يهوديات

صعود الإنسان ونزول الله في الفكر اليهودي

صعود الإنسان ونزول الله في الفكر اليهودي

صعود الإنسان ونزول الله في الفكر اليهودي
صعود الإنسان ونزول الله في الفكر اليهودي

 

منقول من صفحة المسيح في التراث اليهودي

– من مدراش رباه للخروج [1]

[قال داود إن القدوس مُباركٌ هو قد قرر “السماوات سماوات للرب، أما الأرض فأعطاها لبني آدم” (مز 135: 6) هذا يُمثل بملك قرر ألا ينزل أهل روما الى سوريا وأهل سوريا لا يصعدون الى روما، فعندما خلق القدوس مُباركٌ هو العالم قرر وقال “السماوات سماوات للرب، أما الأرض فأعطاها لبني آدم” لكن عندما همّ أن يعطي التوراة (الشريعة) أبطل قراره الأول وقال: فليصعد اللذين بالأسفل ولينزل اللذين بالأعلى، وأنا سأبدأ (تنفيذ القرار) لهذا قيل “ونزل الرب على جبل سيناء” (خر 19: 20)، ومكتوب “وقال لموسى: اصعد الى الرب..” (خر 24: 1)، لهذا “كل ما شاء الرب صنع في السماوات وفي الأرض” (مز 135: 6)]

هذه القطعة الرائعة من المدراش تحمل كثير من المعاني والتأملات:

1- الفكرة بأن نقطة التلاقي ما بين الله والإنسان لا تكون إلا على الجبال عالية (لأنها أقرب للسماء)، وهذا يُطبق على المستوى الروحي فمن هو عالي عن الأرض وغير مُقيد بالمادية أو الشهوانية فهذا يعلو ويصير قادراً على الالتقاء بالرب. وكما أن للجبال أنواع في حياة المسيح (جبل التجربة، جبل الموعظة، جبل التجلي، جبل الجلجثة،) هكذا فان الموعظة قد تجلب البعض للالتقاء بالرب الاله، والبعض لا يلتقي بالرب سوى بالتجربة، والتجلي قد يكون السبب في التقاء البعض أيضًا بالرب.

2- هنا نرى قصة الخلاص المسيحي، موسى صعد ومعه اللوحين بينما نزل الرب ليكتب تلك الكلمة على اللوحين، هكذا قصة خلاص الإنسان فبالتوبة والاتضاع صعد الإنسان عالياً وبالتجسد نزل الرب الاله [2]، وفقط حينها تم التلاقي وتجلت قصة خلاصنا.

وهذا هو الطريق، فقط بالتوبة والاتضاع يصعد الإنسان ويستطيع أن يتلاقى مع المسيح الذي هو الرب النازل من السماء.

__________________________________

[1] מדרש רבה שמות פרשה יב פסקה ג [אמר דוד אע”פ שגזר הקב”ה (שם קטו) השמים שמים לה’ והארץ נתן לבני אדם משל למה”ד למלך שגזר ואמר בני רומי לא ירדו לסוריא ובני סוריא לא יעלו לרומי כך כשברא הקב”ה את העולם גזר ואמר השמים שמים לה’ והארץ נתן לבני אדם כשבקש ליתן התורה בטל גזירה ראשונה ואמר התחתונים יעלו לעליונים והעליונים ירדו לתחתונים ואני המתחיל שנאמר (שמות יט) וירד ה’ על הר סיני וכתיב (שם כד) ואל משה אמר עלה אל ה’ הרי כל אשר חפץ ה’ עשה בשמים ובארץ וגוِ]

[2] لهذا تجد أن آخر نبوة في التناخ هي عن مجيء إيليا النبي وعن دعوته بالتوبة (ليصعد الإنسان) تمهيداً لنزول الرب نفسه (ملا 4: 5)

صعود الإنسان ونزول الله في الفكر اليهودي