا بواسطة الله الآب مقدِّماً ذاته ذبيحةً لأجلنا (انظر عب 9: 14)؛ لأنَّ الناموس، كما يقول بولس الطوباوي: “يُقِيمُ أُنَاساً بِهِمْ ضَعْفٌ رُؤَسَاءَ كَهَنَةٍ. وَأَمَّا كَلِمَةُ الْقَسَمِ الَّتِي بَعْدَ النَّامُوسِ فَتُقِيمُ ابْناً مُكَمَّلاً إِلَى الأَبَدِ” (عب 7: 28). إذن، فقد نزل الكلمةُ من السماء وصار مشابهاً لنا، خادماً للأقداس والخيمة الحقيقية التي أقامها الرب، وليس أيُ إنسان”. السجود والعبادة بالروح والحق، المرجع السابق، الجزء السادس، المقالة العاشرة ص 34.