ما معنى كلمة “توراة”، و”أبو كريفا”، و”بيبليا”؟
312- ما معنى كلمة “توراة”، و”أبو كريفا”، و”بيبليا”؟
ج:
1- كلمة ” توراة “ Tourah كلمة عبرية من أصل ” يراه ” Yurah ومعناها الحرفي ” يرمي أو يوجه ” فمعنى التوراة التعليم أو الإرشاد، والمعنى العام هو الشريعة أو الوصية أو الناموس، وتشمل التوراة أسفار موسى الخمسة، ودُعيت في اليونانية “البنتاتوكس” Pentateuck أي الأسفار الخمسة (تكوين – خروج – لاويين – عدد – تثنية) ودعي سفر التكوين في العبرية كما رأينا ” بيراشيت “ ويعني ” في البدء”، كما دعي سفر الخروج في العبرية “شموت” أي ” الأسماء”، وسفر اللاويين ” ويقرا “ أي “ودعا”، وسفر العدد ” بمدبر” (أو ويدبر) أي ” في البرية”، وسفر التثنية ” دبريم “ أي ” هذا هو الكلام ” أما “النتراتوكس” فتعني الأسفار الأربعة الأولى من التكوين للعدد، و“الهكساتوكس” تعني الأسفار الستة الأولى من التكوين ليشوع، و” الهبتاتوكس “ تعني الأسفار السبعة الأولى من التكوين للقضاة.
2- كلمة “أبو كريفا” أطلقها علماء اليهود والمسيحيون على:
أ – الأمور الغامضة التي لا يدركها إلاَّ العلماء.
ب- الحقائق التي لا يُعرف أصلها تمامًا.
جـ- الأسفار التي تشمل على أمور كأنها خفية مثل الأسفار الرؤوية.
وفي أواخر القرن الثاني الميلادي أصبحت كلمة ” أبو كريفا ” مرادفة لكلمة باطل أو مُزوَر، ولذلك رفضت الكنيسة الأرثوذكسية والكاثوليكية دعوة الأسفار السبعة التي حذفها البروتستانت باسم أبو كريفا. إنما يطلقانها على الأسفار غير القانونية التي لم يُوحى بها.
3- كلمة ” بيبليا ” Biblia كلمة يونانية مشتقة من Biblos الاسم الذي يُطلق على ورق البردي بالإنجليزية، وكانت تُترجم إلى كلمة ” كُتب”، ومنذ القرن الثالث عشر بدأت تترجم على أنها ” كتاب”، ثم عُرفت البيبليا على أنها ” كلمة الله في لغة الإنسان”(1) أو ” كلمة الله المُعبَّر عنها بلغة بشرية”(2). وتعتبر البيبليا التسمية الغربية للكتاب المقدَّس(3).
ويقول الكاردينال ” جوزيف راتزنجر ” في تقديمه لرسالة ” تفسير البيبليا في الكنيسة”.. ” تستمد كلمة البيبليا أصلها من ماض واقعي، وبالأخص من أزلية الله. ترشدنا كلمة البيبليا إلى أزلية الله، ولكنها تفعل ذلك عبر الزمن، بماضيه وحاضره ومستقبله”(4).
ويرى الأخوة الكاثوليك أن التفاسير التقليدية الخالية من روح النقد (للنص الكتابي) لا تعتبر الآن كافية. ” أما الدراسات البيبلية فتنظر للنصوص المقدَّسة بعين متطورة، وتأخذ في حساباتها النظرات الفلسفية والعلمية والنفسية والاجتماعية والسياسية، ولكن الآراء اختلفت بشأن هذه الدراسات البيبلية، فبينما رآها البعض مصدر غني، رآها آخرون أنها مصدر تشكيك في كلمة الله، فقالوا إن ” هذه التعددية في الطرق والمقارنات (التي تدعو إليها الدراسات البيبلية) اعتبرها البعض مصدر غني، كما رأى فيها الآخرون ملامح بلبلة كبيرة، هذه البلبلة.. تقدم حججًا جديدة لصالح خصوم التفسير العلمي.. (الذي يرون) أن لا فائدة من إخضاع النصوص البيبلية لمستلزمات الطرق العلمية، بل بالعكس فهناك خسارة كبرى، ويشيرون إلى أن التفسير العلمي يؤدي إلى الارتباك والشك حول نقاط كثيرة، كانت مقبولة حتى الآن بطمأنينة، كما يدفع مفسرين كثيرين إلى اتخاذ مواقف مناقضة لإيمان الكنيسة، حول مسائل هامة مثل الحبل البتولي بيسوع وعجائبه، وحتى قيامته والوهيته.
والتفسير العلمي وإن لم يؤد حتمًا إلى مثل هذه السلبيات يتميز في نظر أولئك المفسرين بعقمه في تطوُّر الحياة المسيحية، فهو بدلًا أن يوطد الطريق ويسهلها للوصول إلى ينابيع كلمة الله الحيَّة، يحوّل البيبليا إلى كتاب مُغلق، شائك التفسير..”(5) وفي نيسان 1993م أصدر البابا بولس الثاني رسالته ” تفسير البيبليا في الكنيسة ” ليشجع على الدراسات البيبلية.
وننتهز هذه الفرصة للتعرف على بعض المصطلحات الأخرى المرتبطة بالكتاب المقدَّس:
4- المونوتاوية: أي التوحيد والاعتراف بالله الواحد.
5- المونولاتريا: أي عبادة إله فوق سائر الآلهة.
6- الهينوتاوية: أي قبول يهوه الإله الواحد ومعه آلهة أخرى.
7- الأنتروبومورفية: أي تشبه الله بالإنسان، فيكون له الصفات البشرية.
8- المونوجينية: أي وحدة الأصل البشري، فلا يوجد غير أب واحد وهو آدم وأم واحدة هي حواء.
9- البوليجينية: أي تعدد الأصل البشري، فيوجد آباء كثيرين للبشرية كان آدم واحدًا منهم، وكذلك كانت توجد أمهات كثيرات كانت حواء واحدة منهن.
10- الأركيولوجي: أي علم الآثار.
11- الكرونولوجي: (أو الكرونولوجيا) أي علم الأزمنة والأوقات التي تتناول تسلسل الأحداث التاريخية، ويقول الأب سهيل قاشا “فمن الأقوال المأثورة في جامعة فرنسا أن الجغرافيا والكرونولوجيا هما عكازتا التاريخ”(6).
_____
(1) التفسير البيبلي في الكنيسة – المركز البيبلي الرعائي ص 19.
(2) المرجع السابق ص 36.
(3) بولس الفغالي – تعرَّف إلى العهد القديم مع الآباء والأنبياء.
(4) المرجع قبل السابق ص 10.
(5) التفسير البيبلي في الكنيسة – المركز البيبلي الرعائي ص 14.
(6) التوراة البابلية ص 16.