372- كيف ينذر الله آدم بالموت، والموت لم يكن قد عُرف بعد، لأنه جاء نتيجة للخطية؟
ج:
خلق الله الإنسان على قدر كبير من الحكمة والإدراك، وهذا واضح من تسمية آدم لجميع الحيوانات والطيور، ولا بُد أن هذه الأسماء تنم عن صفات أصحابها، فبهذه الحكمة وذاك الإدراك لا بُد أن آدم قد فهم وأدرك أن الموت الناتج من مخالفة الوصية الإلهية يعني الانفصال عن الله، والعودة إلى الأصل وهو التراب.
ويقول قداسة البابا شنودة الثالث ” نحن نعجب من هذه المعرفة التي كانت لآدم.. كيف عرف أن حواء، قد أُخذت من لحمه وعظامه، بينما كان في سبات..؟! هل أخبره الله بما حدث، في ظل علاقة المحبة بينه وبين الله؟ أم كان هذا اللون من المعرفة، من ضمن مواهبه في ذلك الوقت، الذي خُلق فيه بوضع فائق للطبيعة..؟! كما إننا نعجب بآدم إذ أنه أعطى حواء اسمًا له دلالة وله عمق، فسماها امرأة، لأنها من إمرء قد أُخذت، وفيما بعد.. بعد الخطية، حينما ولدت امرأته ابنًا، أعطاها اسمًا آخر ” ودعا آدم اسم إمرأته حواء لأنها أم كل حي” (تك 3: 20) إنها حكمة اتصف بها آدم في إطلاق الأسماء.
ولعله استخدم هذه الحكمة ذاتها في تسمية الحيوانات والطيور وكل ذوات الأنفس الحيَّة.. كان آدم أيضًا يعمل في الجنة ويحفظها (تك 3: 15) فمن أين أوتي آدم هذه المعرفة بشئون كل النباتات الموجودة في الجنة، أتراه أيضًا لون من الكشف الإلهي، أو كانت معرفة آدم من نوع فائق لمعرفتنا؟!”(1).
_____
(1) شخصيات الكتاب المقدَّس 1- آدم وحواء ص 16، 17.