365- قال بعض النُقَّاد أن آدم وحواء وهما في الجنة وسوس لهما الشيطان. ثم تساءلوا: ماذا كان يفعل الشيطان في الجنة؟ وهل الله كافأه على عصيانه فأدخله الجنة، أم أنه دخل بدون علم الله؟
ج:
1- إن فكرة وسوسة الشيطان لآدم وحواء فكرة غير كتابية، لأن سفر التكوين أوضح أن الحيَّة لم تهمس ولم توسوس لحواء، إنما تكلمت معها، حتى أسقطتها، ثم تكلمت حواء مع آدم، فالحيَّة لم تتكلم مع آدم، أما فكرة وسوسة الشيطان لآدم فهي مستمدة من القرآن ” فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم هل أدُلك على شجرة الخلد ومُلك لا يبلى. فأكلا منها فبدت لهما سوءاتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وعصى آدم ربه فغوى” (سورة طه 12، 121، وتكرر المعنى في صورة الأعراف 19 – 22) فما بال الناقد يُهاجم التوراة بما ليس فيها.
2- قبل أن يسقط الشيطان كان ملاكًا في السماء، ولم يكن في جنة عدن، وعندما سقط طُرد من السماء وليس من جنة عدن، فهو مُنع من الرجوع إلى السماء، وعندما غرس الله الجنة وخلق فيها الإنسان، لم يصدر للشيطان أمرًا إلهيًا بعدم الاقتراب من هذه الجنة، إنما سمح الله بتجربة الإنسان، وفي هذا سماح ضمني بدخوله إلى جنة عدن حيث الإنسان، ومن أجل تجربة الإنسان دخل الشيطان إلى هذه الجنة.
3- الشيطان روح وجنة عدن كانت جنة مادية، فالشيطان لم يستفد من دخوله لهذه الجنة، فلم يأكل من ثمارها، ولم يشرب من أنهارها، ولم يتمتع بظلالها، فدخوله الجنة لا يعتبر مكافأة إلهية على عصيانه.
4- عندما يقول أحد أن الشيطان قد أخطأ والرب كافأه، فهو يتهم الله بعدم التمييز، وهذا ما يجب أن يعف عنه اللسان.