دراسة التعاقب الحفري في طبقات الأرض تظهر مراحل الحياة
243- قال التطوُّريون أن دراسة التعاقب الحفري في طبقات الأرض تظهر مراحل الحياة
س243:
قال التطوُّريون أن دراسة التعاقب الحفري في طبقات الأرض تظهر مراحل الحياة، وهي تتمثل في:
1- ظهور الحياة في الماء أولًا ثم في اليابسة.
2- في عالم النبات ظهور الطحالب أولًا، ثم النباتات السرخسية، ثم عاريات البذور، ثم النباتات الزهرية.
3- في عالم الحيوان ظهور اللافقاريات أولًا ثم الفقاريات.
4- ظهور الأسماك أولًا، ثم البرمائيات، ثم الزواحف، ثم الطيور، ثم الثدييات، وأخيرًا الإنسان.
وقال التطوُّريون أن ظهور الحياة بهذه الطريقة من الكائنات الأبسط تركيبًا إلى الكائنات الأكثر تعقيدًا تثبت نظرية التطوُّر، وأن نشأة الحياة ترجع إلى أصل واحد، فهل حقًا أن التسلسل الحفري يثبت قصة التطوُّر؟
ج:
بالقطع التسلسل الحفري لا يثبت قصة التطوُّر للأسباب الآتية:
1- تمثل الحفريات بقايا الكائنات الحيَّة التي وُجدت بالصخور الرسوبية، وهناك أربع شروط يجب توافرها لكيما تتكوَّن الحفرية وهي:
أ – وجود هيكل صلب للكائن الحي مثل العمود الفقري في الأسماك.
ب- دفن الكائن الحي بعد موته مباشرة في رواسب تحميه من التحلل.
ج – توافر الوسط المناسب الذي يسمح بحلول المادة المعدنية محل المحتوى العضوي للكائن.
د – استقرار طبقات الأرض فلا يحدث في هذه المنطقة زلازل وبراكين.
وقد تشمل الحفرية بعض أجزاء من الكائن الحي، أو قد تشمل الكائن الحي بالكامل مثل أنواع الأفيال (الماموث) التي عاشت في شمال أوربا وانقرضت منذ نحو عشرة آلاف سنة، وعُثر على بعضها مضمورًا تحت سطح الجليد في شمال روسيا، فحفظها الجليد بلحمها وجلدها وشعرها وكل تفاصيل جسمها.
وتمثل الحفرية سجل متدرج للحياة القديمة، فالحفريات الحديثة نجدها في طبقات الأرض العليا، والحفريات الأقدم نجدها في الطبقات الأسفل، ويمكن تحديد عمر الحفرية عن طريق الكربون المشع والفلور المشع واليورانيوم، فعندما تصطدم الأشعة الكونية بذرات النيتروجين تتحوَّل بعض هذه الذرات إلى كربون مشع وزنه الذري 14، وهذه العملية تستمر على الدوام، وهذا الكربون المشع يتحد بالأكسجين الهوائي فيكوّن ثاني أكسيد الكربون الذي تمتصه النباتات، فينتقل الكربون المشع من النباتات إلى الإنسان أو الحيوان بالأكل…
وعندما تنتهي حياة الكائن الحي سواء كان إنسانًا أو حيوانًا فإن الكربون المشع يظل يبعث بجسيمات إشعاعية بمعدل ثابت، وعن طريق عداد جيجر يمكن احتساب الزمن الذي مرَّ على موت هذا الكائن حتى لو لم يتبقى منه إلاَّ عظام قليلة، وذلك عن طريق احتساب ما فقده هذا الكربون المشع من إشعاع.
وقد وجد علماء الحفريات أن الكائنات المتنوعة وُجِدت في وقت واحد، فوجدت الحيوانات عديدة الخلايا مع وحيدة الخلية وليس بعدها، ولم يجد هؤلاء العلماء أي دليل على أن الحيوانات الأبسط تركيبًا وجدت أولًا بمفردها، ثم تطوَّرت إلى الحيوانات الأكثر تعقيدًا، وقال ” أ. د. دوان جيش ” في محاضرته عن أصل الإنسان ” أن سجل الحفريات يدحض نظرية التطوُّر، وهو يثبت أن الأجناس قد ظهرت على الأرض في صورة مكتملة وتصميم بديع، وهذا يدل دلالة قاطعة على أن الله هو الذي خلقها”(1).
واعترف داروين قائلًا أن ” الطريقة غير المتوقعة التي تظهر بها فجأة مجموعات كاملة من الأنواع الحيَّة في بعض التكوينات قد قام جدال عليها..
على أساس أنها اعتراض قاتل للإيمان بتحوُّل الأنواع الحيَّة، وإذا كان العديد من الأنواع الحيَّة التابعة لنفس الطبقات أو الفصائل، قد بدأت حقيقة في الدخول إلى الحياة في وقت واحد، فإن هذه الحقيقة سوف تكون بمثابة ضربة قاتلة إلى النظرية الخاصة بالارتقاء من خلال الانتقاء الطبيعي. وذلك لأن النشأة بهذه الطريقة لمجموعة من الأشكال الحيَّة جميعها قد انحدر من سلف واحد ما، لا بُد من أنها عملية بطيئة إلى أقصى حد، وهذه الأسلاف لا بُد من أنها قد عاشت في وقت طويل قبل ذراريها المعدلة”(2).
2- ما قدمه التطوُّريون في هذا المجال هو مجرد إدعاءات لم تثبت أمام الفحص العلمي، فيقول كولونيل ” دافيز ” في كتابه ” الكتاب المقدَّس والعلم الحديث”(3). ” إنه من العسير على أي عالِم من علماء طبقات الأرض أن يقدم أي برهان حفري على التطوُّر، ويثبت أمام الفحص العلمي الدقيق. وبدون هذا البرهان يعجز العلم عن إثبات نظرية التسلسل بالتطوُّر”(4) كما يقول ” بيتيت”..
“كما وجدنا في الكائنات الحيَّة كذلك نجد في الحفريات أنه من السهل تصنيفها تصنيفًا متدرجًا يبتدئ بالبسيط منها وينتهي بالمركَّب، ولكن من المستحيل أن نجد برهانًا يدلل على أن مجموعة من هذه الحفريات قد تدرجت من حفريات مجموعة أخرى”(5)(6) وقال عالِم الحفريات الإنجليزي “
و. دارك” وهو من دعاة التطوُّر ” مشكلتنا أنه عندما قمنا بالبحث في الحفريات واجهتنا هذه الحقيقة في الأنواع أو في مستوى الأصناف فليس هناك تطوُّر عن طريق التدرج، بل وجدنا أن الأحياء قد ظهرت إلى الوجود فجأة، وفي آن واحد، وعلى شكل مجموعات، فأثر جميع الحفريات والأبحاث جاءت بنتيجة على عكس ما توقع التطوُّريون”.
3- اختلف التطوُّريون فيما بينهم اختلافًا كبيرًا بشأن الاستشهاد بالحفريات كدليل على التطوُّر، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. حتى انصرف أكثرهم عن هذا الدليل متعللين بأن السجل غير كامل، ويقول “و. ب. سكوت”..
“إن الضحكات والسخافات التي جاءت في كتابات من كتبوا في التسلسل الحفري، فضلًا عن الاختلافات الكثيرة التي ظهرت بينهم، جعلت الكثيرين من علماء الحيوان يصرفون النظر عن التسلسل الحفري كله كشيء غير جدير بانتباههم. لأنهم وجدوا أن ما يزعم كاتب عنه أنه بديهي وأساسي يرفضه كاتب آخر كشيء مستحيل وسخيف”(7)(8).
4- يعتمد علم البكتريولوجيا على زرع البكتريا واستنباتها، مع تميّيزها عن بعضها البعض، فلو أخذنا بمبدأ التطوُّر بأن هذه البكتريا الوحيدة الخلية قد تتطوَّر إلى حيوان عديد الخلايا، فإن علم البكتريولوجيا ينهار من أساسه.
_____
(1) أورده هارون يحيى – خديعة التطوُّر ص 252.
(2) أصل الأنواع ص 523، 524.
(3) ص 110.
(4) أورده برسوم ميخائيل – بطلان نظرية التطوُّر ص 22.
(5) فضح الهرطقات ص 83 – 85.
(6) برسوم ميخائيل – حقائق كتابية جـ 1 ص 136.
(7) داروين والعلم الحديث ص 189.
(8) برسوم ميخائيل – حقائق كتابية جـ 1ص 137.