ما هو رأي علم الآثار في قول النُقَّاد بأن برج بابل خرافة؟
326- ما هو رأي علم الآثار في قول النُقَّاد بأن برج بابل خرافة؟
ج:
1- اكتشف ” جورج سميث ” شكلًا هرميًا نقش عليه بالخط المسماري ما ترجمته ” البناء الأكبر لنبوخذ نصر ملك بابل الأول.. الطلل الأكبر الذي في بابل أنا بنيته وهيأته وقد رفعت رأسه إلى العلاء بالقرميد المغشى بالنحاس.. بناه ملك قديم لكنه لم يتم رأسه، فتركه الناس منذ أيام الطوفان متكلمين كلامًا مشوشًا، وزلازل الأرض والرعود زعزعت اللبن وشققت الأجر المستوي الملبس به البناء، فتهدم اللبن وتكون منه تلال، فألهم مردوخ قلبي لأجدد بناءه.. وكذلك أعدت تشييد ما كان، ووصف هيرودت (460 ق. م.) هذا البناء بقوله {إنه مؤلف من سبعة بروج الواحد مبني فوق الآخر بدرجات ضخمة كل درجة محصورة عما تحتها.. وفي أعلاه مزار مقدَّس لنبو}“(1) لقد بلغ ارتفاع الطوابق السبع 288 قدمًا، وأُستخدم في بنائه نحو 58 مليون طوبة.
2- في سنة 1876م أُكتشف في بابل القديمة لوح عُرِف باسم ” أيزاجيلا ” Esagila فترجمه ” جورج سميث ” ووجد أن تاريخه يرجع إلى 229 ق.م.، وهو محفوظ الآن في متحف اللوفر(2)(3) كما يقول قليني نجيب ” أسفرت أعمال الحفر التي أُجريت من عام 1899 – 1917 م عن اكتشاف سور مدينة بابل القديمة.. وهو ما يوافق وصف الأنبياء لها (بابل العظيمة) وعُثر بها على أطلال ألف معبد، ويعد معبد أيزاجيلا أعظمها ويرجع تاريخ إنشاءه إلى ألفي سنة قبل الميلاد، وقد وُجِد به برج يبلغ ارتفاعه 90 مترًا، ويعتقد إنه برج بابل الشهير، وربما تعرض للترميم وإعادة البناء“(4)(5).
3- لقد كانت هناك لغة واحدة للعالم كله، فيقول جوش مكدويل ” هناك أدلة قوية الآن تؤكد أن العالم كان يتكلم بلغة واحدة في يوم من الأيام، والأدب السومري يشير إلى ذلك كثيرًا، كما يعتبر اللغويون أن هذه النظرية لها فائدة كبرى في تصنيف اللغات“(6).
4- كشفت الآثار عن لوحة يظهر فيها بناء البرج كتعليمات ” نانات ” إلهة القمر، ولوحة أخرى تسجل غضب الإلهة على هذا العمل، فيقول جوش مكدويل ” ماذا عن البرج والبلبلة التي حدثت عند برج بابل؟ (تك 11). علماء الآثار اكتشفوا أن الملك ” أور – نامو ” ملك ” أور ” منذ سنة 2044 – 2007 ق.م. اعتقد أن هناك أوامر صدرت له لبناء زيجورات عظيم (معبد على هيئة برج) كمظهر عبادة لإلهة القمر نانات، ويسجل لنا أحد الأعمدة الحجرية الذي يبلغ عرضه خمسة أقدام وطوله عشرة أقدام نوعية عمل الملك ” أور – نامو ” حيث توجد عليه لوحة تبين هذا الملك وهو جالس وبين يديه سلة بها طين ليبدأ بها بناء البرج العظيم، وهذا يوضح أيضًا مدى خضوعه للإلهة حيث يبدو في مظهر العالِم البسيط. وقد عُثر أيضًا على لوحة مكتوب عليها إن إنشاء البرج قد أغضب الإلهة، لذا قامت الإلهة (نانات) ببعثرة وتدمير ما بناه هؤلاء العمال، وجعلوا كلامهم غريبًا، وهذا مشابه بشكل مدهش لما ورد في الكتاب المقدَّس“(7).
_____
(1) أورده قليني نجيب – الكتاب المقدَّس بين التاريخ والآثار ص 7.
(2) Jacques Vicari – La Tour de Babel.
(3) راجع الكتاب المقدَّس بين التاريخ والآثار ص 6.
(4) Jean Pettero La Mesopatamile p. , 93.
(5) أورده قليني نجيب – الكتاب المقدَّس بين التاريخ والآثار ص 6، 7.
(6) برهان يتطلب قرارًا ص 346.
(7) المرجع السابق ص346.