قال التطوريون أن الأعضاء الأثرية (الضامرة) تثبت قصة التطور
241- قال التطوُّريون أن الأعضاء الأثرية (الضامرة) تثبت قصة التطوُّر
سادسًا: الأعضاء الأثرية (الضامرة) في الإنسان
س241: قال التطوُّريون أن الأعضاء الأثرية (الضامرة) تثبت قصة التطوُّر، وذكروا من هذه الأعضاء:
أ – الزائدة الدودية، فهي كبيرة في آكلات العشب، وضامرة في آكلات اللحوم.
ب- عظمة العجز (الفقرات العصعصية) فهي متطورة في الحيوانات ذات الذيول وضامرة في الإنسان.
جـ- الغدد الدرقية، والنخامية، والصماء.
د – عضلات الأذن، وهي متطورة في الكلب والحصان، وقادرة على تحريك صوان الأذن، بينما هي ضامرة في الإنسان، فلا يستطيع الإنسان تحريك صوان الأذن.
هـ- الشعر الذي يغطي بعض الأجزاء من جسم الإنسان، وضرس العقل، وحلمة الثدي لدى الرجال.
و – طائر ” كيوي ” في نيوزيلاندا لديه عظمة الجناح دون أن يكون له جناحين، فقالوا أنه تطوَّر عن الطائر العادي ذو الجناح.
وفي سنة 1902م ذكر “ويدرشيم” الألماني نحو مائة عضو ونسيج في الجسم البشري، واعتبرها أعضاء أثرية، وقد ظن أن لا فائدة لها، وقال البعض أن هناك أعضاء ضامرة في بعض الحيوانات تشهد بتطورها من كائنات أدنى..
فهل الأعضاء الأثرية تُعدُّ دليلًا على التطوُّر؟
ج: لا تعد الأعضاء الأثرية دليلًا على التطوُّر للأسباب الآتية:
1- الزائدة الدودية التي تجدها كاملة في الحيوانات آكلة الأعشاب مثل الأرانب، وتجدها صغيرة في الحيوانات آكلة اللحوم مثل القطط ومتوسطة في الإنسان لأنه يجمع بين أكل العشب واللحوم، وقد ظن التطوُّريون أن هذه الزائدة بلا فائدة، ولكن اتضح أنها تساعد بإفرازاتها على هضم المواد السيلولوزية، كما أن لها صلة ببكتريا الأمعاء، وأيضًا لها دور فعَّال في محاربة الجسم ضد الجراثيم، ولا ننسى أن الإنسان عاش نباتيًا لفترات طويلة منذ خلقته وحتى الطوفان.
بل أن العلماء قد اكتشفوا أن الزائدة الدودية لا توجد مكتملة في بعض أنواع القردة التي زعموا أنها سلف الإنسان.
2- عظمة العجز (الفقرات العصعصية) التي ظنوا أنها بلا فائدة، تمثل همزة الوصل بين عضلات أسفل تجويف الحوض، ويقول برسوم ميخائيل عن هذه العظمة ” هي أبعد ما يكون عن بقية ضامرة بلا فائدة. إنما هي همزة الوصل بين عضلات أسفل تجويف الحوض، والقول أنها ذيل ضامر يرينا كيف يقحم التطوُّريون تصوُّراتهم ويحشرونها حشرًا كبراهين لمساندة نظريتهم. هذا البرهان ليس أكثر معقولية مما لو قلنا أن الأنف عند الإنسان أيضًا خرطوم ضامر إذ من هنا ندلل على أن الإنسان كان يومًا من الفيلة!!”(1).
3- لا احد يستطيع الآن أن ينكر أهمية الغدد الدرقية، والنخامية، والصماء، فالغدة الدرقية تتحكم في تغذية الإنسان ونموه، والغدة النخامية تعتبر أم الغدد الصماء في الجسم كله، لأنها تسيطر على معظم الإفرازات ويقول الدكتور حليم عطية سوريال ” ومما يؤسف له أن التحوُّليين لم يصغوا إلى نصيحة أحد زعمائهم هو الأستاذ هكسلي الذي قال إن استكشاف أهمية الغدة الدرقية حديثًا يجب أن يكون إنذارًا للذين يُعوّلون كثيرًا على دليل الأعضاء الأثرية.
ومن الغريب أن الأعضاء التي اعتبرها التحوُّليون عديمة الفائدة أصبحت في وقتنا الحاضر عماد الطب العلاجي وأمله في المستقبل.. إن معظم الأعضاء التي اعتبرها التحوُّليون أثرية سواء كان ذلك في الجسم البشري أو الحيواني ظهر أن لها وظائف متفاوتة الأهمية، وبعبارة أخرى ثبت أنها ليست زائدة عن حاجة الجسم”(2).
4- إن كانت عضلات الأذن في الإنسان غير قادرة على تحريك صوان الأذن، فلأن الله حباه من الذكاء ما يُمكّنه من أن يستشف الأخطار ويهرب منها، كما شاهد داروين أحد الأشخاص له القدرة على تحريك صوان الأذن.
5- قولهم بأن طائر ” كيوي ” الذي يملك عظمة الجناح ولا يمتلك جناحين قد تطوَّر من طائر عادي ذو جناح من قبيل الكلام المُرسَل غير المؤيد بالأدلة العلمية، بدليل أن هذا الطائر منذ أن وُجِد وهو هكذا لم يتطوَّر ويمتلك أجنحة، ويقول ” بيتيت”..
“يعطي التطوُّريون مثالًا للأعضاء التي يعتبرونها أثرية ضامرة عظمة الجناح الموجودة بلا جناح في أحد أنواع الطيور في نيوزيلاندا، ويطلق عليه اسم ” كيوي ” ويعتبرون هذا دليلًا على أن هذا النوع من الطيور هي من سلالة طائر عادي ذي جناح. وعلى فرض صحة رأيهم هذا فإنه لا يمكن أن يكون برهانًا على أن هذا النوع من الطيور قد تطوَّر أصلًا من سحلية أو سيتطوَّر مستقبلًا إلى سنجاب”(3)(4).
ويقول د. حليم عطية سوريال ” ولقد صدمت الحقائق العلمية هذا الدليل (الأعضاء الضامرة) صدمة قاسية، لأنها أثبتت أن أكثر الأعضاء التي أعتبرها التطوُّريون أثرية لا تخلو من فائدة، ولا أدل على ذلك من اكتشاف أهمية الغدد ذوات الإفرازات الداخلية، لأن هذه الغدد جميعها لها وظائف وإفرازات حيوية يسبب انقطاعها موتًا عاجلًا، فالغدة الصنوبرية مثلًا (الموجودة بمؤخر المخ) تتحكم في نمو الجسم…
والغدة الدرقية (الواقعة على مقدم الرقبة) تتحكم في نموه وتغذيته، وجميعها تتحكم في الإفرازات التناسلية بل وفي توازن الإنسان العقلي، وكذلك الزائدة الدودية ثبت أن لها عملًا وإفرازًا داخليًا، وغني عن البيان إن عدم معرفتنا وظيفة جزء من أجزاء الجسم لا يعتبر دليلًا على عدم لزومه”(5).
وقال ” جودريتش ” في مؤلفه عن التطوُّر(6) ” يُوصف بالتسرع والاندفاع من يصر اليوم على القول بأن جزء من جسم الإنسان بلا فائدة”(7) كما قال ” أرثر كييث”.. ” كلما ازدادت معرفتنا بجسم الإنسان كلما نقصت قائمة الأعضاء غير الضرورية”(8)(9).
ويقول ” هنري م. موريس”.. ” الأعضاء الضامرة والتي يتردد ذكرها في بعض الكتب والتي يفترض كاتبوها أن بعض الأعضاء في الإنسان مثل الزائدة الدودية وبعض الغدد الصماء والفقرات الملتحمة الموجودة في نهاية العمود الفقري وغيرها هي آثار لأعضاء نافعة في حيوانات، أو هي تمثل مرحلة في تطوُّر الإنسان في وقت ما، كان من المعتقد أن عدد مثل هذه الأعضاء في الإنسان 180 عضوًا. إلاَّ أنه بزيادة المعرفة بفوائد هذه الأعضاء تضاءل هذا العدد بسرعة إلى حد اعتبار أنه لا توجد الآن مثل هذه الأعضاء باعتراف أنصار نظرية التطوُّر أنفسهم”(10).
_____
(1) حقائق كتابية جـ 1 ص 133.
(2) تصدع مذهب داروين والإثبات العلمي لعقيدة الخلق ص 50.
(3) فضح الهرطقات ص 82، 83.
(4) أورده برسوم ميخائيل – حقائق كتابية جـ 1 ص 133.
(5) تصدع مذهب داروين والإثبات العلمي لعقيدة الخلق ص 49، 50.
(6) ص 68.
(7) برسوم ميخائيل – بطلان نظرية التطور ص 20.
(8) الجسم الإنساني ص 326.
(9) أورده برسوم ميخائيل – حقائق كتابية ص 134.
(10) ترجمة نظير عريان ميلاد – الكتاب المقدس ونظريات العلم الحديث ص 65، 66.