352- “وكان كلاهما عريانين آدم وامرأته وهما لا يخجلان” (تك 2: 25) فهل العري علامة الكمال؟
يقول ” ليوتاكسل”.. ” يفيدنا الشارحون الأتقياء هنا، بأن ذلك العري هو علامة الكمال الأخلاقي، كما يرى اللاهوتيون، فإن هذا ينسحب أيضًا على بشر الثقافات البدائية كلها.. إن البرد هو الذي أرغم الناس على ارتداء الملابس، ولم يعش الناس عراة إلاَّ في المناطق الحارة. أضف إلى ذلك، أنه عندما يكون كلهم عرايا، لا يخجل من العري أحد“(1).
ج:
قبل أن يسقط آدم في الخطية كان يعيش في بساطة وطهارة كاملة وقداسة عظيمة، فكان يعيش مع زوجته عريانين، دون أن يشعر أحدهما بالخجل، ولم يتطرق إلى أحدهما قط فكر الشهوة الجنسية، أما بعد السقوط فقد فسدت الطبيعة البشرية وتلوث الفكر، وبدأ الإنسان يشعر بالخجل، فشتان بين العري قبل السقوط وبعده، فقبل السقوط كان يعتبر دليلًا على حياة الطهارة الكاملة، أما بعد السقوط فأصبح العري علامة خجل وعار، ولذلك يهتم الإنسان بستر عورته بغض النظر عن الطقس إذا كان حارًا أو باردًا. وبعد القيامة تتغير أجسادنا إلى أجساد ممجدة، نعيش في برارة كاملة، لا نحتاج إلى ملابس، ولن نعاني من خجل أو عار، لكننا نكون كملائكة الله.
_____
(1) التوراة كتاب مقدَّس أو جميع من الأساطير ص 19.