Site icon فريق اللاهوت الدفاعي

هل خلق الله العالم والبشر، والملائكة ليسلي وحدته لأنه شعر بالملل؟

 334- هل خلق الله العالم والبشر، والملائكة ليسلي وحدته لأنه شعر بالملل؟

يقول ” ليوتاكسل ” ساخرًا من خلقة العالم ” وكان (الوهيم) قد أحس ملللًا قاتلًا في خرابه الكوني، وأطلقت التوراة على هذا الخراب الكوني اسم ” توغو بوغو ” [خربة وخالية] وهو تعبير معناه بتصرف ” لا قاع ولا سقف ” وبما أن الأزل يمتد امتدادًا لا نهائيا، فإننا نعتقد أن ملل ” الوهيم ” امتد ملايين، لا بل مليارات القرون، ولكن فكرة لمعت في ذهنه، فيما أنه هو الله الكلي القدرة، إذًا، لماذا يضني نفسه ملللًا وسآمة، لماذا لا يفعل شيئًا ما، وهكذا قرر.. يهوه أن يطلق قدراته الإبداعية”(1).

ويعتقد ليوتاكسل أن الله خلق الملائكة بعد خلقه البشر، لأنه شعر بالوحدة، فيقول ساخرًا ” فحسب تعاليم اللاهوت المسيحي، أن سيد السماء (الله) قال لنفسه يومًا: لا يليق بي وأنا الكلي القدرة، أن أقف عند خلق السماء والأرض فقط، وبما أنني عمرت الأرض بالبشر، فلماذا لا أُعمر السماء أيضًا؟ وفي يوم من الأيام رأينا، أن يهوه ضاق ذرعًا بالخراب الكوني، وها هو يضيق الآن ذرعًا بالعيش وحيدًا في الجنة، وبما أنه كان ماهرًا في صنع كل ما يخطر بالبال من أشياء مسلية، وكائنات حية، فقد خلق لنفسه الملائكة، ولم يكن لهؤلاء إلاَّ مهمة واحدة هي، خلق جو من المرح يمنع تسرب الملل إلى نفس (يهوه). ثم أعدَّ يهوه لنفسه عرشًا يجلس فوقه أثناء قيادته الاجتماعية السماويَّة، ولكي يروّح الملائكة عن نفس السيد يهوه، فأنهم لا يتوقفون عن الغناء، وبما أنهم مخلوقات خارقة، فهم لا يتعبون”(2).

ج:

1- الله كامل في ذاته متكامل في صفاته، ليس في حاجة على الإطلاق لأي كائن، وقد خلق الملائكة والبشر من جوده ومحبته، فسواء الملائكة أو البشر فكلاهما نتاج المحبة الإلهية، ولم يخلق لا الملائكة ولا البشر قط من أجل تسبيح الله الخالق وتمجيده، لأننا لو قلنا هذا، فمعنى هذا أن الله كان ينقصه شيئًا وهو تسبيح الملائكة أو البشر وعباداتهم، ولكن الحقيقة أن الله كمال مطلق لم، ولا، ولن ينقصه شيء قط من الأزل وإلى الأبد.. ” من أجل الصلاح وحده مما لم يكن كونت الإنسان، وجعلته في فردوس النعيم”.. ” خلقتني إنسانًا كمحب للبشر، ولم تكن أنت محتاجًا إلى عبوديتي، بل أنا المحتاج إلى ربوبيتك، من أجل تعطفاتك الجزيلة كونتني إذ لم أكن” (القداس الغريغوري).

2- مرجعنا في الأمور اللاهوتية هو الكتاب المقدَّس الموحى به من الله، فليقل لنا ” ليوتاكسل ” ما هي الآيات التي اعتمد عليها، أو استشف منها، اتهاماته الباطلة بأن الله قد أُصيب بالضجر والملل فخلق الملائكة والبشر للتسلية..؟ إن الحجة التي اعتمد عليها ” ليوتاكسل ” هي قوله ” إننا نعتقد”.. إذًا هذه اعتقادات ليوتاكسل الخاصة، وهي تخيلات مريضة نابعة من قلب مريض جاحد، لا يهاب الله، وعقل، هو أداة في يد الشيطان.

3- سقط ليوتاكسل في عدة أخطاء رهيبة مثل التطاول على الذات الإلهية.. مسكين مثل هذا الإنسان الذي نطق بلسان الشيطان، فعندما يقف أمام كرسي المسيح المرهوب المملوء مجدًا، فبأي وجه سيقف؟! هل سيقول للجبال أسقطي عليَّ وللآكام غطيني..؟!! نحن نصلي من أجل هؤلاء ليفتح الله عيون أذهانهم ليدركوا الحقيقة جلية قبل فوات الأوان، وأيضًا من ضمن أخطاء ليوتاكسل اعتقاده بأن الله خلق الملائكة بعد خلق البشر، والحقيقة أنه الله خلق الملائكة قبل البشر، وقد جازت الملائكة في اختبار فثبت منهم من ثبت، وسقط بعضهم فصاروا مصدر الشر في الكون.

4- إن كنت لا أتعجب من إنسان مُلحد مثل يوتاكسل، لكنني أتعجب جدًا من المترجم والناشر “حسان ميخائيل إسحق”، وبعض الكتَّاب الذين يستشهدن بأقوال ليوتاكسل مثل السيد سلامة غنمي في كتابه “التوراة والأناجيل بين التناقض والأساطير” لأنهم يتبنون وجهات نظر إلحادية، ضد ما يعتقدون به، فهل الإنسان يتنكر لعقيدته من أجل الهجوم على دين الآخر؟!!

_____

(1) ترجمة حسان ميخائيل إسحق – التوراة كتاب مقدَّس أم جمع من الأساطير ص 5.

(2) التوراة كتاب مقدَّس أم جمع من الأساطير ص 52.

هل خلق الله العالم والبشر، والملائكة ليسلي وحدته لأنه شعر بالملل؟

Exit mobile version