طبيعة المسيح والحروم الاثنى عشر – للقديس كيرلس الأسكندرى
طبيعة المسيح والحروم الاثنى عشر – للقديس كيرلس الأسكندرى
بمناسبة عيد الميلاد المجيد:
تعيّد الكنيسة كل عام وتفرح بميلاد المسيح له المجد، فتجسد الابن الوحيد، الله الكلمة ليس هو مناسبة احتفالية بل هو أساس المسيحية ودعامة الإيمان المسيحي كله، فالله لم يره أحد قط، الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبّر، عظيم إذن هو سر التقوى فالله قد ظهر في الجسد.
ورغم أن الكنيسة الأولى قد عاشت في إيمان وشركة وفرح هذا السر العظيم، إلاّ أن بعض التعاليم الخاطئة عن طبيعة المسيح له المجد قد بلبلّت أذهان البسطاء وأبرز هذه التعاليم الخاطئة هو تعليم نسطور بطريرك القسطنطينية عن عدم الاتحاد الحقيقي والأقنومي بين اللاهوت والناسوت مما دعا القديس كيرلس عمود الدين أن يواجه هذا التعليم الخاطئ، فوضع أثني عشر حرمًا ضمن رسالته إلى نسطور المعروفة برسالة رقم 17. ثم قام المجمع المسكوني الثالث في أفسس عام 431م بحرم هذه التعاليم وقطع نسطور من شركة الكنيسة الواحدة الوحيدة الجامعة الرسولية.
ونقدم هنا هذه الحروم الأثنى عشر لِما فيها من تعاليم آبائية عقيدية هامة وضرورية لنا من جهة إيماننا واعتقادنا في شخص الرب يسوع وما فعله من أجلنا ومن أجل خلاصنا بموته وقيامته وصعوده ثم بإعطائه جسده ودمه الكريمين لنا حياة أبدية وغفرانًا لمن يتناولهما.
طبيعة المسيح والحروم الاثنى عشر – للقديس كيرلس الأسكندرى[1]
1ـ مَن لا يعترف أن عمانوئيل هو الله بالحقيقة، وبسبب هذا فالعذراء هي والدة الإله، (لأنها وَلَدت جسديًا الكلمة الذي من الله، الذي تجسد) فليكن محرومًا.
2 ـ ومن لا يعترف أن الكلمة الذي من الله الآب قد اتحد بالجسد أقنوميًا، وهو مع جسده الخاص مسيح واحد، وأنه هو نفسه بوضوح إله وإنسان معًا (في نفس الوقت)، فليكن محرومًا.
3 ـ من يقسّم بعد الاتحاد المسيح الواحد إلى أقنومين ويربط بينهما فقط بنوع من الاتصال حسب الكرامة، أي بواسطة السلطة أو بالقوة، وليس بالحري بتوحيدهما الذي هو حسب الاتحاد الطبيعي، فليكن محرومًا.
4 ـ من ينسب الأقوال ـ التي في الأناجيل والكتابات الرسولية سواء تلك التي قالها القديسون عن المسيح أو التي قالها هو عن نفسه ـ إلى شخصين أي أقنومين، ناسبًا بعضها كما إلى إنسان على حدة منفصلاً عن كلمة الله، وناسبًا الأقوال الأخرى، كملائمة لله، فقط إلى الكلمة الذي من الله الآب وحده، فليكن محرومًا.
5 ـ من يتجاسر ويقول إن المسيح هو إنسان حامل لله وليس بالحري هو الله بالحق، والابن الواحد بالطبيعة، إذ أن الكلمة صار جسدًا واشترك مثلنا في اللحم والدم، فليكن محرومًا.
6ـ من يتجاسر ويقول إن الكلمة الذي من الله الآب هو إله وسيد للمسيح، ولم يعترف بالحري أنه هو نفسه إله وإنسان معًا (في نفس الوقت)، حيث إن الكلمة صار جسدًا حسب الكتب، فليكن محرومًا.
7 ـ من يقول إن كلمة الله كان يفعل في يسوع المسيح كإنسان، وأن مجد الوحيد قد نسب إليه كأنه آخر غيره، (كما لو كان الوحيد منفصلاً عنه)، فليكن محرومًا.
8 ـ من يتجاسر ويقول إن الإنسان الذي اتخذه الكلمة ينبغي أن يُسجَد له مع الله الكلمة، ويُمجد معه ويسمى معه الله، كما لو كان الواحد في الآخر (لأن لفظة “مع” التي تضاف دائمًا تفرض أن يكون هذا هو المعنى)، ولا يُكرَّم عمانوئيل بالحري بسجدة واحدة، ولا يرسل له ترنيمة تمجيد واحدة، لكون الكلمة صار جسدًا، فليكن محرومًا.
9 ـ من يقول إن الرب الواحد يسوع المسيح قد تمجّد من الروح، وأن الرب كان يستخدم القوة التي من الروح كما لو كانت خاصة بقوة غريبة عنه ويقول إن الرب قبل من الروح القوة للعمل ضد الأرواح النجسة ويتمم العجائب بين الناس ولا يقول بالحري أن الروح خاص به، والذي به عمل المعجزات، فليكن محرومًا.
10 ـ يقول الكتاب المقدس أن المسيح هو رئيس كهنة ورسول اعترافنا، وأنه قدَّم نفسه من أجلنا رائحة طيبة لله الآب. لذلك فمن يقول إن رئيس كهنتنا ورسولنا ليس هو نفسه الكلمة الذي من الله حينما صار جسدًا وإنسانا مثلنا، بل أن هذا الإنسان المولود من المرأة هو آخر على حده غير كلمة الله، أو من يقول إنه قدَّم نفسه كذبيحة لأجل نفسه أيضًا وليس بالحري لأجلنا فقط (فهو لا يحتاج إلى ذبيحة لأنه لم يعرف خطية)، فليكن محرومًا.
11 ـ من لا يعترف أن جسد الرب هو معطي الحياة وهو يخص الكلمة من الله الآب، بل يقول إنه جسد لواحد آخر غيره، وأنه مرتبط به بحسب الكرامة، أي حصل فقط على حلول إلهي، ولا يعترف بالحري أن جسده معطي الحياة كما قلنا لأنه صار جسد الكلمة الخاص به، الذي يستطيع أن يهب الحياة لكل الأشياء، فليكن محرومًا.
12 ـ من لا يعترف أن كلمة الله تألم بالجسد (في الجسد)، وصلب بالجسد (في الجسد)، وذاق الموت بالجسد (في الجسد)، وصار البكر من الأموات، حيث إنه الحياة، ومعطي الحياة كإله، فليكن محرومًا.
[1] عن رسائل القديس كيرلس إلى نسطور ويوحنا الأنطاكى، ترجمة د. موريس تاوضروس ود. نصحى عبد الشهيد، إصدار المركز الأرثوذكسى للدراسات الآبائية، الطبعة الثانية، القاهرة يوليو 2001 ص26 ـ 28.