478- هل كتاب التوراة اخترعوا قصة زنا ابنتي لوط بأبيهما كنوع من الدعاية السوداء لشعبي موآب وعمون اللذين عاديا الشعب الإسرائيلي؟(1)
وهل وضع عزرا هذه القصة التي أراد بها تسفيه نسب داود، فاختلق هذه القصة مع قصة زنى ثامار مع يهوذا؟ ولو كانت القصة حقيقية وأن موآب وعمون أبناء زنى، فكيف يعطيهم الله ميراثًا قبل أن يعطي شعب إسرائيل؟ فقد أعطى الله للموآبيين أرض الإيميّين (تث 2: 9، 10) وأعطى العمونيّين أرض الرفائيّين (تث 2: 19، 20) بل أن الله حرَّم على موسى التعدي عليهم (تث 2: 9، 19) وبذلك ” يكون الموآبيون والعمونيوم ليسوا أبناء زنا ويكون كتبة التوراة كاذبين”(2).
ويقول الأستاذ محمد قاسم محمد “أن قصة زنا ابنتي لوط مع أبيهما هي من اختلاق كتبة التوراة واستمرار لسياسة استبعاد أي نسل آخر خلاف نسل يعقوب (إسرائيل) من مشاركتهم في عهد الله مع إبراهيم والمؤمنين به ومنعهم من الحصول على أي ميزة، واعتبار أن الله قد خلق العالم من أجل أن يرث بنو إسرائيل أرض الميعاد فقط”(3).
ج:
1- قول النُقَّاد ” كتاب التوراة ” أو ” كتبة التوراة ” قول غير صحيح، لأن الذي كتب التوراة هو موسى النبي لا غير، قبل أن يولد داود بمئات السنين، أما عزرا فلم يكتب لا سفر التكوين ولا أية واحدة في التوراة وقد سبق وناقشنا هذا الموضوع مرارًا وتكرارًا في الجزء الأول من هذا البحث وفي هذا الجزء أيضًا.
2- لو اتبعنا منطق جوناثان كيريتش فإن الأمر سيصل بنا إلى التشكيك في كل أحداث التاريخ، بالإضافة إلى أن موسى النبي كتب التوراة بوحي إلهي، فجاءت التوراة بكل تفاصيلها الدقيقة معصومة تمامًا من أقل خطأ، وكل من يطعن في عصمة التوراة فهو في الحقيقة يطعن في عصمة الله صاحب التوراة.
3- لو كان الكاتب يقصد أن يشوَّه صورة شعبي موآب وعمون، ما كان يذكر أبدًا كيف أن الله نهى شعبه عن أراضي هذين الشعبين ” فقال لي الربُّ لا تُعادِ موآب ولا تثر عليهم حربًا لأني لا أعطيك من أرضهم ميراثًا.. فمتى قربت إلى اتجاه بني عمون لا تُعادهم ولا تهجموا عليهم لأني لا أعطيك من أرض بني عمون ميراثًا. لأني لبني لوط قد أعطيتها ميراثًا” (تث 2: 9، 19).
_____
(1) جواناثان كيرتش – حكايا محرَّمة في التوراة ص 72، 73.
(2) التناقض في تواريخ وأحداث التوراة ص 52.
(3) التناقض في تواريخ وأحداث التوراة ص 50.