هل كل الأحماض الأمينية تصلح لتكوين البروتينات؟ وهل كل النيوكليوتيدات تصلح لتكوين الحمض النووي DNA؟
216- هل كل الأحماض الأمينية تصلح لتكوين البروتينات؟ وهل كل النيوكليوتيدات تصلح لتكوين الحمض النووي DNA؟
ج:
لا , فالأحماض الأمينية التي تكون البروتينات يجب أن تكون عسراء فقط وليست يمناء, فالحمض الأميني قد يكون حمضًا أعسرًا Left-Handed acid أو حمضًا أيمنًا Right-Handed acid , والأمر المدهش أن كل البروتينات في النباتات والحيوانات تتكوَّن من أحماض أمينية عسراء فقط, ولو دخل عليها حمض أميني واحد أيمن لأصبح البروتين عديم الفائدة , فهل تستطيع الصدفة العمياء أن تنتقي الأحماض العسراء فقط وتهمل الأحماض اليمناء حتى تُكوّن البروتين!!
والأمر الغريب أن الموسوعة البريطانية العلمية التي تدافع عن التطوُّر تؤكد أن البروتينات تتكوَّن من أحماض أمينية عسراء , وتُشبّه هذا الأمر بقذف عملة في الهواء مليون مرة , والحصول في كل مرة على ذات الوجه ” أنه من غير الممكن أن يفهم المرء لماذا تصبح الجزيئات عسراء أو يمناء, وأن هذا الاختبار له علاقة ساحرة بأصل الحياة على الأرض”(1)(2).
وهناك أمر آخر مدهش خاص بالأحماض الأمينية , فهذه الأحماض تمتلك أكثر من ذراع واحد للترابط مع مثيلتها , ولكي يتكون جزئ البروتين لا بُد أن هذا الترابط يتم بطريقة معينة أي من خلال أذرع معينة , ويسمى هذا الترابط ” ترابط ببتيدية ” peptide bond. أما الأحماض الأمينية التي لا تترابط معها بترابط ببتايد فلا يمكن أن تكون جزئ البروتين.
وأيضًا النيوكليوتيدات nucleatides وهي أصغر وحدات بناء في الحمض النووي الصبغي DNA لا بُد أن تكون يمناء فقط , فهل تقوي الصدفة العمياء على هذا الاختيار الواعي؟!! ومما يذكر أن الذي اكتشف الحمض النووي DNA هو ” فرنسيس كريك” (1916 – 2004م) في شهر مارس 1953م بعد جهد شاق استغرق سنتين، وساعده في البحث صديقه ” جيمس واتسون ” وكلاهما كان ملحدًا ” وكان شغلهما الشاغل اكتشاف الأسرار الحقيقية للمادة لإثبات أنه لا يوجد كائن فوق الوجود المادي، أي لا يوجد إله.. وقد حصل على جائزة نوبل للطب مناصفة مع صديقه ورفيق دربه جيمس واتسون عام 1962م”(3).
_____
(1) Fabbri Britannica Bilim Ansikkopedisi , vol2,No22,p.519.
(2) أورده هارون يحيى – خديعة التطوُّر ص 114، 115.
(3) مجلة العلم عدد 336 – سبتمبر 2004م ص 28، 29.