زايتجايست- Zeitgeist – روح العصر | القمص عبد المسيح بسيط
الفصل الأول
الفيلم الوثائقي الملفق
” زايتجايست– Zeitgeist– روح العصر “
عن كتاب: هل اقتبست المسيحية عقائدها من الوثنية؟
زايتجايست- Zeitgeist – روح العصر | القمص عبد المسيح بسيط[gview file=”http://www.difa3iat.com/wp-content/uploads/2014/06/الفيلم-الوثائقي-الملفق-Zeitgeist-روح-العصر-1.pdf” profile=”2″ save=”0″]
ظهر في الفترة الأخيرة فيلم وثائقي ملفق بعنوان “زايتجايست- Zeitgeist– روح العصر “. هذا الفيلم يتسم بروح شكوكية عدائية للدين، أي دين عموما، ويتكلم بشكل تهكمي ساخر جد عن شخص الله، الذات الإلهية، بصورة كوميدية سوداء!! وهو معد ومنتج أساسا للربح المالي، بل وفي حالة تنافس شديدة مع فيلم شفرة دافنشي، ويهدف بصورة واضحة ومباشرة لنشر الإلحاد وإنكار وجود الله وتحويل شخص الرب يسوع إلى مجرد أسطورة مقتبسة من الأساطير القديمة وخصوصاً من الإله المصري حورس!! فهو بصفة عامة ضد الله (Anti God)، والدين، وضد الرب يسوع المسيح (Anti Christ)!! هذا الفيلم الإلحادي الملفق والمفبرك حاول صنُاعه عمل مقارنات ملفقة وخادعة بل وفاشلة بين الرب يسوع المسيح وشخصيات الأساطير الوثنية، خاصة حورس، بأسلوب ملفق وغير علمي بالمرة. وكان مرجعهم في ذلك الكتب الشكوكية التالية:
Acharya S, Suns of God and The Christ Conspiracy;
Gerald Massey, The Historical Jesus and Mythical Christ (orig c. 1900) and Ancient Egypt: The Light of the World (orig 1907)
Thomas Doane, Bible Myths and Their Parallels in Other Religions (orig 1882)
James Frazer, The Golden Bough (1st ed 1890; 2nd ed 1900; 3rd ed in 12 volumes, 1906-1915)
Freke and Gandy, The Jesus Mysteries
Kersey Graves, The World’s Sixteen Crucified Saviors (orig 1875).
Tom Harpur, The Pagan Christ (2004).
– 15 –
John Jackson’s Christianity Before Christ (1985).
Tom Harpur’s book — which makes very similar claims to the “Zeitgeist” movie
وقد حصلنا على هذه الكتب عدا السابع والتاسع، كما شاهدنا الفيلم سواء في نسخته الإنجليزية أو المدبلجة (المترجمة) إلى العربية. وكان من الواضح أن هذا الفيلم وكتاب هذه الكتب يعتمدون بالدرجة الأولى على جهل غالبية الناس بحقيقة هذه الأساطير الوثنية وما كتب عنها في مصادرها الأصلية، ولذا راح صنُاع الفيلم يلعبون بالألفاظ ويعملون مقارنات تسقط في سلة المهملات بمجرد قراءة أصول الأساطير الدينية للآلهة التي زعموا أن شخصية الرب يسوع المسيح مقتبسة عنها. ونظراً لجهل معظم الناس بهذه الأساطير وأصولها فقد خدعوا لبعض الوقت، ومن ثم فقد حقق الفيلم أهدافه المادية، ولكن سرعان ما أفاقوا مما غيب عقولهم به!! قال أحد هؤلاء لقد شاهدت الفيلم وتحمست له وحاولت جاهدا إقناع أكبر عدد ممكن لمشاهدة الفيلم ونشر أفكاره الشكوكية المضادة للدين ولله وللمسيح وبعد أن أقنعت أربعين شخصا قاموا معي بنشر الفيلم وأفكاره بين العشرات بل والمئات من الناس، وجدت نفسي مع شخص دارس للأساطير القديمة وللعقيدة المسيحية فأوضح لي الحقيقة عمليا وهنا أدركت أنني وقعت ضحية لأكبر أكذوبة عرفتها في حياتي واكتشفت لحظتها أن الكاتب لا هم له سوى الربح المالي مهما كانت النتيجة!!
1 – خلط ملفق بين الكتاب المقدس وما يحدث في العالم!!ويبدأ الفيلم الملفق والمفبرك بمشاهد للحروب والدمار وصور للنيران والخراب الذي يعم كل مكان في الأرض بما فيها ضرب الطائرات لبرجي مركز التجارة الدولية بمنهاتنفي 11 سبتمبر 2001م، ويتحول إلى تصوير الكون الفسيح إلى أن يصل إلى قلب إحدى المجرات فالمجموعة الشمسية فالأرض في حالة لا تكون ثم وهي في شكل كوكب مكتمل، ثم يصور ما يشبه جزئيات الخلية وهي تتكون ثم الخلية، ومناظر تعبر عن نظرية التطور في خلق الإنسان، فتأخذ الخلية أشكال بدائية تصل إلى شكل قريب من السمكة ثم تأخذ شكل إحدى الزواحف القريبة من التمساح وهكذا تستمر في تصورها إلى القرد الذي يبدأ في الوقوف على قدمين إلى الإنسان، ثم يد لإنسان تكتب، وصورة لنسخة قديمة من الكتاب المقدس يليها العلم
– 16 –
الأمريكي في ربط غريب بين التصرفات السياسية الأمريكية والمسيحية من خلال كتابها المقدس يليه الطائرات التي تقصف برجي التجارة ثم حروب توحي بما يحدث في العراق وأفغانستان وغيرها من بلدان العالم مع مناظر لدمار وحرائق وصور لتفجيرات نووية، وصور لما حدث في فيتنام واسر مشردة وأطفال مصابون وقتلى في كل مكان وأمهات يبكين على أطفالهن وزوجات يبكين على أزواجهن ويستمر هكذا إلى أن يوضع عنوان الفيلم الملفق ” إنسان العصر – زايتجايست “!!
ويبدأ راوي الفيلم الملفق بقوله: ” كلما بدأ التحقق فيما كنا نعتقد أنه الإجابة عن أسئلة مثل؛ من أين أتينا؟ وماذا نفعل على الأرض؟ كلما بدأنا نكتشف أنه قد تم الكذب علينا، فقد تم الكذب علينا من كل مؤسسة، فما الذي يجعلنا نعتقد أن المؤسسة الدينية هي الوحيدة التي لم يمسها أحد؟ أن المؤسسة الدينية في العالم هي قاع الدنس، فهي قد وضعت من قبل نفس الأشخاص الذي أعطوك حكومتك ونظامك التعليمي الفاسد الذين وضعوا نظام الاحتكارات البنكية العالمية. لأن أسيادنا لا يبالون بك ولا بعائلتك، كل ما يهمهم هو ما كان دائماً يهمهم، وهو السيطرة على هذا العالم الملعون. لقد تم تضليلنا بعيدا عن الوجود الحقيقي المقدس في هذا العالم. الذي اسماه البشر الله، أنا لا أعرف من هو الله، لكني أعرف ما ليس هو الله!! وإلى أن تصبح مستعدا للنظر إلى هذه الحقيقة الكاملة مهما كانت طبيعة هذه الحقيقة ومهما كان ما ترمي إليه، لكن إذا أردت أن تتجاهل الأمر وتنظر للجهة الأخرى، وأن تنحاز لجهة معينة، فأنك في مكان ما على الطريق ستجد أنك تتلاعب مع العدالة الإلهية، كلما ثقفت نفسك أكثر فهمت مصدر الأمور أكثر وضوحاً، وأصبحت ترى الأكاذيب في كل مكان. عليك أن تعرف الحقيقة وتبحث عن الحقيقة، فالحقيقة سوف تحررك، فالذين يجدونها أصعب منهم لأنهم الذين اعتبروا السلطة هي الحقيقة بدلا من اعتبار الحقيقة هي السلطة ” عالم الميثولوجيا المصري – G Massey”.
2 – ضد الله والسخرية من الذات الإلهية!! يختفي الراوي ويظهر صوت أخر أجش لمهرج ساخر تصاحبه أصوات ضحك هستيري ساخر، هذه السخرية موجهة لشخص الله!! ويبدأ هذا المشهد الإلحادي المستهين بكل القيم بقوله: ” هذه هي الحقيقة، الحقيقة، يا أصحابي، إذا أردنا أن نتكلم عن أخر وأكبر وأعظم السخافات، علينا أن نقف في ذهول من
– 17 –
البطل الخالد، للوعود الكاذبة والإدعاءات المبالغ فيها. الدين 00 فكر في الأمر، الدين استطاع أن يقنع البشر بوجود شخص مخفي يعيش في السماء (ويظهر في المشهد شخص كاريكاتوري يظهر من قلب سحابة – وصوت جماهير هازئة، تضحك في سخرية ومجون!!)، ويكمل الراوي المهرج: ” ويراقب كل شيء نقوم به في كل دقيقة من كل يوم، وهذا الرجل الخفي لديه قائمة بعشرة أعمال (الوصايا العشر) لا يريدك أن تقوم بها (صورة لهذه الشخص الكاريكاتوري الذي يسخر به من الله وهو يحمل لوحي الوصايا العشر ثم يسقطهما على البشر)، وإذا فعلت أي من هذا الأعمال العشرة، فأن لديه مكانا خاصا يلتهب نارا (مع صورة كاريكاتورية لهيكل عظمي)، ودخانا وحرقا وتعذيبا (مع صورة تخيلية مرعبة لنار جهنم وبشر عراه يعذبون في وحشية وقسوة في هذه النار)، سوف يرسلك إليه لتعيش وتحترق وتختنق وتصيح وتبك على الأبد حتى ينتهي الوقت. (ثم يظهر مشهد لقلب بلون أحمر مصحوبا بموسيقى وصوت تصفيق صاخب في هزأ وسخرية، ثم سهم يخترق القلب)، ويكمل الراوي المهرج في صورة تمثيلية ساخرة: ” ولكنه يحبك “؛ ” هو يحبك ويريد نقودا، أنه دائما يريد نقودا، هو دائما يريد نقودا (مع صورة لدولارات ملقاة من أعلى لتغرق هذا القلب)؛ هو القوي، الكامل، العالم، الحكيم، لكنه مع ذلك لا يستطيع أن يتدبر أمر المال لنفسه، المؤسسات الدينية تملك بلايين الدولارات، لا تدفع ضرائب ومع ذلك تريد المزيد. (وفي سخرية ماجنة يظهر الله في صورة كاريكاتورية يحتضن المال بشغف!!) وفي ألفاظ منحطة أخلاقيا يقول: ” لذا إذا أردت أن تتكلم عن الخرى، فهو الخرى المقدس!! هكذا بأسلوب لا يليق إلا بمن يسمونهم أبناء الشوارع، وقد حرصت على نقل العبارة كما هي ليرى القارئ مدى ما يصل إليه الإنسان عندما يرفض الله، حقا قال الكتاب ” قال الجاهل في قلبه ليس اله ” (مز14:1)، وصدق الكاتب الروسي أنتون تشيكوف في قوله: ” إذا لم يكن الله موجودا فكل شيء مباح من اصغر الشرور حتى أكبر الجرائم “!!! وفيما يلي حوار الفيلم كاملا مع وضع أكبر كم ممكن من الصور التي وضعها كوثائق للإيحاء بصحة تلفيقه وفبركاته!!
3 – ترجمة الفيلم بعنوان أعظم قصة قد تم روايتها على الإطلاق[1]:
هذه هي الشمس. منذ عشرة آلاف سنة قبل الميلاد، التاريخ يعج بحفريات وكتابات تعكس
احترام الشعوب وإعجابها بالشمس. ومن السهل معرفة السبب،حيث أن الشمس تشرق كل صباح محضرة الرؤية والدفء والأمان، منقذةالإنسان من براثن الليل البارد، المنعدم الرؤية المليء بالحيوانات المتوحشة. لقدعرفت الثقافات القديمة المختلفة أنه بدون الشمس لن تنمو المزروعات، وما بقيت حياةعلى الأرض. هذه الحقائق، جعلت من الشمس أكثر كائن معبود على الإطلاق. كذلك، كانت الثقافات القديمة واعية بوجود النجوم. ولقد سمح لهم تتبع حركة النجوم بالتعرف وتوقع ظروف تحدث خلال فترات طويلة من الزمن. مثل كسوف الشمس والقمر البدري الكامل.ثم قاموا بفهرست مجموعات النجوم السماوية إلى ما يعرف حاليا بالأبراج.
هذا هو صليب دائرة البروح، واحد من أقدم الصور التصويرية في التاريخ الإنساني. إنه يعبر عن الشمس، عندما تعبر مجازبا. عبر الـ12 برجا خلال السنة. كما انه يعبر عن الأشهر الـ12 في السنة، الفصول الأربعة مع الشمس العلوية والسفلية الإعتدالات الخريفية والربيعية. يتعلق مصطلح ” دائرة البروج ” بتجسيمالبروج الشمسية كبشر أو حيوانات أو مظاهر. بكلمات أوضح، لم تقم الحضارات القديمة فقطبإتباع الشمس والنجوم وصورت حركاتها بصورة إنسانية وعلاقتها ببعض في أساطير مختلفة. لقد تم تجسيد الشمس بصفاتها المعطية والمنقذة للحياة على أنها الخالق أو الرب لقد كانت تُعرف بـ ” أبن الله “، ” نور العالم “، ” منقذ البشرية “، ّوكذلك اعتبرت البروج الـ12 الفلكية مكانا لسفر ابن الله. وقد تم تعريفها بأسماء، عادةتمثل حوادث طبيعية قد حدثت في ذلك الوقتعلى سبيل المثال، برج الدلو (Aquarius) أو منزل المطر خلال فصل الربيع.
– 19 –
هذا هو حورس (Horus) أنه إله الشمس عند المصريين القدماء حوالي 3000 قبل الميلاد. هو الشمس المجسمة كإنسان، وحياته هي سلسلة من الأساطير المستعارة من حركة الشمس في السماء. منالكتابات الهيروغليفية في مصر
القديمة، نحن نعرف كثيرا عن هذا المخلص الشمسي كمثال، حورس (Horus)المتمثل في الشمس أو النور، كان لديه عدو يعرف بـ سيت (Set).وكان سيت هو تجسيد الظلام أو الليلوبالكلام مجازيا كان حورس يربح المعركة ضد سيت كل صباح. بينما في الليل، كان سيت يقهر حورس ويرسله إلى العالم السفلي.من المهم الملاحظة أن هذا الصراع بين ” الظلام و النور” أو ” الخير والشر” هو من أشيع الثنائيات الأسطورية التي عرفت وما زالت تمارس على نطاق واسع حتى يومنا هذا.بالتكلم بشكل واسع، قصة حورس هي كما يلي:
ولدحورس يوم 25 ديسمبر من العذراء “إيزيس – ماري (Isis – Meri) ولادته قد ترافقت بظهور نجمةفي الشرق. ثم قام ثلاثة ملوك باللحاق به لإتباع هذا المولود ” المخلص “ّ في سن 12 سنة: كان طفلا سخيا معلمافي سن 30 سنة: قام أنوب Anup بتعميده، وهكذا بدأكهنوته. سافر معه 12 تلميذا. صنع المعجزات مثل شفاء المرضى والمشي على الماء. عُرفحورس بالعديد من الأسماء الإيحائية مثل: ” الحقيقة “، ” النور “، ” أبن الله المكلف “،ّ “حمل الله “، ” الراعي الطيب ” 00 الخبعد أن خانه تيفون (Typhon)، صُلب حورس، ودفن ثلاثة أيام ثم قام من الموت. تبدو خصال حورس هذه، بغض النظر عن كونها الأصل أو لا، كأنها موجودة في العديد من الثقافات في العالم. حيث أن العديد من الآلهة الأخرى وجد أنها تحمل نفس الإطار الأسطوري العام:
+ آتيس (Attis) من فيريجياولد من العذراء” نانا ” في 25 ديسمبر، ثم صلب ودفن وبعد ثلاثة أيام قام من الموت،كريشنا (Krishna) من الهند
– 20 –
ولد من العذراء ديفاكي (Devaki) قام بالمعجزات مع أصحابه وبعد موته قام من الموت.
+ دينوسيس Dionysus من اليونان ولد من عذراء في 25ديسمبر، وكان معلما رحالا فعل معجزات مثل تحويله الماء إلى نبيذ، تمت الإشارة إليهبأسماء مثل: ” ملك الملوك ” ابن الله الوحيد “، ” الآلفا والأوميجا ” 00 الخ
+ ميثرا Mithraمن بلاد فارس ولد من عذراء في 25ديسمبر، كان لديه 12 تلميذا، وصنع المعجزات بعد موته بثلاثة أيام، قام من الموت هو أيضاً تمت الإشارة إليه بـ ” الحقيقة “، ” النور ” 00الخ ما هو مثيرٌ للانتباه كان الأحدهو يوم عبادة ميثرا. حقيقة الأمر أن هناك العديد من ” المخلصين “، من فترات مختلفة من كل أنحاء العالم، يتشاركون بالعديد من الصفات العامة. مما يدعوللتساؤل:ّلماذا هذه الصفات؟ لماذا الولادة من عذراء في 25 ديسمبر؟ لماذا مات لثلاثة أيام ثم قام؟ لماذا التلاميذ الـ12؟لنعرف الإجابة، يجب علينا أن نحقق في آخر المخلصين الشمسيينالمسيح ولد من العذراء ماري في 25ديسمبر في مدينة بيت لحم، تم إعلان ولادته بنجمة في الشرق، قام ثلاثة من الملوك المجوس بتتبعها ثم اعتنقوا المخلص الجديد. بعمر 12 سنة: كان طفلا معلمابعمر 30سنة: قام يوحنا المعمداني بتعميده. وهكذا بدأ كهنوته. إرتحل المسيح مع 12 تلميذا، صنع المعجزات معهم كـ ” شفاء المرضى “المشي على الماء “، ” إحياء الموت “،وكان أيضاً يعرف بـ ” ملك الملوك “، ” ابن الله” ّ ” نور العالم “، الألفا والأوميجا “، ” حمل الرب ” 00 الخبعد أن تمت خيانته وبيعه من قبل يهوذا بـ 30 قطعة من الفضة، تم صلبه. وضع في قبر وبعد ثلاثة أيام قام من الموت وصعد نحو السماء.كبداية، كل حادثةالولادة هي تنجيمية النجمة الشرقية هي سيريوس Sirius وهي أشع نجمة في الليلتصطف مع النجوم المشعة الثلاث في حزام الجوزاء (Orion)،
– 21 –
وتسمى هذه النجوم الثلاث كما كانت تسمى منذ القدم: الملوك الثلاثةالنجوم الثلاث والنجمة الأشع سيريوس كلها تشير إلى الشروق في 25 ديسمبر. وهو ما يفسر سبب ” إتباع ” الملوك الثلاثة للنجمة الشرقية لإيجاد الشروق أو ولادة الشمسالعذراء ماري هي(Virgo)في دائرة البروج، تعرف أيضاً بـ عذراء العذراوات، في اللاتينية (Virgo) وتعني عذراءرمز العذراء في اللاتينية هو الحرف ” M ” وهو السبب وراء كون ماري وباقي الأمهات العذراوات مثل: أم ادونيس ميرا و أم بوذا مايا تبدأ اسماؤهنّ بحرف ” م – M ” ويشار إلى برج العذراء أيضاً ببيت الخبز. لذا يُمثل بعذراء تحمل حزمة من القمح. بيت الخبز هذا والرمز بالقمح يمثل أوغسطس وسبتمبر، وهو وقت الحصاد. في المقابل، في الحقيقة تترجم كلمة “بيت لحم ” إلى ” بيت الخبز “. لذلك ” بيت لحم ” مرجعللبرج الفلكي العذراء، وهو مكان في السماء وليس على الأرض. هناك ظاهرة أخرى جديرةبالاهتمام تحدث في 25 ديسمبر، أو الانحراف الشتوي الأقصى للشمس عن الاستواء. انطلاقا من الانحراف الصيفي نحو الانحراف الشتوي، تغدو الأيام أقصر وابرد. من منظور نصف الكرة الأرضية الشمالي تبدو الشمس وكأنها تتجه جنوبا وتصبح اصغر وأقل إشعاعا. مثّل قصر الأيام وانتهاء المحاصيل – مع اقتراب الانحراف الأعظم الشتوي – عملية الموت بالنسبة للشعوب القديمة.ّلقد كان موت الشمسعندما يحل 22 ديسمبر، يصبحفناء الشمس محققا. حيث أن الشمس قد تحركت نحو الجنوب بشكل مستمر على مدى 6 أشهر لتصل إلى المكان الأكثر سفلية في السماء. وهنا أمر مثير للاهتمام:تبدو الشمس وكأنها قد توقفت عن الحركة لثلاثة أيام. خلال هذه الأيام الـ 3 الفاصلة، تقع الشمس قرب التشكيلة الفلكية الصليبية (Crux) وبعد ذلك في 25 ديسمبر، تتحرك الشمس درجة واحدة شمالا، مبشرة بطولالأيام والدفء والربيع. ولهذا السبب يقال ماتت الشمس على الصليب. ماتت لثلاثة أيام، فقط لتقوم أو تولد من جديد. ولهذا السبب يتشارك المسيح وآلهة الشمس الأخرىبمفهوم الصلب، الموت لثلاثة أيام، والقيامة. إنها الفترة اللإنتقالية للشمس قبل أن تغير اتجاهها نحو نصف
– 22 –
الكرة الأرضية الشمالي، محضرة الربيع وأيضاً الغفران. علىالرغم من ذلك، لا يتم الاحتفال بقيامة الشمس حتى الاعتدال الربيعي، أو عيد الفصح. وذلك لأن الشمس في الاعتدال الربيعي تُخضع قوى الشر الظلامية، حيث بعدها تطول فترةالنهار عن فترة الليل، وتبدأ مظاهر الربيع بالظهورالآن، أكثر رمز فلكي وضوحا حول يسوع يتعلق بالتلاميذ الـ12.إنهم ببساطة الأبراج الـ12 في دائرةالأبراج الفلكية. حيث أن يسوع وهنا الممثل بالشمس قد سافر معهم. في الواقع، قد تكرر الرقم 12 كثيرا خلال كل الإنجيل. هذا النص له علاقة بعلم التنجيم أكثر من أي شيء آخر.نعود إلى الصليب في دائرة الأبراج وهو الحياة التصويرية للشمس. هذا لم يكن مجرد تعبير فني أو أداة لمتابعة تحرك الشمس. لقد كان أيضاً رمزا روحيا وثنيا، رمزه المختصر يبدو هكذاإن هذا ليس رمزا للمسيحية. انه تمثيل وثني لصليب دائرة الأبراج.وهذا هو السبب وراء ظهور الصّليب خلف رأس المسيح في الفن الروحاني القديم.حيث أن الرب يسوع المسيح هو الشمس، شمس اللهنور العالم، المخلص الذي قام من الموت. وهو سيأتي مرة أخرى إلى العالم، ككل صباح. مجد الرب الذي يدافع ضد اعتمالالظلام، وهو يولد من جديد كل صباح. ويمكن أن يرى ” يأتي بين الغيوم”ّ في الأعلى فيالسماء ” مع ” تاج الأشواك”ّ، أو أشعة الشّمس -الآن، من بين كل الاستعاراتالتنجيمية الفلكية في الإنجيل. واحدة من أهمها، لها علاقة بالعصور. يوجد في كافة أنحاء الكتاب المقدّس العديد من الإشارات للـ ” عصر”ّ. لكي يفهم هذا يجب علينا أن نفهم ظاهرة تعرف بـ “تقدّم الإعتدالين “. لاحظ المصريون القدماء وحضارات أقدم أخرى أن شروق شمس صباح الاعتدال الربيعي تحدث كل 2150 سنة على مكان مختلف من دائرةالأبراج. يحدث هذا بسبب ذبذبة صغيرة زاويّة، ترافق دوران الأرض حول محورها. لقد دعيت ” تقدم “، ذلك لأن الأبراج تتجه نحو الخلف بدلا من الدورة السنوية الطبيعية. الوقتاللازم للتقدم لكي يمر على الأبراج الـ12 هو حوالي 25،765 سنة. لقد دعيت هذه أيضاً بالسنة العظيمة، وكانت المجتمعات القديمة واعية جدا بذلك. لقد قاموا بتسمية كل 2150 سنة بـ ” عصر “من 4300 ق م حتى 2150 ق م، كان عصر الثور (Taurus) من 2150 ق م حتى 1 م، كان عصر الحمل (Aries) من 1م حتى 2150م، كان عصر الحوت (Pisces) وهو العصر الذي لا نزال نعيش فيه اليوم وفي حوالي
– 23 –
2150، سوف ندخل العصر الجديدعصر الدلو (Aquarius) الآن، الإنجيل يعكس – بشكل واسع –ّ حركة رمزية ضمن ثلاثة عصور ويبشر بعصر رابع. في العهد القديم، عندما ينزل موسى عن جبل سيناء ومعه الوصايا العشر. كان غاضبا بشدة لرؤية شعبه يعبد عجلا ذهبيا. لدرجة أنه حطم الألواح الحجرية وأمر شعبه بقتل بعضهم بعضا لتنقية نفوسهم. ينسب معظم المفكريين الإنجيليين هذاالغضب لحقيقة أن الإسرائيليين كانوا يعبدون وثنا غير حقيقي، أو شيئاً ما على ذلك المستوىفي الحقيقة إن هذا العجل الذهبي هو الثور(Taurus) وموسى كان يمثل عصر الحمل الجديد. لذلك يداوم اليهود على النفخ في قرن الحمل حتى يومنا هذا. مثل موسى عصر الحمل الجديد، ومع هذا العصر الجديد يجب على الكل أن يفصل العهد القديم،هناك آلهة أخرى تعلم هذه التحولات، مثل ميثرا (Mithra) – قَبلالمسيحية- يقتل الثور بنفس الرمزية، الآن المسيح هو الرمز الذي يدل على العصر الذي يتلو عصر الحملعصر الحوت Pisces أو عصر السمكتينالترميز للسمك موجودبوفرة في كتابالعهد الجديد حيث أن المسيح اطعم 5000 بـ ” سمكتين ” وخبزة. عندما بدأ كهنوته بالمشي حول بحر الجليل، صادق صيادين، قاموا بإتّباعه. أعتقد أننا كلنا رأيناسمكة الرب يسوع المسيح في مؤخرة سيارات الناس.ولكنهم لا يعلمون شيئا عما تمثل حقا. أنها ترميز وثني لمملكة الشمسأثناء عصر الحوت. وكذلك التاريخ المفترض لميلاد يسوع هو بداية هذا العصر. في إنجيل لو22 :10 عندما سأَل التلاميذ يسوع متى سيحدث الخروج الكبير بعد رحيله؟ رد المسيح: أنظروا. عندما تدخلون المدينة، هناك ستجدون رجلا يحمل إبريقا منالماء، أتبعوه إلى البيت الذي سيدخل إليه. هذه الأسطر هي من أكثر الكتابات وضوحا بعلاقتها بالمصادر الفلكيةالرجل الذي يحمل جرة ماءهو عصر الدلو (Aquarius) حامل الماء، قد صور دائما كرجل يسكب الماء من إبريق يمثل العصر التالي للحوت. وعندما تخرج الشمس من عصر الحوت (يسوع) سوف تذهب إلى برج الدلو. حيث أن برج الدلو يتلو برج الحوت في تقدم الإعتدالين. كل ما قاله يسوع هو أنالعصر الذي سيتلو عصر الحوت هو عصر الدلو.الآن، لقد سمعنا كلنا
– 24 –
عن نهاية العالم ونهاية الأزمان. بمعزل عن التصوير الكرتوني في رؤيا يوحنا اللاهوتي. المصدرالحقيقي لهذه الفكرة أتت من إنجيل متى28 :20 عندما قال يسوع: ” سوف أكون معكم، حتى نهاية العالم “. على كل، في نسخة الملك جيمس، الكلمة ” عالم ” هي ترجمة خاطئة من بينكثير من الترجمات الخاطئة. الكلمة الحقيقية التي استعملت هي ” عصر ” سوف أكون معكم، حتى نهاية العصر “وهو صحيح، حيث سينتهي تجسيد المسيح ببرج الحوت عندما تدخل الشمس عصر الدلو. إن كل مفهوم نهاية الأزمان ونهاية العالم هو سوء فهم لاستعارة فلكية.دعنا نقص هذا إلى ما يقارب مئة مليون أمريكي يعتقدون أن نهاية العالم قريبة.علاوة على ذلك، شخصية يسوع باعتبارها هجين أدبي وتنجيمي. هي بشكل واضح، انتحال لإله الشمس المصري حورس (Horus) على سبيل المثال، قبل 3500 سنة قد نقش على جدران معبد الأقصر في مصر صور تمثل الدِلاء، الحمل العذري، الولادة، وتنصيب ” حورس “. تبدأ الصور بـ ” ثاو ” يخبر العذراء ” إيزيس ” أنها حامل بـ ” حورس “. بعد ذلك يلقح ” نيف ” (الشبح القدس) العذراء، ثم ولادة العذراء، ثم التنصيب. وهي بالضبط قصة ميلاد المسيح العذراوي المعجز. في الحقيقة إن التشابهات الأدبية بين الديانتينالمسيحية والمصرية القديمة مدهشة.والانتحال مستمرقصة الطوفان وسفينة نوح مأخوذة مباشرة من الأساطير. مفهوم ” الطوفان عظيم ” منتشر بكثرة في كل العالم القديم. أكثر من 200 قول بحدوثه في أماكن وأزمان مختلفة. على أية حال، لا يوجد أقدم من ملحمة جلجامش. كتبت في عام 2600 ق م. هذه القصة تتحدث عن طوفان عظيم أمر بهالله، وعن سفينة فيها حيوانات مُنقذة وحتى عن عودة حمامة ” تبشر بوجود أرض “، كلها عناصر مشتركة مع القصة الإنجيلية من بين الكثير من العناصر المشتركة.وهناك أيضاً قصة موسى المنتحلة. ما بعد ولادة موسى، قيل انه وضع في سلة من القصب في النهر لتجنب قتله في حملة قتل الأطفال. ثم أنقذته أميرة ملكية فيما بعد، وربته كأمير. لقد أُُخذت قصة السلة مباشرة من أسطورة ” سارجون وأكاد ” سنة 2250 ق مولد سارجون، ثم وضع في سلة من القصب في النهر لتجنب قتله في حملة قتل الأطفال حيثأنقذته ثم ربته خليلة
– 25 –
ملكية هي ” آكي “. علاوة على ذلك، يعرف موسى بـ ” واضع القانون “،واضع الوصايا العشر ” القانون الموسوي ” على أية حال، إن فكرةقانون – ينتقل من رب إلى نبي فوق جبل – قديمة جدا. ما موسى إلا واضع قوانين من سلسلة من واضعي قوانين أسطوريينفي الهند، كان واضع القانون هو مانو (Manou) في كريت، نزل ” مينوس ” من جبل ” ديكتا “، حيث أعطاه ” زيوس ” القوانين المقدسة. أما في مصر، حمل ” ميزس ” ألواحا حجرية نقش عليها قوانين الربمانو،مينوس، ميزس، موسى(Manou،Minos،Mises، Moses)،أما بالنسبة للوصايا العشر. فهي مأخوذةبوضوح من التعويذة 125 من كتاب الموتماذا صاغ كتاب الموت؟ ” أنا لم اسرق ” أصبحت ” لا تسرق “، “أنا لم أقتل” أصبحت ” لا تقتل “،” أنا لم أكذب”، أصبحت ” لا تشهد زورا “في الحقيقة، إن الديانة المصرية القديمة هي المصدر الأساسي للنظام اللاهوتي اليهودي- المسيحي؛العماد، الحياة ما بعد الموت، الحساب الأخير، الولادة من عذراء والصلبسفينة الحماية، الختان، المخلصين، العشاء الرباني المقدس، الطوفان العظيمعيد الفصح، الميلاد، الخروج 00 الخكلها تنسب إلى أفكار مصرية تسبق المسيحية واليهودية بزمن طويل. كتب يوستينوس الشهيد (Justin Martyr) أحد أول المؤرخين والمدافعين المسيحيين: ” عندما نقول أن يسوع، معلمنا، قد ولد بدون إتحاد جنسي “، وأنه قد صلب، وقام من الموت وصعد إلى السماءنحن لا نقترح شيئا مختلفا عن ما تصفون بهمعبودكم إبن المشتري (Jupiter). وفي كتابة أخرى قال: ” لقد ولد من عذراء، أقبل هذا كشيء مشترك مع ما تصفون به بيرسيوس (Perseus)، من الواضح انتباه يوستينوس وآخرون لتشابه المسيحية مع الديانات الوثنية.على كل، كان لدى يوستينوس الحل، على حسب اعتقادهمن فعل ذلك هو الشيطان! حيث كان للشيطان بصيرة ليأتي قبل مجيء يسوع. وجعل هذه الأمور في العالم الوثني. إن المسيحية المتطرفة لمذهلة حقاّ يؤمن هؤلاء الأشخاص أن عمر العالم هو 12000 سنة فقط!!! لقد سألت أحدهم في الحقيقة مرة: ” حسنا، ماذا عن أحافير الديناصورات ” أجابني: ” لقد وضعها الله هناك ليختبر إيماني ” أجبته: ” أعتقد أن الله وضعك هنا ليختبر إيماني، يا صاح “ليس الإنجيل إلا هجين أدبي – لاهوتي – تنجيمي. تقريبا مثل كل الأساطير الدينية التي أتت قبله. في الحقيقة، إن مفهوم الانتقال من صفات شخصية إلى شخصية أخرى، توجد في الإنجيل نفسه. في العهد القديم، توجد أسطورة يوسف. إن يوسف هو نموذج أولي ليسوع!
– 26 –
ولد يوسف ولادة معجزة،وولد يسوع ولادة معجزةكان ليوسف 12 شقيقا،وكان ليسوع 12 تلميذابيع يوسف بـ 20 قطعة فضة،وبيع يسوع بـ 30 قطعة فضةمن أقترح بيع يوسف كان أخاه يهوذا ومن أقترح بيع يسوع كان حواريه يهوذا بدأ يوسف العمل بسن 30 سنةوبدأ يسوع العمل بسن 30 سنةوتستمر المتطابقات 000 الخعلاوة على ذلك، هل يوجد دليل تاريخي – غير الإنجيل – على وجود أي شخص أسمه يسوع إبن ماري، الذي إرتحل مع تلاميذه، وكان يشفي المرضى وأمثالهم؟ عاش العديد من المؤرخين حول المتوسط إما أثناء أو عقب يسوع المفترضكم مؤرخا وثّق وجود يسوع؟ولا واحد، على كلٍ، لنكون منصفين، هذا لا يعني أن المدافعين عن يسوع التاريخي لم يدعوا العكس. يقتبس عادة من أربعة مؤرخين لتأكيد وجود يسوعبليني الأصغر وسويتونيوس وتتكون مداخلة كل واحد منهم من سطور قليلة تشير إلى المسيح”Christus “، وهو ليس أسما بللقبا، ويعني ” الممسوح بالدهن “والرابع هو يوسيفوس،وقد تم إثبات أنه مصدر مزور لمئات السنين، المحزن بالأمر أنه يتم اقتباسه وكأنه الحقيقة. تراك تعتقد أن شخصا – قام من الموت ثم صعد نحو السماء، أمام كل العيون وصنع معجزات كثيرة- يجب أن يبلغ سجل التاريخ. لكنه لم يبلغه، وذلك لان الدليل عندما يوزن الاحتمالات ترجح بشدة عدم وجود شخص باسم يسوع. نحن لا نريد أن نكون فظي القلب،لكننا نريد أن نكون واقعيين. نحن لا نريد أن نؤذي المشاعر، لكننا نريد أن نكون أكاديميين على حق. ما نفهم ونعرف أنه الحقيقة. إن المسيحية ليست مبنية على حقائقفي الحقيقة، المسيحية ليست إلا مجرد قصة رومانية تطورت سياسيا. الحقيقة هي، أن الرب يسوع المسيح هو الإله الشمسي للمسيحية الغنوسية. وكان له ترميز أسطوري مثل كل الآلهة الوثنية.لقد سعت المؤسسات السياسية لتأريخ وجود يسوع من اجل السيطرة الاجتماعية. في 325 م، دعا الإمبراطور قسطنطين لاجتماع مجلس نيقية. لقد تم تأسيس المسيحية المدفوعة سياسيا خلال هذا الاجتماع. وهكذا بدأ تاريخ طويل من إسالة الدم المسيحي والاحتيال الروحي. وحتى بعد 1600 سنة، ظل الفاتيكان ممسكا بخناق السياسة في كل أوروبامما أدى إلى أوقات غير سعيدة كعصر الظلام (Dark Ages)، وأوقات مثيرة مثل الحملات الصليبية ومحاكم التفتيشالمسيحية، إلى جانب كل الأنظمة الإيمانية، كانت خدعة العصر. لقد أوجدت لفصل الأنواع البشرية عن العالم الطبيعي وعن بعضها البعض. وهي تؤيد الانقياد الأعمى للسلطة. وهي تحد من المسؤولية الفردية لأن
– 27 –
” الله يتحكم بكل شيء “. وبالمقابل، بُررت جرائم شنيعة تحت مدعاة المسعى المقدس. والأكثر أهمية، تعطي القوة لأولئك الذين يَعْرفونَ الحقيقةَ لكنهم يَستعملونُ الأسطورةَ للتلاعب والتحكم بالمجتمعات. إن الأسطورة الدينية هي أقوى أداة قد صنعتقط،حيث أنها كانت الأرض النفسية الخصبة التي عليها ازدهرت باقي الأساطير. الأسطورة هي فكرة على الرغم من أنها مُصدقة بشدة، هي خاطئة. من أجل فهم أعمق، في المفهوم الديني، الأسطورة تخدم كقصة موجهة ومحركة للناس. التركيز هنا ليس على مدى حقيقيةالقصة وإنما على وظيفيتها. القصة لا تصبح وظيفية، إلا في حال الإيمان بصحتها فيالمجتمع أو الأمة. إنها لَيسَت مسألة نِقاشِ إذا كان بعض الناسِ لديهم الذوق السيئُ لإثارة مسألةِ حقيقيةِ القصّةِ المقدّسةِ.حاملو الإيمانِ لا يَدْخلونَ في نِقاشِ مَعهم. يُهملونَهم، أَو يَشْجبونَهم كــكفرة.
4 – تعليق العلماء وتفنيدهم لما جاء بهذا الفيلم المفبرك:
وقد قام العلماء سواء الكتابيون أو المتشككين بالتعليق والرد على ما جاء بهذا الفيلم من أكاذيب وتلفيق وفبركة. وفيما يلي أهم النقاط التي لفقها هذا الفيلم:
X كان اسم يسوع مأخوذا من الاسم المصري ” Iusa = أيوسا ” والذي يعني الابن الإلهي الآتي الذي يشفي أو يخلص!!
X الإله المصري حورس هو مسيح (Christos) مصري، أو الرب يسوع المسيح 000 وقد كان هو وأمه إيزيس كسابقين للسيدة (Madonna) المسيحية والطفل، وقد شكل الاثنان معاً صورة رائدة في الدين المصري لآلاف السنين قبل الأناجيل!!
X كان حورس مولودا من عذراء، وكان أحد أدواره أن يكون صياداً للناس مع أثنى عشر من أتباعه!!
X تظهر الحروف KRST على أكفان المومياوات المصرية قبل الميلاد بقرون طويلة، وعندما تنطق الكلمة KRST تنطق في الحقيقة Karast or Krist وتعني الرب يسوع المسيح!!
X وتعتبر عقيدة التجسد، في الحقيقة، أقدم أسطورة كونية معروفة في الدين.
– 28 –
وقد فند العالم Gasque هذه التلفيقات مستعيناً بأبحاثه الخاصة وبما جاء في أبحاث العلماء المتخصصين في هذا المجال،وسنعلق، نحن، هنا على أهم ما جاء فيها معتمدين فقط على ما قاله العلماء المتخصصون في هذا المجال:
W أكد البروفيسور Kenneth A. Kitchen من جامعة ليفربول، بعد قراءته لهذه الكتب وبحثه عن هؤلاء الكتاب، أنه لا احد منهم، هؤلاء الكتاب، متخصص في علم المصريات، ولم يدرج اسمه في أهم الكتب التي تصنف علماء المصريات.
W وقال البروفيسور Ron Leprohan أستاذ علم المصريات بجامعة تورنتو أن كلمة ” sa ” ابن في اللغة المصرية القديمة، كما أن كلمة ” iu ” تعني الآتي، ولكن كل من Kuhn / Harpur استخدموها لغويا بصورة خاطئة ببساطة لأنهم لا يعرفون شيئاً عن قواعد ومفردات اللغة المصرية.
W بل والمفاجأة الهامة هي أن الاسم ” Iusa ” نفسه لا يوجد في اللغة المصرية، بل أحد الأسماء التي فبركوها!! في حين أن اسم يسوع هو اسم وشكل يوناني للاسم السامي المعروف عالمياً ” يشوع = Jeshu’a “، والذي كان يتسمى به عدد كبير من اليهود في القرن الأول الميلادي.
W وقد أكدنا في الفصل الخاص بأوزيريس وحورس أن حورس ليس مولودا من عذراء، بل من علاقة زواجية بين أمه إيزيس وزوجها أوزيريس، وكان في حالة صراع دائم مع عمه ست حول ملك مصر، ولا يوجد أي دليل على أنه كان صياداً للناس ولا كان أتباعه (الموظفين الملكيين، والذين كانوا أتباع حورس) 12 في العدد.
W كانت كلمة KRST تستخدم للدفن (ويكتب على الكفن KRSW)، ولا يوجد أي علاقة ولا دليل يربط بين الاسم واللقب الإغريقي ” Christos = خريستوس ” ولا العبري ” ماشيحا = Mashiah ” وبين هذه الحروف الأربعة.
W كما أن ما زعمه ولفقه هاربر (Harpur) بقوله أن يسوع في المصرية يرجع لحوالي سنة 18،000 ق م، واقتباسه لـ Kuhn الذي يزعم ” أن يسوع يقف كالمؤسس للمسيحية منذ 10،000 سنة مضت على الأقل! لا أساس ولا صحة له بل هو عكس الحقيقة التي تقول
– 29 –
أن أقدم كتابة مصرية وجدت مكتوبة ترجع لحوالي 3200 سنة ق م ولم تكتشف أي كتابة حتى الآن ترجع لما قبل ذلك!!
W يؤكد جميع علماء المصريات أن إعادة Kuhn / Harper لتعريف التجسد وزعمه أن أصله يوجد في الدين المصري مزيف (مصطنع)، ولا أساس له من الصحة.
W ويؤكد أحد علماء المصريات: ” أن الفرعون فقط هو الذي كان يُعتقد أن له مظهر إلهي، القوة الإلهية للملكية، متجسدة في الكائن البشري الذي يخدم كملك الآن. ولم يعتقد أي مصريين على الإطلاق أنهم امتلكوا ولو القليل من الإلوهية “.
W كما يؤكد العلماء أنه من الناحية الواقعية لا يوجد دليل واحد من الأدلة المزعومة والتي تقول بنظرية الرب يسوع المسيح الوثني (The Pagan Christ) قد تم توثيقها بأي مرجع من مصادر أصلية؛ وإنما هي مجرد افتراضات وتخمينات وفبركات افترضها Kuhn, Higgins, Massey أو بعض الأعمال التي تمت منذ زمن طويل.
ويعلق العالم الإنجيلي (الكتابي) بن ويزرنجتون (Ben Witherington) منتقداً لما جاء في المصادر التي استخدمها صنُاع فيلم ” زايتجايست – Zeitgeist ” قائلاً: ” ما الذي نلاحظه في هذه القائمة من المصادر؟ لا يوجد كاتب واحد أو مصدر واحد في هذه القائمة له خبرة بالكتاب المقدس ولا بالتاريخ الكتابي ولا بالشرق الأدنى ولا بعلم المصريات ولا له أي صلة بهذا المجال. والكثير من هذه المراجع قديمة تماماً والمجادلات التي قدموها كانت ضعيفة منذ زمن طويل 000 ونقطة تصنيفي لهذه المصادر أنها مصادر لا يمكن الاعتماد عليها كمصدر للمعلومات عن المسيحية واليهودية ولا عن أي شيء آخر له علاقة بهذه الأمور “.
ونعلق معتمدين على ما قدمه العالم الكتابي بن ويزرنجتون في مقاله القوي[2]: ” السينما المصرية الكتابية الفلكية ” أو ” اللاهوت الفلكي “، عن الأخطاء التي سقط فيها صنُاع الفيلم كالآتي:
W كان الفكر المصري وثنياً، يؤمن بتعدد الآلهة، وكان محتقراً من اليهود، وقد ناقشوا في
كتاب الموتى وغيره من كتب ونقوش الأدب المصري القديم هو الموت وما بعد الموت، الحياة بعد الموت، أو ما بعد الحياة في عالم آخر، ولم يناقشوا، القيامة الجسدية من الموت، أو العودة للحياة في نفس الجسد، أي القيامة من الأموات بمفهومها اليهودي والرب يسوع المسيحي.
W لا يوجد أي تلميح عن تأثير مباشر للدين المصري القديم على العهد القديم أو الجديد، ولم يزعم أحد من العلماء بذلك، وأن كان البعض قد زعم تأثير ديانات ما بين النهرين، بسبب السبي البابلي، على الفكر اليهودي، ولكن لم يقل أحد قط أنه كان هناك أي تأثير للديانة المصرية على الإطلاق. ولن تجد اجتماع في أي مؤتمرات الـ SBL القومي يشرح أو يتكلم عن تأثير الدين الزردشتي والدين المصري على العهد القديم أو الجديد. وكل ما نحتاج معرفته عن مصادر الكتاب المقدس هو تحليل اللغة، لغة الأدب والفلسفة في الكتاب المقدس نفسه، وثقافة الأساطير الأخرى أو الأفضل عكس علم الأساطير لنفس المادة؛
W وقد اعتاد George Earnest Wright الأستاذ بجامعة هارفارد أن يؤكد على أن اليهود ككل هم شعب من صنُاع الأساطير، (أي استخدموا الفكر الأسطوري في البلاغة اللغوية للتعبير عن المواضيع المجازية الرمزية)، فقد أسسوا قصصهم في التاريخ، خاصة تاريخ الخلاص؛ عندما استخدموا الصورة الميثولوجية (مثل صورة وحش البحر الكبير لويثان)، التي استخدموها بالطرق التاريخية لأهداف التاريخ (أنظر رؤ12).
W لم يهتم صنُاع الفيلم ولم يزعجوا أنفسهم باستشارة أي دارس أو متخصص في النصوص العبرية أو اليونانية للكتاب المقدس؛ وكل ما فعلوه هو أنهم وببساطة شديدة اقتبسوا النصوص من ترجمة الملك جيمس (King James)، وكيفوها بحسب افتراضاتهم وفبركاتهم وتلفيقهم.
W فقد اعتمدوا فقط على البحث بشكل سطحي تافه، ولم يحاولوا معرفة أو فهم فعلي لحقيقة وتاريخية الرب يسوع المسيح وأصول المسيحية.
W ويجب أن نعرف أن تشخيص وتجسيم الشمس والنجوم في الثقافات شيء طبيعي ومألوف وصحيح جزئياً، ولكن لا يمكن أن يشرح أصول الدين العبري الذي ينتقد عبادة آلهة الشمس والقمر، وينكر أن هناك آلهة متعددة في السماء، ويسخر من فكرة أن تأليه النجوم أو القول
– 31 –
بأنها كانت آلهة تسيطر على مصير الإنسان. وتلاحظ في العهد القديم أن يهوه يسطر على الشمس والقمر: ” قدامه ترتعد الأرض وترجف السماء. الشمس والقمر يظلمان والنجوم تحجز لمعانها ” (يؤ2 :10).
W وعند الحديث عن موضوع ” أبناء الله ” والإله الواحد الحقيقي في تكوين الإصحاح السادس: ” أن أبناء الله رأوا بنات الناس أنهنّ حسنات. فاتّخذوا لأنفسهم نساء من كل ما اختاروا 000 وبعد ذلك أيضاً إذ دخل بنو الله على بنات الناس وولدن لهم أولادا ” (تك6 :2 و4)، فتشير، كما يرى غالبية المفسرين لأبناء شيث الأبرار، أبناء الله. وفيما بعد يشير العهد القديم بهذا التعبير للملوك، وأخيرا لأخر ملك عظيم هو المسيا. ولا تشير مثل هذه العبارة على الإطلاق لفكرة عبادة الشمس، أو رؤية الشمس ذاتها كلاهوت.
W أن كل ما جاء في الفيلم في تحليل علم الأساطير المصري غير صحيح على الإطلاق، فهو يقدم معظم قصة حورس بصورة خاطئة، حيث يدعي أن حورس وُلد في 25 ديسمبر، وأنه وُلد بعد أن حبلت به عذراء، وأنه قد ظهر نجم من المشرق عند ميلاده، وعبده ملوك، وكان معلما وهو في سن 12 سنة، وهذه عملية تزييف للحقائق تم تفنيدها بالرجوع للمصادر الأصلية للكتاب المقدس. فلم يولد لا حورس ولا الرب يسوع المسيح يوم 25 ديسمبر، ولم تكن إيزيس عذراء، بل حبلت بحورس من زوجها أوزيريس، ولم تقل أسطورة واحدة أن نجوم قد ظهرت عند مولده، فكل هذا تلفيق وفبركة لا أساس له من الصحة!!
W ولم يرتكب صنُاع الفيلم عملية تزييف فقط بل ارتكبوا ذنوب كثيرة، لأنهم خلطوا الأديان المختلفة معاً، دون أن تكون لديهم خبرة لمعرفة أن كل دين تطور بدرجة كبيرة عبر مفكريه وفلاسفته، ولم يراعوا أن كل دين مستقل عن الآخر. فقد زيفوا الإدعاءات التي صنعوها عن الأساطير المصرية وأساءوا لكل الأديان بصورة ساخرة.
W كما فبركوا ولفقوا الكثير في قصة حورس وزعموا تلفيقاً أنه دعي حمل الله، وأنه صلب وقام من الموت، في حين أن حورس لم يدع نفسه قط ولم يدعوه أحد بحمل الله، ولم يصلب ولم يقم من الأموات، أنظر الفصل التالي.
W كما أن قصة حورس بدأت بداية طبيعية لمولود بشري وابن ملك من البشر، ثم حولته
– 32 –
الأسطورة لإله وجعلت قصته هي قصة إعادة ميلاد الشمس في الشرق، وبنتها على دورة الطبيعة، ولم تبن على إدعاءات تاريخية على الإطلاق، على عكس قصة الرب يسوع المسيح التي حدثت بالفعل ودونها التاريخ كحقيقة تاريخية لا جدال فيها، أما قصة حورس التي لفق لها صنُاع الفيلم المئات من العناصر التي أدعاها الفيلم، فقد كانت مجرد أسطورة.
W وقد زعم صنُاع الفيلم أن الكثير من هذه الآلهة الأسطورية ولدوا في 25 ديسمبر؛ وهذا غير صحيح، كما سنوضح لاحقاً، وعلى أيه حال فالكتاب المقدس لم يقل قط ولم يفترض أن الرب يسوع المسيح ولد في مثل هذا التاريخ.
W وقد صور لنا صنُاع الفيلم أن معظم قصص الآلهة لها نفس العناصر الجوهرية!! وهذا ليس صحيح على الإطلاق، فمجرد قراءة أسطورتين لإله واحد تجد أنهما متعارضتان، فكيف يكون الحال عند قراء أربعة أساطير لأربعة آلهة فهل سنجد لدى كل منهم نفس العناصر الجوهرية، مثلما زعم هؤلاء الملفقون، وجعلوا ميلاد معظم الآلهة يوم 25 ديسمبر وأنها صلبت وماتت ونزلت للجحيم وقامت من الموت!! وقد أثبتت الدراسات أنذلك مجرد أكاذيب وتلفيق!! فقد كان عمل الفيلم الرئيسي هو تشويه جميع أديان العالم بصفة عامة.
W فالفيلم يقرأ قصة الرب يسوع المسيح ويرتبها ثم يرجعها للخلف للقصص الأسطورية، ثم يزعم أن قصة الرب يسوع المسيح جاءت من هذه القصص الأسطورية!! وهذا تقديم رديء للدين والتاريخ وتحليل ديني رديء (ويسمى أيضاً النشرة الأستنتاجية).
W وبحسب معرفتي فلا توجد قصة تعود لتاريخ ما قبل الرب يسوع المسيح تتفق في عناصرها الجوهرية معه، بل ما حدث هو جدولة معظم العناصر مثل هذه القصة تحديدا لتكون متوافقة مع قصة الرب يسوع المسيح؛ حبل من عذراء، صلب، وقيامة جسدانية لابن الله الإلهي.
W وقد عاش العبرانيون (اليهود) طويلا في مصر وكان لهم دينهم سواء في زمن يوسف أو زمن موسى، ويبين الخبراء في الدين العبري القديم (e.g. Ancient Israel by Roland DeVaux) ويوضحون الفرق بين عبادة الإله الواحد والشرك بالله التي تأصلت في الأحداث والأشخاص التاريخية، وفي عالم الأساطير المصرية الذي تأصل في دوائر الطبيعة، شروق
– 33 –
وغروب الشمس وحركة النجوم لها الاعتبار.
W انظر على سبيل المثال القصيدة القديمة في المزمور 8 أن الشمس والقمر والنجوم تُرى كعمل أصابع الله ” إذا أرى سمواتك عمل أصابعك القمر والنجوم التي كوّنتها ” (مز8 :3)، مثل طفل يشكل الأشياء من العجين الذي يلعب به، فإله الكتاب المقدس هو إله الخليقة الذي خلق كل شيء موجود، وفي نفس المزمور نرى أن الكائنات البشرية هي ناج خليقة الله، المخلوقة على صورة الله.
W والكتاب المقدس يؤكد على حقيقة اللاهوت المضاد للتجسيم هنا؛ فيؤكد أن الله ليس هو الشمس، وليس له ابن هو الشمس، فالخليقة في الحقيقة وببساطة هي التي خلقها الله الواحد الحقيقي، والجزء الهام هو تقديس الطبيعة؛ فالطبيعة ليست إلهاً ولا آلهة ولا لاهوت (رو1: 20-25)، ولا كائنات بشرية.
W كانت الفكرة اليهودية المسيحية عن العالم ومخلوقاته هي قاعدة العلم الحديث، الذي يزعم أن الخليقة ليست من الله، ولذا فهي لم تشوه بتحقيق الاختبارات والخبرات العلمية 00 الخ، والمحاولات التي تبذل لتصوير دين الكتاب المقدس على أنه مضاد للعلم، لا تعرف لا أصول الكتاب المقدس ولا أصول العلم الحديث.
W وقد اثبت العلم أن نجم المشرق حقيقة مؤكدة، وإذا كانت مراكزه التاريخية في اقتران الكواكب، خاصة جوبيتر وفينوس (أي الطفولة)؛ فهو لا يتمركز في نجم الشعرة اليماني (Sirius)، نجم الكلب، كما يعني بيت لحم بالتأكيد ” بيت الخبز “، ولكن لا يوجد له شيء ليفعله مع كوكبة برج العذراء (Virgo)، الذي بالحقيقة هو قصير بالنسبة للعذراء، وعليه أن يعمل مع هذه المنطقة لكونها خصبة بدرجة كافية لتمد بكل من العشب والقمح 00 ومن ثم الرعاة والفلاحين (أي المنطقة الخصبة بطول النيل)، واسم أم الرب يسوع المسيح مريم 00 من أخت موسى، مريم، في العهد القديم. أما ماريا أو ماري فهو ببساطة تحويرنا للاسم في الإنجليزية.
W أما محاولة صنُاع الفيلم، ومن اعتمدوا عليهم كمراجع، شرح أصول قصة موت الرب يسوع المسيح وقيامته على أساس اخضرار الأرض والنباتات في الحقول فترة نهاية الشتاء
– 34 –
وبداية الصيف وما بينهما والتي تكون فيها الشمس بعيدة عن خط الاستواء وما يحدث من 22 – 25 ديسمبر، والتي بنوها على أساس دفن المسيح وبقائه في القبر ثلاثة أيام كاملة، فهي مضحكة، فالأناجيل واضحة في أن الرب يسوع المسيح لم يقض في القبر ثلاثة أيام كاملة، فقط جزء من الجمعة وكل السبت وجزء من الأحد (فقد ” قام في اليوم الثالث “)، ولم يقصد الإنجيليين أن يؤكدوا ذلك بالظاهرة أو النموذج الفلكي، فلم تعرف اليهودية مثل هذا التفسير ولا كان للتلاميذ اليهود أي صلة به.
W لا يوجد أي علاقة حقيقية بين موت الرب يسوع المسيح أو قيامته وفترة نهاية الشتاء وبداية الصيف وما بينهما (الربيع)، وما حدث عندئذ. فلم تروى قصة ميلاد الرب يسوع المسيح وموته وقيامته على ضوء مثل هذا التفكير على الإطلاق. وقد كانت الإشارة لقيامة الرب يسوع المسيح الجسدية موجودة في العهد القديم كنبوّة قبل تجسد الرب يسوع المسيح بزمان طويل. ولم يكن لها أي ارتباط قط بعلم الفلك أو أي دين طبيعي.
W تقوم ديانات الطبيعة أساساً على دورات المواسم وتركز على آلهة الخصب، وهذا يختلف تماما عن الديانات المبنية على التاريخ والإعلان والنبوّة، ولذا فالتوفيق بين هذه الأديان الذي عمله صنُاع الفيلم لم يراع أن هناك نماذج مختلفة لديانات العالم، مع اختلاف الأصول.
W لا يمثل التلاميذ الاثنا عشر الـ 12 برج الفلكي في دائرة البروج ولكنهم كانوا بديلاً للأثنى عشر سبطاً لإسرائيل الذين ولدوا ليعقوب فهم أبناؤه الأثنا عشر. كما أن قصتهم المذكورة في سفر التكوين ليست قصة فلكية في مواصفاتها على الإطلاق، ولكنها تشرح حقيقة الأصل التاريخي لشعب إسرائيل. وقد أختار الرب يسوع المسيح تلاميذه (مت10)، وسماهم بالقطيع الصغير كممثلين لإسرائيل الجديد، الشعب المسيحي، وليس لأنه كان فلكيا.
W وهذا يؤكد لنا أن التلاميذ الـ 12 يمثلون أسباط إسرائيل، وقد وعد الرب يسوع المسيح أنهم في الآخرة سيجلسون على أثنى عشر كرسيا ليدينوا أسباط إسرائيل ألـ 12 ” فقال لهم يسوع الحق أقول لكم إنكم انتم الذين تبعتموني في التجديد متى جلس ابن الإنسان على كرسي مجده تجلسون انتم أيضاً على اثني عشر كرسيا تدينون أسباط إسرائيل الاثني عشر ” (مت19 :26). فقد كان هذا تفكيرا أخرويا وليس فلكيا والقول بأن الكتاب المقدس لديه
– 35 –
الكثير ليعمله مع الفلك عن أي شيء آخر فأقل ما يمكن أن يقال عنه أنه تصنيف خاطئ.
W وعند مشاهدة الفيلم للوهلة الأولى يبدو لنا أن صنُاع الفيلم لم يدرسوا أنواع الأدب الكتابي ولا اللغة الأدبية للكتاب المقدس بأنواعها وكان بلإمكانهم أن يدرسوه من أي مقدمة أو مدخل للكتاب المقدس.
W ونؤكد أيضاً أن إدعاء صنُاع بأن أصول رمز الصليب مأخوذة من الصليب المفترض في دائرة الـ 12 في العلامة الفلكية لدائرة البروج غير حقيقي بل هو تلفيق وفبركة. كما لم يهتم اليهود بنماذج دائرة البروج الأقدم، فهم مثل جماعة من جماعات الشعوب الزراعية الأخرى كانوا مهتمين بالمناخ والمواسم. فهل يعني ذلك أنهم كانوا يهتمون ويعرفون نمط الصليب؟ لا. فصنُاع الفيلم لم يعملوا عمل تاريخي أولي في رموز دائرة النجوم القديمة، وقاموا بفبركة بعض حقائق الأديان وحولوها لتخدم فبركاتهم وتلفيقهم وافتراضاتهم الكاذبة.
W وتؤكد الحقيقة ويؤكد التاريخ على أن أصول رمز الصليب مأخوذة من الممارسة الرومانية للصلب، وليس من نموذج فلكي مفترض. فقد مات الرب يسوع المسيح سنة 30م على صليب خارج أورشليم تنفيذا للإرادة الإلهية وتحقيقاً لمطلب اليهود والعدالة الرومانية كما قبلها الرومان.
W كما زعم صنُاع الفيلم أنه في سنة 1 م بدأ عصر فلكي جديد بعد عصر الكبش، وهذا لا يتفق مع ميلاد الرب يسوع المسيح الذي أجمع العلماء أنه حدث فيما بين سنة 2 إلى 6 ق م، وليس 1 م، فقد ولد الرب يسوع المسيح عندما كان هيرودس الكبير ملكا على الأرض المقدسة، وفي نفس السنة التي حدث بها التعداد العام لكل شعوب الإمبراطورية الرومانية. والتاريخ يوضح أن هيرودس مات حوالي سنة 2 ق م، وبناء على ذلك يكون الرب يسوع المسيح قد ولد قبل هذا التاريخ، فيما بين سنة 2 و6 ق م.
W كما لم يحجب ميلاد الرب يسوع المسيح عصر برج الحوت، كما زعم صنُاع الفيلم، ولا كانت السمكة كذلك ، فقد جاء رمز السمكة إلى المسيحية من حروف الكلمة اليونانية (ICHTHUS) 00 والتي يمثل كل حرف منها الكلمات الست التي تقول ” يسوع (Insous) المسيح (Christos) ابن (Huios) الله (Theos) المخلص (Soter).
– 36 –
[1] http://www.el7ad.com/smf/index.php?topic=33456.0
– 18 –
[2]http://benwitherington.blogspot.com/2007/12/zeitgeist-of-zeitgeist-movie.html
– 30 –