Site icon فريق اللاهوت الدفاعي

هل أخذ سفر التكوين قصة يوسف من الأساطير والروايات الشعبية؟

 306- هل أخذ سفر التكوين قصة يوسف من الأساطير والروايات الشعبية؟

يرى الخوري بولس الفغالي أن قصة يوسف مع امرأة فوطيفار مقتبسة من أسطورة أنفو (إنوبيس) وباطا (باتا) المصرية، فقد أستعبد أنفو أخيه الأصغر باطا، وفي يوم غاب أنفو عن بيته، فحاولت زوجته أن تسقط أخيه باطا في الخطية، ولكن باطا رفض وهرب من البيت تاركًا معطفه، فاتهمته بمحاولة التغرير بها، فترك مصر وهرب إلى لبنان، وهناك مات، ولكنه قام ثانية وجاء وملك على مصر(1).

ونفس الفكرة قال بها “جيمس هنري برستيد James Henry Breasted ” فقال “ومن الحقائق المدهشة أن هذه الحادثة التي توَّجت القصة كلها بتاج الفخار، مستقاة من قصة مصرية قديمة شعبية كانت -لا بد- قد انتشرت في فلسطين الكنعانية حيث سمع بها ذلك الكاتب الموهوب الذي ألف قصة يوسف، وهذه القصة المصرية تعرف الآن عادة بقصة الأخوين”(2).

ويعرض “جيمس ريتشارد “ أسطورة الأخوين “أنوبيس ” Anubis الأخ الأكبر و”باتا” Bata شقيقه الأصغر، وهما من أسماء الآلهة المصرية، وكان باتا الشاب القاصر يعيش مع أخيه وزوجته، وكان باتا طيبًا وناضجًا فلذلك كانت فيه قوة الإله، وكان يقوم بأعمال الرعي والحقل، وينام في الحظيرة مع الماشية. وفي ذات يوم خرج باتا مع أخيه ليحرثا الأرض ويزرعانها، فلم تكفي البذور التي معهما، فأرسله أنوبيس للمنزل ليحضر بعض البذور، وعندما وصل باتا المنزل وجد زوجة أخيه تُمشط شعرها، فطلب منها البذور فقالت له: اذهب وافتح الصومعة وخذ ما تريد. لا تجعلني أترك تمشيط شعري دون أن ينتهي. فذهب باتا وأخذ ثلاثة أكياس من القمح وكيسين من الشعير، ورأته زوجة أخيه فأُعجبت بقوته، وأرادت أن تعرفه كما تعرف المرأة رجلها، فأمسكت به وأغرته بأنها ستصنع له ملابس رقيقة، فصار باتا كالفهد الهائج حتى أنها ارتعبت، وصرخ فيها: انظري الآن- أنت لي كأم، وزوجك لي كوالد لأنه- كونه أكبر مني- هو الذي تولى تربيتي. ما هذه الجريمة الكبرى التي تتلفظين بها..؟ لا تتلفظين بها إلَّي مرة أخرى. سوف لا أرويها إلى أي شخص، وسوف لا أدعها تخرج من فمي إلى أي رجل، وعاد باتا إلى الحقل ليعمل مع أخيه.

_____

(1) راجع المدخل إلى الكتاب المقدس جـ 1 ص 426.

(2) ترجمة د. سليم حسن- فجر الضمير ص 383.

(3) راجع جيمس ريتشارد- ترجمة د. عبد الحميد زايد- نصوص الشرق الأدنى القديمة المتعلقة بالعهد القديم جـ 1 ص 97- 100.

(4) ترجمة د. محمد مخلوف – الأسطورة والحقيقة في القصص التوراتية ص 81، 82.

(5) الأسطورة والتراث ص 79، 80.

(6) خبايا التوراة وأسرار شعب إسرائيل ص 168، 169.

(7) الفولكلور في العهد القديم جـ 2 ص 250.

(8) ترجمة د. محمد مخلوف- الأسطورة والحقيقة في القصص التوراتية ص 83.

(9) المرجع السابق ص 89.

(10) ترجمة د. محمد مخلوف- الأسطورة والحقيقة في القصص التوراتية ص 87- 89.

(11) ترجمة د. عبد الحميد زايد- نصوص الشرق الأدنى القديمة المتعلقة بالعهد القديم ص 114.

(12) راجع جون ألدر- ترجمة د. عزت زكي- الأحجار تتكلم ص 59، 60.

هل أخذ سفر التكوين قصة يوسف من الأساطير والروايات الشعبية؟

Exit mobile version