سؤال وجواب

هل يوجد تناقض بين قول حواء بعد ولادتها قايين “اقتنيت رجلًا من عند الرب (يهوه)” (تك 4: 1) وبين قول الله لموسى “وأما باسمي (يهوه) فلم أُعرف عندهم” (خر 6: 3)؟

 387- هل يوجد تناقض بين قول حواء بعد ولادتها قايين “اقتنيت رجلًا من عند الرب (يهوه)” (تك 4: 1) وبين قول الله لموسى “وأما باسمي (يهوه) فلم أُعرف عندهم” (خر 6: 3)؟

ج

1- سبق مناقشة هذا الموضوع باستفاضة في إجابة السؤال رقم 23(1) وأيضًا في إجابة السؤال 319 من هذا الكتاب، فيرجى الرجوع إليهما.

2- بالرغم من أن الآباء قبل موسى استخدموا اسم ” يهوه ” إلاَّ أنهم لم يعرفوا معناه ومغزاه، حتى ظهر الرب لموسى في العليقة، حيث أعلن عن ذاته أنه هو ” يهوه ” الكائن السرمدي وحده الذي لا شريك له، الواجب الوجود الذي لا بُد أن يكون، القائم بذاته، الذي لا يعتمد في وجوده على أحد.

3- يقول الأستاذ جرجس إبراهيم صالح أستاذ العهد القديم ” أن الله حينما أعلن لموسى عن اسمه الممجد (يهوه) لم يكن اسمًا جديدًا ولكنه إعلانًا عن إتمام عهده الذي قطعه مع إبراهيم أب الآباء وأكده لإسحق ويعقوب.. فهو هنا يعلن عن نفسه أنه حافظ العهد وإله العهد ومتمم العهد (تك 15)”(2).

4- يقول ” رولي”.. ” إنه هناك آيات كثيرة في سفر التكوين التي تُعلن أن الله كان معروفًا للآباء باسم الرب (يهوه) وهذا الاسم كان معروفًا لأبرام (تك 15: 2، 8) ولسارة (تك 16: 2) وللابان (تك 24: 31) وأُستخدم بواسطة الملائكة الذين زاروا إبراهيم (تك 18: 14) وزاروا لوط (تك 19: 13) والله أعلن نفسه لإبرام عندما قال له {أنا يهوه} (تك 14: 17) وليعقوب (تك 28: 13)”(3)(4).

5- يقول ” مارتن ” عن الآباء قبل عصر موسى ” هم عرفوا الله باسمه ” يهوه ” ولكن ليس بالسمات الشخصية الخاصة بيهوه.. إن مجال معنى هذه الكلمة يغطي ليس فقط ” الاسم ” ولكنه أيضًا يُشير إلى الصفات المميزة للشيء الذي أُعطي له هذا الاسم، ربما يرمز للسمعة، الشخصية، الكرامة والشهرة”(5)(6).

6- يقول ” رافين“.. ” إن كلمة {ليُعرف} في العهد القديم عادة ما تتضمن فكرة فهم وإدراك، وتعبير {ليعرفوا اسم يهوه} أُستخدم عدة مرات بهذا المعنى، وهو فهم وإدراك الصفة الإلهية المميزة (1 مل 8: 43، مز 9: 11، خر 39: 6، 7) كل هذا يبين معنى أن إبراهيم وإسحق ويعقوب عرفوا الله كالإله القوي، ولكن ليس كإله العهد”(7)(8).

7- يرى ” هيرتز ” الرئيس السابق للحاخامات في لندن في تعليقه على أسفار موسى الخمسة أن النُقَّاد اعتبروا (خر 6: 3) النقطة المحورية التي اعتمدوا عليها لقولهم بأن الآيات التي جاءت في سفر التكوين والخروج – قبل خر 6: 3 – وورد فيها اسم يهوه ترجع إلى مصدر آخر، لأنه في نظرهم أن اسم يهوه لم يكن معروفًا قبل ظهور الرب لموسى، ورد عليهم ” هيرتز ” قائلًا بأن هؤلاء النُقَّاد يجهلون اللغة العبرية، فعندما قال الكتاب عن إسرائيل {سوف يعرفون أن الله هو السيد} فليس معنى هذا أنهم لا يعرفون أن الله هو السيد، ولكن المعنى المقصود أنهم سوف يرون كيف يوفي يهوه بعهده للآباء ويخرج بني إسرائيل من مصر بيد قوية وذراع رفيعة، وهكذا قال الله في سفر أرميا للعائدين من السبي {هآنذا أُعرَّفهم هذه المرة أُعرّفهم يدي وجبروتي فيعرفون أن اسمي يهوه} (أر 16: 21) وهذه العبارة قيلت بعد موسى بمئات السنين، فهل اسم يهوه لم يكن معروفًا لبني إسرائيل إلى هذه اللحظة؟ بالقطع لا، ولكن معنى الآية أنهم سيرون وفاء يهوه إله العهد بوعده، إذ يحرك قلب كورش ملك فارس فيأمر برجوع المسبيين من بابل بعد تمام السبعين سنة، وهي فترة السبي كما سبق وحددها الله، كما أن عبارة {فتعلمون إني أنا الرب (يهوه)} (خر 6: 7، 14، 7: 4، 9، 27،.. إلخ) وردت مرات عديدة في سفر حزقيال، ولم تعني على الإطلاق أن بني إسرائيل حينذاك لم يعرفوا الله باسم يهوه(9)(10).

_____

(1) راجع مدارس النقد والتشكيك جـ 1 ص 141 – 143.

(2) أسماء الله ص 13.

(3) Rowley, GOT, 20 , 21.

(4) أورده جوش مكدويل – برهان يتطلب قرارًا ص 431.

(5) Martin – scap – 17 – 18.

(6) المرجع قبل السابق ص 422.

(7) Raven, OII, 121.

(8) المرجع قبل السابق ص 432.

(9) راجع Hertz , PH , 104.

(10) برهان يتطلب قرارًا ص 432.

هل يوجد تناقض بين قول حواء بعد ولادتها قايين “اقتنيت رجلًا من عند الرب (يهوه)” (تك 4: 1) وبين قول الله لموسى “وأما باسمي (يهوه) فلم أُعرف عندهم” (خر 6: 3)؟