453- كيف يطلق موسى على “لايش” اسم “دان” مع أنها لم تعرف باسم دان إلاَّ في عصر القضاة؟ “فلما سمع ابرام أن أخاه سبي.. وتبعهم إلى دان” (تك 14: 14).. “وصعد موسى من عربات موآب.. فأراه الرب جميع الأرض من جلعاد إلى دان” (تث 34: 1) بينما جاء في سفر القضاة أن سبط دان استولى على “لايش” وضربوا أهلها بحد السيف وحرقوا المدينة، ثم عادوا وسكنوا فيها “ودعوا اسم المدينة دان باسم دان أبيهم الذي وُلِد لإسرائيل. ولكن اسم المدينة أولًا لايش” (قض 18: 29) وقد اعترف “هورن” في تفسيره قائلًا “أيمكن أن يكون موسى قد كتب قرية “لايش” لكن بعض الناقلين حرَّف الاسم إلى “دان” ألاَّ يدل هذا على تحريف التوراة؟(1)
ج:
سبق التعرض لهذا الأمر (راجع مدارس النقد والتشكيك جـ 1 ص 214، 215) ويمكن أن تقول الآتي:
1- كان هناك مدينتان باسم ” دان”، الأولى وهي التي ورد ذكرها في سفر التكوين، والثانية التي ورد ذكرها في سفر القضاة، وتقع ” دان ” الأولى بالقرب من مخارج الأردن، ومعناها ” قضاء”، ونجد أن اسم ” الأردن ” يتكون من مقطعين الأول ” أور ” أي ” نهر” و”دان ” أي قضاء.
2- قال ” رافين ” Raven أنه ليس من الضروري أن تكون دان المذكورة في (تك 14: 14) هي لايش، إنما قد تكون مدينة أخرى حملت اسم ” دان”. أما ما ورد في (تث 34: 1) فنحن نعلم أن الفصل الأخير من سفر التثنية كُتب بعد موت موسى(2).
3- يقول الأرشيدياكون نجيب جرجس ” دان بمعنى ” قاض ” وربما تكون قد دُعيت هكذا لاجتماع القضاة فيها للقضاء، وهناك رأيان بخصوصها، ففريق يرى أنها نفس مدينة (دان) التي دعاها الدانيون باسم أبيهم، وكانت تُدعى أولًا (لشم) أو (لايش) (يش 19: 47، قض 18: 27 – 29) وتقع شمال فلسطين قرب منابع الأردن، وفي هذه الحالة يكون موسى قد كتبها باسم لايش، ويكون عزرا قد كتبها بإرشاد من الله باسمها الجديد (دان) لتكون معروفة للناس. أما الرأي الثاني وهو الأرجح فهو أن (دان) المذكورة هنا مدينة أخرى خلاف (دان) التي سكنها الدانيون، وكانت بالقرب من مخارج الأردن أيضًا“(3).
_____
(1) البهريز جـ 1 س273، س 516، د. أحمد حجازي السقا – نقد التوراة ص 89.
(2) راجع القمص تادرس يعقوب – تفسير سفر التكوين ص 22.
(3) تفسير سفر التكوين ص 156.