Site icon فريق اللاهوت الدفاعي

هل صعد أخنوخ وإيليا إلى السماء أم ليس أحد صعد إلى السماء إلا ابن الإنسان؟

 402- كيف يقول سفر التكوين “وسار أخنوخ مع الله ولم يوجد لأن الله أخذه” (تك 5: 24) ويقول سفر الملوك الثاني “وكان عند إصعاد الرب إيليا في العاصفة إلى السماء” (2 مل 2: 1) مع أن السيد المسيح قال “ليس أحد صعد إلى السماء إلاَّ الذي نزل من السماء ابن الإنسان الذي هو في السماء” (يو 3: 13)؟

ج: من يتأمل أقوال الكتاب يدرك على الفور أنه لا يوجد أي تعارض على الإطلاق بين تلك النصوص، فيجب الالتفات إلى:

1- سواء أخنوخ أو إيليا فإنهما أُصعدا إلى السماء، أي أن الله أصعدهما، ولم يصعد أحد منهما بقوته الذاتية، أما السيد المسيح فقد صعد إلى السماء بقوة لاهوته.

2- السماء التي أُصعد إليها كل من أخنوخ وإيليا هي السماء الثالثة (الفردوس) أما السماء التي صعد إليها السيد المسيح في سماء السموات، وقال الكتاب عن الله ” هوذا السموات وسماء السموات لا تسعك” (1مل 8: 27) كما قال بولس الرسول عن السيد المسيح ” وأما أنه صعد فما هو إلاَّ أنه نزل أيضًا أولًا إلى أقسام الأرض السفلى. الذي نزل هو الذي صعد أيضًا فوق جميع السموات لكي يملأ الكل” (أف 4: 9، 10) كما قال أيضًا عن السيد المسيح ” قد اجتاز السموات يسوع ابن الله” (عب 4: 14).

3- أُصعد أخنوخ وإيليا إلى السماء، وهما لا يعرفا أسرار السماء. أما السيد المسيح فقد صعد إلى السماء وهو يعرف أسرارها لأنه مبدعها وكائن فيها.

4- لماذا لم يعلق الناقد على عدم محدودية السيد المسيح، فهو نزل من السماء ومازال في السماء، لأنه غير محدود وغير متناه فوق الزمان والمكان؟!

5- يقول أحد الآباء الرهبان بدير مار مينا العامر ” في الكتاب المقدَّس تشمل ” السماء ” عدة سموات، فمعلمنا بولس الرسول يذكر أنه أُختطف إلى السماء الثالثة (2كو 12: 4) وعلى هذا فإن أخنوخ وإيليا صعدا إلى سماء غير التي نزل منها وصعد إليها السيد المسيح التي هي ” سماء السموات” (مز 148: 4) وكقول القديس بولس الرسول ” هو الذي صعد أيضًا فوق جميع السموات” (أف 4: 10) وقول المرنم ” رنموا للسيد للراكب على سماء السموات” (مز 68: 32، 33).. كما أن الكتاب لم يذكر أن أخنوخ أُصعد إلى السماء، بل قال ” ولم يوجد لأن الله أخذه “ فقد يكون الرب أخذه في مكان لا يعلمه سواه، وذلك لأنه عاش القداسة ومارس الفضيلة بطريقة خارقة، فنقله الرب حيًّا”(1).

6- يقول أبونا أغسطينوس الأنبا بولا ” كلمة (السماء) في الكتاب المقدَّس تستخدم للتعبير عن السماء الأولى وهي (سماء الطيور) وعن السماء الثانية (الأفلاك والكواكب) والسماء الثالثة (الفردوس) وهو الذي أُصعد إليها أخنوخ وإيليا، وهناك أيضًا سماء السموات أي عرش الله وهذه التي صعد إليها السيد المسيح”(2).

7- يقول الأستاذ توفيق فرج نخلة ” قال السيد المسيح ليس أحد صعد إلى السماء إلاَّ الذي نزل من السماء، وأخنوخ وإيليا لم ينزل أحدهما من السماء ليعرفنا أسرار الملكوت كما فعل السيد المسيح الكائن في السموات وعلى الأرض وفي كل مكان في نفس الوقت”(3).

8- يقول الدكتور ملاك شوقي إسكاروس ” إن صعود أخنوخ وإيليا للسماء لا يتعارض مع قول السيد المسيح أنه ليس أحد صعد إلى السماء إلاَّ الذي نزل من السماء، فأخنوخ وإيليا صعدا إلى السماء (الثالثة) وهما يجهلان أسرارها. أما السيد المسيح فهو الوحيد الذي صعد إليها، وهو عالِم بها، لأنه مبدعها، ولم يظهر أخنوخ ولا إيليا في السماء بسلطان السيد المسيح ومقامه وعمله حيث استرضى الآب بذبيحته الكفارية وفتح طريق الفداء أمام البشرية”(4).

_____

(1) من إجابات أسئلة سفر التكوين.

(2) من إجابات أسئلة سفر التكوين.

(3) من إجابات أسئلة سفر التكوين.

(4) من إجابات أسئلة سفر التكوين.

هل صعد أخنوخ وإيليا إلى السماء أم ليس أحد صعد إلى السماء إلا ابن الإنسان؟

Exit mobile version