الأجنحة في الحمام والصقور تدل على أن لهما جد مشترك واحد
240- قال التطوُّريون أن ما يؤيد نظرية التطوُّر هو وجود أعضاء متماثلة بين الأنواع المختلفة، فمثلًا الأجنحة في الحمام والصقور تدل على أن لهما جد مشترك واحد، كما أن التركيب المشترك بين نوعين يعد دليلًا على أن الأرقى منهما تطوَّر من الأدنى.. فما مدى صحة هذه الأفكار؟
خامسًا: الأعضاء المتماثلة والتركيب المشترك
ج: لا تعد الأعضاء المتماثلة ولا التركيب المشترك بين الأنواع دليلًا على التطوُّر للأسباب الآتية:
1- لو قلنا أن الأجنحة في نوعين من الطيور دليل على أن لهما جد واحد مشترك، فإننا نقف أمام معضلة وهي أن للطيور أجنحة، وللخفافيش (وهي نوع من الثدييات) أجنحة، وللحشرات أيضًا أجنحة، وكذلك الأركيوبتركس وهو نوع من الديناصورات المنقرضة، كان له أجنحة، فهل معنى هذا أن الفئات الأربعة السابقة نشأوا من جد واحد مشترك؟! لا يقل بهذا أحد، ولا التطوُّريون أنفسهم، وبالمثل إذا كان هناك عيونًا متشابهة بين الإنسان والأخطبوط، فهل معنى هذا أن لهما جد واحد مشترك؟! لم يقل أحد بهذا، ولا التطوُّريون أنفسهم.
2- إن قلنا أن كل من الحمامة والحيَّة يتشابهان في أن كل منهما يضع بيضًا يفقس، فهل معنى هذا أن الحمامة وهي طائر تطوَّرت من الحيَّة وهي من الزواحف..؟! وإذا قلنا أن هناك تشابهًا بين الفأر والإنسان في أن كل منهما يلد ويُرضع، فهل معنى هذا أن الفأر الأدنى قد تطوَّر إلى الإنسان الأرقى؟! لم يقل أحد بهذا، ولا التطوُّريون أنفسهم.
3- إذا قلنا أن تشابه المركبات العضوية في الإنسان والحيوان يعد دليلًا على التطوُّر، فمن المنطقي أن نقول أن الزواحف والحيوانات والطيور والإنسان جميعهم يرجعون إلى أصل واحد، لأن عظام كل منهم يتكون من كربونات الكالسيوم.
4- عاشت ومازالت تعيش جميع الثدييات في وقت واحد، الأدنى منها مع الأرقى، وهذا دليل واضح على أن الله جبل كل نوع كجنسه بدون خوض ولا اختلاف ولا تغيّير ولا تشويش.
5- لو كان التطوُّر يؤدي حقيقة إلى ظهور أنواع جديدة، واختفاء الأنواع القديمة، لوجدنا الآن الإنسان فقط يتربع على قمة التطوُّر، ولختفت جميع الثدييات الأدنى منه، مثل الثدييات التي تضع بيضًا، أو التي تحتفظ بصغارها في كيس، ولكننا مازلنا نرى الثدييات البيوضة مثل خلد الماء والكيسية مثل الكنغر ولم يتحوَّل احدهما إلى ثدييات مشيمية.