Site icon فريق اللاهوت الدفاعي

لماذا تعجبت سارة عندما بشرها الله بإسحق وضحكت (تك 18: 12، 13) مع أن الله قد أبلغها هذه البشارة مرتين قبل هذا عن طريق زوجها (تك 17: 15-17، تك 17: 18-21)؟

466- لماذا تعجبت سارة عندما بشرها الله بإسحق وضحكت (تك 18: 12، 13) مع أن الله قد أبلغها هذه البشارة مرتين قبل هذا عن طريق زوجها (تك 17: 15-17، تك 17: 18-21)؟

ج:

1- لماذا يستعجب الأستاذ علاء أبو بكر من ضحك سارة مع أن القرآن ذكر هذه الواقعة ” وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها بإسحق” (سورة هود 71).. ” فأقبلت امرأته في صرةٍ فصكت وجهها وقالت عجوز عقيم” (سورة الذاريات 29).

2- المرتان اللتان ذكرهما الناقد هما في الحقيقة كانا خلال لقاء واحد بين الله وإبراهيم، إذ بشر الله إبراهيم بولادة ابن له من سارة، “وضحك وقال في قلبه هل يولد لابن مئة سنة وهل تلد سارة وهي بنت تسعين سنة. وقال إبراهيم لله ليت إسماعيل يعيش أمامك” (تك 17: 17، 18) فأكد الله الوعد لإبراهيم قائلًا ” أما إسماعيل فقد سمعت لك فيه. ها أنا أباركه وأُثمره وأُكثره كثيرًا جدًا.. ولكن عهدي أقيمه مع إسحق الذي تلده لك سارة” (تك 17: 20، 21).

3- من المحتمل أن إبراهيم لم يخبر سارة بهذا اللقاء، ولاسيما أن الله لم يطلب منه أن يبلغها البشارة، وقد يكون إبراهيم أخبرها، ولكنها لم تصدق، ولذلك عندما سمعت الخبر بأذنيها من الله وهي لم تكن تعرف أنه الله تعجبت وضحكت، وهذا الضحك قد يكون تعجبًا وقد يكون فرحًا وسرورًا.. ” لم تستطع سارة أن تصدق لأن ” الإنسان الطبيعي لا يقبل ما لروح الله لأنه عنده جهالة. ولا يقدر أن يعرفه لأنه إنما يُحكَم فيه روحيًا” (1 كو 2: 14) فقد كانت معجزة ولادة ابن من سارة بعد أن شاخت وانقطع أن يكون لها عادة النساء، تساوي تمامًا معجزة خلقة من العدم أو إقامة من الموت.. وإذا حاولت سارة أن تقبل هذا الأمر بعقلها فشلت فشلًا ذريعًا!”(1). وكون الكتاب المقدَّس قد ذكر ما حدث بالضبط فهذا لا يعد عيبًا ولا نقصًا ولا نقضًا لما جاء بالكتاب، وإن تعجب الناقد من تعجب وضحك سارة فليسألها عن سبب هذا التعجب وذاك الضحك.

4- تقول الأخت الإكليريكية سوزي صبحي عازر(3) ” لقد ضحك إبراهيم قبلًا (تك 17: 17) ولم يعلق الرب على هذا الضحك، لأنه لا يعكس عدم إيمانه، بل يعكس شدة دهشته لعمل الله، أما علامة إيمانه فهو سقوطه على وجهه تعبدًا وشكرًا لله الذي عظم الصنيع معه.. وضحكت سارة فرحة، وهل تندهش من هذا الأمر، فبعد أن مرَّ وقت طويل منذ ختان إسماعيل، والآن صار عمره ثلاثة عشر عامًا، وها هي قد أصبحت عجوزًا، وظنت أن الله قد نسيها، ومات مستودعها، فكيف يتحقق الوعد..؟! ولذلك قال لها الرب ” هل يستحيل على الرب شيء“.. فأيقظها من غفلتها، وذكَّرها بأعماله العظيمة معها ورعايته الفائقة.. ضحكت سارة لأنها قد نسيت هذا الأمل، وانتهى الشوق من قلبها، فكيف أن الله لم ينسَ وعده..؟! وتساءلت “ أبعد فنائي يكون لي تنعم وسيدي قد شاخ ” وأجابها الرب بأنه هو القادر على كل شيء، ويقول القديس أكليمنضس {ضحكت ليس لعدم تصديقها للوعد، وإنما خجلت من الموقف، كيف تكون بعد أمًا لابن} ويقول القديس أغسطينوس {إنها ضحكت من الفرح لكنها لم تكن مملوءة إيمانًا}.. ضحك إبراهيم حين سمع الخبر وسجد للرب، وضحكت سارة في باطنها، وأنجبا إسحق الذي يعني ضحكًا، فكلما نادياه باسمه يتذكران عمل الله ونعمته التي تفوق حدود الطبيعة”(2).

_____

(1) تفسير سفر التكوين – دير القديس أنبا مقار ص 249.

(2) من أبحاث مادة النقد الكتابي.

(3) إكليريكية شبين الكوم.

لماذا تعجبت سارة عندما بشرها الله بإسحق وضحكت (تك 18: 12، 13) مع أن الله قد أبلغها هذه البشارة مرتين قبل هذا عن طريق زوجها (تك 17: 15-17، تك 17: 18-21)؟

Exit mobile version