Site icon فريق اللاهوت الدفاعي

مادام الله روح، فكيف يمسك الطين وينفخ فيه ليخلق الإنسان؟

 347- مادام الله روح، فكيف يمسك الطين وينفخ فيه ليخلق الإنسان؟

يقول ” ليوتاكسل“.. ” ثم أخذ يهوه قبضة تراب رطب، وشرع يصنع منها إنسانًا، ولكن هل يستقيم بعد هذا، قولنا: أن الله روح فقط، وليس له يدان؟ وتقول التوراة أيضًا أن يهوه بعد أن صنع الإنسان {نفخ في أنفه نسمة حياة فصار آدم نفسًا حيَّة} (تك 2: 7)”(1).

ج:

1- هل رأى ” ليوتاكسل ” الله وهو يأخذ قبضة تراب؟ وهل تأمل في هذا التراب فوجده ترابًا رطبًا؟ وهل رأى الله، فإذ هو روح بلا يدين..؟ كل ما جاء في سفر التكوين هو “وجبل الرب الإله آدم ترابًا من الأرض ونفخ في أنفه نسمة حياة. فصار آدم نفسًا حيَّة” (تك 2: 7) ونحن نعترف أن الله قادر على كل شيء، أما ليوتاكسل فيظن أن الله روح بلا قدرة، فإنه يعجز عن أن يقبض على كتلة من تراب الأرض.

2- لقد استخدم الوحي الإلهي ألفاظًا بشرية، لكيما يعيننا على فهم محبة الله، إذ أهتم بذاته بأن يخلقنا على صورته ومثاله، ولم يخلقنا بكلمة كن، إنما نحن عمل يديه. استخدم الله الألفاظ البشرية لينقل لنا المعاني الروحية، وعندما أراد الله أن يعبر لنا عن قدرته، قال بلسان إشعياء النبي “من كال بكفه المياه وقاس السموات بالشبر. وكال بالكيل تراب الأرض ووزن الجبال بالقبان والآكام بالميزان” (أش 40: 12) أما الجسديون فيقفون عند حد التساؤل: كيف يكيل الله المياه بكفه؟ وكيف يقيس السموات بشبره؟ وكيف يزن الجبال بالقبان؟ كل هذا وهو لا يملك يدان!!

3- وإن كنت أعجب من ليوتاكسل وأفكاره الشيطانية، فإنني أتعجب بالأكثر من الأخوة النُقَّاد المسلمين الذين يحملون فكره، ويتجاهلون أن ما ينتقدونه هو من صميم عقيدتهم.. ألم يأتي في القرآن أن الله خلق الإنسان من الطين (سورة الأنعام 2؛ سورة الأعراف 12؛ سورة الحج 50. إلخ).. ألم يأتي في القرآن “وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ. فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي..” (سورة الحجر 28، 29) وبعد هذا يتساءلون: كيف يمسك الله بيديه الطين؟! وكيف ينفخ وهو روح بلا جسد؟!!

_____

(1) التوراة كتاب مقدَّس أم جمع من الأساطير ص 11.

مادام الله روح، فكيف يمسك الطين وينفخ فيه ليخلق الإنسان؟

Exit mobile version