Site icon فريق اللاهوت الدفاعي

متى هاجر إبرآم من حاران إلى أرض كنعان؟

 444- متى هاجر إبرآم من حاران إلى أرض كنعان؟

444- متى هاجر إبرآم من حاران إلى أرض كنعان؟

1- وَلَدَ تارح إبرآم عندما كان عمره سبعين سنة ” وعاش تارح سبعين سنة وولد إبرآم” (تك 11: 26).

وخرج إبرآم من حاران إلى كنعان عندما كان عمره 75 سنة ” وكان إبرآم ابن خمس وسبعين سنة لما خرج من حاران” (تك 12: 4).

إذًا خرج إبرآم من حاران عندما كان عمر أبيه تارح 70 + 75 = 145 سنة.

2- في سفر الأعمال قال إسطفانوس عن إبراهيم ” فخرج من أرض الكلدانيين وسكن في حاران. ومن هناك نقله بعدما مات أبوه إلى هذه الأرض التي أنتم ساكنون فيها” (أع 7: 4).

3- متى مات تارح؟ ” وكانت أيام تارح مئتين وخمس سنين. ومات تارح في حاران” (تك 11: 32) فهل هاجر إبراهيم من أرض حاران إلى أرض كنعان عندما كان عمر أبيه تارح 145 سنة، أم عندما مات أبيه تارح وله من العمر 205 سنة؟(1).

ج:

1- بدأ تارح الهجرة من أور الكلدانيين قاصدًا أرض كنعان، ولكنه في الطريق استقر في حاران ربما بسبب سوء صحته، أو بسبب الخوف، أو غيرهما ” وأخذ تارح ابرآم أبنه ولوطًا بن هاران ابن ابنه وساراى كنَّته امرأة ابرآم ابنه فخرجوا معًا من أور الكلدانيين ليذهبوا إلى أرض كنعان. فأتوا إلى حاران وأقاموا هناك وكانت أيام تارح مئتين وخمس سنين. ومات تارح في حاران” (تك 11: 31، 32) ولا بُد أن الله هو الذي حرك تارح لهذه الهجرة، وعندما مات تارح جاء أمر الرب لأبرآم بأن يترك حاران ويستكمل المسيرة نحو كنعان ” وقال الرب لأبرآم أذهب من أرضك ومن عشيرتك ومن بيت أبيك إلى الأرض التي أُريك” (تك 12: 1).

2- ” وعاش تارح سبعين سنة وولد إبرآم وناحور وهاران” (تك 11: 26) ولكن ليس بالضرورة أن يكون إبرآم هو البكر، فقد يكون هو الثاني أو الثالث وجاء ذكره أولًا لأنه سيكون أبًا لشعب الله المختار، وأيضًا من نسله سيأتي المسيا المخلص. وهذا ما رأيناه في ترتيب سام بن نوح، مع أنه لم يكن هو البكر، ولكنه ذُكر أولًا لأن من نسله سيأتي إبراهيم وداود والسيد المسيح حسب الجسد.

فإن كان تارح وَلَد ابنه البكر في السبعين، فلا مانع أن يكون قد أنجب ابنه إبرآم بعد ستين سنة من إنجابه للأبن البكر، فكان عمر تارح عندما ولد إبرآم 70 + 60 = 130 سنة. وإن إبرآم ترك حاران عندما كان عمره 75 سنة (تك 12: 4) وبهذا كان والده قد بلغ من عمره 130 + 75 = 205 سنة، وفي هذا العمر انتهت أيامه، وانضم إلى آبائه، وترك عندئذ إبرآم حاران واستكمل مسيرته نحو كنعان.

3- وإن عاد أحد وتساءل:

إن كان إبرآم قد أنجبه أبوه تارح وعمره 130 سنة، فلماذا تعجب عندما أخبره بأن سينجب إسحق وكان عمره حينذاك مائة عام ” فسقط إبراهيم على وجهه وضحك. وقال في قلبه هل يوُلد لإبن مائة سنة وهل تلد سارة وهي بنت تسعين سنة” (تك 17: 17)؟

نقول إن إبرآم بعد أن ماتت زوجته ” وكانت حياة سارة مئة وسبعًا وعشرين سنة” (تك 23: 1) وكان عمره حينذاك 137 عامًا، وكان إسحق قد كبر وأخذ رفقة ” فصارت له زوجة وأحبَّها. فتعزى إسحق بعد موت أمه” (تك 24: 67) تزوج إبراهيم وهو في نحو المائة والأربعين من عمره وأنجب ست أولاد ” وعاد إبراهيم فأخذ زوجة اسمها قطورة. فولدت له زمران ويقشان ومدان ومديان ويشباق وشوحا” (تك 25: 1، 2) وهنا يتضح أن سبب تعجب إبراهيم من إمكانية إنجاب إسحق هو بالأكثر بلوغ زوجته سن التسعين، ولكن أدبًا ومشاركة من إبراهيم وضع نفسه مع زوجته في دائرة صعوبة الإنجاب، وذلك رغم أنه قد سبق وأنجب إسماعيل.

 

4- يقول الأستاذ جرجس إبراهيم صالح

(أ) هذا الاستنتاج يستند إلى مجرد زعم أن النص يقول أن إبراهيم كان بكر أبيه. وولده وهو في السبعين من عمره. هذا على أساس أن (تك 11: 26) يذكر إبراهيم كأول أبناء تارح أي البكر. لكن لعل ذكر إبراهيم أولًا لأنه أهم أولاد تارح والذي سيقطع معه الله عهدًا. وحصل الأمر نفسه مع سام بن نوح فقد ذكر أولًا في (تك 5: 32) رغم أنه الابن الأوسط.

(ب) بناء على ما تقدم فلو قلنا أن إبراهيم هو أصغر أبناء أبيه وأنه وُلِد حينما كان عمر أبيه 130 سنة يكون عمر إبراهيم عند موت أبيه 75 سنة، وبناء عليه تكون (تك 13: 4)، (أع 7: 4) متوافقة”(2).

_____

(1) البهريز جـ 1 س 287، والدكتور أحمد حجازي السقا – نقد التوراة ص 130.

(2) الرد على كتاب التناقض في تواريخ وأحداث التوراة ص 91.

 444- متى هاجر إبرآم من حاران إلى أرض كنعان؟

Exit mobile version