إنتاج الأكسجين المتواصل أكسيد الحياة
259- من الذي رتب لنا إنتاج الأكسجين المتواصل أكسيد الحياة؟
ج: لم يستخدم الإنسان أجهزة الطاقة الشمسية التي تحوُّل الطاقة الشمسية إلى طاقة كهربائية أو كيميائية أو حرارية.. إلخ
إلاَّ في العصر الحديث، بينما تقوم الخلايا النباتية بهذه العملية منذ بدء الخليقة لتأخذ غذاءها وتنتج لنا الأكسجين، فحبيبات اليخضور (الكلوروفيل) التي توجد في الخلايا النباتية والتي تُكسبها اللون الأخضر لا تُرى بالعين المجردة، وهي التي تقوم بتحويل الطاقة الشمسية إلى طاقة كيميائية وتخزنها كمواد عضوية، فآلاف الأصباغ الموجودة داخل حبيبات الكلوروفيل تستجيب لضوء الشمس، حتى تُعتَبر الخلايا النباتية مصانع صغيرة تقوم بعملها بلا توقف، لكيما تنتج لنا الأكسجين، وتحافظ على درجة حرارة الأرض.
أما دورة الغذاء وإنتاج الأكسجين في النظام البيئي البحري فإنها تدعو للعجب، ويمكن تلخيصها في النقاط الآتية:
1- عندما يخترق الضوء ماء البحر، فالإشعاعات الضوئية ذات الموجات الطويلة كالأشعة تحت الحمراء تُمتص في الطبقات العليا، بينما تنفذ الموجات القصيرة كالأشعة الزرقاء والبنفسجية إلى عمق أكبر.
2- تعيش كائنات الهائمات النباتية (البلانكتون) في المائة متر العليا من مياه البحار والمحيطات، وهي كائنات حيَّة مجهرية هائمة تدفعها التيارات والرياح، وهذه الكائنات تمتص الطاقة الضوئية والأملاح المغذية وتنتج المواد العضوية المُعقَّدة مثل السكريات والبروتين والدهون، وذلك عن طريق عملية التمثيل الكلورفيللي أو البناء الضوئي على الوجه التالي:
ثاني أكسيد الكربون + ماء طاقة شمسية مواد كربوهيداتية + كلوروفيل (يخضور)
أكسجين
وهذه العملية تنتج لنا 75 % من كمية الأكسجين الموجودة في الغلاف الجوي، ولذلك تدعى هذه الكائنات بـ”مولدات الغذاء”.
3- يتغذى على البلانكتون النباتي كائنات أكبر حجمًا تُسمى الهائمات الحيوانية (البلانكتون الحيواني Zooplankton) وهذه تعيش في عمق يتراوح بين مائة ومائتين مترًا من السطح.
4- تتغذى الأسماك والقشريات مثل الجمبري على الزوبلانكتون (البلانكتون الحيواني) والبلانكتون النباتي، بالإضافة إلى أن الأسماك الكبيرة تلتهم الأسماك الصغيرة.
5- عند موت الأسماك، والبلانكتون النباتي، والحيواني تتحلل بفعل البكتريا من مواد عضوية معقدة إلى مواد غير عضوية بسيطة مثل الأملاح والنترات والفوسفات، وتترسب في قاع البحر.
6- تحمل التيارات الصاعدة الأملاح من القاع إلى طبقات السطح العليا لتمتصها كائنات البلانكتون النباتي، وهلم جرا(1)..
_____
(1) راجع د. أنور عبد العليم – قصة الحياة ونشأتها على الأرض ص 34 – 38.