سؤال وجواب

هل ثمار شجرة معرفة الخير والشر كانت مُهلكة في حد ذاتها بغض النظر عن مخالفة الوصية؟

 356- هل ثمار شجرة معرفة الخير والشر كانت مُهلكة في حد ذاتها بغض النظر عن مخالفة الوصية؟

يقول جيمس فريزر ” إن الشجرة المُحرَّمة كانت في الحقيقة شجرة فناء لا شجرة معرفة، وأن مجرد تناول فاكهتها المُهلكة، بغض النظر عن موضوع طاعة الأمر الإلهي أو عصيانه، كان كفيلًا بأن يفضي بالإنسان إلى الموت(1).

ج:

1- لم تكن فاكهة شجرة المعرفة سامة وقاتلة في حد ذاتها، وإلاَّ تعرض الإنسان للموت مباشرة، وإنما جوهر القضية هو طاعة آدم للخالق، وعلامة هذه الطاعة هي البعد عن الأكل من هذه الشجرة.

2- ما معنى الأكل من شجرة معرفة الخير والشر؟ نقول أن الأكل من هذه الشجرة يعني مخالفة الوصية الإلهية، فشجرة المعرفة مثلها مثل أي شجرة عادية، وثمارها مثل أية ثمار أخرى، والأكل من ثمارها لم يكن يمثل أية مشكلة في حد ذاته لو أن الله سمح بالأكل منها، ولكن المشكلة نشأت أساسًا من أن الله نهى الإنسان عن الأكل من هذه الشجرة، فمعنى الأكل منها هو مخالفة الوصية الإلهية، وعندما أكل الإنسان من الشجرة كان يطمع في أن يصير مثل الله، مصدقًا كلام الحيَّة ” يوم تأكلان منه تتفتح أعينكما وتكونان كالله” (تك 3: 5)..

حقًا إنه قبل أن يأكل الإنسان من هذه الشجرة لم يكن يعرف إلاَّ الخير والصلاح فقط، ولكن عندما خالف الوصية الإلهية انفتحت عيناه على جحيم الشر، فحقيقة أن الخير كل الخير كان في طاعة الوصية، والشر كل الشر في مخالفتها، والأمر العجيب أن الإنسان أراد أن يرتفع إلى مرتبة الله فسقط وتحطمت آماله وعاش في تعاسة ما بعدها تعاسة والنهاية الموت الأبدي. أما الله في ملء الزمان فقد تنازل إلى مرتبة الإنسان، وأخرجه من ورطته، ورفعه إلى الملكوت السمائي.

_____

(1) ترجمة د. نبيلة إبراهيم – الفولكلور جـ 1 ص 146.

هل ثمار شجرة معرفة الخير والشر كانت مُهلكة في حد ذاتها بغض النظر عن مخالفة الوصية؟