211- هل نجح “ميلر” و”يوري” في خلق الحياة كما أشاع التطوُّريون؟
ج: قام ” ستانلي ميلر ” بمساعدة أستاذه ” هالولد يوري ” سنة 1953م باستخدام خليطًا غازيًا من 1- الأمونيا 2- الميثان 3- الهيدروجين 4- بخار الماء (مفترضًا وجود هذه الغازات في الأرض البدائية) وقام ميلر بغلي هذا الخليط لمدة أسبوع بواسطة حرارة تبلغ 100 ْم، وأضاف إليها تيارًا كهربائيًا (وكأنها ومضات البرق في الأرض البدائية) وفي نهاية الأسبوع حلَّل المواد الكيميائية في قاع الوعاء فعثر على ثلاثة أحماض أمينية، فقام لوقته بعزلها، والحقيقة أن تجربة ميلر هذه تعتبر تجربة فاشلة للأسباب الآتية:
1- أقر العلماء في الثمانينيات بأن الغازات التي كانت تحيط بالأرض البدائية هما النيتروجين وثاني أكسيد الكربون، ولم يكن هناك غاز الميثان ولا الأمونيا، ولكن ميلر اضطر لاستخدام غاز الأمونيا ليصل إلى حمض أميني، وكتب ” كيفن ماكين ” في مقاله بمجلة الاكتشاف Discover يقول ” قام ميلر ويوري بمحاكاة الجو القديم للأرض بخليط من غازي الميثان والأمونيا.. كان يجب أن يتكون الجو الكيميائي لتلك الفترة في معظمه من النيتروجين وثاني أكسيد الكربون وبخار الماء، ولا تعد هذه الغازات غازات مناسبة مثل الميثان والأمونيا لتكوين جزئيات عضوية”(1)(2) وعندما قام ” فيريس” و”” تشين ” بتكرار تجربة ميلر في بيئة تحتوي على ثاني أكسيد الكربون والهيدروجين والنيتروجين وبخار الماء، فشلت التجربة ولم يتمكنا من الحصول على أي حمض أميني(3).
2- بمجرد أن أنهى ميلر تجربته عزل الأحماض الأمينية بطريقة تُسمى ” المصيدة الباردة ” Cold Trap ولو تركها لتدمرت ثانية، ومن الطبيعي أن ظروف العزل هذه لم تكن متوفرة في الأرض البدائية، ويقول ” ريتشارد بليس ” العالِم الكيميائي ” لولا هذه المصيدة الباردة، لكانت المنتجات الكيميائية قد دُمّرت بفعل المصدر الكهربائي”(4).
3- بانتهاء تجربة ميلر تكونت أحماض عضوية ذات خواص مدمرة لبنية الكائنات الحيَّة، وهذه الأحماض العضوية كانت كفيلة بالقضاء على الأحماض الأمينية لو لم يتم عزلها فورًا.
4- ما تكون من تجربة ميلر أحماض أمينية ذات الاتجاه الأيمن، ومن المعروف أن هذه الأحماض الأمينية اليمناء لا يمكن أن تُكوّن جزئ بروتين واحد.
5- اعترف ” هارولد يوري ” بأن الموضوع يدخل في نطاق أكثر من التطوُّر فيقول ” يكتشف كل من يقوم منا بدراسة أصل الحياة بأنه كلما أمعن النظر في هذا الموضوع كلما شعرنا بأنه أعقد من أن يتطور في أي مكان، وكلنا نسلم، كقضية عقائدية، بأن الحياة قد تطوَّرت من المادة الميتة في هذا الكون، ولكن كل ما في الأمر أن تعقيدها من الضخامة بمكان بحيث يصعب علينا أن نتخيل وقوع الأمر بهذه الطريقة”(5)(6).
ونشرت مجلة الأرض EARTH في عددها الصادر في فبراير 1998م رغم أنها تناصر نظرية التطوُّر تقول ” يعتقد الجيولوجيون الآن أن الجو البدائي قد تكون في معظمه من ثاني أكسيد الكربون والنيتروجين، وهما غازان أقل تفاعلًا من تلك الغازات التي اُستخدمت في تجربة عام 1953م وحتى إن أمكن لجو ميلر أن يُحدِث، فكيف يتسنى لك أن تجعل جزئيات بسيطة مثل الأحماض الأمينية تمر بالتغيرات الكيميائية اللازمة التي ستحولها إلى مركبات أكثر تعقيدًا أو بوليمرات مثل البروتينات؟ ميلر نفسه عجز عن حل ذلك الجزء من اللغز، وقد تنهد قائلًا بسخط: أنها مشكلة كيف تصنع البوليمرات؟ لا يتم الأمر بكل هذه السهولة”(7)(8).
ونشرت مجلة “ناشيونال جيوغرافيك” في عدد مارس 1998م مقالة بعنوان ” ظهور الحياة على الأرض ” جاء فيها ” أن العديد من العلماء الآن يشكُّون في أن الجو البدائي كان مختلفًا عما أفترضه ميلر في البداية. أنهم يعتقدون أنه كان متكونًا من ثاني أكسيد الكربون والنيتروجين بدلًا من الهيدروجين والميثان والأمونيا، وهذه أخبار سيئة للكيميائيّين، فعندما يحاولون أن يشعلوا شرارة في ثاني أكسيد الكربون والنيتروجين، سيحصلون على كمية تافهة من الجزيئات العضوية تكافئ إذابة قطرة من مُلوّن طعام في بركة سباحة، وهكذا يجد العلماء صعوبة في تخيل أن الحياة قد نشأت في مثل هذا الحساء المخفف”(9)(10).
_____
(1) Kevin Mc Kean , Bilim Ve Teknik No 189 , P. 7.
(2) أورده هارون يحيى – خديعة التطوُّر ص 124.
(3) راجع هارون يحيى – خديعة التطوُّر ص 124.
(4) أورده هارون يحيى – خديعة التطوُّر ص 124.
(5) W.R. Bird, The Origin of Species Revisited, Nashville: Thomas Nelson Co , 1991 , P. 325.
(6) المرجع العربي السابق ص 126.
(7) Earth, Life’s Crucible February 1998 P 34.
(8) أورده هارون يحيى – خديعة التطوُّر ص 123.
(9) National Geographic , the Rise of Life on Earth , March 1998 P 68.
(10) أورده هارون يحيى – خديعة التطوُّر ص 123.