هل شجرة الحياة مأخوذة من قصة مبتورة؟
360- هل شجرة الحياة مأخوذة من قصة مبتورة؟
قال ” فولتير ” أن قصة السقوط هي مزيج من روايتين، أحديهما لم يرد فيها إلاَّ شجرة معرفة الخير والشر، والأخرى لم يرد فيها إلاَّ شجرة الحياة، وأن الرب لم يتذكر شجرة الحياة إلاَّ بعد السقوط.. إلخ.
ج:
1- القول بأنه كان هناك قصتان للسقوط، حوت أحدهما شجرة المعرفة والأخرى شجرة الحياة، هو من قبيل القول المُرسَل، لا يعتمد على أي سند كتابي، وقد سبق وناقشنا هذا الموضوع مرارًا وتكرارًا عند حديثنا عن نظرية المصادر(1).
2- يقول الأستاذ رشدي السيسي ” وقد ذهبت العقلانية، ذات الفكر المتعالي، بهذا الباحث (فولتير) إلى حد الانحراف الفكري الصريح، كما هو واضح من قوله غير الكريم {بل أن الرب نفسه لم يتذكر هذه الشجرة (شجرة الحياة) العجيبة، التي تقف بإمكانياتها غير المحدودة، مهملة وسط الجنة إلاَّ بعد أن قضي الأمر وانتهى كل شيء} ثم يتمادى في هذا الفكر المتعالي -القائم على مجرد الافتراض- فيقول {يبدو أن حكاية الشجرتين قد اعتراها بعض الخلط، وأن شجرة الحياة لم تلعب في الحكاية الأصلية هذا الدور المثير السلبي الصرف الذي لعبته هذه الحكاية، ومن ثم فقد اعتقد البعض أنه كان هناك في الأصل حكايتان مختلفتان عن السقوط، حوت في إحديهما شجرة المعرفة على حدة، كما صُورت في الأخرى شجرة الحياة على حدة، وأن كاتبًا مزج بين الحكايتين} وهذه الآراء الرعناء، ومثيلاتها هي الثمرة المرة للفكر العقلاني المتعالي، الذي لا يمكن أن يهتدي إلى الحق، وذلك لأن الحق لا يكشف عن نفسه إلاَّ لمن ينشده بروح متواضعة كما هو الحال مع جميع القديسين، الذين لا تُستغلق على أفهامهم أية عبارة أو معنى مما جاء بالأسفار المقدَّسة”(2).
_____
(1) يرجى الرجوع إلى إجابة السؤال 319.
(2) مجلة الكرازة في 19/9/1975م.