Site icon فريق اللاهوت الدفاعي

من هو نمرود؟ وما معنى أنه كان جبَّار صيد أمام الرب؟

 439- من هو نمرود؟ وما معنى أنه كان جبَّار صيد أمام الرب؟

ج:

1- لقد أشرنا من قبل إلى إشارة الدكتور ” أور ” Dr. Orr بمدى دقة سجل مواليد الإصحاح العاشر من سفر التكوين، ونضيف هنا ما قاله القس صموئيل مشرقي ” يعتبر الإصحاح العاشر من سفر التكوين جدولًا لا نظير له على الإطلاق لبيان أصل الأمم ونشأتها، وهو أدق سجل قد أيدته تمامًا كل الاكتشافات الأثرية، ويظهر من الآيات 8 – 10 أن الحضارة البابلية كانت أقدم الحضارات وتليها الآشورية، وهي مأخوذة عنها لأنها أحدث منها”(1).

2- جاء في سفر التكوين ” وكوش وَلَد نمرود الذي ابتدأ يكون جبارًا في الأرض. الذي كان جبَّار صيد أمام الرب. لذلك يقال كنمرود جبَّار صيد أمام الرب” (تك 10: 8، 9). وكلمة ” نمرود ” تعني ” جبار ” أو ” متمرد”، فنمرود هو ابن كوش بن حام بن نوح، وهو الذي أسس أول مملكة وهي مملكة بابل التي دعاها ميخا النبي أرض نمرود ” فيرعون أرض آشور بالسيف وأرض نمرود في أبوابها” (مي 5: 6) وقد حوت مملكة بابل حينذاك أربع مدن رئيسية هي ” بابل ” أي باب الإله، و” أرك ” أي مستديم، و” أكد ” أو ” أكاد ” أي مستقيم، و” كلنة ” أي حصن، ويرتبط اسم بابل من الناحية الرمزية أو النبوية بالنظام الفاسد، كما أن اسم ” نمرود ” يشير للتمرد ضد الله، وحيث أن الحيوانات المفترسة كانت منتشرة حينذاك لذلك كان على الملك مطاردتها حماية لشعبه ولمواشيه(2)(3).

3- قاسم سير ” أوستن لايار ” بالتنقيب في منطقة تبعد 20 ميلًا جنوب شرق الموصل، ونصف ميل شرق نهر دجلة، فكشف عن قصرين من أروع القصور التي أقامها نمرود في مدينة كالح، واكتشف أيضًا تمثال لنمرود مجنح بجسد عجل، ورأس إنسان، منحوتًا من المرمر(4).

ويقول الأسقف إيسيذورس ” ذكر الكتاب المقدَّس اسم واحد من هؤلاء الجبابرة الذي إمتازوا بالقوة والجبروت وهو نمرود من أوصافه الذي ذكرها إنه جبَّار صيد أمام الرب (تك 10: 9) فقد رددت الآثار صدى هذا الوصف لأنه وُجِدت تماثيل لنمرود في خرابات نينوى تدل على جبروته وفي بعضها نجده متأبطًا أسدًا”(5).

4- معنى قول الكتاب ” كان نمرود جبَّار صيد أمام الرب “ أي كان نمرود قويًا جبارًا ماهرًا في صيد الوحوش معتزًا بقوته متحديًا قوة الله، ولذلك قيل ” أمام الرب “ أي اتجاه الرب أو ضد الرب، وصار نمرود مضرب الأمثال لذلك خرج المثل يقول ” كنمرود جبار صيد أمام الرب”.

_____

(1) مصادر الكتاب المقدَّس ص 65.

(2) راجع دائرة المعارف الكتابية جـ 8 ص 84، 85.

(3) القمص تادرس يعقوب – تفسير سفر التكوين ص 128، 129.

(4) راجع د. جون إلدر – ترجمة د. عزت زكي – الأحجار تتكلم.

(5) المطالب النظرية في المواضيع الإلهية ص 496.

Exit mobile version