335- جاء في سفر التكوين “في البدء خلق الله السموات” (تك 1: 1) وبعد أن فصل الله بين مياه ومياه “دعا الله الجَلد سماء” (تك 1: 8) فهل خلق الله السماء مرتين؟ | هل خلق الله سماء واحدة أم سماوات؟
يقول الأب سهيل قاشا ” على أن القراءة المتأنية لنص التكوين التوراتي تظهر لنا تناقضًا واضحًا في أحداثه، ففي البدء خلق الرب السموات والأرض، ثم نجده يخلقهما مرة ثانية بفصل المياه عن بعضها..”(1).
ب – هل خلق الله سماء واحدة أم سماوات؟
فقد ورد في بعض الترجمات (مثل Webster 1822، وKJV، وVulgat) أن الله خلق سماء (بالمفرد)، وورد في بعض الترجمات (مثل World eng، وRSV، وNLT) أن الله خلق سموات (بالجمع).
ج:
أ – بالنسبة للجزئية الأولى من السؤال نقول:
1- لماذا يدَّعي الأب سهيل قاشا أن ما جاء في (تك 1: 8) يعتبر تناقض واضح مع ما جاء في (تك 1: 1)؟! هل جاء في أحد الشاهدين أن الله خلق السموات، وفي الأخرى نفى ذلك وصرَّح بأن الله لم يخلق السموات..؟! طبعًا هذا لم يحدث، فلماذا لم يقل الأب سهيل أنه يبدو أن هناك تكرارًا بدلًا من أن يكون هناك تناقضًا؟! والحقيقة أنه لا يوجد لا تناقض ولا تكرار.
2- عندما قال الكتاب ” ودعا الله الجَلد سماء” (تك 1: 8) فالمقصود بالسماء الغلاف الجوي سماء الطيور، بينما هناك سموات أخرى مثل سماء الأفلاك، والسماء الثالثة التي هي الفردوس، وسماء السموات، وكل هذه السموات جاء ذكرها في الآية الأولى عندما قال الكتاب ” في البدء خلق الله السموات ” ويدخل تحت بند خلق السموات أيضًا خلق كل الطغمات الملائكية، وكل الأجرام السمائية.
3- يقول تشارلس ماكنتوش ” أما ما هو الجَلد؟ فهو أولًا ليس شيئًا مبسوطًا نظير السقف كما جاء في الأساطير اليونانية، بل هو امتداد في الفضاء، غلاف أو حزام زوده الله بكل ما يلزم لصون النباتات والحيوانات والناس.. هكذا أعدَّ الله هذا الغلاف الجوي لصون الحياة، فبعد أن تنازل وأمر بإشراق النور في اليوم الأول، تنازل أيضًا وعمل الجَلد، السموات الجوية التي لا بُد منها للضوء والصوت والكهربية في خدمة الحياة للنبات والحيوان ” ودعا الله الجَلد سماء ” فالجَلد هو سماء الأرض، وليس سموات العدد الأول من إصحاحنا (تك 1: 1) بصفة مطلقة، بل هي السماء التي يطير فيها الطير”(2).
ب- بالنسبة للجزئية الثانية من السؤال نقول:
أنه سبق الإجابة على هذا التساؤل(5)، كما يقول الأستاذ معوض حنا معوض حنا(3) “بالرجوع إلى النص الأصلي أي النص العبري نجد الآية الأولى من سفر التكوين جاءت {بيرشيت بارا ايلوهيم إت هاشمايم فيئيت ها آرتس ” أي {في البدء خلق الله (من صيغة الجمع) السموات (هاشمايم) والأرض} فكلمة هاشمايم تتكون من مقطعين أولهما ” هاشما ” أي سما، والثانية ” يم ” أداة الجمع في اللغة العبرية. إذًا أصل الآية سموات وليس سماء”(4).
_____
(1) أثر الكتابات البابلية في المدوَّنات التوراتية ص 146.
(2) تفسير الكتاب المقدَّس – شرح سفر التكوين ص 24، 25.
(3) إكليريكية طنطا.
(4) من إجابات أسئلة سفر التكوين.
(5) فيرجى الرجوع إلى مدارس النقد جـ 3 إجابة السؤال 167.