ما هي نظرية التوالد الذاتي؟
الفرض الثاني: الحياة تولدت من تلقاء ذاتها
ج: لاحظ البعض ظهور كائنات حيَة دقيقة على الخبز، وظهور ديدان في الجبن واللحوم التي تترك في الهواء، وخروج بعض الديدان من الأرض الرطبة. فنادوا بنظرية التوالد الذاتي للحياة، وعللوا ذلك بحدوث بعض التفاعلات الكيميائية بين بعض العناصر في ظروف خاصة، وقد نتج عن هذه التفاعلات خروج كائنات حيَة للحياة، وظهرت في هذا المجال عدة نظريات تعلل نشأة الحياة مثل ” نظرية أوبارين ” ونظرية ” برنال ” وغيرهما، ولكل نظرية مثالبها التي لم يستطع العلماء التغلب عليها، ولكن هناك ملاحظات عامة على هذه النظريات وهي:
1- تفترض هذه النظريات أن الحياة نشأت في الماء قبل اليابس.
2- أن حبيبات الطين هي أنسب مكان لحدوث التفاعلات التي أدت إلى نشأة الحياة، وذلك لتوفر العناصر التي تتكون منها الكائنات الحيَة في الطمي نفسه.
3- تفترض هذه النظريات توافر مصادر طاقة صدرت من البروق أو الإشعاعات الشمسية، وساعدت على حدوث التفاعلات التي أدت إلى نشأة الحياة.
ويوضح د. أنور عبد العليم الأسس العامة أو الخطوات التي أدت إلى نشأة الحياة فيقول ” وضع العلماء فروضا أساسية ثلاثة لنظرية نشأة الحياة وهذه الفروض هي:
1- تكوين مواد عضوية بسيطة التركيب مثل الغازات الأيدروكربونية ومشتقاتها النتروجينية من مواد غير عضوية بسيطة كخطوة أولى أساسية في نشأة الحياة.
2- تحويل هذه المواد العضوية البسيطة إلى مواد عضوية أكثر تعقيدا من نوع تلك المواد التي تتميز بها المادة الحيَة، مثل البروتينات والأحماض الأمينية والدهنيات والبورفيرينات.
3- تجميع جزئيات هذه المواد العضوية المعقَدة لتبني أنظمة أكثر تعقيدا، قادرة على القيام بالتفاعلات الكيميائية وقادرة أيضا على الانقسام، مثلما تجده في الكائنات الحيَة الأولية”(1)(2).
وقد دلَل أصحاب نظرية ” التوالد الذاتي ” على صحة نظريتهم في الخمسينيات عندما نجح ” ستانلي ميلر ” بمساعدة أستاذه ” هارولد يوري ” في تحضير بعض الأحماض الأمينية من مواد غير عضوية بالمعمل، وعندما نجح ” فوكس ” في الوصول إلى نظائر البروتينات. كما أعتبر أصحاب هذه النظرية أن الفيروسات المتبلورة تعد مرحلة وسيطة بين عالمي الجماد والأحياء، وقد سبق ” هيجل ” وقال ” أعطني هواء ومواد كيميائية ووقتا، وأنا أعطيك إنسانا”(3).
ومع تقدم العلم اتضح عدم صدق نظرية التوالد الذاتي، كما اتضح أن كلام ” هيجل ” هراء.
_____
(1) قصة الحياة ونشأتها على الأرض ص 100.
(2) ويتكرر نفس المعنى في ذات الكتاب ص 151، 152.
(3) نيافة الأنبا بولا أسقف طنطا – الكتاب المقدَس والعلم – أيام الخلق ص 36.