أين ذهبت مياه الطوفان المهولة التي غطت الجبال الشامخة؟
427- أين ذهبت مياه الطوفان المهولة التي غطت الجبال الشامخة؟
يقول ” ليوتاكسل ” ساخرًا ” {فتغطت جميع الجبال الشامخة التي تحت كل السماء خمس عشرة ذراعًا في الارتفاع تعاظمت المياه} (تك 7: 9 – 20) غني عن القول أنه يصعب كثيرًا على المرء أن يتخيل ذلك الكم من المياه، خاصة إذا ما أخذنا بالحسبان أن أعمق نقطة في المحيط الهادئ (وهدة مارين) تزيد عن أحد عشر ألف متر، بينما أعلى جبل في العالم -جومولونغما (إيفريست) في الهمالايا- ارتفاعه 8880 م فوق سطح البحر.. أما الآن فلكي يجفف يهوه مياه الطوفان أطلق الروح القدس (روح يهوه) التي يصفها الإنجيل، بأنها {حمامة الله}.. وألقى على عاتقها مهمة مستحيلة وهي، تجفيف مياه الطوفان.
ونحن لا نرتاب في الأمر كأن يتطلب أحد أفراد الثالوث المقدس، لأنه لم يكن بمقدور أي ريح عادية أن تجفف ذلك الكم الهائل من المياه. وبما أن مستوى مياه الطوفان كان أعلى من جبال الأرض بخمسة عشر ذراعًا، فقد توصلت بعض الحسابات إلى أن حجمها كان يساوي حجم اثني عشر محيطًا أحدها فوق الآخر.. بعد صنع (هذه) المحيطات التي لا يدركها البصر، عاد وقضى عليها كلها بنفخة واحدة من فمه. أي رئتان عند تلك الحمامة”(1).
ج: لقد تغيرت توبوغرافية الأرض بسبب ضغط هذا الكم الهائل من المياه على القشرة الأرضية، فاتسعت أحواض المحيطات وانخفضت قيعانها وازدادت الجبال ارتفاعًا، ويقول نيافة الأنبا بولا ” أين ذهبت مياه الطوفان..؟ هل تبخرت مرة ثانية..؟ هل تشربت بين حبيبات القشرة الأرضية مكونة المياه التحت سطحية والجوفية؟
إن الأمر ليس بهذه الحيرة، فالمياه التي غطت كل الأرض ووزنها الضخم يعمل في اتجاهين، الأول أفقي، والثاني رأسي، ومحصلة القوة الأفقية أدت إلى إبعاد اليابسة عن بعضها البعض أي زيادة المسافة بين القارات مما أدى إلى اتساع حوض الماء في العالم وهذا الأمر لازال قائمًا حتى وقتنا هذا. أما القوة الرأسية فأدت إلى:
أ – تعميق حوض الماء.
ب- كرد فعل لهذه القبوة أدت إلى ارتفاع الجبال أكبر مما كان كما هو موضح بالرسم:
بعد الطوفان أثناء الطوفان
ومن هنا حدثت أربعة متغيرات:
الأول: انخفاض قاع البحار.
الثاني: اتساع حوض المياه (البحار).
الثالث: ارتفاع قمم الجبال.
الرابع: انخفاض منسوب المياه كنتيجة للعوامل الثلاثة السابقة”(2).
_____
(1) التوراة كتاب مقدَّس أم جمع من الأساطير ص 69 – 71.
(2) الكتاب المقدس والعلم ص 120، 121.