من أهلك سدوم؟ هل الملاكان كما قالا “لأننا مُهلكان هذا المكان” (تك 19: 13) أم الله “فأمطر الرب على سدوم وعمورة كبريتًا ونارًا من عند الرب من السماء” (تك 19: 24)؟ وكيف أمطر الرب كبريتًا ونارًا من عند الرب؟ فكم رب يوجد؟
475
475- من أهلك سدوم؟ هل الملاكان كما قالا “لأننا مُهلكان هذا المكان” (تك 19: 13) أم الله “فأمطر الرب على سدوم وعمورة كبريتًا ونارًا من عند الرب من السماء” (تك 19: 24)؟ وكيف أمطر الرب كبريتًا ونارًا من عند الرب؟ فكم رب يوجد؟(1)
ج:
1- حمل الملاكان الإنذار للوط بأنهما سيُهلكان المدينة.. بأي أمر؟ وبأي سلطان؟ وبأي قوة..؟ بأمر وسلطان وقوة الله، ولذلك لو نسبنا هلاك المكان إلى الله باعتباره هو الذي أصدر الأمر، فهذا صحيح. وإذا نسبنا الهلاك للملاكين باعتبار أنهما حاملا الإنذار الإلهي، فهذا صحيح أيضًا، وهذا الأمر يشبه ملك استولى على مدينة وحطمها فيمكن أن ينسب هذا العمل إلى الملك أو إلى جنوده باعتبارهم أداته التنفيذية.
2- قال الكتاب ” فأمطر الرب على سدوم وعمورة كبريتًا ونارًا من عند الرب من السماء” (تك 19: 24) فالذي ظهر لإبراهيم مع الملاكين كان هو أقنوم الابن الكلمة، ونحن الذين نؤمن بالثالوث القدوس لا توجد ثمة معضلة في هذه الآية، فالله الابن الذي تحدث مع إبراهيم أمطر كبريتًا ونارًا من عند الله الآب الذي في السماء، ولم يره أحد قط، ومثل هذه الآيات عديدة في العهد القديم، فالآية الأولى في سفر التكوين ” في البدء خلق الله (الوهيم) السموات والأرض” (تك 1: 1) فجاء الفعل (خلق) في المفرد إشارة لله الواحد في جوهره، والله (الوهيم) جاء في الجمع إشارة لله في تثليث أقانيمه. فوحدانية الله ليست وحدانية جامدة صماء، إنما هي وحدانية موجودة، عاقلة، حية.. في هذه الوحدانية نرى الأبوة والبنوة والانبثاق..الآب والابن والروح القدس(2).
3- معنى الوهيم بالعربية ” اللهم ” وكثيرًا ما يستخدم الناقد هذه الكلمة (اللهم) في صلواته ودعواته، فكيف يعترف بالله الواحد ويدعوه بصيغة الجمع؟! وكيف يفسر النص القرآني ” فتبارك الله أحسن الخالقين” (المؤمنين 14) وهو يعتبر بأن الخالق واحد، وهو هكذا؟! ولماذا يُسمى بالثالوث ” باسم الله الرحمن الرحيم ” مع أنه يقول بأن الله له تسعة وتسعون اسمًا؟!
_____
(1) جوناثان كيرتش – حكايا محرَّمة في التوراة ص 65، البهريز جـ 1 س 281.
(2) راجع كتابنا: أسئلة حول التثليث.