Site icon فريق اللاهوت الدفاعي

ما هي الانتقادات التي وُجهت إلى نظرية التطوُّر عن طريق الطفرة؟

 230- ما هي الانتقادات التي وُجهت إلى نظرية التطوُّر عن طريق الطفرة؟

ج: من أهم الانتقادات التي وُجهت إلى نظرية التطوُّر عن طريق الطفرة ما يلي:

1- الطفرة نادرة الحدوث، فالتجارب التي أجراها ” دي فريز ” على نبات البازلاء، كان معدل التغيُّر 1: 500، والتجارب التي أجراها ” مورجان ” على ذبابة الفاكهة جاء معدل التغيُّر 1: 100000، ويقول الدكتور مصطفى عبد العزيز، والدكتور عبد العزيز أمين ” إن التغيرات الفجائية نادرة الحدوث، ولذلك لا يمكن النظر إليها كأساس هام لتطوُّر دائم مستمر.. فذبابة الفاكهة تتغير واحدة منها في كل مائة ألف ذبابة، ولا تحدث إلاَّ مرة واحدة في كل خمسمائة مرة في حالة النبات المسمى ” إينوثيرا لاماركيانه”(1)(2).

2- تؤدي الطفرة إلى تغيرات طفيفة، لا ترقى أبدًا إلى تغيّر النوع إلى نوع آخر، فالدجاجة العارية الرقبة مازالت دجاجة، والخروف ذو الأرجل القصيرة مازال خروفًا، والطفل ذو الست أصابع مازال طفلًا وهلم جرا.. ويقول د. حليم عطية سوريال ” إن جميع الطفرات التي شوهدت حتى الآن سواء كانت طبيعية أو اصطناعية لم تتجاوز نطاق النوع، والتغيُّرات التي حدثت كلها سطحيَّة ولم تمس جزءًا من الأجزاء الداخلية أو الأحشاء الحيوية، ولم تُحدِث تغيُّيرًا في تركيب الحيوان العمومي، فإن ذبابة الفاكهة بالرغم من تعذيبها وتشويهها لم تخرج عن كونها ذبابة فاكهة، ومازالت حافظة لمميزاتها الجوهرية، ويمكن تطبيق هذا القول على الحيوانات الأخرى التي شوهدت فيها تلك الطفرات”(3) ولذلك كان من قوانين مندل في الوراثة أن العوامل الوراثية ثابتة لا تتغيَّر ولا تتأثر على توالي الأجيال.

ويقول الأستاذ مجدي صادق ” وقد أثبتت قوانين الوراثة أنه على فرض حدوث طفرة داخل النوع الواحد فإن هذه الطفرة لا تُحوّل القرد إلى إنسان ولا السمكة إلى تمساح فالطفرة وفقًا لقوانين الوراثة المندلية ما هي إلآَّ صفات وراثية معطلة داخل النوع الواحد، وهي تظهر متى التقى الأبوان الصحيحان.

أما نظرية دي فريز عن التطوُّر بالطفرة فتعني أن القرد بالطفرة يتحوَّل إلى إنسان، والسمكة بالطفرة تتحوَّل إلى تمساح، والتمساح يتحوَّل بالطفرة إلى أسد، ولا داعي لوجود الحلقة المفقودة أو الحيوان الوسيط بين الأنواع المختلفة.. والواقع أن النظريات الخاصة بالتطوُّر التدريجي أو بالطفرة قد تهاوت الآن ولا يتمسك بها إلاَّ مكابر أو متخلف عن ركاب العلم أو مُغرِض، في حين تأيدت رواية الكتاب المقدَّس علميًا وفقًا لقوانين الوراثة التي أثبتت أن الأحياء جميعًا تتكاثر كأجناسها”(4).

وهذا يوافق قول الكتاب المقدَّس أن كل نوع يتكاثر ” كجنسه ” فيقول ” بيتيت”.. ” إن العلم الصحيح يتعامل مع الحقائق وليس مع النظريات، ويتعلم أكثر من عجائب الطبيعة. ومن ثمَ فإننا نجد الأجناس المختلفة المذكورة في (تكوين الإصحاح الأول) تتفق في دقة وارتباط وثيق مع الأجناس Ganera وليس مع الأنواع Species التي يصنفها علم الأحياء الحديث، وكل معلوماتنا الحاضرة تؤيد تعليم (تك 1) من أن كل نوع كان يتكاثر ” كجنسه”.. وملخص مبادئ مندل هو {إن الوالدين لا يستطيعان أن يعطيا الذرية عنصرًا جديدًا، وبالتبعية لا يعطيانها الخواص التي لا يمتلكانها هما شخصيًا} وهذه الحقيقة لها أهميتها العظمى، فإن أحدًا لا يعطي ما لا يملك. ولكن الغرابة كل الغرابة إن أناسًا يعرفون هذه الحقيقة، ومع ذلك يرفضون حقائق تكوين (الإصحاح الأول) التي تؤيد هذه الحقيقة، ويقبلون مبادئ التطوُّر التي تفترض أن خلية الأميبا أو أحد الميكروبات يمكن أن يعطينا إنسانًا”(5)(6).

ويقول د. حليم عطية سوريال ” يقول المعارضون لمذهب التحوُّل نحن لا ننكر الأمثلة التي أوردها داروين في كتابه أصل الأنواع عن إمكان توالد حيوانات تختلف اختلافًا كثيرًا عن والديها كما في بعض حالات الكباش والحمام والكلاب وبعض النباتات وإلى غير ذلك. ولا ننكر مشاهدات ” دي فريز ” De Vries على الزهرة المسماة اينوثيرا لاماركيانه Oenothera Lamarkiana ولا ننكر نتائج تجارب ” مورجان ” Morgan على حشرة الدروسوفيلا ولا ننكر العوامل اللاماركية (نسبة إلى لامارك) من تأثير البيئة والغذاء والحركة في إحداث تغييرات في بعض الأنواع الحيَّة، ولا ننكر فكرة داروين الأصلية في تجمع بعض الاختلافات الطفيفة في أفراد النوع الواحد، ولكن ثبت أن جميع تلك العوامل لا يمكنها تغيّير نوعًا من الأنواع الحيَّة إلى نوع آخر، وكل التغيُّرات التي يمكن أن تحدثها سطحيَّة لا تمس التركيب الجوهري للنبات أو للحيوان”(7).

3- ليس بالضرورة أن ينتج عن الطفرة أجيالًا أصلح وأقوى، بل قد ينتج عنها أجيالًا أضعف، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. فيقول د. حليم عطية سوريال إن “معظم تلك التغيُّرات تحدث بإنقاص أو تشويه جزء من الأجزاء الموجودة، وعلى ذلك لا يمكن الاعتماد عليها لتعليل تكوين أجزاء جديدة من الأجزاء التي تميز نوعًا من الأنواع عن نوع آخر. أما الحالات التي تظهر فيها الطفرات بزيادة جزء من الأجزاء كما في حالات الخراف ذات الأربع قرون أو الستة أصابع عند الإنسان فإن الزيادة تعتبر من نوع الشذوذ ولا قيمة لها في مسألة النشوء”(8).

فالطفرة تحدث نتيجة قطع أو استبدال يحدث في جزئ الـDNA الموجود في نواة الخلية، والذي يحمل كل المعلومات الوراثية، وهذا القطع أو الاستبدال يحدث عندما تتعرض الخلية للإشعاع أو التفاعلات الكيميائية، مما يؤدي إلى تدمير النيوكليوتيدات المكوَّنة لجزئ DNA أو تغيير أماكنها، وهذه الطفرة التي تحدث مصادفة لا تمثل العصا السحرية التي تؤدي للتطوُّر. إنما العكس تمامًا فإنها تؤدي إلى أضرار جسيمة، وخير دليل على ذلك ما أصاب أهالي هيروشيما وناجازاكي اللذان عانيا من القنابل الذرية التي أُلقيت عليهما، أو ما نتج من انفجار مفاعل تشرنوبل من وفيات وإعاقات.. فالحقيقة أن تركيب جزئ الـDNA في منتهى التعقيد، فأي تدخل غير واعي لن يؤدي إلاَّ لنتائج ضارة، فالزلزال لن يؤدي إلى تحسين الأوضاع بل يؤدي إلى الدمار، فأفضل وضع لجزئ DNA هو ما صنعه الله عليه، وأي تدخل من الإنسان فإنه تدخل للخراب والدمار(12) واعترف عالِم التطوُّر ” وَرن ويفر ” قائلًا “سيتحير الكثيرون من حقيقة أن كل الجينات المعروفة تقريبًا التي أصابتها طفرة هي عبارة عن جينات ضارة، فالناس يظنون أن الطفرات تشكل جزءًا ضروريًا من عملية التطوُّر، فكيف يمكن أن ينتج تأثير جيد (أي التطوُّر إلى شكل أعلى من أشكال الحياة) من طفرات كلها ضارة تقريبًا”(9)(10).

ونظرًا لأن ذبابة الفاكهة تتكاثر بسرعة، ومن السهل أن تظهر فيها الطفرات، لذلك أجرى كثير من العلماء التجارب عليها خلال خمسين سنة، ولم تنجح هذه التجارب قط في ظهور نوع جديد أو حتى إيجاد إنزيم جديد، ويقول “مايكل بيتما”.. “لقد قام “مورغان” و”غولد شميدت” و”مولر” وغيرهم من علماء الوراثة بتعريض أجيال من ذباب الفاكهة لظروف قاسية من الحرارة، والبرودة، والإضاءة، والظلام، والمعالجة بالمواد الكيمائية، والإشعاع، فنتج عن ذلك كله جميع أنواع الطفرات، ولكنها كانت كلها تقريبًا تافهة، أو مؤكدة الضرر. هل هذا هو التطوُّر الذي صنعه الإنسان”(11) إذًا الطفرات لا تضيف أية معلومات جديدة إلى جزئ الـDNA، وبالتالي فإنها تفشل تمامًا في تطوُّر أي نوع إلى نوع آخر، أو إيجاد عضو جديد، أو خاصية جديدة للكائن. إنما قد تؤدي إلى تشوهات شديدة مثل بروز القدم من الظهر أو خروج الأذن من البطن.. إلخ.

وقال البعض أن سبب حدوث الطفرة هو تعرض الكائن للأشعة الفوق بنفسجية التي توجد في الإشعاع الساقط على الأرض، فإن هذه الأشعة تؤثر على الصبغيات والجينات فتظهر الطفرات، ولكن لو كان هذا يمثل قاعدة ثابتة لوجدنا كل النباتات التي تتعرض للأشعة الفوق بنفسجية تظهر بها الطفرات، ولكن هذا لم يحدث قط. كما إن الطفرات التي تقع خارج الخلايا التناسلية لا تورث، فالإنسان الذي شُوّهت عينيه بسبب تعرضه لنوع ضار من الإشعاع لا ينجب طفلًا مثله، إنما ينجب طفلًا ذو عينين طبيعيتين.

_____

(1) أسرار الحياة ص 58، 59.

(2) أورده برسوم ميخائيل – حقائق كتابية جـ 1 ص 156.

(3) تصدع مذهب داروين والإثبات العلمي لعقيدة الخلق ص 99، 100.

(4) الكتاب المقدَّس مفتاح العلم وأسرار الكون ص 36، 37.

(5) فضح الهرطقات ص 87.

(6) أورده برسوم ميخائيل – حقائق كتابية جـ 1 ص 157.

(7) تصدع مذهب داروين والإثبات العلمي لعقيدة الخلق ص 13، 14.

(8) المرجع السابق ص 100، 101.

(9) Warren Weaver ” Genetic Effects of Atomic Radiation ” , Science , Vol 123 , P. 1159.

(10) أورده هارون يحيى – خديعة التطوُّر ص 42.

(11) المرجع السابق ص 43.

(12) راجع هارون يحيى – خديعة التطوُّر ص 42.

Exit mobile version